دم في حجرة العين الأمامية (التحدمية) | Hyphema

أهم أسباب ظهور دم في العين (في الحجرة الأمامية للعين) هي:

• تعرض العين للصدمات

تعتبر الصدمة السبب الأكثر شيوعاً لظهور التحدمية في العين، إذ غالباً ما تتكون نتيجةً لتعرض الجزء الظاهر من العين لضربة مباشرة، سواء كانت نتيجة التصادم أو الشجار مع شخص آخر أو بفعل أداة، أو عصا، أو كرة، أو التعرض لحادث، أو إصابة رياضية، أو الوقوع أرضاً، وغيرها من المسببات التي قد تشمل إصابة العين.

• عمليات العيون الجراحية

تظهر التحدمية مبكراً بعد إنهاء عملية جراحية في العين، نتيجة نزيف في الجسم الهدبي أو في نهاية قناة شليم (Schlemm canal)، أو نزيف في القزحية، أو في ندبة متواجدة في القرنية أو الصلبة.

كما يمكن للتحدمية أن تظهر بعد فترة من إجراء العملية نتيجة لتكون أوعية دموية جديدة في مكان الجرح الذي تم إجراء العملية الجراحية عبره كما في ما بعد عملية استحلاب العدسة في حالات إعتام عدسة العين، إذ تكون الأوعية الدموية ضعيفة ومعرضة للنزيف بعد فترة من إجراء العملية.

هنالك العديد من الحالات الجراحية الأخرى التي من الممكن أن يرافقها ظهور تحدمية في العين كالحالات التي يتم فيها استخدام الليزر أو الحالات التي تحتاج إلى زراعة عدسة داخل العين إذ يُحتمل ظهور التحدمية بعد أسابيع إلى شهور من تاريخ إجراء العملية، إضافة إلى حالات بضع القزحية باستخدام الليزر وحالات تكون أوعية دموية جديدة بعد إجراء عملية جراحية.

• التحدمية التلقائية

تظهر تلقائياً دون تعرض العين للصدمات، ويمكن أن تكون نتيجةً لحالة مرضية مثل مرض السكري، أو نقص تروية الدم، أو تكون ندبة، أو نتيجة لوجود أحد أنواع الأورام في العين.

• التحدمية غير معروفة السبب

يعتبر هذا النوع نادراً جداً وتختفي فيه التحدمية تلقائياً بعد فترة من الزمن.

• التهاب العين بفعل فيروس الهربس.
• اضطرابات الأوعية الدموية الموجودة على سطح القزحية (الجزء الملون من العين).
• اضطرابات متعلقة بتخثر الدم، مثل مرض فقر الدم المنجلي ومرض سيولة الدم.

تظهر التحدمية لمدة 5-6 أيام في حال عدم تسببها بأي مضاعفات. في حال رافق التحدمية ارتفاع ضغط العين فأنه يستمر لمدة 6 أيام تقريباً.

يصاحب ظهوردم في حجرة العين الأمامية العديد من الأعراض، أهمها:

• ظهور الدم في الجزء الأمامي من العين.
• ألم العين.
• حساسية العين تجاه الضوء.
• تشوش وضبابية في الرؤية وأحياناً حجبها.
• في حال كانت التحدمية صغيرة الحجم قد لا تبدو واضحة للعين المجردة، بينما إذا كانت التحدمية كبيرة قد تظهر العين كأنها غارقة بالدماء.

يأخذ الطبيب السيرة المرضية لتحديد سبب ظهور التحدمية سواء كان ذلك نتيجة التعرض لصدمة أو غيرها من الأسباب، ومن ثم يقوم بالفحص السريري، ويعتمد الطبيب في تشخيصه على إحدى الفحوصات التالية:

• فحص حدة البصر أو فحص العين الشامل لتحديد مدى قدرتك على الرؤية.
• المصباح الشقي، يساعد في فحص ورؤية العين من الداخل.
• فحص ضغط العين.
• الصورة المقطعية (بالأنجليزية: CT Scan)، لتحديد وجود كسور في منطقة الحجاج وهو الجوف العظمي المحيط بالعين.
• التأكد من عدم وجود أمراض في الدم مثل مرض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، ويعد التدخل الجراحي في هذه الحالات هو الحل الأفضل.

قياس درجات التحدمية

يتم قياس درجة التحدمية الناتجة عن التعرض للصدمات من خلال الفحص السريري وتبعاً لنظام تدريجي كما يلي: 

• الدرجة الأولى: طبقة من الدم تغطي أقل من ثلث غرفة العين الأمامية، وتشكل معظم الحالات.
• الدرجة الثانية: طبقة من الدم تغطي ثلث إلى نصف غرفة العين الأمامية.
• الدرجة الثالثة: طبقة من الدم تغطي أكثر من نصف غرفة العين الأمامية.
• الدرجة الرابعة: طبقة من الدم المتخثر تغطي كامل غرفة العين الأمامية، وتُشبه عادة بكرة البلياردو السوداء.

