يرتفع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض في مناطق الحروب والأزمات، ويعود ذلك بشكل رئيسي لصعوبة الوصول إلى مصادر المياه والغذاء النظيفة وغير الملوثة، وسوء الصرف الصحي. كذلك يزداد خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية. [1]

تعرف في هذا المقال على أمراض الحروب الجسدية والنفسية الشائع انتشارها في مناطق النزاعات.

أبرز أمراض الحروب

تزايد معدلات الإصابة بالأمراض، بما في ذلك الأمراض المعدية في مناطق الحروب والنزاعات، ويذكر منها ما يلي:

الملاريا

تعد الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) عدوى طفيلية مهددة للحياة يسببها طفيل البلازموديوم، وعادةً ما تنتقل عن طريق التعرض للدغة بعوضة مصابة أو حاملة للعدوى. ويزداد خطر الإصابة بالملاريا في مناطق الحروب التي تشتمل على مصادر مياه مفتوحة وملوثة. [2]

عادةً، تظهر أعراض الملاريا خلال 10 أيام - 4 أسابيع بعد الإصابة، وفي بعض الحالات قد يتأخر ظهورها لعدة أشهر. يمكن أن تبقى بعض طفيليات الملاريا خاملة داخل الجسم لفترات زمنية طويلة. ومن أعراض الملاريا ما يلي: [2][3]

  • القشعريرة والرعشة التي يمكن أن تتراوح ما بين المعتدلة إلى الشديدة.
  • ارتفاع درجة الحرارة والتعرق الشديد.
  • الصداع.
  • القيء والغثيان.
  • آلام البطن والإسهال.
  • فقر الدم.
  • تضخم الكبد.
  • اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، ومن علاماته اصفرار الجلد وبياض العينين.
  • ألم العضلات.
  • البراز الدموي.
  • الغيبوبة.

داء البروسيلات

يحدث داء البروسلات أو ما يعرف أيضًا باسم الحمى المالطية (بالإنجليزية: Brucellosis) نتيجة عدوى بكتيرية تسمى البروسيلا. عادة ما تنتقل عدوى البروسيلات عن طريق شرب حليب غير مبستر، أو تناول منتجات ألبان مصنوعة من حليب حيوانات مصابة ولم يتم بسترته (البسترة: معالجة بالحرارة لقتل البكتيريا). [5]

في حالات قليلة، يمكن أن تنتقل الإصابة بالحمّى المالطية عن طريق تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو عن طريق الاتصال بالسوائل الجسدية لحيوانات المزرعة المصابة كالأبقار، بينما يعد من النادر جدًا انتقال العدوى من شخص لآخر. [5]

يسبب داء البروسيلات عدد من الأعراض، منها: [4][5]

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • التعرق.
  • فقدان الشهية.
  • التعب والإرهاق.
  • آلام المفاصل والعضلات.
  • الصداع.

حمى كيو

تحدث حمى كيو (بالإنجليزية: Q Fever) نتيجة عدوى بكتيرية تسمى الكوكسيلا البورنيتية؛ وهي بكتيريا تعيش بشكل رئيسي في حيوانات المزرعة، مثل الأغنام. وتتواجد أيضًا في الحليب، والبول، والبراز الخاص بهذه الماشية. [4][6]

يمكن أن تنتقل الإصابة بحمّى كيو من خلال شرب الحليب غير المبستر، أو استنشاق هواء ملوث يحتوي على بقايا جافة من بيئة مصابة، مثل بقايا حليب أو بول أو براز. ومن النادر أن تنتقل من شخص مصاب إلى آخر. [6]

من أعراض الإصابة ما يلي: [6]

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • القشعريرة.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • الصداع الشديد.
  • التهاب القلب في الحالات المزمنة أو طويلة الأمد.

