الميكروبيوم | Microbiome
ما هو الميكروبيوم
الميكروبيوم (بالإنجليزية: Microbiome) عالم من الكائنات الحية الدقيقة، مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات، والتي تعيش بشكل طبيعي داخل أجسامنا وخارجها، مثل الجلد والجهاز الهضمي، وخلافًا للاعتقاد السابق؛ فإن معظمها لا يكون ضارًا، بل يُعزز عملية الهضم ووظائف جهاز المناعة، كما قد يحمينا من الكائنات المسببة للأمراض. [1][2]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يضم الميكروبيوم البشري تريليونات الكائنات الدقيقة، والتي تعيش بتوازنٍ دون أي مشكلات عندما يكون الجسم بصحة جيدة، أمّا عند الإصابة بالأمراض، أو اتباع نظام غذائي غير صحي، أو استخدام المضادات الحيوية بشكلٍ خاطئ يحدث خلل في وظائف وتوازن الميكروبيوم، مما قد يُعرض الجسم لعددٍ من الأمراض والمشكلات الصحية. [3]
محتويات المقال
كيف يتكوّن الميكروبيوم؟
لكل شخص ميكروبيوم فريدٌ خاصٌ به، والذي يبدأ في التشكل منذ لحظة الولادة، ويتأثر بعوامل مختلفة، منها الجينات وطريقة الولادة،؛ إذ أثناء الولادة الطبيعية يتعرض الطفل للكائنات الدقيقة الموجودة في قناة الولادة للأم، بينما يكتسب الأطفال المولودون بعملية قيصرية ميكروبات من جلد الأم أو من الأشخاص المحيطين بهم. [3][4]
بعد الولادة يستمر الميكروبيوم بالنمو والتغير؛ حيث تمد الرضاعة الطبيعية الطفل بكائنات دقيقة مفيدة تعزز صحته، وعندما يُصبح عمره عامين تقريبًا، فإن الميكروبيوم يستقر بشكلٍ كبير، ويكون مشابهًا لميكروبيوم البالغين. [3][4]
لكن مع مرور الوقت، يمكن أن تؤثر بعض العوامل الخارجية، مثل نوعية الغذاء والبيئة المحيطة على الميكروبيوم، إما بشكل إيجابي يدعم الصحة، أو بشكل سلبي يزيد خطر الإصابة ببعض الأمراض. [3][4]
وظائف الميكروبيوم وصحة الجسم
يلعب الميكروبيوم دورًا في دعم صحة الجسم والمحافظة عليها، بما في ذلك تحفيز جهاز المناعة، والمساعدة على هضم الطعام، وإنتاج عناصر غذائية ضرورية مثل الفيتامينات، [3] وفيما يأتي توضيحٌ ذلك:
دعم صحة الجلد
تعيش الميكروبات على سطح الجلد، وداخل المسام، والغدد العرقية وحول جذور الشعر أيضًا، حيث تساعد على حمايته من الجراثيم المُمرضة، وتحافظ على صحته، لذلك يُعتقد أنّ أي خلل في توازن هذه الكائنات المجهرية قد يُسبب العديد من المشكلات الجلدية، مثل حب الشباب، أو الإكزيما، أو الصدفية وغيرها. [4][5]
تعزيز عملية الهضم
تُعد الأمعاء الموطن الأكبر والأكثر تنوعًا للميكروبيوم في جسم الإنسان، والذي يلعب دورًا في هضم الطعام، ويُؤثر على فعالية بعض الأدوية، ويُساعد على إنتاج الفيتامينات. [4]
ويمكن أن يؤدي اختلال توازن ميكروبيوم الأمعاء إلى مشكلات صحية مختلفة، مثل التهاب الأمعاء، والقولون العصبي، ومرض كرون، وداء السيلياك وغيرها، كما يُعتقد أنه مرتبط بالسمنة وبعض الأمراض المزمنة، خاصةً مرض السكري من النوع 2 الثاني. [4]
الحفاظ على صحة المهبل
