إنّ الإصابة بمرض السكري تجعل عملية الالتزام بحمية غذائية صحية وممارسة الرياضة أمر حتمي لا يمكن التغاضي عنه. حيث يتوجب على المريض الانتباه دائماً للأطعمة التي يتناولها لمنع رفع مستويات السكر في الدم إلى أعلى مما يجب أن تكون عليه لأنّ ذلك قد يؤدي إلى حصول العديد من المضاعفات الخطيرة لدى مريض السكري منها أمراض القلب، والعمى والتهابات الأعصاب وغيرها.
اقرأ أيضاً: كيف يتجنب مريض السكري بَتر القدم؟
الأرز الأبيض ومريض السكري
السكًري والنظام الغذائي للمريض
إن مراقبة المريض لكمية الكربوهيدرات التي يتناولها، إضافةً إلى الابتعاد عن الأطعمة التي لها مؤشر جلايسيمي عالي، والذي هو عبارة عن نظام يقوم على تصنيف الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات بناءً على السرعة التي تقوم بها برفع مستوى السكّر في الدم على مقياس من (1-100)، حيث تقوم الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات برفع مستويات السكر في الدم بسرعة كبير وهي بذلك ذات مؤشر جلايسيمي عال والعكس صحيح للأطعمة ذات المؤشر الجلايسمي المنخفض حيث تقوم هذه الأطعمة برفع مستويات السكر ببطء وثبات.
اقرأ أيضاً: اعتقادات خاطئة حول مرض السكري
يعتبر الأرز أحد الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع وتتراوح قيمته بين (69-77). ويًعد طبقاً رئيسياً لدى كثير من شعوب العالم كالصين والهند والدول العربية. ونتيجة لمحتوى الأرز الغني بالكربوهيدات فإنّ استهلاكه بشكل مفرط قد يشكّل تهديداً على صحة الإنسان، حيث وجدت دراسة منشورة في المجلة البريطانية الطبية أنّ تناول الأرز الأبيض بكميّات كبيرة يزيد من احتمالية إصابة الشخص بالسكري من النوع الثاني.
اقرأ أيضاً: علاج مرض السكري النوع الثاني
ووجدت دراسة أخرى أجريت على 350 ألف مشترك في قسم التغذية في جامعة هارفرد أنّ الأشخاص الذين استهلكوا الأرز الأبيض بكميات أكبر كانوا أكثر عرضةً للإصابة بمرض السكّري مقارنةً بالأشخاص الأقل استهلاكاً وأنّ كل حصة يتم استهلاكها من الأرز الأبيض زادت من خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 11%.
نتيجةً لذلك يتوجّب على الأشخاص ممن هو في مرحلة ما قبل السكري الانتباه بشكل كبير إلى الكميات التي يقومون باستهلاكها من الأرز الأبيض والكربوهيدرات بشكل عام. وكذلك بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكّري فعليهم الانتباه إلى المؤشر الجلايسيمي ومحتوى الكربوهيدرات لنوع الأرز الذي يتناولونه، حيث يجب على المريض أن يهدف إلى تناول ما لا يزيد عن 45-60 غرام من الكربوهيدرات في كل وجبة.
اقرأ أيضاً: أغذية تناسب مريض السكري
أنواع الأرز الأفضل لمريض السكري
يعتبر الأرز البسمتي والأرز البني خياراً غذائياً أفضل من أرز الحبة القصيرة وذلك لأنّها ذات قيمة غذائية أعلى ومؤشر جلايسمي أقل، حيث أن محتواهم من الألياف والفيتامينات أعلى من أرز الحبة القصيرة. أمّا عن المؤشر الجلايسمي فإنّه قيمته تكون أعلى من 70 لأرز الحبة القصيرة مقارنةً بالأرز البني أو البسمتي فهو عادةً ما يتراوح ما بين 56-69، لذلك فإنّ تناول الأرز البني أو البسمتي باعتدال يُعد خياراً أفضل لمرضى السكري. حيث وجدت إحدى الدراسات الأمريكة والتي أجريت على 39 ألف رجل و157 ألف امرأة أنّ خطر الإصابة بمرض السكري ازداد بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين يستهلكون الأرز الأبيض بينما انخفض الخطر في الأشخاص الذين استهلكوا الأرز البني. جدير بالذكر أنّ مدة وطريقة طهي الأرز تؤثر بشكل ملحوظ على المؤشر الجلايسيمي للأرز حيث أنّ زيادة مدة الطهي تؤدي إلى زياته.
بدائل صحية عن الأرز لمريض السكري
بحسب المنظمة الوطنية لأمراض السكري والجهاز الهضمي والكلى فإنه على الشخص أن يحصل على نصف احتياجاته من الكربوهيدرات من الحبوب الكاملة؛ وذلك لانخفاض المؤشر الجلايسمي لها إضافةً إلى محتواها من الكربوهيدرات المعقدة التي تحتاج إلى وقت أطول لهضمها وبالتالي فإنه تمنع الارتفاع المفاجىء لمستوى السكر في الدم، إضافةً إلى محتواها العالي من الألياف، والحديد، والفيتامينات كفيتامين ب، والفولات، والسيلينيوم، والبوتاسيوم والمغنيسيوم. البدائل التالية ذات قيمة غذائية عالي ومؤشر جلايسمي منخفض:
قد يعتقد مريض السكّري بأنّه قد يتوجب عليه الامتناع كلياً عن تناول الأرز إلّا ن هذا الاعتقاد خاطىء، ما يتوجب عليه هو الاعتدال في تناول الأرز الأبيض ومحاولة استبداله بالأرز البسمتي أو البني نظراً لمحتواها العالي من الألياف وقيامها برفع نسبة السكر في الدم ببطء وثبات على العكس من الأرز الأبيض حيث يكون التحول سريعاً مما يتسبب بارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم بشكل سريع وفي مدة زمنية أقل. إضافةً إلى ذلك، المحاولة من تقليل الإضافات التي من شأنها أن تزيد من أثر الأرز السلبي كالزيوت والسمن والبهارات.