جاك فروت | Katal

ما هو جاك فروت

الجاك فروت هي فاكهة  تزرع في المناطق الاستوائية من العالم، موطنها الأصلي جنوب الهند، ثم انتشرت إلى أجزاء أخرى من الهند، وجنوب شرق آسيا، والفلبين وتايلاند، وإندونيسيا، وماليزيا، كما أنها تنمو في أفريقيا وتحظى بشعبية كبيرة في بعض دول أمريكا الجنوبية مثل البرازيل وسورينام. تنمو أشجار الجاك فروت عادةً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، ولكن يمكن أيضاً زراعتها في هاواي، وفلوريدا، وأستراليا. 

زادت شعبيتها في السنوات الأخيرة، بعد أن وصفها عدد من الباحثين بأنها طعام "معجزة" لأنها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية وتمد الجسم بالكثير من السعرات الحرارية. لها نكهة حلوة مميزة ويقال أن طعمها مشابه لمزيج من الفواكه، بما في ذلك التفاح، والمانجو، والأناناس، والموز، وهي تنتمي لعائلة النباتات التوتية (بالإنجليزية: Moraceae)، والتي تشمل أيضًا العديد من الفواكه مثل التين والتوت. تحتوي الجاك فروت على جلد خارجي شائك ذو لون أخضر أو ​​أصفر، ويمكن استخدامها لعمل مجموعة متنوعة من الأطباق، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الصحية التي تتميز بها. 

أحد الجوانب الفريدة لهذه الفاكهة هو حجمها الكبير بشكل غير عادي، وغالبًا ما يستخدم النباتيون هذه الفاكهة كبديل للحوم بسبب قوامها، والذي يضاهي اللحوم المقطعة. ونظراً لأن جاك فروت قادرة على تحمل المناخات الاستوائية، فيمكن أن تكون مصدراً رئيسياً للسعرات الحرارية والكربوهيدرات للأشخاص المعرضين لخطر المجاعة في الدول النامية، حيث يمكن لشجرة واحدة أن تنتج ما يصل إلى ثلاثة أطنان من الطعام من هذه الفاكهة في السنة، مما يوفر مصدراً غذائياً للأشخاص الذين يعيشون في الدول الاستوائية. 

على الرغم من أن الجاك فروت تزرع في المناطق الاستوائية، إلا أنها أصبحت متاحة على نطاق أوسع في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. تحتوي على كمية معتدلة من السعرات الحرارية، حيث توفر ما يقرب من 155 سعر حراري في كوب واحد (165 غرام). ما يقرب من 92 ٪ من السعرات الحرارية تأتي من الكربوهيدرات، في حين تأتي بقية السعرات الحرارية من البروتين وكمية صغيرة من الدهون. 

المحتوى الغذائي لجاك فروت

تحتوي الجاك فروت على بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية، بالإضافة إلى كمية جيدة من الألياف. وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، يحتوي كوب من الجاك فروت الخام على العناصر الغذائية التالية:

• 157 سعرة حرارية.
• 2.84 غرام من البروتين.
• 1.06 غرام من الدهون.
• 38.36 غم من الكربوهيدرات.
• 2.5 غرام من الألياف الغذائية.
• 22.6 ملغم من فيتامين C.  
• 31.48 غرام من السكريات.
• 739 ملغم من البوتاسيوم.
• 48 ملغم من المغنيسيوم. 

ما يميز فاكهة الجاك فروت عن الفواكه الأخرى هو محتواها من البروتين، حيث توفر حوالي 3 غرامات من البروتين لكل كوب مقارنةً بـ 0-1 غرامًا في أنواع أخرى مماثلة من الفاكهة، مثل التفاح والمانجو، كما تعد الجاك فروت غنية أيضًا بالعديد من أنواع مضادات الأكسدة، والتي من المحتمل أن تكون مسؤولة عن معظم فوائدها الصحية.

الفوائد الصحية لجاك فروت

جاك فروت للتحكم في سكر الدم

تحتوي جاك فروت على العديد من الخصائص التي قد تساعد في التحكم في سكر الدم، حيث تحتوي على نسبة منخفضة جداً من مؤشر السكري (GI)، وهو مقياس لمدى سرعة ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول طعام معين. يرجع ذلك إلى الألياف الغذائية التي توفرها، والتي تساهم في إبطاء عملية الهضم وتساعد على منع ارتفاع السكر في الدم.

