الأنسولين (بالإنجليزية: Insulin)، هو هرمون يلعب دوراً أساسياً في تنظيم مستويات السكر في الدم، وقد يعزز أيضاً من تخزين الدهون في الجسم.
قد تؤدي مقاومة الأنسولين، حيث ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، إلى زيادة الوزن والدهون بالجسم، خاصة منطقة البطن، ويمكن أن يساهم العلاج بالأنسولين للتحكم في مستويات السكر بالدم، في زيادة الوزن أيضاً. إلا أنه قد تمنع بعض الأنظمة الغذائية، والتغيرات في نمط الحياة زيادة الوزن المرتبطة بالأنسولين، وقد تساعد أيضاً في تنظيم مستوياته في الدم. ولكن يجب دائماً التحدث إلى الطبيب قبل البدء في نظام غذائي جديد، أو تناول أي مكملات غذائية؛ للتأكد من أنها لن تتداخل مع خطة العلاج، أو الصحة العامة.
نتعرف في هذا المقال على العلاقة بين مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن، وكيف يمكن للأنسولين أن يزيد من تخزين الدهون في الجسم، بالإضافة إلى بعض النصائح لتقليل الأنسولين وفقدان دهون البطن مع كيفية تقليل إفراز الأنسولين في الجسم. فلنتابع!
العلاقة بين الانسولين وزيادة الوزن
ينظم الأنسولين مستويات الجلوكوز أو السكر في الدم، من خلال مساعدة خلايا الجسم على امتصاصه، وتحويله إلى طاقة. بدون الأنسولين، يمكن أن تتراكم مستويات السكر في الدم بشكل كبير، وتسبب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، والتي يستخدم فيها الأنسولين كعلاج.
يمكن أن يتسبب العلاج بالأنسولين في زيادة الوزن، عند تناول كميات كبيرة من الجلوكوز أو السكر أكثر من حاجة الجسم، حيث إذا لم تستهلك الخلايا الجلوكوز الزائد عن الحاجة في الدم كطاقة، فسيعمل الأنسولين على تخزينه في الأنسجة على شكل دهون.
هناك أيضاً بعض الحالات التي لا يستجيب فيها الجسم لعمل الأنسولين كما ينبغي، فيما يعرف بمقاومة الأنسولين؛ مما يزيد من إفراز الأنسولين كاستجابة لتناول الطعام، ولكن لا تستطيع الخلايا التعامل مع سكر الدم؛ بسبب انخفاض حساسيتها للأنسولين، فتظل مستويات السكر مرتفعة، وهو عامل خطر للإصابة بالسمنة، ومرض السكري من النوع الثاني.
تعود علاقة مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن أيضاً إلى عدم استهلاك الخلايا للجلوكوز الزائد في الدم؛ فيحفز ارتفاع الأنسولين تخزين السكر الزائد على شكل دهون، مما يعمل على زيادة الوزن.
ينصح باتباع بعض التغييرات في نمط الحياة، والنظام الغذائي؛ لمنع الأنسولين من تخزين الدهون، ولزيادة حساسية الأنسولين وتقليل مستوياته في حالة مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
اقرأ أيضاً: اضرار الانسولين على الجسم
نصائح لتقليل الانسولين وفقدان دهون البطن
يعد التركيز على كل من النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، من أهم الأشياء التي يمكن القيام بها؛ للمساعدة في التحكم في الأنسولين وزيادة الوزن. وفيما يلي بعض الطرق الفعالة، والنصائح لتقليل الأنسولين وفقدان دهون البطن:
تتبع السعرات الحرارية لتقليل الانسولين وفقدان دهون البطن
لا يزيد الأنسولين من الوزن، إلا في حالة وجود جلوكوز في الدم لا يحتاجه الجسم للحصول على الطاقة. لذلك يجب مراقبة إجمالي السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها، من خلال مراقبة حجم الوجبات، ونوع الطعام الذي يتم تناوله، ومحتواه من السعرات الحرارية، وذلك من خلال ما يلي:
- تناول نظام غذائي متوازن وصحي: يمكن أن يساعد تناول وجبات غذائية متوازنة، في منع زيادة الوزن المرتبطة بالأنسولين، مثل تناول نظام غذائي غني بالفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية، والبروتينات الخالية من الدهون. والتي تحتوي على كميات كبيرة من الفيتامينات، والمعادن، والألياف الغذائية، مقارنة بعدد السعرات الحرارية التي تحتوي عليها.