داء الشيغيلات

تسبب مجموعة من البكتيريا تسمّى الشيغيلا داء الشيغيلات (بالإنجليزية: Shigellosis)، والتي تستهدف بطانة الأمعاء، وتنتشر هذه الحالة الصحية في البيئات ذات الصرف الصحي السيء، والمياه والغذاء الملوثين، والظروف المعيشية المزدحمة، وتشمل أعراضها المحتملة ما يلي: [7]

  • آلام البطن الحادة أو التشنجات البطنية.
  • ارتفاع حاد في درجة الحرارة.
  • البراز المصحوب الدم، أو المخاط، أو الصديد.
  • ألم وتشنج في المستقيم.
  • القيء والغثيان.
  • الإسهال المائي والدموي.

السل

ينتج مرض السل أو الدرن (بالإنجليزية: Tuberculosis) عن عدوى بكتيرية تسمى بكتيريا المتفطرة السلية، وهو حالة صحية معدية تؤثر في الرئتين، وفي بعض الأحيان قد تكون مهددة للحياة، ويمكن أن تنتقل من خلال الاتصال الوثيق بشخص مصاب. تشمل أعراض السل المحتملة ما يلي: [8]

  • السعال المصحوب بالبلغم أو الدم.
  • التعب والإرهاق.
  • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • تورم في الرقبة.
  • التعرق الليلي.
  • ألم الصدر.

داء الليشمانيات

يحدث داء الليشمانيات (بالإنجليزية: Leishmaniasis) نتيجة عدوى طفيلية خطيرة تسمى الليشمانيا، وتنتقل عن طريق ذبابة الرمل، وقد انتشرت هذه الحالة الصحية بين أفراد من القوات المسلحة الأمريكية في العراق وأفغانستان والكويت، ويعود ذلك لسوء التغذية، والمجاعات، والاكتظاظ السكاني نتيجة النزوح. [4][9]

تختلف الأعراض التي يعاني منها مصابو داء الليشمانيات تبعًا لنوعه؛ إذ تعد تقرحات الجلد غير المؤلمة العرض الرئيسي لداء الليشمانيات الجلدي، بينما يسبب داء الليشمانيات الجلدي المخاطي تقرحات في الفم، والأنف، والشفاه، وسيلان أو انسداد أو نزيف الأنف، وصعوبة في التنفس، أما أعراض داء الليشمانيات الحشوي، والذي يعد أخطر الأنواع فإنها تشمل ما يلي: [9]

حمى التيفوئيد

حمى التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid Fever) هي حالة صحية معدية تسببها بكتيريا مرتبطة بالتسمم الغذائي تسمى السالمونيلا التيفية، ويمكن أن تكون مهددة للحياة إذا تركت دون علاج، وتشيع هذه الحالة الصحية في بيئات الحروب ذات الصرف الصحي السيء، ومصادر المياه النظيفة المحدودة، ويمكن أن يصاب الشخص بها نتيجة ملامسته المباشرة لبراز أو بول مصاب آخر، أو تناول طعام أو ماء ملوث بكمية صغيرة من البراز أو البول المصاب. [10]

تشمل الأعراض الرئيسية لحمى التيفوئيد ما يلي: [10][11]

  • ارتفاع مستمر في درجة الحرارة يزداد تدريجيًا كل يوم.
  • الطفح الجلدي.
  • الصداع.
  • فقدان الشهية.
  • الانتفاخ.
  • التعب الشديد.
  • السعال.
  • الإمساك أو الإسهال.

مرض الجرب

يعد الجرب (بالإنجليزية: Scabies) أحد الأمراض الجلدية المعدية التي تنتشر في بيئات الحروب التي تفتقر مصادر المياه الصالحة للاستخدام والبيئات التي تتكاثر بها الجراثيم والملوثات، ويحدث نتيجة الإصابة بنوع صغير من الحشرات يسمى السوس، والذي يحفز الطبقة العليا من الجلد للعيش والتكاثر فيها، مما يسبب الطفح الجلدي المثير للحكة.

