تُعد حساسية اللاكتوز من الاضطرابات والمشكلات الغذائية الشائعة التي يواجهها العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ولذلك أصبحت تفضيلات الأفراد تتغير نحو اتباع نمط حياة صحي ومتوازن والاهتمام بأنواع الحليب الخالي من اللاكتوز كبديل صحي ولذيذ للحليب التقليدي، حيث تتميز العديد من أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، مما يجعله جزءًا مهمًا في تحسين جودة حياة الأفراد وتعزيز صحتهم. .
يركز هذا المقال على أبرز أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز ومكوناتها وفوائدها الغذائية، بالإضافة إلى كيفية اختيار النوع الأنسب والملائم لاحتياجات كل فرد، وكيف يمكن أن تكون جزءًا لا غنى عنه في نمط حياة صحي ومتوازن.

أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز

يواجه العديد من الأفراد تحديًا في هضم اللاكتوز وهو السكر الموجود في الحليب، في المقابل يأتي الحليب الخالي من اللاكتوز ليكون البديل المثالي لهؤلاء الأشخاص، إذ يحتوي على إنزيم اللاكتيز الذي يساعد في هضم اللاكتوز بشكل أفضل، كما يتميز أيضًا بالقدرة على الاحتفاظ بالعناصر الغذائية بالإضافة إلى نكهة وقوام مشابهة تقريبًا للحليب العادي. [1]

اقرأ المزيد: الفرق بين حساسية الحليب وحساسية اللاكتوز

يعد الحليب الخالي من اللاكتوز من البدائل الفعّالة للعديد من الأشخاص، ويسعى الكثيرون للعثور على الخيار الأمثل الذي يحقق التوازن بين القيمة الغذائية والطعم اللذيذ، فيما يأتي بعض أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز التي يمكن للأفراد الاختيار من بينها: [2]

حليب اللوز

يتميز حليب اللوز بسعراته الحرارية القليلة مقارنةً مع حليب البقر، حيث يحتوي كوب واحد من حليب اللوز غير المحلى على 30 - 35 سعرة حرارية، و2.5 جرام من الدهون، و1-2 جرام من الكربوهيدرات، وجرام واحد من البروتين، ولذلك هو خيار مناسب للأشخاص الذين يرغبون في خسارة الوزن أو تقليل عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها.

الإضافة إلى ذلك يعد حليب اللوز مصدرًا طبيعيًا لفيتامين E ومضادات الأكسدة. ونظرًا لأن حليب اللوز يتكون بشكل أساسي من الماء ينصح باختيار علامات تجارية تحتوي على نسبة من 7 إلى 15% من اللوز للإستفادة القصوى من الفوائد الصحية والعناصر الغذائية الذي يحتوي عليها.

يتميز حليب اللوز أيضًا بقوام وطعم خفيف، ويتم إعداده باستخدام اللوز الكامل أو زبدة اللوز والماء، ويمكن استخدامه كبديل لحليب البقر في المأكولات المخبوزة، والحلويات، وإضافته إلى الشاي والقهوة وخلطه في العصائر. ويجب الإشارة إلى أن حليب اللوز يحتوي على حمض الفيتيك، وهو مادة ترتبط بالحديد والزنك والكالسيوم مما يؤدي إلى تقليل امتصاص هذه العناصر في الجسم. [2]

حليب الشوفان

يعد حليب الشوفان من أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز ، وهو يحتوي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات مقارنة بمعظم أنواع الحليب المصنوعة من النباتات الأخرى، ويتميز بزيادة في محتوى الألياف القابلة للذوبان والتي تمتص الماء وتتحول إلى هلام أثناء الهضم، مما يساعد على بطء عملية الهضم ويعطي شعورًا بالشبع لفترة أطول، بالإضافة إلى احتوائه على فيتامين B12 وفيتامين B2 والكالسيوم والفسفور.

ويقدم حليب الشوفان العديد من الفوائد الصحية، مثل: السيطرة على مستويات السكر في الدم، وخفض معدلات الكوليسترول المرتبطة بخطر الإصابة بأمراض القلب. [4]

حليب الصويا

يعد حليب الصويا من البدائل النباتية الشائعة لحليب البقر، ويتميز باحتوائه على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين B2، وفيتامين B12، وفيتامين A، وفيتامين D، والكالسيوم، وغيرها، كما يعد حليب الصويا المعزز وغير المحلى مصدرًا غنيًا بفيتامين B6، والمغنيسيوم، والزنك، والحديد، ويحتوي الكوب الواحد من حليب الصويا على 7 جرام من البروتين، و4 جرام لكل من الدهون والكربوهيدرات، و80 سعرة حرارية. 

لحليب الصويا فوائد صحية عديدة، حيث يعمل على التقليل من أعراض ومضاعفات الالتهابات، ويحسن من مستوى الكوليسترول في الدم، بالإضافة إلى دوره في الحفاظ على ثبات الوزن، والتقليل من ارتفاع ضغط الدم.

