يتميز البصل (الاسم العلمي: Allium Cepa) بأن أوراقه أنبوبية وجذوره ليفية، ويوجد للبصل ثلاثة أنواع هي: البصل الأبيض، والبصل الأحمر، والبصل الأصفر.
ترجع نشأة البصل تاريخياً إلى وسط آسيا، وقبل خمسة آلاف عام وجد البصل في الحدائق الصينية، ويتواجد البصل تقريباً في كل النصوص المقدسة وعند السومريين والمصريين القدماء، بل داخل الأهرامات يتواجد منقوشاً على الجدران من الداخل، كذلك دفنوا الموتى والمومياوات مع البصل لاعتقادهم بالبعث ومساعدة البصل على تنفس الموتى عند قيامهم، وقد استخدموا البصل بكل طرقه نيئاً ومشوياً لما عرفوه عن فوائد البصل المشوي.
كذلك استخدم الرومانيون البصل على نطاق طبي واسع لعلاج الكثير من الأمراض مثل ضعف البصر، وتقرحات الفم، وآلام الظهر، يمتلك البصل جرعات عالية من فيتامين ج والكثير من المواد الكيميائية النباتية التي لها القدرة على علاج الالتهابات وارتفاع السكر وغيرها، حتى أن البصل لقب منذ فجر التاريخ بالكرة الذهبية لما فيه من فوائد لا حصر لها.
يفضل البعض تناول البصل مطبوخاً أو مشوياً على أن يتناولوه نيئاً، وذلك لأن حرارته ورائحته تكون أقل، أو تكاد تنعدم مع الشواء، كذلك يكون أسهل في عملية الهضم، ويجنب المعدة والقولون التهيج المصاحب عادة أكل البصل النيء، سوف نرى في السطور القادمة فوائد البصل المشوي مقارنة مع البصل النيء.
فوائد البصل المشوي والسعرات الحرارية
تشير تقارير منظمات الغذاء والزراعة لاحتواء البصل النيء على حوالي 50 سعر حرارياً في الكوب الواحد، معظمها من الكربوهيدرات وتكاد تخلو من الدهون، لكن من فوائد البصل المشوي أن ترتفع هذه المعدلات لتصل إلى حوالي 115 سعر حراري لكل كوب، مصدرها بالطبع الدهون الموجودة في البصل المشوي أو المطبوخ.
فوائد البصل المشوي وسكر الدم
يعتبر البصل النيء من الأطعمة الممتازة القادرة على تخفيض نسبة السكر في الدم، ويرجع الفضل في ذلك لما يحتويه البصل من الآليل بروبيل ثنائي الكبريتيد، والأليسين، تعد المادة الفعالة الأساسية في البصل هي الأليسين، وتتكون مباشرة بعد تقطيع البصل وتعرضه للهواء بمساعدة إنزيم اللينيز، في غضون عشر دقائق على الأكثر من تقشير البصل.
وفي كل الحالات فإن هذه المادة سينتجها البصل سواء في الخارج، أو عند هضمها لكن من الأفضل أن نتخلص منها ومن آثار رائحتها بعملية الشواء.
بالعودة لنسبة السكر في الدم، فإننا أمام مصطلح يسمى مؤشر نسبة السكر (بالإنجليزية: Glycemic Index)، وهو مؤشر لمقدار رفع نسبة السكر بعد تناول أي غذاء مقارنة بالجلوكوز النقي، وتعتبر النسبة 100 سيئة بينما كل ما يسجل أقل من 50 يعتبر جيداً، والبصل يسجل حوالي نسبة 10 على هذا المؤشر بينما يزيد بنسبة طفيفة للغاية البصل المشوي، أي لا يزال الشخص في منطقة آمنة، وفقاً لكلام ميرس رافيتو، وروزان روست مؤلفاً كتاب "الطبخ ومؤشر السكر في الدم".
يرجع الفضل الأكبر لتخفيض نسبة السكر في الدم إلى وجود الألياف في الأطعمة المعروفة بقدرتها على تخفيض السكر، وبالنظر إلى البصل فإن البصل يمنح حوالي 2 غرام من الألياف في الكوب الواحد في الحالة النيئة، ويمنح ما يعادل 1.5 غرام من الألياف في حالة الشواء، وعليه تظهر فوائد البصل المشوي.