أثبتت الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الكثير من الأطعمة منخفضة (GI) أنها مفيدة في التحكم في نسبة السكر في الدم. علاوة على ذلك، تحتوي الجاك فروت على بعض البروتين، والذي قد يساهم في منع ارتفاع مستويات السكر في الدم بسرعة كبيرة بعد تناول الوجبات، كما تحتوي أيضا على مضادات الأكسدة الفلافونويد، والمعروفة بقدرتها على تعزيز التحكم في مستويات السكر في الدم. 

بحثت دراسة عام 2011 في تأثير مستخلص أوراق الجاك فروت على الفئران المصابة بمرض السكري، وأظهرت النتائج التي تم نشرها في مجلة (Scientific World Journal) أن الفئران التي استهلكت مستخلص أوراق الجاك فروت كان لديها مستويات أعلى من الأنسولين ومستويات أقل من الجلوكوز في الدم من الفئران التي لم تتناول الجاك فروت. 

توصل الباحثون أيضا إلى أن خلاصة أوراق الجاك فروت تحتوي على مركبات الفلافونويد التي قد تساعد في منع موت خلايا البنكرياس، وهو العضو المسؤول عن إفراز الأنسولين. 

جاك فروت للوقاية من الأمراض

تحتوي جاك فروت على مستويات عالية من مضادات الأكسدة القوية التي توفر فوائد صحية مختلفة، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، حيث تعمل مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من الإجهاد التأكسدي والالتهاب، والذي ينتج غالباً عن الضرر الذي تسببه الجذور الحرة.

تحتوي الجاك فروت على العديد من مضادات الأكسدة مثل:

• فيتامين C: تحتوي الجاك فروت على كميات كبيرة من فيتامين C، مما قد يساهم في منع الالتهاب الذي يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان.
• الكاروتينات: تحتوي الجاك فروت على الكاروتينات التي ثبت أنها تساعد على تقليل الالتهاب وتقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مختلفة، مثل داء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
• الفلافانون: يحتوي الفلافانون على خصائص مضادة للالتهاب، والتي قد تساعد في خفض نسبة السكر في الدم، وضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، والتي تعد عوامل مهمة في الحد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب. 

جاك فروت لخفض مستويات الكوليسترول

قد يساعد تناول الجاك فروت على خفض مستويات الكوليسترول الضار، حيث تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن تناول بذور الجاك فروت قد يساعد في خفض مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزية: LDL) ورفع مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة (بالإنجليزية: HDL).

الكولسترول الضار (بالإنجليزية: LDL) عبارة عن رواسب شمعية تلتصق بالجدران الداخلية للشرايين. تراكم هذه الرواسب، يمكن أن يؤدي إلى الحد من تدفق الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، في حين يساعد الكوليسترول الجيد (HDL) على إزالة الكوليسترول الضار من الأوعية الدموية وإرساله إلى الكبد.

بحثت دراسة أجريت عام 2015 في تأثير تناول بذور الجاك فروت على مستويات الكوليسترول في الفئران، وأظهرت النتائج التي تم نشرها في مجلة (International Journal of Biotechnology and Bioengineering) أن الفئران التي تناولت نظامًا غذائياً غنياً ببذور الجاك فروت، قد ارتفع لديها مستويات الكوليسترول الجيد، مع انخفاض مستويات الكوليسترول الضار مقارنة بالفئران التي تناولت بذوراً أقل. 

جاك فروت لخفض ضغط الدم

تعد فاكهة جاك فروت مصدرا جيدا للبوتاسيوم. ووفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، يمكن للأطعمة الغنية بالبوتاسيوم أن تساهم في خفض ضغط الدم من خلال مقاومة تأثيرات الصوديوم وتقليل التوتر في جدران الأوعية الدموية.

توصي (AHA) بأن يستهلك البالغون الأصحاء 4700 ملغم من البوتاسيوم يومياً. يحتوي كوب من فاكهة الجاك فروت الخام على 739 ملغم من البوتاسيوم. ومع ذلك، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بالبوتاسيوم يمكن أن تكون ضارة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو من أي مرض يغير الطريقة التي ينظم بها الجسم البوتاسيوم. 

جاك فروت لصحة الجهاز الهضمي

تعد فاكهة الجاك فروت، وخاصة البذور، مصدراً جيداً لكل من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. ووفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، يمكن أن تساهم الألياف القابلة للذوبان في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وإبطاء امتصاص الكربوهيدرات في مجرى الدم، مما يساعد في منع ارتفاع الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام.

