يعد الكولاجين أحد أهم أنواع البروتينات الموجودة في جسم الإنسان وأكثرها تواجدًا، إذا أنه يشكل ثلث إجمالي البروتين المتواجد في الجسم. ويعتبر بروتين الكولاجين ضمن فئة البروتينات غير القابلة للذوبان، وهذا ما يمنحه القدرة على العمل كنسيج موصل بين الخلايا، بالإضافة إلى تشكيل ألياف قوية غير قابلة للذوبان. [1]
يمتلك الكولاجين الداخلي، وهو الذي يتم تصنعيه داخل الجسم، العديد من الوظائف المهمة في جسم الإنسان، وبالتالي سيرتبط انخفاض الكولاجين في الجسم بعدد من المشكلات الصحية. [1]
يتكون بروتين الكولاجين بشكل أساسي من الأحماض الأمينية الجلايسين، والبرولين، والهيدروكسي برولين، حيث تشكل هذه الأحماض الأمينية ثلاثة خيوط، والتي منها يتم تشكيل الهيكل الثلاثي الحلزون المميز للكولاجين. [2]
ومما يجب معرفته أن هناك 28 نوع من الكولاجين، ولكن النسبة الأكبر منها في الإنسان تكون من النوع الأول من الكولاجين. [1،2]
يعتبر الكولاجين أحد المكونات الأساسية للنسيج الضام الذي يعمل على تماسك خلايا الجسم معًا. أيضًا يتواجد الكولاجين في مختلف مناطق وأعضاء الجسم، بما فيها: [1-3]
يتم افراز الكولاجين بشكل أساسي من خلايا النسيج الضام التي تسمى بالفيبروبلاست، ويعمل الكولاجين كدعامة والتي توفر القوة وتحافظ على البنية داخل الجسم، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في تماسك خلايا الجسم معًا. [1،2]
ويعد الكولاجين مهمًا للحفاظ على قوة ومرونة للجلد، وهو ضروي لصحة العظام، والأوعية الدموية، وجميع أعضاء الجسم. أيضًا، يعمل الكولاجين كواقي لبعض الأجهزة الحساسة في الجسم، مثل الكلى. [1،2]
كما يلعب الكولاجين دورًا مهمًا في العديد من العمليات الخلوية، بما فيها إصلاح الأنسجة، والإتصال الخلوي، وعملية الهجرة الخلوية المهمة للحفاظ على الأنسجة، كما أن له دور في حدوث الاستجابة المناعية. [2]
كما ذكرنا سابقًا هناك 28 نوع للكولاجين، لكن هناك 5 أنواع رئيسية من الكولاجين، وهي ما يلي:
يدخل النوع الأول من الكولاجين في تكوين معظم أجزاء الجسم، حيث أنه يشكل ما نسبته 90% من إجمالي كولاجين الجسم، فهو يدخل في تركيب الأسنان، والنسيج الضام، والعظام، والأربطة، وفي بنية الجلد، وفي الأعضاء الداخلية. [3،4]
يتواجد هذا النوع من الكولاجين بشكل أساسي في الغضاريف المرنة التي تعمل على الفصل بين المفاصل، وكما أنه يشكل يتواجد في الغضاريف المكونة للأنف وصيوان الأذن. ويشكل الكولاجين ما يقارب 50% من بروتينات الغضاريف، كما يمكن أن يتواجد في القرنية والسائل الزجاجي في العين. [3-5]
يتواجد النوع الثالث من الكولاجين في الأوعية الدموية، وأهمها الشرايين، وغيرها من أعضاء الجسم المجوفة، مثل الحالب والأمعاء، كما أنه يتواجد في الجلد والعضلات أيضًا. [4-6]
وهو الذي يشكل الصفائح الرقيقة من الكولاجين التي تحيط معظم أنواع الأنسجة، وتسمى هذه الصفائح بالغشاء القاعدي. [3،4]
يتواجد الكولاجين من النوع الخامس في الشعر، وأسطح الخلايا، بالإضافة إلى المشيمة. [3،4]
من الممكن أن تساهم بعض الممارسات الخاطئة بتدمير مخزون الكولاجين في الجسم، ومنها:
تعد الأشعة فوق بنفسجية ضارة للبشرة، فهي تعمل على تقليل إنتاج الكولاجين في الجسم، وبالتالي يجب عدم التعرض لها لفترات طويلة والحرص على استخدام واقي شمس صحي وفعال عند الخروج من المنزل. [1،5]
يعد التدخين من أسوأ العادات الصحية للبشرة، فهو يعمل على تخفيض إنتاج الكولاجين وتقليل جودته بسبب احتوائه على العديد من المواد السامة والضارة، والتي تعمل على زيادة الإجهاد التأكسدي في الجسم، مما يؤدي الى ظهور التجاعيد بشكل أسرع. [1،5]
يساهم تناول كميات كبيرة من السكر في تقليل قدرة الكولاجين على القيام بوظائفه بشكل صحيح وكامل، فهو يزيد من تشابك ألياف الكولاجين، الأمر الذي يقلل من مرونة البشرة مع مرور الوقت. [1،5]
