داء الانسداد الرئوي المزمن | Chronic Obstructive Pulmonary Disease

داء الانسداد الرئوي المزمن

ما هو داء الانسداد الرئوي المزمن

يعرف داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease or COPD) بأنه عبارة عن مجموعة من أمراض الرئة المزمنة غير المعدية، التي ينتج عنها اضطراب كبير في الممرات التنفسية يؤدي إلى مشاكل وصعوبة في عملية التنفس لدى المريض. [1]

عادة ما ينتج داء الانسداد الرئوي المزمن عن الإصابة بواحد من هذه الأمراض أو الاثنين معاً: [2]

  • انتفاخ الرئة

انتفاخ الرئة أو النفاخ الرئوي (بالإنجليزية:Emphysema)، هو حالة مرضية ناجمة عن تلف الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئة ويعتبر من أهم الأمراض التي تسبب داء الانسداد الرئوي المزمن.

تظهر أعراض مرض النُفاخ الرئوي على شكل ضيق تنفس حاد ناتج عن تضرر الأنسجة وتغير شكلها وفقدان وظيفتها الفسيولوجية في الرئتين. ويعد النفاخ مرضاً رئوياً مزمناً لتسببه بانسداد في الممرات التنفسية مما يجعلها غير قادرة على القيام بوظيفتها في عملية التنفس.

  • التهاب القصبات المزمن

يتسم التهاب القصبات المزمن (بالإنجليزية: Chronic Bronchitis) بحدوث التهاب مزمن في بطانة القصبات الهوائية في الرئتين؛ مما ينتج عنه سعال دائم مصحوباً بوجود بلغم ومخاط، إضافة إلى صعوبة في التنفس وصفير، ويعد التهاب القصبات مزمناً إذا استمرت الأعراض مدة تصل إلى ثلاثة أشهر على الأقل خلال سنتين متتاليتين.

هل مرض الانسداد الرئوي المزمن خطير؟

يعتبر داء الانسداد الرئوي المزمن من الأمراض الخطيرة، حيث يعد من أهم الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، ولكن نظراً لكون السبب الأول والرئيسي للإصابة به هو التدخين، فمن الممكن الوقاية من الإصابة به، والتقليل من خطره والسيطرة على أعراضه. [1]

عادة ما يحدث مرض الانسداد الرئوي المزمن بسبب التدخين بمختلف أنواعه من تدخين السجائر، أو الغليون، أو السيجار، وغيرها، وجدير بالذكر أنه كلما زادت مدة تدخين التبغ زادت احتمالية إصابة الشخص بداء الانسداد الرئوي المزمن. [1]

بالإضافة إلى ذلك، تتضمن أسباب داء الانسداد الرئوي المزمن الأخرى ما يلي: [1] [3]

  • التعرض للتدخين السلبي.
  • التعرض المستمر للهواء الملوث واستنشاق الغبار.
  • استنشاق المواد الكيميائية المُهيجة.
  • استنشاق الأبخرة الناجمة عن احتراق الوقود للطهي أو التدفئة في المنازل سيئة التهوية.
  • تاريخ عائلي من الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن.
  • عوامل جينية، منها نقص في البروتين المُضاد للتربسين ألفا-1، حيث وجد أن 5% من الأشخاص الذين يعانون من داء الانسداد الرئوي المزمن لديهم نقص في هذا البروتين، يؤدي هذا النقص إلى تدهور الرئتين وقد يؤثر أيضاً على الكبد.