للمزيد: الألياف الغذائية والتوازن الغذائي أين يكمن سرهما؟
فوائد البصل المشوي والنوم
يختلف الكثير من الناس بين قدرة البصل على المساعدة في النوم أو الشعور بالأرق، يحتوي البصل على حمض أميني يستطيع تدعيم إنتاج هرمون الميلاتونين وهو تربتوفان (بالإنجليزية: Tryptophan)، لكن للأسف فإن معدلات هذا الحمض في البصل منخفضة جداً مقارنة مع مواد غذائية أخرى.
وعلى الرغم من وجود مواد أخرى بالبصل لتقليل التوتر مثل فيتامين ج، والألياف، يظل الارتجاع الحمضي والانتفاخ، الذي يسببه البصل مؤرقاً ومضيعاً للأثر الإيجابي لكل من التربتوفان، والفيتامينات، والألياف، للخروج من هذا المأزق والاستفادة الفعلية من قدرة البصل على الاسترخاء والنوم، فإن من فوائد البصل المشوي أنه سيكون قادراً على ذلك لأنه لا يسبب الارتجاع الحمضي ولا الانتفاخ.
فوائد البصل المشوي والسرطان
تضم عائلة الأليوم (بالإنجليزية: Allium) مع البصل في علم النباتات، بعض النباتات الأخرى التي تتميز كلها بالروائح النفاذة مثل الثوم والكراث، وتتميز أيضاً بقدرتها على تعزيز إنتاج الجلوتاثيون، ثلاثي الببتيد الذي يعمل مضاد للأكسدة للكبد، وبالتالي يقضي على السموم والمواد السرطانية ويجعل هذه العائلة في صدارة الأطعمة المضادة للسرطان.
كما ذكرنا فإن البصل يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن، لكن عنصر واحد هام في كفاح السرطان، وهو الكبريت في صورة كبريتيدات الآليل، كذلك تزداد قدرة البصل المناعية لما يحتويه من فلافونويد كيرستين.
تشير كل الأبحاث إلى دور البصل النيء في العناية بالصحة ومكافحة السرطان، لكن فوائد البصل المشوي وبناءاً على تقارير كثيرة، له نفس فوائد البصل الخام، بشرط ألا تزيد المدة التي يتعرض فيها للطهي أو للشوي عن نصف ساعة، وإلا سوف يفقد كل مركباته المفيدة.
اقرأ ايضاً: مضادات الأكسدة والوقاية من السرطان
فوائد البصل المشوى والجنس
يصنف البصل من أكثر الأطعمة المنشطة جنسياً، يرفع البصل الرغبة الجنسية عند الرجال والنساء معاً، ويقوي الأعضاء التناسلية الجنسية، يحتوي البصل على الكثير من المواد الغذائية التي تلعب دوراً هاماً في رفع مستوى الكفاءة الجنسية ومن بين هذه القدرات:
- يزيد من أعداد الحيوانات المنوية، وذلك بفعل مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة داخل البصل.
- يرفع مستوى القدرة على التحمل، وذلك بسبب رفع القدرة المناعية لوجود فيتامين ج بوفرة.
- يحسن من أداء الدورة الدموية، لوجود الكبريت يحمي من الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كذلك يجعل القلب والأوعية في حالة صحية مستقرة، وبالتالي يسهل من وصول الدم لجميع الأطراف لا سيما القضيب.
- يرفع مستويات هرمون التستوستيرون، وليس فقط هذا الهرمون الذكوري، بل يشارك في الحفاظ على صحة الأعضاء التناسلية الأنثوية والذكورية معاً للإبقاء على حياة جنسية رائعة بين الجنسين.
ومع كل هذه المزايا، تبقى المعضلة الكبيرة التي تواجه الأشخاص عند استخدامهم للبصل، ألا وهي رائحته النفاذة التي يصعب معها إتمام العلاقات الحميمية، حتى أثبتت الأبحاث أن فوائد البصل المشوي قبل العلاقة الحميمية تعطي نفس النتائج المبهرة التي كان يعطيها البصل النيء، غير أنه علاج فعال بلا روائح منفرة.