تحتوي أجسامنا على تريليونات الكائنات الحية الدقيقة المعروفة باسم الميكروبيوم (بالإنجليزية: Microbiome)، والتي تتشكّل منذ لحظة ولادتنا، وتلعب دورًا في المحافظة على صحتنا، وتتأثر هذه البكتيريا والكائنات النافعة بعوامل عديدة، مثل طبيعة غذائنا ونومنا ونشاطنا البدني. [1]

كيف يُؤثر نمط حياتنا على الميكروبيوم؟ وما الأطعمة التي تدعم صحته؟ وهل الرياضة تُعزز البكتيريا النافعة في الأمعاء؟ تعرف على الإجابة وأكثر في هذا المقال:

تأثير نمط الحياة على الميكروبيوم

رغم أنّ لكل شخصٍ منا ميكروبيوم فريدٌ خاص به، إلا أن هذه الكائنات الدقيقة تتغير حسب نمط حياتنا وطبيعة غذائنا، وحتى عادتنا اليومية؛ فهذه التفاصيل الصغيرة قد تحدث فرقًا في توازن الميكروبيوم، مما ينعكس إيجابًا على صحتنا. [1]

ومن العوامل التي تُؤثر على الميكروبيوم:

النظام الغذائي

يتأثر ميكروبيوم الأمعاء كثيرًا بما نأكله، حيث يجب أن نتناول الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الفواكه والخضراوات؛ فالبكتيريا والخمائر النافعة في الأمعاء تتغذى على الألياف، مما يُعزز نموها وصحتها. [2]

في المقابل فإن تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة، مثل الحلويات واللحوم المصنعة يُشجّع نمو الميكروبات السيئة، فهي تكون قليلة بالألياف والعناصر الغذائية المفيدة عادةً، كما تحتوي على مواد مضافة وحافظة قد تضر بالميكروبيوم. [2]

وقد أكدت ذلك دراسات حديثة، حيث تبيّن أن هذه التأثير ينعكس على صحتنا، فاتباع نظام غذائي غير صحي يعزز نمو كائناتٍ ضارة تزيد مستوى السكر والكوليسترول والالتهابات، مما يرفع خطر الإصابة بأمراضٍ مزمنة، مثل: [3]

  • السكري من النوع الثاني.
  • السمنة.
  • أمراض القلب.
  • السكتة الدماغية.

لذلك يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يُركز على تناول المكسرات، والأسماك والخضراوات الغنية بالألياف، مثل السبانخ والبروكلي، فهذا يُعزز نمو البكتيريا النافعة، مما يُقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. [3]

السلام عليكم ولدت قيصري قبل ٤ أشهر وأنوي إن شاء الله ممارسة رياضة المشي مع التخفيف من الأكل وكذلك أفكر في مساج الخشب للتنحيف، ولكن هل له فائدة وهل هو مضر لمن قامت بعملية قيصرية قبل ٤ أشهر ؟

التدخين

يختل توازن الميكروبيوم عند تدخين منتجات التبغ، سواءً السجائر التقليدية أو الإلكترونية أو الشيشة، فالتدخين يُقلل أنواع بكتيريا الأمعاء النافعة، ويُعتقد أنّ المواد السامة في منتجات التبغ لها دورٌ في ذلك. [4]

فالسموم، والمعادن الثقيلة وحتى مادة النيكوتين نفسها تمنع نمو البكتيريا النافعة، وتغير درجة حموضة الجسم، مما يُشجع نمو أنواعٍ معينة من البكتيريا على حساب أخرى، وبالتالي يختل توازن الميكروبيوم. [4]

النشاط البدني

تبيّن أن الميكروبيوم يكون أكثر تنوعًا وصحةً لدى الرياضيين مقارنةً بغيرهم، مما يساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل، ويحسّن الأداء البدني والذهني، وبالتالي فإن العلاقة بين النشاط البدني وصحة الميكروبيوم هي علاقة تكاملية؛ حيث يعزز كل منهما الآخر. [5]

ولا تقتصر فوائد النشاط البدني على ذلك فحسب، بل يساعد أيضًا على تقليل التوتر وتحسين الصحة النفسية، فقد ذكرت دراسة أن الرياضات البسيطة، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في الصحة الجسدية والنفسية. [6]

