يعد قياس وزن الطفل من أولى الإجراءات التي تتم في المستشفى بعد الولادة، إذ يولد الكثير من الأطفال بأوزان منخفضة أي أقل من 2.5 كيلوجرام، أو بأوزان مرتفعة أي أكثر من 4 كيلوجرام، ويحدث ذلك نتيجة العديد من الأسباب. يترتب على ولادة الأطفال بوزن أقل من الحد الطبيعي بعض المضاعفات مثل الإصابة بالأمراض والعدوى خلال أول أيام حياتهم، أو تعرضهم لمضاعفات طويلة المدى مثل تأخر تطورهم الحركي والاجتماعي والقدرة على التعلم، لذا فإن ولادة طفل بوزن طبيعي أفضل من ولادة طفل بوزن مرتفع لدرجة تعرضهم للأمراض والإصابات.
يتأثر وزن الطفل خلال الحمل بعوامل عديدة ومن أهمها تغذية الأم خلال الحمل، حيث تعتبر زيادة وزن الحامل ضرورية لضمان التغذية اللازمة للجنين ونموه بشكل سليم. ولكن، يبقى مقدار نمو الطفل بعد الولادة هو أفضل مؤشر على صحته. في هذا المقال سنتعرف على طرق زيادة وزن الجنين أثناء الحمل.
العوامل التي تؤثر على وزن الطفل عند الولادة
يعتمد وزن الطفل أثناء الحمل عند الولادة على عدة عوامل تتضمن ما يلي:
- طول فترة الحمل: عادة ما يكون وزن وحجم الأطفال المولودين في موعد الولادة المتوقع أو بعده أكبر من وزن وحجم الأطفال المولودين قبل ذلك.
- وزن الأب والأم: يكون عادة وزن الأطفال المولودين من قبل أمهات وآباء طويلي القامة وذوي أحجام كبيرة، أكبر من أطفال الأمهات والآباء صغيري الحجم.
- حالة التوائم: الحمل بالتوائم يعتبر من العوامل الواضحة التي تؤدي إلى ولادة طفل أقل من الوزن المتوقع مقارنة في حال كان الحمل منفرداً، ويعزى ذلك إلى أن الأطفال يتشاركون التغذية مع الأم، بالإضافة إلى مشاركة الحيز الموجودين فيه بالرحم مع بعضهم البعض.
- جنس الطفل وترتيبه بين أخوته: يوجد فرق طفيف بين وزن الذكر ووزن الأنثى، ففي العادة يكون وزن الذكر أعلى قليلاً من وزن الأنثى. أما بالنسبة لترتيب الطفل بين أخوته، ففي الغالب يكون الطفل الأول ذو وزن أقل من وزن من يليه من أخوته.
- صحة الأم: يولد الطفل بوزن أقل من المتوقع إذا كانت الأم تعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب خلال الحمل، أو كانت تدخن السجائر أو تشرب الكحول. في المقابل سوف يكون وزن الطفل أعلى من المتوقع إذا كان لدى الأم مرض السكري، أو كانت تعاني من السمنة.
- صحة الطفل: معاناة الطفل من عيوب خلقية، أو إصابته بالالتهابات يؤثر على وزن الجنين خلال الحمل ونموه بعد الولادة.
- تغذية الأم خلال الحمل: من الضروري تأمين التغذية السليمة لضمان زيادة وزن الجنين خلال الحمل، وتعتمد تغذية الجنين على طبيعة غذاء الحامل، وبالتالي يؤثر سوء تغذية الحامل على نمو الجنين ووزنه عند الولادة. لذلك، من الضروري أن تكتسب الأم خلال الحمل الوزن الكافي لتؤمن التغذية اللازمة للجنين، دون اكتساب الكثير من الكيلوجرامات إلى حد تزيد معه احتمالية ولادة أطفال بأوزان تفوق الحد الطبيعي الذي يتراوح بين 2500-4000 جرام.
للمزيد: وزن الطفل الطبيعي
زيادة وزن الحامل
من الصعب التنبؤ بدقة بوزن الطفل خلال فترة الحمل، إذ تعطي الفحوصات التي يتم إجراؤها مثل فحص الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) مؤشراً تقديرياً فقط لوزن الطفل المتوقع عند الولادة، ولا يمكن اعتبار وزن الأم خلال الحمل وحده مؤشراً كافياً لمدى تطور الجنين داخل الرحم وسرعة نموه.
بالرغم من عدم تأثر وزن الطفل عند الولادة بوزن الأم خلال الحمل فقط ووجود عوامل أخرى تحدده، إلا أن اكتساب الأم لمقدار معين من الوزن خلال الحمل يعتبر أمراً ضرورياً لضمان صحة الجنين وولادته بوزن طبيعي، مع ضرورة مراعاة الحامل لاكتساب وزنها الزائد من خلال تناول غذاء صحي ومتوازن يوفر للجنين المواد الغذائية الضرورية لنموه بشكل سليم، والابتعاد عن العادات الغذائية السيئة التي تضر بصحتها وصحة جنينها.