وهناك عدة جوانب سلبية يجب أخذها في عين الاعتبار عند استهلاك حليب الصويا، مثل: التكلفة العالية، والسكر المضاف الذي يمكن أن يتراوح ما بين 5-15 جرام لكل حصة. [5]

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

حليب الكاجو

يُعد حليب الكاجو من البدائل الجيدة لحليب البقر ومن أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز، ويتميز بطعم غني ونكهة خفيفة وحلوة، ويحتوي الكوب من حليب الكاجو غير المحلى على 2 - 4 جرام من الدهون، وجرام واحد من البروتين، و1 - 2 جرام من الكربوهيدرات، و25-50 سعرة حرارية، ونظرًا لنسبته الضئيلة من البروتين قد لا يكون حليب الكاجو الخيار الأفضل للأشخاص الذين يحتاجون إلى كميات إضافية من البروتين، حيث يفضل اختيار حليب الصويا أو حليب الشوفان، ولكنه مناسب للأشخاص الذين يحتاجون إلى مراقبة استهلاك الكربوهيدرات، مثل: مرضى السكري. [2]

حليب جوز الهند

يُعد حليب جوز الهند بديلًا آمنًا لمن يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز أو المكسرات، ويتميز بكونه غنيًا قليلًا بالدهون مقارنة بباقي أنواع حليب النباتات، حيث يحتوي الكوب الواحد من حليب جوز الهند على 4 جرام من الدهون، وجرام واحد من الكربوهيدرات، و46 سعرة حرارية، ويجب الإشارة إلى أن الدهون في جوز الهند هي الدهون الثلاثية متوسطة الطول (بالإنجليزية: Medium Chain Triglycerides) والتي ترتبط ببعض الفوائد لصحة القلب، مثل: زيادة الكوليسترول النافع أو البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة. [4]

حليب الأرز

يتميز حليب الأرز كونه أحد بدائل الحليب النباتية التي لا تسبب الحساسية ومن أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز، وكونه غنيًا بالعديد من العناصر الأساسية، مثل: الكالسيوم، وفيتامين A، وفيتامين B12، ومن بين جميع بدائل حليب النباتات يحتوي حليب الأرز على أكبر كمية من الكربوهيدرات، حيث إن الكوب الواحد من حليب الأرز يتضمن من 27 – 38 جرام من الكربوهيدرات، وجرام واحد من البروتين، و 2 - 3 جرام من الدهون، و140 سعرة حرارية، مما يجعله غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري نظرًا لارتفاع مؤشر نسبة السكر أو المؤشر الغلايسيمي لنسبة تتراوح بين 79-92. 

قد لا يكون حليب الأرز الخيار الأفضل أيضًا للأطفال في مرحلة النمو وكبار السن والرياضيين، وذلك لاحتياج هذه الفئات لنسبة أعلى من البروتين.

ومن الجدير بالذكر أن حليب الأرز يحتوي على نسبة عالية من الزرنيخ غير العضوي، وهو مركب كيميائي سام يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بمشكلات صحية متنوعة، مثل: أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان إذا تم استهلاكه لفترات طويلة. [2]

حليب القنب

يعد حليب القنب من البدائل النباتية الصحية والغنية بأوميغا 6، وأوميغا 3، وغيرها من الفيتامينات والمعادن، مثل: المغنيسيوم، والحديد، والفسفور، والكالسيوم، ويحتوي الكوب الواحد من حليب القنب على 5 جرامات من الدهون، و3 جرامات من البروتين، و60 سعرة حرارية.

يتم صنعه من بذور القنب المطحونة والمنقوعة والتي تتميز بكونها غنية بالبروتين والدهون غير المشبعة مقارنة بأنواع أخرى من حليب النباتات. [2]

اقرأ أيضًا: أنواع الحليب والقيمة الغذائية لكل نوع

اقرا ايضاً :

 البــروكـلـي

ما هي دواعي استخدام الحليب الخالي من اللاكتوز؟

هناك عدة أسباب قد تدفع الأشخاص للبحث عن أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز، مثل: [2]

  • معاناة 2 إلى 3% من الأطفال دون سن الثلاثة من حساسية تجاه حليب البقر؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض عدة، مثل: الإسهال، والقيء، والطفح الجلدي.
  • معاناة البعض من حساسية اللاكتوز بسبب نقص إنزيم اللاكتيز.
  • رغبة الأشخاص النباتيين في استبعاد المنتجات الحيوانية كحليب البقر من نظامهم الغذائي.
  • خوف بعض الأفراد من وجود ملوثات محتملة، مثل: المبيدات الزراعية، والمضادات الحيوية، والهرمونات في الحليب البقري.

كيفية اختيار الحليب الخالي من اللاكتوز المناسب

يجب الأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الغذائية الفردية والتفضيلات الشخصية عند اختيار الحليب الخالي من اللاكتوز، حيث من المهم أن يتحقق الشخص من توفر الفيتامينات والعناصر الغذائية الرئيسة، مثل: الكالسيوم وفيتامين د عند اختيار نوع الحليب، كما يُنصح بمراجعة المكونات والتأكد من خلو المنتج من الإضافات غير المرغوب فيها أو الملوثات والمواد الكيميائية الضارة، بهذا الشكل يمكن للأفراد الاستمتاع بتناول الحليب الخالي من اللاكتوز بثقة محققين فوائد الحليب دون التأثيرات الجانبية المحتملة. [3]

نصيحة الطبي

يسبب اللاكتوز المتواجد في الحليب بحساسية واضطرابات هضمية للعديد من الأشخاص حول العالم، ومن هنا تبرز أهمية تجربة أنواع مختلفة من الحليب الخالي من اللاكتوز والتي توفر فوائد غذائية متعددة. ينصح الطبي بالتحقق من وجود أهم العناصر الغذائية، مثل: الكالسيوم وفيتامين د وغيرها من الفيتامينات والمعادن عند اختيار نوع الحليب الخالي من اللاكتوز وبما يناسب حالة الشخص وعمره وتفضيلاته الشخصية، بالإضافة إلى ضرورة أخذ اضرار بعض أنواع الحليب الخالي من اللاكتوز بعين الاعتبار وذلك للحفاظ على الصحة وتحقيق أقصى استفادة منها.