اضطراب ما بعد الصدمة | Post-traumatic Stress Disorder

قد يكون سبب اضطراب ما بعد الصدمة هو التعرض لحدث مروع يهدد الحياة، أو إصابة خطيرة، أو حتى مشاهدة أحداث مؤلمة. [4]

تشمل الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة ما يلي: [4]

• الحوادث الخطيرة.
• الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، والفيضانات، وحرائق الغابات.
• الحروب.
• الاعتداء الجسدي أو الجنسي أو التهديد بذلك.
• مشاهدة حوادث القتل أو التعذيب.

تجدر الإشارة إلى أن هناك أحداث قد تؤدي إلى الإصابة بصدمة عاطفية في بعض الحالات، مثل الطلاق أو فقدان وظيفة، لكن لا يتطور الأمر إلى الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة. [4] 

تزداد احتمالية الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة لدى بعض الأشخاص مقارنة بغيرهم، وهو ما يشير إلى وجود عوامل أخرى قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة به بجانب التعرض للصدمة النفسية، ومن أمثلة هذه العوامل ما يلي: [4]

• تكرار التعرض للصدمات النفسية، مثل معايشة الحروب.
• تاريخ من التعرض لصدمة نفسية أو إيذاء أثناء مرحلة الطفولة.
• المرور بصدمة شديدة ومروعة.
• عدم تلقي الشخص دعمًا كافيًا بعد تعرضه لصدمة شديدة.
• تاريخ من الإصابة باضطراب نفسي، مثل القلق أو الاكتئاب.
• مواجهة المزيد من الضغوط الحياتية بعد الصدمة، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
• طبيعة الحدث الصادم، حيث قد تزيد بعض الأحداث الصادمة من خطر الإصابة باضطراب الكرب التالي للرضح أكثر من غيرها، مثل التعرض للاعتداء الجنسي.

تشمل أعراض اضطراب ما بعد الصدمة ما يلي: [5]

• توارد الذكريات المؤلمة: يعاني المصابون باضطراب توتر ما بعد الصدمة من عودة أحداث الصدمة مرارًا وتكرارًا في صورة توارد الذكريات، والهلاوس، والكوابيس، كما يشعرون بالانزعاج الشديد عند تذكرهم أي شيء يتعلق بالصدمة.
• تجنب كل ما يذكر بالحدث: تظهر على الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة أعراض تجنبيه، حيث يحاول تجنب كل ما يمكن أن يذكره بالحدث من أشخاص، أو أماكن، أو مواقف؛ مما قد يؤدي العزلة والشعور بالانفصال.
• الإثارة والانفعال: يعاني الشخص أيضًا من نوبات غضب وهياج، وسرعة الانفعال، كما يواجه اضطرابات في النوم، وسهولة الإصابة بالذعر والفزع، وصعوبة القدرة على التركيز. علاوة على معاناته من أعراض جسدية كتسارع ضربات القلب، وسرعة التنفس، والغثيان، والإسهال.
• تغيرات في الإدراك والمزاج: قد يواجه الشخص مشكلة في تذكر بعض تفاصيل الحدث الصادم، كما يعاني من مشاعر سلبية، مثل الشعور بالذنب ولوم النفس.

تختلف شدة أعراض اضطراب ما بعد الصدمة العاطفية من وقت لآخر، حيث قد تزداد مع التوتر أو جراء التعرض لشيء يعيد ذكرى الحدث المؤلم. [5]

قد تظهر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال الصغار في صورة تأخر اكتساب بعض المهارات، مثل النطق، والتدريب على استخدام المرحاض، والمهارات الحركية. [5]

اقرأ أيضًا: الصدمة النفسية عند الطفل وكيفية التعامل معها

لا يتم تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة إلا بعد مرور شهر على الأقل من التعرض للحدث الصادم، ويعتمد الطبيب في التشخيص على معرفة التاريخ الطبي وما مر به الشخص من تجارب وأحداث مؤلمة، وإجراء فحص بدني شامل. [5]

