الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري- الجزء الأول

تبعاً للإحصائيات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، فإن ثمانين بالمائة من الأفريقيين يعتمدون على الطب الشعبي، وارتفعت مؤخراً نسب استخدام النباتات الطبية لأسباب علاجية كثيرة ويعود السبب في ذلك إلى أن هذة النباتات متوفرة بشكل كبير، ولها تاريخ في الموروث الشعبي بأنها تعالج الكثير من الأمراض، بالإضافة إلى أن سعرها منخفض وفي متناول الجميع.

وفي هذا المقال سنتحدث بشكل موسع عن بعض الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري وبعض النباتات السامة وغير السامة الموجودة في تلك المنطقة، ومدى علاقتها في علاج مرض السرطان وأمراض أخرى.

الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري

في غرب الجزائر تحديداً، يوجد أكثر من مائة دواء مستخدم في علاج السرطان، تسعون منها مشتقة من النباتات، وتعتبر الجزائر من أغنى الدول العربية والأفريقية في المحتوى النباتي، إذ أنها تحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف نوع من النباتات الطبية، لذلك فإن الطب النباتي أو الشعبي في الجزائر، معروف ومتداول منذ قرون.

تقدم المملكة النباتية، العديد من منتجاتها التي تستخدم على نطاق واسع لتصنيع العلاج، أو تستخدم دون تصنيعها وبصورة مباشرة في الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري، كما أنها تستخدم وفق معايير وظروف معينة من قبل المعالجين الشعبيين.

اقرأ أيضاً: لماذا يلجأ الناس الى العلاج الشعبي

نباتات سامة تستخدم في الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري

هناك العديد من النباتات السامة التي تستخدم في الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري، ويجب الحذر عند استخدامها، نذكر منها:

• نبات النيريوم

تعرف نبات النيريوم (بالإنجليزية: Nerium Oleander) باسم الدفلى، وهي من النباتات السامة التي لابد من التعامل معها بحذر شديد، حيث تستخدم أوراقها بطريقتين، الطريقة الأولى عن طريق غلي الأوراق، والطريقة الثانية هي استخدام منقوع الأوراق في علاج التهابات اللثة، والتهابات البلعوم، ومرض الصدفية.

بينما يستخدم مسحوق الأوراق بعد تحميصها وطحنها، في علاج التقرحات الجلدية، وعلاج البواسير، ومرض الهربس.

• شجيرة البرباريس

تنمو شجيرة البرباريس (بالإنجليزية: Berberis Vulgaris) في العديد من المناطق بالعالم، وأصلها في وسط وجنوب أوروبا وشمال غرب إفريقيا وغرب آسيا، ويستخدم قلب هذه الشجيرة في علاج حموضة المعدة، وعلاج الغدة الدرقية، ومشاكل التبويض عند الإناث، كذلك في علاج الأورام الليفية والسرطان، كما أنه من الممكن استخدامها كعلاج موضعي من الخارج في علاج البواسير، وبعض أنواع الطفح الجلدي.

• قثاء الحمار

تسمى قثاء الحمار (بالإنجليزية: Ecballium Elaterium) الخيار المنفجر أيضاً، حيث أنها في مرحلة النضج، ينفجر ما بداخلها من سوائل مخاطية، وتستخدم المادة المخاطية في علاج التهابات الكبد.

• نبات العنجد

يسمى العنجد (بالإنجليزية: Euphorbia) بالحلاب وهو من النباتات التي تنتمي إلى الفصيلة اللبنية،ويضم أكثر من ألفي نوع من النباتات المعمرة، منها على سبيل المثال، الجيجان (بالإنجليزية: Euphorbia Helioscopia)، وتعالج المادة اللبنية في نبات الجيجان، الدمامل، ومرض الصدفية، ويستخدم نبات الفربيون (بالإنجليزية: Euphorbiaceae)، لنفس الأغراض العلاجية.

