في تطور علمي مثير للقلق، أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition وجود رابط محتمل بين استهلاك الأسبارتام – أحد أشهر المحليات الصناعية المستخدمة في المنتجات الخالية من السكر – وزيادة خطر الإصابة بالورم الأرومي الدبقي (Glioblastoma)، وهو نوع عدواني من سرطانات الدماغ يتميز بسرعة انتشاره وصعوبة علاجه.
واعتمد الباحثون في دراستهم على نماذج حيوانية (فئران تجارب)، ووجدوا أن الأسبارتام قد يسبب تغيّرات في ميكروبيوم الأمعاء (توازن بكتيريا الأمعاء)، مما قد يسهم في تهيئة بيئة تحفّز على تطور الأورام في الجهاز العصبي المركزي.
كيف يُحفّز الأسبارتام نمو الأورام الدماغية؟
- الإخلال بتوازن بكتيريا الأمعاء:
كشفت نتائج الدراسة عن أنّ استهلاك الأسبارتام قد يحدث تغييرات واضحة في ميكروبيوم الأمعاء، حيث سُجّل انخفاض ملحوظ في مستويات بكتيريا أكرمانسيا (Akkermansia)، وهي نوع من البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا أساسيًا في دعم الجهاز المناعي والحفاظ على صحة بطانة الأمعاء.
يرتبط نقص هذه البكتيريا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة واضطرابات عصبية مثل مرض باركنسون، مما يشير إلى أن تأثيرات الأسبارتام قد تمتد إلى أجهزة حيوية أخرى في الجسم، وليس الدماغ فقط.
- تحفيز الجينات المرتبطة بالورم
رصدت الدراسة تأثير الأسبارتام على تنظيم الجينات داخل الورم الدماغي نفسه، ممّا قد يساهم في خلق بيئة تعزز نمو الورم وتطوره.
ما الكمية المسموح بها من الأسبارتام؟
وفقًا لإدراة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فإنّ الحدّ اليوميّ المسموح به من الأسبارتام هو 50 ملليغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم. بمعنى آخر، شخص يزن 70 كيلوغرامًا يجب ألّا يتجاوز 3.5 غرام يوميًا من الأسبارتام.
أين يوجد الأسبارتام؟
يُستخدم الأسبارتام في مئات المنتجات حول العالم، من أبرزها:
- المشروبات الغازية المخصصة للحمية (الدايت).
- العصائر والمشروبات الخالية من السكر.
- العلكة والحلويات منخفضة السعرات.
- بعض أنواع الزبادي والمكملات الغذائية.
فمثلًا، علبة واحدة من المشروبات الغازية (الدايت) قد تحتوي على ما يصل إلى 200 ملغ من الأسبارتام! فعليًا، يحتاج الشخص العادي إلى شرب 15-18 عبوة تقريبًا في اليوم ليصل للحد الأعلى، ولكن الاستهلاك المتكرر من مصادر متعددة قد يزيد من الجرعة اليومية دون وعي.
هل للأسبارتام مخاطر صحية أخرى؟
يرتبط الاستهلاك المفرط للأسبارتام بزيادة خطر المشاكل الصحية الآتية:
- اضطراب مستويات الإنسولين.
- السكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
ختامًا، ننصحك بالتعامل بحذر مع المحليات الصناعية بشكل عام، فعلى الرغم من أن المنتجات "الدايت" أو "الخالية من السكر" قد تكون خيارًا صحيًا، لكنها قد تحمل مخاطر خفية على المدى الطويل. الاعتدال وقراءة الملصقات الغذائية هما الأساس في الحفاظ على صحتك وتجنب المخاطر الخفية المحتملة.
هل تراودك أسئلة عن المحليات الصناعية أو الخيارات الغذائية الأنسب لك؟ لا تترك صحتك للمصادفة — احجز الآن استشارة مع طبيب معتمد عبر الطبي وابدأ بخطوات واثقة نحو نمط حياة صحي وآمن.