قد يوصى أيضًا بإجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الحالات الجسدية التي قد تسبب أعراضًا مشابهة لاضطراب الكرب التالي للرضح. [5]

يقيم الطبيب الأعراض التي يعاني منها المصاب بناء على معايير تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة، وينبغي أن تكون هذه الأعراض استمرت أكثر من شهر وتتداخل مع الحياة اليومية بشكل كبير، مع مراعاة ألا تكون ناجمة عن حالة طبية أخرى أو تعاطي المخدرات. [6]

للمزيد: فحص اضطراب ما بعد الصدمة

يفيد علاج اضطراب ما بعد الصدمة في تخفيف الأثر النفسي للحدث المؤلم وتعلم كيفية التعامل مع الذكريات والمشاعر المرتبطة به، وكذلك الحد من الأعراض الجسدية، وتحسين الأداء اليومي. [5]

يتضمن علاج حالات اضطراب ما بعد الصدمة العلاج النفسي، أو استخدام الأدوية، أو كليهما. [5]

العلاج النفسي

يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد الأساليب الفعالة في الحد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة وعلاجها، حيث يعمل على تغيير أفكار وسلوكيات الفرد؛ مما يساعد على تجاوز الصدمة وتخفيف الأعراض. [6]

تشمل أساليب العلاج النفسي الأخرى المتبعة في معالجة هذا الاضطراب ما يلي: [6]

• المعالجة المعرفية.
• العلاج بالتعرض.
• العلاج بحركة العين (إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين).
• العلاج النفسي الجماعي.

العلاج الدوائي

قد يفيد استخدام مضادات الاكتئاب في علاج اضطراب الكرب التالي للرضح، حيث تساهم في تحسين الحالة المزاجية وتخفيف القلق، ومن أمثلتها السيرترالين (بالإنجليزية: Sertraline) والباروكستين (بالإنجليزية: Paroxetine). [6]

يتداخل اضطراب ما بعد الصدمة النفسية مع قدرة الفرد على ممارسة الحياة اليومية، ولكن يساهم اتباع هذه النصائح بجانب الالتزام بالعلاج الموصوف في التأقلم وتحسين نوعية الحياة: [6]

• ممارسة تدريبات التأمل الواعي.
• ممارسة الرياضة بانتظام.
• تلقي الدعم من الأسرة والأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات الدعم.
• الامتناع عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات.

قد يساعد حصول الشخص على الدعم النفسي وتلقي العلاج المناسب بعد التعرض لصدمة نفسية في الوقاية من تطور الحالة إلى اضطراب ما بعد الصدمة. [5]

يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على جميع جوانب الحياة من القدرة على القيام بالمهام اليومية، والعلاقات الاجتماعية، وحتى الصحة البدنية، ليس هذا فحسب بل تكمن خطورة اضطراب ما بعد الصدمة أيضًا في زيادة خطر الإصابة بمشاكل واضطرابات نفسية أخرى، مثل: [5]

• الاكتئاب والقلق.
• اضطرابات الأكل.
• إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
• التفكير في الانتحار أو الإقدام على ذلك.

اقرأ أيضًا: أنواع الأمراض النفسية

عادة ما تقل أعراض اضطراب ما الصدمة تدريجيًا، ولكن نادرًا ما تختفى نهائيًا، ومع ذلك يساهم العلاج في التخفيف من حدتها وتعلم كيفية التعامل معها ليستطيع الشخص المضي قدمًا. [5]

[1] Lauren Krouse. What Is Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD)? Retrieved on the 20th of December, 2022.

[2] WebMD. What Is Posttraumatic Stress Disorder (PTSD)? Retrieved on the 20th of December, 2022.

[3] Geraldine Orentas. Signs and Symptoms of PTSD in Women. Retrieved on the 20th of December, 2022.

[4] Healthdirect. Post-traumatic stress disorder (PTSD). Retrieved on the 20th of December, 2022.

[5] WebMD. Posttraumatic Stress Disorder (PTSD). Retrieved on the 20th of December, 2022.

[6] Matthew Tull. What Is Post-Traumatic Stress Disorder? Retrieved on the 20th of December, 2022.