• نبات العينون

يصنف نبات العينون (بالإنجليزية: Globularia Alypum)، من النباتات الزهرية، موطنها الأصلي دول البحر الأبيض المتوسط، وتستخدم أوراق نبات العينون في علاج آلام الظهر، كما أن نبات فم السمكة، أو الحملية (بالإنجليزية: Plantaginaceae) لها نفس الأثر العلاجي في تخفيف آلام الظهر.

• النبق متبادل الأوراق

يتبع نبات النبق متبادل الأوراق (بالإنجليزية: Rhamnus Alaternus) الجنس النبقي، والفصيلة السدرية، تعالج أوراق نبات النبق متبادل الأوراق، اليرقان.

• نبات السذاب

يحتوي نبات السذاب (بالإنجليزية: Ruta Chalepensis) على بعض المواد الخطرة، ومن الممكن أن تؤدي عند سكبها على الجلد مباشرة إلى الإصابة بحروق، كما تستخدم الأجزاء العلوية من نبات السذاب عند غليها وشرب منقوعها، في علاج آلام المعدة، وكذلك تأخر الطمث، كما أنه يساعد على تقليل حدة التوتر والقلق.

• الدبق الأبيض

يرجع تصنيف الدبق الأبيض (بالإنجليزية: Viscum Album) إلى فصيلة الصندليات، وهو من النباتات الشائعة في أوروبا، وغرب الجزائر، وجبال شمال أفريقيا، وهو من النباتات التي تتطفل على نباتات أخرى للحصول على الماء والأملاح، وتعالج أوراق نبات الدبق الأبيض، أمراضاً مزمنة مثل، السكري والربو، كما أنها تساعد في التخلص من الكحة.

نباتات غير سامة تستخدم في الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري

هناك الكثير من النباتات غير سامة التي تدخل في تكوين الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري، إلا أنه من الممكن لبعض هذة النباتات أن تتحول إلى سامة في ظروف معينة، أو عند سوء استخدامها، ومن النباتات غير السامة نذكر ما يلي:

• نبات النعناع البري

يسمى النعناع البري (بالإنجليزية: Mentha Pulegium)  بالنعناع الأوروبي، ويشبه كثيراً النعناع العادي، وهو فصيلة من النباتات ذات الفلقتين، وتضم هذه الفصيلة أكثر من مائتي جنس، ومن أشهر أنواعها الريحان، والزعتر والبردقوش، كما يدخل النعناع البري، في علاج الانفلونزا، والعدوى المنقولة من الجهاز البولي التناسلي، كما أنه يساعد في علاج العقم عند الإناث.

للمزيد: العقم عند الرجال والنساء

• شجرة اليوكالبتوس

تصنف شجرة اليوكالبتوس (بالإنجليزية: Eucalyptus Globulus)، مع فصيلة الآسية (بالإنجليزية: Myrtaceae)، تعدان من الأشجار العالية، التي يصل ارتفاعها إلي 35 متر، وتتميز بأوراقها العريضة، يشرب منقوعهم المغلي، لعلاج التهاب الشعب الرئوية، وعلاج الكحة والانفلونزا.

• الفصيلة الخيمية

تضم الفصيلة الخيمة (بالإنجليزية: Apiaceae)، الكثير من النباتات نذكر منها، البقدونس، والشبت، والكرفس، والكراويا، وتعالج ثمارها، الأرق والإجهاد.

• الزنجبيل

تضم الفصيلة الزنجبيلية أكثر من 50 جنساً، وهي أعشاب عطرية تتواجد في المناطق الاستوائية بأفريقيا، ويحتوي الزنجبيل على زيوت عطرية متطايرة، ولا يستخدم إلا عند ذبول أوراقه،كما تستخدم أشباه جذور الزنجبيل (بالإنجليزية: Zingiber Officinale) في علاج الأنفلونزا، وعلاج التهاب الجيوب الأنفية، والإمساك، والسمنة، وانتفاخ المعدة، وله أثر علاجي في حالات ضعف الدورة الدموية، وانخفاض ضغط الدم، وتخفيف آلام الروماتيزم.