- الأكل عند الشعور بالجوع فقط: في كثير من الأحيان يمكن أن تدفع بعض العوامل النفسية، أو الملل، أو العادات الغذائية السيئة إلى تناول الطعام دون الحاجة إليه، أو الشعور بالجوع؛ مما يسبب الإفراط في تناول الطعام. لذلك يمكن أن يساعد التركيز على الجوع الجسدي، على تناول ما يكفي من الطعام دون الإفراط في الأكل، من خلال التركيز على ما يحتاجه الجسم بالفعل.
- اختيار الأطعمة التي تشعر بالشبع: تساعد الألياف، والدهون الصحية على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يساعد على عدم الإفراط في تناول الطعام، وتجنب زيادة الوزن.
- عدم تفويت الوجبات: عندما يتخطى الشخص وجبة من وجبات الطعام، فإن ذلك يجعله أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام في وجبته التالية؛ بسبب شدة الجوع، مما يساعد على زيادة الوزن مع الأنسولين.
اقرأ أيضاً: حقائق عن مقاومة الانسولين
اطعمة لتقليل الانسولين وفقدان دهون البطن
يمكن إضافة بعض الأطعمة بشكل خاص إلى النظام الغذائي؛ للمساعدة على تقليل الأنسولين وفقدان دهون البطن، وتشمل ما يلي:
- الماء: ينصح باستبدال جميع المشروبات السكرية بالمياه؛ للمساعدة في تقليل السكر، والسعرات الحرارية في النظام الغذائي. يمكن لهذا النهج أيضاً أن يعزز الترطيب. يساعد الترطيب الجيد في السيطرة على الجوع، مما يؤدي إلى تناول كميات أقل من الطعام. حيث ثبت أن شرب حوالي كوبين من الماء قبل تناول الوجبات اليومية، يساعد على فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
- البقوليات: تعد البقوليات مصدراً غنياً بالبروتين النباتي، كما أنها مزيج مثالي من الكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات الخالية من الدهون، والألياف القابلة للذوبان، والتي تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم، والتحكم في الجوع؛ للمساعدة على منع الإفراط في تناول الطعام، وبالتالي السيطرة على ارتفاع الأنسولين وزيادة الوزن.
- البيض: إن اتباع نظام غذائي يحتوي على كمية كافية من البروتين، مفيد لفقدان الوزن؛ حيث يعد البروتين عنصراً غذائياً مهماً للشبع، كما وجد أن تناول البروتين عالي الجودة، مثل النوع الموجود في البيض، يرتبط بانخفاض الدهون في البطن. لكن لا يجب تناول البروتين فقط دون باقي العناصر الغذائية؛ حيث أن تناول الكثير من البروتين يمكن أن يساهم في زيادة الوزن، ويؤثر على التحكم في الجلوكوز.
- الأفوكادو: يعد الأفوكادو من الفاكهة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تساعد على الشعور بالشبع لمدة تزيد عن 3 ساعات بعد تناولها. كما يعد الافوكادو مصدراً جيداً للمغنيسيوم، والذي ثبت أنه يلعب دوراً مهماً في تحسين حساسية الأنسولين؛ مما يعد من الأطعمة المفيدة للسيطرة على ارتفاع الأنسولين وزيادة الوزن.
اقرأ أيضاً: اغذية تناسب مريض السكري
اقرأ أيضاً: أطعمة لخفض السكر في الدم
ممارسة الرياضة لتقليل الانسولين وفقدان دهون البطن
تؤدي ممارسة النشاط البدني على مدار اليوم، إلى زيادة عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها، بدلاً من تخزينها على شكل دهون. كما تعمل على تحسين مستويات السكر في الدم، وتقليل مقاومة الأنسولين.