يعتمد ميكروبيوم المهبل بشكل رئيسي على البكتيريا اللبنية (Lactobacillus)، والتي تُتنج حمض اللاكتيك، لذلك تكون حموضة المهبل منخفضة (حوالي 4)، مما يقلل نمو البكتيريا الضارة، وبالتالي يمنع الإصابة بالالتهابات المهبلية (الفطرية أو البكتيرية). [5]
تعزيز وظائف الدماغ
ذكرت دراسات أن ميكروبيوم الأمعاء قد يؤثر على النوم والمزاج، حيث يُعتقد أنه يُنتج نواقل عصبية، مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مواد كيميائية تنقل الإشارات العصبية بين خلايا الدماغ، وتُؤثر على المزاج والنفسية. [4][6][7]
لذلك يُعتقد أنّ اختلال توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء يزيد خطر الإصابة باضطرابات نفسية، مثل القلق، والاكتئاب، وحتى الأمراض المرتبطة بالدماغ مثل الزهايمر، لكن لا تزال هذه النتائج أولية، ويلزمنا إجراء المزيد من الدراسات لإثبات حقيقتها. [6][7]
دعم جهاز المناعة
نسمع كثيرًا أن السنوات الأولى من حياة الطفل هي أهم فترة لتطور جهاز المناعة، فخلالها يتعرّض الجسم لأنواع مختلفة من الميكروبات والبكتيريا، والتي تُساعد على بناء جهاز مناعي قوي ومتوازن، مما يُقلل من احتمالية إصابة الطفل بالحساسية، والربو وأمراض المناعة الذاتية مستقبلًا. [8]
المحافظة على صحة الفم
يعيش الميكروبيوم في الفم في أماكن مثل سطح الأسنان، واللسان، والخدين واللثة، ويُعزز صحة الفم والأسنان، ومع ذلك لا بد من الحفاظ على نظافة الأسنان؛ حيث إن بعض أنواع البكتيريا تحوّل السكر الموجود في بقايا الطعام إلى أحماض، وهذا قد يُسبب تآكل مينا الأسنان، والتسوس وأمراض اللثة. [4]
عوامل تؤثر على الميكروبيوم
لا يبقى الميكروبيوم ثابتًا، بل قد يتغير نوع هذه الكائنات الدقيقة ويزيد عددها أو ينقص حسب العوامل الآتية: [9][7]
- الجينات:
يُعتقد أنّها تُحدد تنوع الميكروبيوم في الجسم.
- طريقة الولادة والرضاعة:
الأطفال المولودين ولادة طبيعية يكتسبون ميكروبات الأم من المهبل، بينما الأطفال الذين يولدون بعملية قيصرية يتعرضون لميكروبات الجلد، كذلك فإن الرضاعة الطبيعية لها دورٌ في تشكيل ميكروبيوم الطفل.
- النظام الغذائي:
حيث إن بعض العناصر الغذائية مثل الألياف تغذي البكتيريا النافعة وتُعزز نموها، بينما الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون الضارة، قد تُقلل البكتيريا النافعة، وتحفز نمو الأنواع الضارة.
- العوامل البيئية:
حيث يتأثر الميكروبيوم بالنظافة الشخصية، والتعرض للتلوث، والأمراض ومستوى النشاط البدني وغيرها.
- الأدوية:
فمثلًا تُؤثر المضادات الحيوية كثيرًا على توازن الميكروبيوم، فمع أنها تقتل البكتيريا الضارة، إلا أنها قد تقضي أيضًا على البكتيريا المفيدة، خاصةً عند استعمالها لمدة طويلة دون استشارة الطبيب.
- العمر:
عند الولادة يكون الميكروبيوم في جسدنا أقل عددًا وتنوعًا، لكن ذلك يتغير مع تقدمنا في العمر.
- تغيرات الوزن:
يتأثر الميكروبيوم بزيادة الوزن أو فقدانه، حيث ذكرت دراسة أنه تُوجد أنواع فريدة من الكائنات الدقيقة لدى الأشخاص الذين يُعانون من الوزن الزائد، حيث تُساعد على تخزين الدهون في الجسم، وربما يكون ذلك مرتبطًا بالإفراط في تناول الدهون، والسكريات والكربوهيدرات.