تنتقل عدوى الجرب بسهولة من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر بالجلد، كما يمكن أن يؤدي التعرض للأثاث، والملابس، والفراش المليء بهذه الحشرة للإصابة بالعدوى أيضًا. [12]

أبرز الاضطرابات النفسية في الحروب

يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعيشون في بيئات الحروب من بعض الاضطرابات النفسية، والتي تحدث نتيجة تعرضهم لضغوطات وظروف بيئية ومعيشية قاسية، بما في ذلك اضطرارهم لترك منازلهم والنزوح لأماكن أخرى أكثر أمنًا، وانعدام الأمن الغذائي، والخوف المستمر من الموت أو الإصابة. [1]

ومن الاضطرابات النفسية الأكثر شيوعًأ في مناطق الحروب ما يلي:

اضطراب ما بعد الصدمة

من المحتمل أن يعاني الأشخاص في بيئات الحروب من اضطراب ما بعد الصدمة (بالإنجليزية: Post-Traumatic Stress Disorder - PTSD)، وذلك لتعرضهم لضغوطات نفسية ومواقف عصيبة مهددة للحياة، وتشمل أعراضه الشائعة ما يلي: [13]

  • الأفكار، والكوابيس، والذكريات المؤلمة المتعلقة بأحداث الحرب.
  • ردود أفعال عاطفية وجسدية شديدة عند تذكر الأحداث العصبية، بما في ذلك نوبات الهلع، والرجفة التي لا يمكن السيطرة عليها، وخفقان القلب.
  • تجنب المواقف، والأشياء، والأشخاص، والأماكن التي تذكّر الشخص بأحداث الحرب، مما يؤدي للعزلة والانسحاب من الأصدقاء والعائلة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.
  • تغيرات سلوكية ومزاجية سلبية بما في ذلك الشعور المفرط بالخوف أو الذنب.
  • التوتر، والاضطراب، والقلق المستمر.
  • الأرق أو اضطراب النوم.
  • صعوبة التركيز.
  • زيادة اليقظة والانتباه.

الاكتئاب

يعد الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression) أحد الاضطرابات النفسية المحتملة في بيئات الحروب، والذي قد ينتج عن التعرض للضغوطات النفسية بما في ذلك التهجير من المنازل، وفقدان أحد أفراد الأسرة، وتشمل أعراضه الشائعة ما يلي: [14][15]

  • فقدان المتعة والاهتمام بالحياة أو الأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا.
  • الغضب، والحزن، والإحباط.
  • قلة الثقة بالنفس.
  • الشعور بالتعب والإرهاق معظم الوقت.
  • فقدان الشهية والوزن.
  • اضطرابات النوم، بما في ذلك النوم أكثر أو أقل من اللازم.

للمزيد: الآثار النفسية للحروب

إجراءات للحد من خطر الإصابة بأمراض الحروب

يمكن أن يساعد اتخاذ إجراءات الوقاية التالية على تقليل خطر الإصابة بأمراض الحروب: [16][17]

  • التأكد من تعقيم أو غسل اليدين كلما أمكن ذلك.
  • تجنب شرب ماء ملوث، إن أمكن.
  • الاهتمام بسلامة الأغذية وتخزينها بشكل صحيح؛ لتقليل خطر تلوثها.
  • تجنب التلامس المباشر مع الأشخاص الذين يعانون من أحد الأمراض المعدية.
  • تجنب الاتصال أو التلامس مع الحيوانات البرية التي قد تكون مصابة بأحد الأمراض المعدية.
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين، مثل فرشاة الأسنان والأمشاط.

نصيحة الطبي

تشيع بعض الأمراض المعدية والنفسية في مناطق الحروب والنزاعات، وذلك لافتقارها لمصادر المياه والغذاء الصالحة للاستخدام، وسوء الصرف الصحي، وتدني معايير النظافة والسلامة العامة، والضغوطات النفسية الصعبة التي يتعرضون لها. مع ذلك، يمكن أن يساعد اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية الوقائية على تقليل خطر الإصابة ببعضها أو انتشارها بين الأفراد.