استخدام الأدوية

تؤثر الأدوية- خاصة المضادات الحيوية- كثيرًا على صحة الميكروبيوم، فهذه الأدوية لا تقتل البكتيريا الضارة فقط، بل تقضي على البكتيريا النافعة أيضًا، ومع أن الميكروبيوم يتعافى بعد استخدام المضادات الحيوية لفترة قصيرة، إلا أن استخدامها لفترة طويلة وبشكلٍ خاطئ دون إشراف الطبيب قد يُؤثر على الميكروبيوم بشكلٍ دائم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض. [6]

ولا يقتصر الأمر على المضادات الحيوية فقط؛ فبعض الأدوية الأخرى، مثل مضادات الحموضة، تؤثر أيضًا في ميكروبيوم الأمعاء؛ لأنها تُغيّر درجة الحموضة في الأمعاء، مما يُعزز نمو بعض أنواع الميكروبات على حساب الأخرى. [2]

لذلك من الأفضل استشارة الطبيب أولًا قبل استخدام أي دواء، خاصةً المضادات الحيوية؛ لتجنب أضرار استخدامها الخاطئ على الصحة والميكروبيوم. [2]

النوم

أظهرت الدراسات أن قلة النوم وكثرة السهر يمكن أن تؤثر سلبًا على توازن الميكروبيوم، وكذلك الحال بالنسبة لاضطرابات النوم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض التهابية مزمنة، مثل التهاب القولون التقرحي، وداء كرون، وحالات أخرى خطيرة. [7]

التوتر والضغط العصبي

على الرغم من أن التوتر أصبح جزءًا من نمط حياتنا المعاصر، إلا أن تأثيره لا يقتصر على الصحة النفسية فقط، فهو يؤثر أيضًا على الأمعاء، ويقلل من أعداد البكتيريا المفيدة، ويساهم في الإصابة بمتلازمة القولون العصبي (IBS)، والتي تُعد من أكثر اضطرابات الأمعاء شيوعًا. [1]

والعلاقة متبادلة في هذا الأمر، حيث إن أي خللٍ في الميكروبيوم قد يؤثر على وظائف الدماغ، بما في ذلك الحالة المزاجية. [1]

طرق تحسين صحة الميكروبيوم

يمكن اتباع النصائح الآتية لتعزيز صحة الميكروبيوم والمحافظة عليها: [2][8]

  • اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع:

يُنصح بالتركيز على الأطعمة الطبيعية والمتنوعة، مثل الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، فهي غنية بالألياف التي تُغذي الميكروبات النافعة، كما أنها تُقلل الالتهابات في الأمعاء وخطر الإصابة بأمراض مثل السرطان والسكري، على عكس الأطعمة المُصنّعة التي تضر بالميكروبيوم.

  • تناول البروبيوتك والبريبيوتك:

البروبيوتيك (Probiotic) هي بكتيريا نافعة يمكن الحصول عليها من المكملات الغذائية أو الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والمخللات، أما البريبيوتك (Prebiotic)، فهي الألياف التي تُغذي هذه البكتيريا النافعة، وتوجد في أطعمة مثل الشوفان، والموز الأخضر والتفاح.

  • استخدام المضادات الحيوية بحذر:

مع أن المضادات الحيوية تكون أحيانًا ضرورية، إلا أن الإفراط في استخدامها قد يُضر بالبكتيريا النافعة، مما يؤدي إلى اختلال توازن الميكروبيوم، لذلك يجب استخدامها عند الحاجة وبعد استشارة الطبيب فقط.

  • التقليل من المحليات الصناعية:

بعض الدراسات تشير إلى أن المحليات، مثل الأسبارتام، قد تؤثر سلبًا على الميكروبيوم، وتزيد من نمو البكتيريا الضارة.

  • التخفيف من التوتر:

عن طريق التأمل وممارسة تمارين التنفس العميق.

نصيحة من الطبي

يُؤثر نمط حياتنا كثيرًا على الميكروبيوم، والذي يُحافظ على صحتنا ويُقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، لذلك من الضروري أن نتبع نظامًا غذائيًا صحيًا يُركز على الألياف، ونمارس الرياضة يوميًا ونتجنب الأشياء التي تزيد من شعورنا بالتوتر والضغط النفسي، وعند الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية، يجب أن نلتزم بتعليمات الطبيب ومدة العلاج التي حددها.

ويُمكنك الآن استشارة طبيب معتمد عبر منصة الطبي عن بعد وفي أي وقتٍ تشاء، لاستشارته حول الأدوية التي تستخدمها وتأثيرها على صحة الميكروبيوم لديك.

اقرا ايضاً :

انخفاض  درجة  حرارة  الجسم  (أعراضه واسبابه)