تتضمن الاضطرابات الهرمونية التي من الممكن أن تتسبب بانخفاض الكولاجين في الجسم تلك التي ترتبط بالحمل ودخول سن اليأس. [1]
من المواد الغذائية التي تساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين في الجسم ما يلي:
حيث يعد فيتامين سي مهمًا في عملية إنتاج البروكولاجين في الجسم والذي يتم تحويله لاحقًا إلى الكولاجين. ففي حال انخفضت نسبة فيتامين سي في الجسم، فإنه لن يتمكن من إنتاج كمية كافية من الكولاجين. وهذا هو سبب أن مكملات الكولاجين التي تأتي في شكل كبسولة غالبًا ما تحتوي على فيتامين سي. [5،7،8]
ومن الأطعمة الغنية بالفيتامين سي الحمضيات، الطماطم، البروكلي، الفليفلة الحمراء والخضراء. [5،7]
يعد عنصر النحاس أيضًا مهمًا لإنتاج الكولاجين، وتتضمن الأطعمة التي تحتوي على كميات عالية من النحاس المكسرات، وخاصة الكاجو، بالإضافة إلى البقوليات، مثل العدس. [5،8]
يعد كل من الجلايسين والبرولين من الأحماض الأمينية الأساسية لتكوين الكولاجين، لذا فإنه ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية والبروتينات للحصول عليهما، بما في ذلك اللحوم، والدجاج، والسمك، والمحار، والبيض. [5،8]
كما يمكن للأفراد النباتيين تناول البقوليات للحصول على هذه الأحماض الأمينية. [8]
ويعد مرق العظام من أغنى الشوربات بالكولاجين والذي يتم إعداده عن طريق غلي عظام الدجاج أو البقر بالماء. [8]
إن تعدد وظائف الكولاجين ودخوله في تكوين العديد من أجزاء الجسم وحدوثه بشكل طبيعي جعل منه ملائمًا للاستخدامات الطبية المختلفة، ومن الممكن أن يكون الكولاجين المستخدم لأغراض طبية آتٍ من الإنسان، أو الأبقار، أو الأسماك، أو قشر البيض، أو حتى الخنازير. [4،5،9]
تتسبب إصابة الإنسان بالتهاب المفاصل بتحطيم الكولاجين الموجود في تلك المناطق بشكل أسرع، وتقلل من إمكانيته على التجدد، وبالتالي زيادة آلام المفاصل وصعوبات الحركة والتنقل. [3]
وبالتالي، يمكن أن يساهم تناول مكملات الكولاجين الفموية على تقليل من آلام المفاصل وغيرها من الأعراض لدى فئة كبيرة من المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي أو الفصال العظمي. [1،3]
لكن، ووفقًا للمعلومات الصادرة عن مؤسسة التهاب المفاصل، إن تناول المصاب لحبوب أو شراب الكولاجين لن يغير من حقيقة أن الكولاجين لن يعمل على تجديد نفسه ذاتيًا في الجسم والقضاء على التهاب المفاصل بشكل نهائي. ولكن هناك آمال أكبر تجاه إيجاد طرق مختلفة لاستخدام الكولاجين كعلاج لالتهاب المفاصل، بما في ذلك القيام بالعمليات الجراحية بهدف وضع الكولاجين مباشرة في المفاصل. [3]
اقرأ أيضًا: هل الكولاجين فعال في علاج المفاصل؟
يساعد الكولاجين على التئام الجروح من خلال جذب خلايا جديدة لمنطقة الجرح ويعمل كدعامة لنمو الأنسجة الجديدة، كما يساعد الكولاجين على التقليل من الالتهاب والعدوى، والتقليل من النزيف. [1،3]
ومن أجل الاستفادة من فوائد الكولاجين للجروح فإنه يتم تطبيقه موضعيًا على الجروح على شكل ضمادات، أو جل، أو بودرة. [1،3]
كما يمكن أن يستخدم الكولاجين لتوجيه تجديد الأنسجة، حيث يمكن أن يعمل الكلاجين كداعم مؤقت للأنسجة لحين أن ينتج الجسم خلاياه الجديدة، وهذا ما يفيد في علاج الجروح المفتوحة في اللثة. كما يمكن يشكل الكولاجين حاجزًا يمنع الخلايا سريعة النمو التي تتكون حول اللثة من التنقل والوصول إلى الجرح المفتوح في السن، وبالتالي سيحافظ على إبقاء المساحة الكافية لحين أن تتجدد خلايا الأسنان. [1]
يمكن استخدام الكولاجين في العلاجات التجميلية كما يلي:
تستخدم حقن الكولاجين للوجه حاليًا لعلاج العيوب الطفيفة المتواجدة في جلد الوجه، بما في ذلك الخطوط الدقيقة والتجاعيد. كما تستخدم حقن الكولاجين أيضًا في لأغراض تجميلية أخرى، مثل: [1،9]