• إكليل الجبل

يصنف إكليل الجبل (بالإنجليزية: Salvia Rosmarinus)، أو حصى البان من عائلة النعناع، وأزهاره متنوعة الألوان، يمكن أن يستخدم الماء المغلي بإكليل الجبل، في علاج ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، كذلك في علاج السعال، واختلال نسبة السكريات في الدم.

• فصيلة البقوليات

تعتبر فصيلة البقوليات (بالإنجليزية: Fabaceae) من أكثر الفصائل تنوعاً واستخداماً كغذاء للإنسان والحيوان، وتستخدم زيوتها، ومسحوقها، ومنقوعها في علاج الكثير من الأمراض، مثل التهابات البلعوم، والحساسية، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وتضخم الغدة الدرقية، والعقم عند الإناث، وسرطان الثدي، وتستخدم على شكل كريم موضعي في علاج البواسير

نباتات تستخدم لعلاج أنواع السرطان بالطب الشعبي

لم تثبت حتى الآن فوائد تلك النباتات المستخدمة في الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري لعلاج مرض السرطان بشكل قاطع، ولكنها بعض طرق الطب البديل المتوارث التي تحتاج إلى عدد من الأبحاث للتأكد من قدرتها، نذكر منها:

• نبات الرغل (بالإنجليزية: Atriplex Halimus): ويطلق عليه اسم الرغل الملحي، من النباتات التي تتبع الفصيلة القطيفية، ينمو بالمناطق الجافة، ويمكن استخدامه كعلف في المراعي، ويستخدم منقوع  بذوره في علاج السرطان.
• الدراق (بالإنجليزية: Prunus Persica): وهي شجرة من جنس الخوخ، والفصيلة الوردية، وتؤكل أوراقه الخام أو يشرب منقوع الأوراق لعلاج السرطان.
• القنيطسة (بالإنجليزية: Anacyclus Pyrethrum): يعد من النباتات التي تتبع الفصيلة الخيمية، وتؤكل جذوره أو تنقع في الماء المغلي وتشرب لعلاج السرطان.
• شعير الرمال الزاحف (بالإنجليزية: Elymus Repens): ويطلق عليه حشيش القمح، أو النجيل الزاحف، وهو من الفصيلة النجيلية سريعة النمو، يتم نقع جذوره في الماء المغلي، وتشرب لعلاج السرطان.
• الرشاد المزروع (بالإنجليزية: Lepidium Sativum): ينتمي هذا النبات إلى جنس الرشاد والفصيلة الصليبية، ويستخدم في المقبلات والسلطات، وهو من النباتات الطبية كثيرة الاستخدام لعلاج العديد من الحالات المرضية، حيث يؤكل النبات كاملاً لعلاج السرطان.

اقرأ أيضاً: علاج الربو بالاعشاب

نباتات تستخدم لعلاج مرض السكري بالطب الشعبي

السكري من الأمراض التي تم عمل أبحاث مستمرة عن طريقة علاجة، وفي الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري هناك بعض الأعشاب التي تساعد في التحكم في مستوياته والحد من خطورته، نذكر منها:

• العجوقة العطرية (بالإنجليزية: Ajuga Iva): وهو أحد النباتات من الفصيلة الشفوية، تستخدم الأجزاء الهوائية فيه عند غليها وشرب منقوعها في علاج السكري.
• الحلحال (بالإنجليزية: Lavandula Stoechas): يسمى أيضاً الشيح الجبلي، أو الضرم، ويتبع الفصيلة الشفوية، ويستخدم منقوع الأوراق في علاج السكري.
• الرشاد المزروع (بالإنجليزية: Lepidium Sativum): يمكن أن يعالج السكري عن طريق شرب الماء المغلي وفيه بذور النبات.
• الكتان (بالإنجليزية: Linum Usitatissimum): وهو من المحاصيل الزيتية من الفصيلة الكتانية، وهو من النباتات الموسمية ويستخدم زيت وبذور الكتان في العلاج، وتؤكل بذور الكتان نيئة لعلاج السكري.
• الترمس الأبيض (بالإنجليزية: Lupinus Ulbus): هو نبات من الفصيلة البقولية، ومعروف بقدرته على تثبيت غاز النيتروجين من خلال جذوره، ويعتبر غذاء مفيد بالإضافة إلى استخدام بذوره نيئة أو مسلوقة في علاج السكري.
• نبات السذاب (بالإنجليزية: Ruta Chalepensis): يستخدم منقوع أوراقه في علاج السكري.
• الزعتر العادي (بالإنجليزية: Thymus Vulgaris): ينتمي إلى الفصيلة الشفوية، ويتواجد بكثرة في جنوب أوروبا، والمناطق الغربية من البحر المتوسط، وفي بعض البلدان يستخدم في أرضية الحدائق، وهو المستخدم في الطبخ والأكل، ينقع النبات كاملاً في الماء المغلي، ويشرب لعلاج السكري.
• الحلبة (بالإنجليزية: Trigonella Foenum-graecum): تعد الحلبة من البقوليات، ذات الفلقة الواحدة، وتسمى الحلبة اليونانية، ويستخدم منقوع الحلبة بعد غلي بذورها في علاج السكري.
• حشيشة السعال (بالإنجليزية: Tussilago Farfara): يسمى أيضاً دوسة الحمار أو الفرفرة، ومعناها في اليونانية طارد الكحة، وهي من الأعشاب التي يصل طولها إلى أربعين سنتيمتر، وأوراقها قلبية من النوع المركب، وتعالج السكري عن طريق منقوع الأجزاء الهوائية والأوراق التي بها.
• الزفيزف (بالإنجليزية: Ziziphus Lotus):ويعرف باسم زفيزف لوطسي، وينتمي الزفيزف إلى الفصيلة السدرية، وتستخدم جذوره في علاج السكري بعد نقعها في الماء وشرب الماء المغلي.

نباتات تستخدم لعلاج أمراض الكلى بالطب الشعبي

هناك بعض الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري، التي يتم استخدامها لعلاج مشاكل الكلى والأمراض المتعلقة فيها ومن هذة النباتات نذكر التالي:

• شجرة الحناء (بالإنجليزية: Lawsonia Inermis): تسمى أيضاً شجرة المينونايت، أو الحناء المصرية، ويستخدم منقوع أوراقها في علاج التهابات المثانة.
• الحشيشة اليهودية (بالإنجليزية: Parietaria Officinalis): تسمى حشيشة الزجاج الضعيفة، ويشرب الماء المغلي مع أوراقها لعلاج حصوات الكلى.
• شعير الرمال الزاحف (بالإنجليزية: Elymus Repens): يستخدم منقوع جذور شعير الرمال لإدرار البول.
• الزفيزف (بالإنجليزية: Ziziphus Lotus): تؤكل ثماره لعلاج اضطرابات وحصوات الكلى.

تبقى الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري، والعلاج بالأعشاب في جميع أنحاء العالم من العادات المتوارثة التي أثبتت فاعليتها في الكثير من الأوقات، والحالات، لكن مع تطور الطب وعلم الأدوية أصبحت هذه الأعشاب جزءاً من تركيب الأدوية التي تنتجها شركات الأدوية، لذلك ينصح بالحذر عند استخدامها وخاصة السامة منها، كما يفضل استشارة الطبيب قبل تناول هذه الأعشاب أو عند تزامن استعمالها مع استعمال دواء اخر، لتجنب الأضرار التي يمكن حدوثها.