الميكروبيوم وعلاج الأمراض
بما أن الأبحاث تشير إلى أن اضطراب الميكروبيوم له دور في الإصابة ببعض الأمراض، يظهر تساؤل مهم: هل يمكن علاج هذه الأمراض بإعادة الميكروبيوم إلى حالته الطبيعية؟ هذا هو الهدف الذي يسعى إليه العلماء، لكن للآن لا يزال ذلك قدر الدراسة؛ بسبب الحاجة إلى فهم العوامل التي تُغير الميكروبيوم وتُسبب الأمراض بشكلٍ أدق. [10]
وبالرغم من محاولة استخدام البروبيوتيك (Probiotics) لتعزيز صحة البكتيريا النافعة، إلا أن البروبيوتيك الموجود في المكملات الغذائية أو الأطعمة (مثل الزبادي) يمر عبر الجهاز الهضمي عادةً دون أن يؤثر على الميكروبيوم بشكلٍ كبير. [10]
ويدرس العلماء تأثير الميكروبيوم على استجابة الجسم للعلاجات الطبية، خاصةً علاجات السرطان، فعلى سبيل المثال يُحفز العلاج المناعي الجسم على مهاجمة الخلايا السرطانية، وقد ذكرت بعض الدراسات أنّ الميكروبيوم يزيد فعالية هذه العلاجات؛ حيث يُرسل إشارات تُنشط خلايا المناعة. [7]
نصائح للحفاظ على صحة الميكروبيوم
من النصائح التي تحافظ على صحة الميكروبيوم: [11]
- تناول المزيد من الفواكه والخضروات الملونة.
- الإكثار من الألياف، مثل الحبوب الكاملة (الشوفان، القمح الكامل، النخالة، الشعير)، والبقوليات (العدس والحمص).
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل الزبادي، والمخللات، والكيمتشي.
- استخدام المضادات الحيوية بحذر وبعد استشارة الطبيب؛ لأنها تقتل البكتيريا النافعة.
- التقليل من التوتر والضغط النفسي، وذلك بالحصول على قسطٍ كافٍ من يوميًا، وممارسة تمارين الاسترخاء، مثل اليوغا والتنفس العميق.
- تجربة مكملات البروبيوتيك والبريبيوتيك، لكن يُفضل التأكد من أنها مبرّدة ومحفوظة بشكل صحيح للحفاظ على فعاليتها.
- ممارسة الرياضة باستمرار.
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر نمط حياتك على صحة الميكروبيوم؟
[1] National Institute of Environmental Health Sciences. Microbiome. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[2] NHGRI. Microbiome. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[3] The Nutrition Source. The Microbiome. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[4] NIH NLM. FAQ: Human Microbiome. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[5] Hou, K., Wu, Z., Chen, X., Wang, J., Zhang, D., Xiao, C., Zhu, D., Koya, J. B., Wei, L., Li, J., & Chen, Z. (2022). Microbiota in health and diseases. Signal Transduction and Targeted Therapy, 7(1). https://doi.org/10.1038/s41392-022-00974-4
[6] Xiong, R., Li, J., Cheng, J., Zhou, D., Wu, S., Huang, S., Saimaiti, A., Yang, Z., Gan, R., & Li, H. (2023). The role of gut microbiota in anxiety, depression, and other mental disorders as well as the protective effects of dietary components. Nutrients, 15(14), 3258. https://doi.org/10.3390/nu15143258
[7] Sharon Liao. All About Your Microbiome. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[9] Marwa Saadaoui and Souhaila Al Khodor. The Human Microbiome and Its Role in Keeping Us Healthy. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[10] Matt Wood. How the microbiome affects human health, explained. Retrieved on the 8th of December, 2024.
[11] Cleveland Clinic. How Your Gut Microbiome Impacts Your Health. Retrieved on the 8th of December, 2024.
سؤال من ذكر سنة
في صحة عامة
تعريف الجهاز المناعي
سؤال من ذكر سنة
في صحة عامة
ما علاقة البروتين الورمي P53 بمحاربة الجهاز المناعي ؟ HUSSAM
سؤال من أنثى سنة
في صحة عامة
هل يوجد علاج لل ايكولاي
سؤال من ذكر سنة
في صحة عامة
ماهي قافلات الجهاز السمبثاوي
محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي
أخبار ومقالات طبية
آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين
أحدث الفيديوهات الطبية
مصطلحات طبية مرتبطة بصحة عامة
أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بصحة عامة