وسواس المرض (توهم المرض) | Hypochondria

قد يظهر وسواس المرض في أي عمر، ولكنه عادة ما يبدأ بين عمر العشرينات إلى الأربعينات، ويمكن أن يتفاقم هذا الاضطراب مع التقدم في السن، فغالبًا ما يتمركّز توهم المرض عند كبار السن حول الخوف والقلق من فقدان الذاكرة او الخرف. [4]

لم تعرف أسباب توهم المرض بدقة حتى الآن، ولكن يوجد عدة عوامل قد تلعب دورًا في الإصابة به، منها: [5][6]

• تفسير وظائف الجسم الطبيعية بطريقة خاطئة.
• إساءة فهم بعض الأعراض الطفيفة؛ نتيجة قلة المعرفة بطبيعة الأمراض وأعراضها.
• تاريخ من الإصابة بمرض خطير ما يجعل الشخص يشعر بالقلق والذعر خوفًا من تكرار التجربة.
• تاريخ عائلي من الإصابة بوسواس المرض، أو مرض مزمن أو خطير.
• التقدم في العمر وزيادة القلق على الصحة.
• المعاناة من اضطراب نفسي، مثل القلق، أو الاكتئاب، أو الذهان، أو اضطراب الوسواس القهري.
• التعرض لصدمة نفسية أو تجارب مؤلمة في مرحلة الطفولة، مثل سوء المعاملة، أو الإهمال، أو العنف.
• مواجهة ضغوط نفسية شديدة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة. [2]

تتمحور أعراض وسواس المرض حول شعور الفرد بقلق شديد لاعتقاده بالمعاناة من مرض خطير أو احتمالية إصابته به فيما بعد، أو الذعر والقلق المبالغ فيه حيال مرض فعلي يعاني منه، مع أنه غير خطير أو مقلق. [7]

تتضمن علامات وأعراض توهم المرض بشكل عام ما يلي: [5][6]

• الخوف من وظائف الجسم الطبيعية، مثل ضربات القلب أو حركة الأمعاء أو حتى التعرق، حيث يشعر بأنها أعراض لحالات طبية خطيرة.
• القلق من ظهور أي أعراض حتى لو كانت طفيفة، مثل سيلان الأنف أو ألم الحلق.
• فحص الجسم مرارًا وتكرارًا بحثًا عن أي علامة تشير إلى احتمالية إصابته بالمرض، أو تكرار قياس ضغط الدم أو درجة حرارة الجسم.
• القلق الشديد والمبالغ فيه على الصحة، ويظهر ذلك في سلوكيات الشخص بتجنب بعض الأماكن أو عدم مخالطة الأشخاص خشية المرض.
• تكرار التحدث مع الآخرين عن الصحة والأمراض.
• قضاء وقت طويل في تصفح الإنترنت للقراءة عن الأمراض وعلاماتها.
• كثرة زيارة الطبيب، وعدم الاقتناع عند إخباره بأنه لا يعاني من أي أمراض، مما يجعل الشخص يلجأ إلى عدة أطباء، وكذلك تكرار عمل الفحوصات والتشكيك في دقة النتائج عندما تكون سليمة، بينما يتجنب البعض زيارة الطبيب خوفًا من التشخيص بمرض خطير.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض القلق النفسية والجسدية؟

هل تعاني من هذه الأعراض؟ لا تتردد في طلب المساعدة. احجز الآن استشارة نفسية عن بُعد مع طبيب معتمد عبر موقع الطبي، من منزلك وبكبسة زر.

عوامل تحفز ظهور أعراض وسواس المرض

قد تثير بعض العوامل ظهور أعراض اضطراب قلق المرض، مثل: [2]

• تصفح الإنترنت والقراءة عن الأمراض.
• مشاهدة برامج أو أخبار تتحدث عن الأمراض.
• معاناة أحد أفراد أسرته أو أصدقائه من مرض خطير أو الوفاة به.
  

يبدأ تشخيص اضطراب قلق المرض بأخذ التاريخ الطبي، وإجراء فحص بدني شامل، والفحوصات المخبرية والتصويرية؛ للتأكد من سلامة الشخص فعلًا، واستبعاد الأمراض التي يشعر بالقلق تجاهها. [4]

بعد إتمام هذه الخطوة، والتأكد من سلامة الشخص، يحيله الطبيب إلى طبيب نفسي مختص؛ لتقييم حالته في حال استمرار الشكوى من الإصابة بأمراض خطيرة على الرغم من نفي الأطباء المختصين لذلك. [6]

يعتمد الطبيب النفسي في تشخيص وسواس المرض على معرفة التاريخ الطبي، والاستفسار عن وجود أي ضغوط نفسية ومشاكل، وكذلك تقييم الأعراض التي يعاني منها، وإجراء بعض الاختبارات النفسية المتخصصة. [4]

أخيرًا، يتم تأكيد تشخيص الإصابة بتوهم المرض في حال توافر الشروط التالية لدى الشخص حسب معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5): [4][6]

• توهم الفرد الإصابة بمرض خطير أو أنه سيصاب به، واستمرار ذلك مدة 6 أشهر على الأقل، وقد يتغير المرض الذي يتوهم الإصابة به خلال هذه الفترة.
• عدم وجود أعراض جسدية، أو المعاناة من أعراض جسدية بسيطة جدًا لا تتوافق مع ما يشعر به من قلق.
• القلق المبالغ فيه على الصحة، وانزعاج الشخص بسهولة عندما يمس الأمر صحته.
• إظهار سلوكيات تدل على قلقه الشديد، مثل تكرار فحص جسمه بحثًا عن علامات مرضية.
• تكرار الخضوع للفحوصات وزيارة الطبيب، أو الامتناع عن فعل ذلك خوفًا من التشخيص بمرض خطير.
• استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى التي قد تتداخل مع وسواس المرض، مثل اضطراب العرض الجسدي، واضطراب القلق العام، واضطراب الوسواس القهري.