قد تختفي التحدمية الخفيفة تلقائياً خلال أسبوع من ظهورها، ويمكن استخدام مسكنات الألم بعد وصفها من الطبيب المختص، ويجب التنويه إلى عدم استخدام الأدوية أو قطرات العين أو تغطية العيون دون استشارة طبيب العيون خشية تفاقم المشكلة. 

يعتمد اختيار نوع العلاج على عوامل عدة تشمل كلاً مما يلي:

• عمر المريض، والتاريخ المرضي والدوائي للمريض.
• مقدار الإصابة ودرجة التحدمية.
• مقدار استجابة الجسم للأدوية المعطاة.

يشمل العلاج كلاً مما يلي:

• مسكنات الألم، مثل الأسيتامينوفين (باراسيتامول) ويستخدم في الحالات الخفيفة من التحدمية، ويجب تحذير المريض من عدم استخدام الأسبرين كونه من مميعات الدم التي قد تفاقم المشكلة بدلاً من حلها، وأيضاً عدم استخدام مسكنات الألم غير الستيرويدية مثل الأيبوبروفين والنابروكسين والكثير من الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل. كما يجب التنويه إلى عدم الإكثار من استخدام الأسيتامينوفين في عملية تسكين الألم، فقد يؤدي إلى إخفاء الألم الناجم عن ضغط العين، إذا تعد حالة طارئة تتطلب مراجعة الطبيب فوراً.
• قطرة العين المحتوية على الستيرويد، للحد من الالتهاب وتخفيف آلام العين.
• قطرة العين المحتوية على الأتروبين.
• وضع ضمادة على العين المصابة لحمايتها من التعرض لأي صدمات أخرى.
• أخذ قسطاً كافياً من الراحة.
• تجنب النشاطات التي قد تجهد العين مثل القراءة.
• المحافظة على الرأس مرتفعاً لما لا يقل عن 40 درجة أثناء النوم لتسهيل امتصاص الدم.
• التحقق من قياس ضغط العين يومياً.
• توخي الحذر تجاه ممارسة الرياضات والأنشطة التي من الممكن أن تتسبب بإصابة العين مما يؤدي لظهور التحدمية.

يجب تنبيه المرضى إلى ضرورة الالتزام بنصائح الطبيب، وذلك لأن 15-20% من المصابين بالتحدمية قد يصابون بالنزيف خلال 3-5 أيام.

علاج التحدمية عند الأطفال والمسنين

يحتاج كلاً من الأطفال والمسنين رعاية خاصة في المستشفى في حالة وجود دم في العين، إذ يتم معاينتهم كما ذكر سابقاً بالإضافة للإجراءات التالية:

• الأدوية المضادة للاستفراغ، والتي تحدث كنتيجة لزيادة ضغط العين.
• قطرات العين المحتوية على حاصرات مستقبلات البيتا، لعلاج ضغط العين المرتفع.
• تغطية العين لمدة أسبوعين على الأقل في حال كان سبب الإصابة هو صدمة في العين.
• مراجعة الطبيب لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة.
• تجنب الأنشطة المجهدة للعين كالقراءة لمدة أسبوعين على الأقل.
• المراجعة السنوية لطبيب العيون للتأكد من عدم الإصابة بالـجلوكوما.

يعد بقاء الدم في القزحية لفترة طويلة أمراً في غاية الخطورة، فإذ لم يتم علاجه بالشكل الملائم والفوري فقد يؤدي لحدوث المضاعفات التالية:

• ارتفاع ضغط العين.
• زرق العينين (الجلوكوما).
• التصاق خلفي للقزحية، وتعد من المضاعفات نادرة الحدوث، وتحدث غالباً بعد العمليات الجراحية للعين.
• التصاق القزحية الأمامي المحيطي، وتعد من المضاعفات التي تحدث نتيجة وجود الدم في العين لمدة تتجاوز التسعة أيام.
• التصبغ الدموي للقرنية، وتحدث عندما يغطي الدم كامل العين (الدرجة الرابعة) ويرافقها ارتفاع ضغط العين.
• ضمور العصب البصري، يحدث نتيجة ارتفاع ضغط العين الحاد المفاجئ، أو نتيجة ارتفاع ضغط العين الدائم.

[1] Deborah Weatherspoon. What Is a Hyphema? Retrieved on the 9th of January, 2022.

[2] Alan Kozarsky. Hyphema (Bleeding in Eye). Retrieved on the 9th of January, 2022.

[3] David L Nash. Hyphema. Retrieved on the 9th of January, 2022.