للمزيد: أمور غير متوقعة تؤثر على صحة الجنين
الزيادة المتوقعة لوزن الحامل
من الضروري أن تراعي الحامل زيادة وزنها بشكل تدريجي خلال الحمل، بحيث يزداد وزنها تقريباً من 1-2 كيلوجرام خلال الثلث الأول من الحمل، ثم نصف كيلوجرام في كل أسبوع وحتى نهاية الحمل. تعتمد الزيادة الكلية في وزن الحامل على حملها بطفل واحد أو بعدة توائم، وعلى وزنها قبل الحمل كما يلي:
- تحتاج الأم التي تعاني من انخفاض الوزن قبل الحمل إلى زيادة وزنها بمقدار 13-18 كيلوجرام (28 إلى 40 باوند).
- تعتبر زيادة الحامل ذات الوزن المثالي قبل الحمل من 11.34-15.88 كيلوجرام زيادة مقبولة.
- من الأفضل أن يزداد وزن الأم التي تعاني من زيادة الوزن قبل الحمل بمقدار 7- 9 كيلوجرام أو أقل (15-25 باوند).
- في حالة الحمل بأكثر من طفل (التوائم) فإن الحامل تحتاج لزيادة وزنها بمقدار 16.5-24.5 كيلوجرام (37-54 باوند).
- لا تعتبر فترة الحمل الفترة المناسبة لتخفيف الوزن، ولا يجوز للمرأة محاولة فقدان الوزن خلال الحمل إلا إذا كانت تعاني من السمنة المفرطة، ونصحها الطبيب بإنقاص وزنها، ويتم ذلك تحت إشرافه.
- لا تعكس الزيادة في وزن الأم خلال الحمل مقدار الدهون في جسمها، فمثلاً زيادة الوزن خلال الحمل بمقدار 17 كيلوجرام تتوزع كالآتي:
- الطفل: 3.5 كيلوجرام.
- المشيمة: 1-1.5 كيلوجرام.
- السائل الأمنيوسي: 1-1.5 كيلوجرام.
- نسيج الثدي:1- 1.5 كيلوجرام.
- مجرى الدم: 2 كيلوجرام.
- الرحم: 1-2.5 كيلوجرام.
- مخازن الدهون في الجسم: 2.5-4 كيلوجرام.
- أجزاء أخرى: 4-5.9 كيلوجرام.
للمزيد: زيادة الوزن خلال الحمل
تغذية الحامل لزيادة وزن الجنين
تحتاج معظم النساء الحوامل إلى زيادة معدل السعرات الحرارية اليومية بمقدار 300 سعرة زائدة عن معدل أكلهم الطبيعي، ومن المهم أن يكون مصدر هذه الزيادة من الطعام الصحي، وذلك للمساعدة على زيادة وزنها بشكل صحي، ولزيادة وزن الجنين أثناء الحمل.
فيما يلي نصائح مهمة للحامل لزيادة وزن الجنين اعتماداً على عمر الحمل:
- ينصح في الثلث الأول من الحمل بتناول 1800 سعرة حرارية يومياً.
- ينصح في الثلث الثاني من الحمل بتناول 2200 سعرة حرارية يومياً.
- ينصح في الثلث الثالث من الحمل بتناول 2400 سعرة حرارية يومياً.
- ينصح الطبيب النساء اللواتي يعانين من سكري الحمل أو السمنة المفرطة بخفض استهلاك النشويات، وزيادة معدل استهلاك الألياف، وتناول الطعام الصحي عوضاً عن ذلك.
- في حالة الحمل بتوأم، فمن المهم أن يصل معدل السعرات الحرارية التي تستهلكها يومياً إلى 3000-3500 سعرة يومياً، وذلك لضمان ولادة طفل بوزن طبيعي عند الولادة.
للمزيد: اعراض الحمل حسب أشهر الحمل
نصائح لزيادة الوزن اثناء الحمل بشكل صحي
فيما يلي بعض الطرق التي تساعد في زيادة وزن الجنين والأم بشكل صحي خلال الحمل:
- تناول 5-6 وجبات في اليوم كالتالي: 3 وجبات رئيسية و2-3 وجبات صغيرة تكميلية.
- تناول الوجبات الخفيفة الصحية مثل المكسرات، والزبيب، والجبن، والفواكه المجففة، والزبادي، والفواكه الطازجة، والخضروات.
- تجنب الأطعمة والوجبات السريعة والأطعمة المصنعة (بالأنجليزية: Junk-food Snacks) كالشيبس، والكيك، والكوكيز، والآيس كريم، ويفضل عدم اقتنائها في المنزل، واستبدالها بالخضار والفواكه لغناها بالفيتامينات ونقص محتواها من الدهون.
- الحرص على تناول الخبز والبسكويت، ورقائق الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة.
- وضع زبدة الفول السوداني على الخبز المحمص، أو البسكويت، أو التفاح، أو الموز، إذ إن ملعقة واحدة من زبدة الفول السوداني تمنح ما يقارب 100 سعرة حرارية و7 جرام من البروتين.