تشير الأبحاث إلى أن تناول الألياف الغذائية قد يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، وسرطان القولون، لذلك توصي أكاديمية (Academy Of Nutrition And Dietetics) بأن تستهلك النساء 25 غرامًا، والرجال 38 غراماً من الألياف الغذائية يومياً، كما تحتوي بذور الجاك فروت أيضاً على البريبايوتكس، والتي يمكن أن تساهم في نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

جاك فروت لتعزيز المناعة

قد يساعد محتوى الجاك فروت من الفيتامينات A و C في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض، كما يُعتقد أن تناول هذه الفاكهة مفيد أيضاً في تقليل خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية.

جاك فروت لمنع مشاكل الجلد

تحتوي الجاك فروت على العديد من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة، مثل فيتامين C، التي قد تساهم في تحسين صحة الجلد، وإعطاء النضارة للبشرة، وإبطاء تجاعيد البشرة نتيجة الشيخوخة، كما يساعد محتوى الماء في الجاك فروت على الحفاظ على نضارة ورطوبة البشرة.

جاك فروت لصحة القلب

قد يكون لجاك فروت القدرة على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث تحتوي على مستويات معتدلة من البوتاسيوم، والذي يساعد في تنظيم ضغط الدم ويقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية.

جاك فروت للوقاية من السرطان

تحتوي فاكهة الجاك فروت على العديد من المغذيات النباتية مثل، ايزوفلافون (بالإنجليزية: isoflavones) وسابونين (بالإنجليزية: saponins)، ووفقاً للمعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، فإن هذه المواد الكيميائية النباتية لها خصائص مضادة للأكسدة، وتساعد في مواجهة تأثيرات الجذور الحرة.

الجذور الحرة (بالإنجليزية: Free Radicals) هي جزيئات شديدة التفاعل تحدث بشكل طبيعي في الجسم ويمكن أن تؤدي إلى تلف الخلايا، وقد تساهم في تطور العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان. 

جاك فروت لتعزيز الرؤية الصحية

تحتوي جاك فروت على فيتامين A، بالإضافة إلى بعض المكونات الأخرى التي تعمل على تعزيز الرؤية الصحية وحماية العين مثل بيتا كاروتين، ولوتين، وزياكسانثين.

كيف تأكل الجاك فروت؟

يمكن تناول الجاك فروت نيئة أو مطبوخة. لإعدادها، ستحتاج أولاً إلى تقطيعها إلى نصفين وإزالة قرون الفاكهة الصفراء، يمكنك القيام بذلك بيديك أو باستخدام سكين، ولكن يجب ملاحظة أن الجزء الليفي الأبيض داخل الجاك فروت يكون لزجا بشكل كبير، لذا يفضل ارتداء القفازات أثناء التعامل معه.

يمكن تناول الجاك فروت بشكل عادي أو طهيها في أطباق حلوة ولذيذة، اعتماداً على نضجها، حيث تعد الفاكهة غير الناضجة ملائمة للأكلات المالحة، في حين أن الفاكهة الناضجة ملائمة للأطعمة الحلوة.

يمكن للنباتيين تناول الجاك فروت كبديل للحوم بسبب قوامها المضاهي للحوم المقطعة. يمكن استخدامها كبديل للحوم عن طريق طهيها ثم دمجها مع الخضار والتوابل. وتعد بذور الجاك فروت صالحة للأكل أيضا، حيث يمكن تحميصها أو غليها ثم دمجها مع التوابل، كما يمكن حتى استخدام البذور لصنع الحمص.

إذا كنت ترغب في تناول الجاك فروت كبديل للحوم، فيجب مراعاة أنه يحتوي على مستويات بروتين أقل بكثير من بدائل اللحوم الأخرى، حيث يحتوي على حوالي ثلاثة غرامات فقط من البروتين لكل كوب (على الرغم من أن هذا أكثر من البروتين الموجود في معظم الفواكه الأخرى). لذلك يجب تناوله مع الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل العدس أو الفاصوليا. 

مخاطر جاك فروت

على الرغم من كونها آمنة بالنسبة لمعظم الناس، إلا أنه قد يحتاج بعض الأشخاص إلى تجنب تناول الجاك فروت، إذا كان لديهم حساسية من تناول الجاك فروت، أو الذين لديهم حساسية من حبوب لقاح البتولا. بالإضافة إلى ذلك، قد يحتاج المرضى المصابون بداء السكري إلى تغيير جرعات الدواء إذا اعتادوا على تناول هذه الفاكهة بشكل منتظم، نظراً  لقدرتها على خفض مستويات السكر في الدم. بخلاف ذلك لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة نتيجة تناول الجاكوت فروت على الإطلاق.