يعتمد اختيار طريقة علاج وسواس المرض على عدة عوامل أهمها شدة الحالة، وغالبًا ما يتم علاج توهم المرض بدون أدوية من خلال العلاج النفسي أو العلاج بالكلام، بينما قد تحتاج بعض الحالات إلى استعمال الأدوية بجانب العلاج النفسي. [4][7]

• العلاج النفسي

تتعدد أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج اضطراب قلق المرض، ويعد أبرزها العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، وهو نوع من العلاج بالكلام يركز على تغيير طريقة تفكير الشخص، ومساعدته على التخلص من وسواس توهم المرض، وما ينجم عنه من سلوكيات مُقلقة. [8]

يتضمن العلاج السلوكي المعرفي ما يلي: [6][8]

• تحديد الأفكار والمعتقدات الكامنة وراء القلق الشديد من المرض، والعمل على تغييرها واستبدالها بتفكير إيجابي.
• تعلم كيفية التعامل مع الأعراض والتحكم فيها، والاستجابة للقلق بطرق صحية تخفف منه بدلًا من سلوكيات فحص الجسم وغير ذلك. 
• التدريب على تقنيات الاسترخاء للحد من التوتر الذي قد يثير حدوث القلق.

اقرأ أيضًا: العلاج النفسي: دليلك الشامل

• العلاج الدوائي

لا توجد أدوية مخصصة لعلاج توهم المرض النفسي، ومع ذلك قد يلجأ الأطباء إلى وصف بعض الأدوية التي تعمل على الحد من القلق، وتساعد الشخص على الاسترخاء، مثل المهدئات، أو مضادات الاكتئاب الأشهر استخدامًا في علاج وسواس المرض، مثل الفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine) والدولوكستين (بالإنجليزية: Dolextine). [8][6]

اقرأ أيضًا: كيفية علاج القلق بالطرق الطبيعية والأدوية

تساهم بعض الاستراتيجيات بجانب العلاج في تخفيف مشاعر القلق التي تؤرق الفرد المُصاب بتوهّم المرض، ومنها: [6][7]

• الابتعاد عن الضغوط النفسية والتوتر قدر الإمكان؛ نظرًا لأنها تتسبب في تفاقم القلق.
• ممارسة تقنيات الاسترخاء للحد من التوتر، مثل اليوغا والتنفس العميق.
• إلهاء العقل عن التفكير في الأمراض بممارسة نشاط أو هواية محببة، مثل القراءة أو الخروج في نزهة.
• ممارسة التأمل الواعي، وهي تقنية تنطوي على التركيز الحاد على الجسم؛ لذا يمكنها أن تساعد في فهم الأحاسيس الطبيعية، والتمييز بينها وبين الأعراض المرضية الفعلية.
• تجنب قراءة مقالات عن الأمراض على الإنترنت باستمرار دون داعٍ، فذلك يزيد من القلق والتوتر.

لا توجد طريقة محددة يمكنها أن تقي من الإصابة بوسواس المرض، ولكن قد يساعد تجنب العوامل المحفّزة للأعراض، والالتزام بالعلاج مع الطبيب المختص، في الحد من القلق والوساوس المرتبطة بهذه الاضطراب. [8]

بدون العلاج المناسب، قد يؤدي وسواس المرض إلى الإصابة بمضاعفات ومشاكل في بعض الحالات، مثل: [9]

• إعاقة سير الحياة اليومية، مثل المدرسة أو العمل.
• التعرض للآثار الجانبية من كثرة الفحوصات والاختبارات التي تجرى بحثًا عن الأمراض.
• الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب الهلع.
• الاعتماد على الأدوية الموصوفة، أو المهدئات والمسكنات دون حاجة فعلية.

قد يعاني بعض الأشخاص من استمرار اضطراب توهم المرض فترات طويلة، ويمكن أن تزداد الأعراض سوءًا مع التقدم في العمر أو في فترات التوتر، إلا أن تلقي العلاج الملائم يساهم في تخفيف الأعراض، وعيش حياة طبيعية. [4]

[1] Heather Jones. What Is Illness Anxiety Disorder? Retrieved on the 17th of April, 2025.

[2] Healthdirect.gov.au. Hypochondria. Retrieved on the 17th of April, 2025.

[3] Ross Goodwin. Illness Anxiety Disorder and Somatic Symptom Disorder. Retrieved on the 17th of April, 2025.

[4] Erica Cirino. Health Anxiety (Hypochondria). Retrieved on the 17th of April, 2025.

[5] Tim Newman. What is hypochondria? Retrieved on the 17th of April, 2025.

[6] Risa Kerslake. Illness Anxiety Disorder (Hypochondria): Symptoms, Causes, Treatments, and Internet Impact. Retrieved on the 17th of April, 2025.

[7] Lisa Fritscher. What to Know About Hypochondriasis, Now Called Illness Anxiety Disorder. Retrieved on the 17th of April, 2025.

[8] Eric Patterson. Illness Anxiety Disorder: Signs, Symptoms, & Treatments. Retrieved on the 17th of April, 2025.

[9] Medlineplus.gov. Illness anxiety disorder. Retrieved on the 17th of April, 2025.