- إضافة الزبدة، والجبن، والقشدة إلى الوجبات.
- تناول الأفوكادو، فهو يحتوي على كميات عالية من الأحماض الدهنية الأحادية، والألياف، وحمض الفوليك، والبوتاسيوم، ويساعد في تحسين صحة الجنين خلال الحمل، وتخفيف تشنجات الساق الشائعة لدى النساء الحوامل.
- تناول الأطعمة المالحة باعتدال، إذ يؤدي الملح إلى احتباس السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
- تجنب المشروبات عالية السكر، والتي تحتوي على السكريات الصناعية، واستبدالها بمشروبات منزلية الصنع.
- عدم الإكثار من تناول الدهون ويتضمن هذا الزيوت المستخدمة للطهي، والمرجرين، والمايونيز، والخلطات الجاهزة لتتبيل السلطات، والأجبان الكريمية.
- التخفيف من تناول الشاي، والقهوة، والصودا، لاحتوائها على الكافيين، إضافةً إلى ضرورة تجنب شرب الكحول خلال الحمل، إذ أن هناك ارتباط بين شرب الكحول والولادة المبكرة أو ولادة أطفال بأوزان قليلة.
- تناول مشتقات الألبان لاحتوائها على الكالسيوم بمقدار لا يقل عن 4 حصص يومياً. يمكن اختيار المنتجات قليلة الدسم منها. كما تحتوي منتجات الألبان أيضاً على البروتينات الضرورية للأم والطفل، والبكتيريا النافعة التي تقي من حدوث بعض مشاكل الحمل، مثل تسمم الحمل، وسكري الحمل، والالتهابات المهبلية.
- عند تناول الجبنة يجب التأكد أنها مصنوعة من الحليب المبستر.
- تناول البقوليات، فهي مصادر غنية بحمض الفوليك، والألياف، والعديد من العناصر الغذائية الأخرى. ويعد حمض الفوليك هو عنصر غذائي مهم جداً أثناء الحمل ويقلل من خطر بعض العيوب الخلقية والأمراض.
- تناول سمك السلمون الذي يحتوي على أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تعتبر مهمة لتطور الدماغ والعين لدى الجنين.
- تجنب الأسماك غير المطهية جيداً مثل السوشي، كما أن بعض الأسماك تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، لذلك يجب تناول الأسماك التي تم تحديدها بأنها آمنة مرة واحدة أسبوعياً.
- تحتاج المرأة التي تزن 68 كيلوجرام إلى 75 جراماً من البروتين يومياً. لتقدير كمية البروتين الذي تحتاجه المرأة يمكن استخدام الوزن قبل الحمل بوحدة الباوند وتقسيمه على 2.
- تناول 27 مغ من الحديد من مصادره مثل لحم العجل، والسردين، والخضروات الورقية ذات اللون الأخضر الغامق، والفواكه المجففة.
- تناول 600 وحدة من فيتامين د من بعض مصادره مثل السلمون، والحليب المدعم بفيتامين د، أو من خلال التعرض لأشعة الشمس بشكل معقول.
- القيام بالتمارين الرياضية لمدة نصف ساعة في اليوم على الأقل، بمقدار 3-4 أيام بالأسبوع يعتبر كافيا للمرأة الحامل، إذ يعد كلاً من المشي، وقيادة الدراجة، والسباحة من الرياضات المقبولة للحامل.
- لا ينصح للحامل التي تكون أكثر عرضة للولادة المبكرة بممارسة الرياضة، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل البدء بأي برنامج لممارسة الرياضة.
- وجدت بعض الدراسات أن الضغط النفسي، والتعرض للضغوطات اليومية من العمل خارج المنزل، و خاصة في الأشهر الأولى من الحمل قد يزيد من احتمالية أن يكون المولود ذو وزن منخفض.
للمزيد: ما هي أفضل الفيتامينات للحامل
صعوبة زيادة وزن الجنين اثناء الحمل
تواجه بعض الحوامل صعوبة في زيادة الوزن خلال الحمل وقد يحدث ذلك بسبب الغثيان والاستفراغ الذي يمنعها أحياناً من تناول الطعام كما يجب. إذا واجهت الحامل صعوبة في زيادة الوزن أثناء الحمل يمكنها القيام بما يلي:
- إضافة الفاكهة المجففة، والمكسرات، والبسكويت مع زبدة الفول السوداني، والآيس كريم إلى النظام الغذائي، لاحتواء هذه الأطعمة على كمية وافرة من السعرات الحرارية.
- إضافة القليل من الجبن، أو العسل، أو السكر، أو المرجرين إلى الأطعمة التي تتناولها.
- زيادة تناول البروتينات من خلال الأطعمة المحتوية عليها، أو حتى من خلال المكملات الغذائية التي تحتوي على البروتين لزيادة أوزانهم وتقليل فرصة حدوث الإجهاض أو ولادة طفل بوزن منخفض، ولكن، لا ينصح بالمكملات الغذائية المحتوية على نسبة عالية جداً من البروتينات (أكثر من 25%).
للمزيد: صيام الحامل في رمضان