يوصى بممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة من النشاط معتدل الشدة أسبوعياً، مثل تمارين المشي، وركوب الدراجة، والجري، كما يوصى بممارسة تمارين القوة مرتين في الأسبوع؛ وذلك للتحكم في الأنسولين وزيادة الوزن.
اقرأ أيضاً: الأنسولين والنشاطات الرياضية
المكملات الغذائية لتقليل الانسولين وفقدان دهون البطن
وجد أن تناول مكمل غذائي يحتوي على 125 مجم من الشاي الأخضر، و25 مجم من الكابسيسين، و50 مجم من مستخلص الزنجبيل، مرتين يومياً، أدى إلى انخفاض الأنسولين والدهون في الجسم بشكل كبير، خاصة في حالات مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
هناك مكمل آخر تمت دراسته على نطاق واسع لفوائده في خفض الأنسولين وهو الكروم، وهو معدن نادر موجود في جسم الإنسان. قد تساعد مكملات الكروم في تعزيز فاعلية الأنسولين، والذي يمكن أن يساعد في خفض مستويات الأنسولين بشكل عام؛ مما يعمل على تثبيط العلاقة بين مقاومة الأنسولين وزيادة الوزن.
اقرأ أيضاً: ادوية السكري التي تزيد الوزن
كيفية تقليل افراز الانسولين في الجسم
هناك بعض العادات الغذائية التي يمكن أن تحسن من مقاومة الأنسولين، ومستويات السكر في الدم، وبالتالي التحكم في ارتفاع الأنسولين وزيادة الوزن، وتتمثل كيفية تقليل إفراز الأنسولين في الجسم من خلال اتباع ما يلي:
- تناول الأطعمة التي تحافظ على مستويات السكر في الدم منخفضة: في كثير من الأحيان، تساعد الأطعمة التي تحافظ على مستويات السكر في الدم منخفضة، في الحفاظ على انخفاض مستويات الأنسولين أيضاً. حيث هناك بعض الأطعمة التي تحفز إفراز الأنسولين بشكل بطيء وثابت، والتي تعرف بالأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، وهي مصادر مفضلة للكربوهيدرات. ينصح بتناول الأطعمة التالية؛ للحفاظ على مستويات الأنسولين، والسكر في الدم منخفضة، مثل:
- الأفوكادو، والموز، والتوت البري.
- القرفة.
- الثوم.
- العسل.
- زبدة الفول السوداني.
- الزبادي، بدون سكريات مضافة.
- تجنب الأطعمة التي تسبب ارتفاع الأنسولين: مثلما توجد أطعمة مفيدة لخفض مستويات الأنسولين، فهناك بعض الأطعمة التي تحفز من إفراز الأنسولين بشكل كبير، ومفاجئ. وهي تشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، مثل الحلوى، والشوكولاتة. يمكن أن تؤدي الفواكه المجففة، ومشروبات الطاقة أيضاً إلى ارتفاع الأنسولين بشكل كبير. وبالتالي يمكن أن يساعد تجنب هذه الأطعمة، في الحفاظ على انخفاض مستويات الأنسولين والدهون بالجسم.
- اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات: إن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، يمكن أن يساعد في تقليل مستويات الأنسولين، وكذلك تعزيز فقدان الوزن، وخفض ضغط الدم. هناك عدة أنواع من الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات يمكن الاختيار من بينها، اعتماداً على عدد الكربوهيدرات المسموح باستهلاكها. ومن الأمثلة على ذلك حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي يفضل فيها تناول الكربوهيدرات التي تأتي من مصادر صحية غنية بالألياف، مثل القمح، والبقوليات، والفواكه، والخضروات، والمكسرات، وزيت الزيتون، والأسماك.
للمزيد: حمية البحر الأبيض المتوسط
اقرأ أيضاً: أطعمة ممنوعة لمرضى السكري
عند إجراء تغييرات على النظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني، من المهم قياس مستويات السكر في الدم باستمرار؛ لمعرفة كيف سيؤثر ذلك على نسبة السكر في الدم. قد تكون هناك حاجة إلى إجراء تعديلات على الجرعة المتناولة من أدوية السكري، لتجنب الانخفاض الشديد في مستويات سكر الدم.