تعد حقن الكولاجين آمنة وسريعة وسهلة الاستخدام، لكن من المهم أخذها تحت إشراف أخصائي تجميل مؤهل وذو خبرة، والذي سيقوم بمناقشة جميع خيارات العلاج المتاحة للفرد واختيار الأفضل له، بالإضافة إلى تحديد عدد جلسات العلاج وفقًا لحاجة الفرد. [9،10]
وقبل استخدام حقن الكولاجين، عادة ما يتم حقن كمية بسيطة من الكولاجين في الساعد ومراقبة حدوث أي تحسس أو تفاعل سلبي لمدة شهر على الأقل، حيث يساعد إجراء هذا الفحص المسبق على التأكد من مناسبة الكولاجين للفرد وعدم تسببه لحساسية لديه. [9،10]
يمكن أن تظهر بعض الكدمات، أو الانتفاخ والاحمرار الطفيف في منطقة الحقن، والذي يعد أمرًا طبيعيًا. وسوف يحتاج الفرد إلى تكرار استخدام حقن الكولاجين مرتين إلى أربع مرات خلال السنة للمحافظة على نعومة الجلد واستمرار فعاليتها. [9،10]
اقرأ أيضًا: فوائد الكولاجين للبشرة
تحتوي كريمات البشرة بمختلف أنواعها على نسبة من الكولاجين، ومنها الكريمات الخاصة بمحاربة علامات تقدم سن البشرة، وخاصة التجاعيد، بالإضافة إلى الكريمات المفيدة لترطيب البشرة. [1،2]
حيث يمكن أن تساعد هذه المنتجات على إعادة تنشيط البشرة، من خلال زيادة مستويات الكولاجين في الجسم، ولكن لا يمكن إثبات صحة ذلك، حيث أن كبر حجم الكولاجين يجعل من امتصاصه عبر أنسجة البشرة أمرًا صعبًا للغاية، وبالتالي فإنه لا يمكن زيادة مستوياته من خلال هذه الطريقة. بالتالي إن معظم النضارة التي تظهر على البشرة عند استخدام هذه المنتجات تعود لاحتوائها على مواد مرطبة وغيرها من المكونات المفيدة لصحة البشرة. [1،2]
وكطريقة أخرى للاستفادة من فوائد الكولاجين للبشرة هي تناول حبوب الكولاجين وغيرها من أنواع المكملات الغذائية التي تحتوي عليه. [1،3]
يمكن أن تحتوي حبوب الكولاجين على الكولاجين نفسه المستخرج من عدة مصادر حيوانية، كما يمكن أن تحتوي بعض من أنواعها على ببتيدات الكولاجين أو الكولاجين المحلل، وكلاهما عبارة عن جزيء أصغر من الكولاجين الأساسي والذي يتيح امتصاصه بالجسم بسهولة. [6]
فيما يلي بعض فوائد حبوب الكولاجين: [1،2،6]
من أهم الآثار الجانبية للكولاجين: [1،2،6]
للمزيد: أضرار إبر وحبوب الكولاجين
نهاية، إن معظم الكولاجين الذي يؤخذ بشكل يومي من الغذاء يمكن أن يفيد الصحة، ولن تحقق جميع مكملات الكولاجين أقصى النتائج والفعالية لعلاج مختلف أنواع الأمراض، حيث أن معرفة أنواع الكولاجين، ومصادر الكولاجين، والمكونات الداعمة لهذه المكملات الغذائية سوف تساعد الفرد على اتخاذ قرار صحيح لاختيار المكملات الغذائية التي تحتوي على الكولاجين المناسبة لاحتياجاته.
[1] James McIntosh. What is collagen, and why do people use it? Retrieved on the 5th of January, 2023. [2] Jillian Kubala. What Is Collagen, and What Is It Good For? Retrieved on the 5th of January, 2023. [3] Anna Gora. What is collagen good for? Retrieved on the 5th of January, 2023. [4] Ananya Mandal. Collagen Types and Linked Disorders. Retrieved on the 5th of January, 2023. [5] WebMD. Collagen and Your Body: What to Know. Retrieved on the 5th of January, 2023. [6] Jinan Banna. What Are Collagen Supplements? Retrieved on the 5th of January, 2023. [7] Jon Johnson. Ways to smooth the skin by boosting collagen levels. Retrieved on the 5th of January, 2023. [8] Sarah Garone. 13 Foods That Help Your Body Produce Collagen. Retrieved on the 5th of January, 2023. [9] Sarah Kester. Benefits (and Side Effects) of Collagen Injections. Retrieved on the 5th of January, 2023. [10] WebMD Editorial Contributors. Collagen Injections and Other Cosmetic Fillers. Retrieved on the 5th of January, 2023.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.