تجدر الإشارة إلى أنه تزداد احتمالية خطر الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن في الأشخاص المصابين بالربو (بالإنجليزية: Asthma) بمقدار 12 مرة مقارنة بغير المصابين. [4]

اقرأ أيضاً: 10 من أنواع الربو المختلفة

تنجم الإصابة بالداء الرئوي الانسدادي المزمن عن التعرض المستمر للمهيجات التي تتسبب في الآتي: [4]

  • حدوث التهاب متكرر يؤدي إلى تلف أنسجة الرئة ومن ثم تغيرات في بنية ووظائف الرئة تزداد تدريجياً مع الوقت.
  • زيادة التعرض للإجهاد التأكسدي الذي بدوره يزيد من التهاب الممرات التنفسية ويدمر الحويصلات الهوائية في الرئة.
  • تضيق مجرى الهواء بسبب زيادة إفراز وتراكم المخاط في الممرات التنفسية الصغيرة وزيادة سُمك جدارها، وانقباض عضلات الممرات التنفسية بسبب المهيجات.
  • تكرار الإصابة بالعدوى والالتهابات نتيجة تراكم المخاط.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب ضيق التنفس عند الأطفال؟

تشمل أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن ما يلي: [3]

  • صعوبة التنفس خاصة أثناء القيام بأي نشاط بدني والتي تزداد سوءاً بمرور الوقت.
  • سعال مستمر مع بلغم.
  • الإحساس بضيق في الصدر مع صوت أزيز.
  • الحاجة إلى النحنحة في الصباح الباكر لتراكم البلغم في الرئتين.

تتضمن علامات داء الانسداد الرئوي المزمن الشديد الآتي: [3]

  • ازرقاق الشفاه وأطراف الأصابع.
  • ضيق التنفس أثناء الكلام.
  • إعياء ونقص الطاقة.
  • سرعة ضربات القلب.
  • خسارة الوزن في المراحل الأخيرة من المرض.

ما الفرق بين مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو؟

يتشابه داء الانسداد الرئوي المزمن ومرض الربو في كونهما يؤديان إلى حدوث انتفاخ جدار القصبات الهوائية وصعوبة في التنفس، ولكن في الربو يعود التنفس إلى طبيعته بعد انتهاء النوبات، بينما في مرض الانسداد الرئوي المزمن غالباً لا يعود التنفس إلى طبيعته. [6]

يتسم الانسداد الرئوي المزمن عن الربو في استمرار أعراضه وتفاقمها يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى ذلك يكون مرض الانسداد الرئوي مصحوباً ببلغم كثيف يخرج مع السعال مقارنة بالربو، بينما تكون أعراض الربو المتمثلة بالسعال الشديد الذي يترافق مع صوت الصفير أو الأزيز، لوقت أقصر ولفترة محددة، نتيجة رد فعل تحسسي تجاه مادة معينة. [5]
عادة ما يصيب الربو الأشخاص في مرحلة الطفولة، بينما مرض الانسداد الرئوي المزمن غالباً ما يحدث بعد عمر 40 عاماً ولكنه قد يحدث أيضاً في مختلف المراحل العمرية. [5] [6]

للمزيد: الربو والانسداد الرئوي المزمن، ما الفرق؟

يبدأ تشخيص داء الانسداد الرئوي المزمن بأخذ التاريخ الطبي ثم الفحص البدني للمريض ومعرفة الأعراض التي يشكو منها. [1]

عادة ما يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للمساعدة في التشخيص، منها: [1] [7]

  • قياس التنفس: هو اختبار يجرى لفحص وظائف الرئة، وفيه يأخذ المريض شهيقاً عميقاً وينفخ في أنبوب متصل بجهاز لقياس كمية الهواء الذي يستنشقه المريض وكذلك كمية الزفير وسرعة خروجه، وقد يظهر الفحص في حالة الإصابة بالمرض زيادة غير طبيعية في الزمن المستغرق لعملية الزفير مقارنة بعملية الشهيق.
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية: يجرى هذا الفحص لاستبعاد الحالات التي تسبب أعراضاً مشابهة لمرض الانسداد الرئوي، مثل سرطان الرئة.
  • التصوير المقطعي المحوسب للرئتين: يفيد هذا الفحص في إظهار صورة أوضح للرئة، والقلب، والأوعية الدموية.
  • تحليل غازات الدم الشرياني: يجرى هذا الاختبار لقياس نسبة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.

ما هي درجات مرض الانسداد الرئوي المزمن؟

تشير مراحل داء الانسداد الرئوي المزمن إلى مدى تطور المرض، ويعتمد الأطباء في تحديد درجة المرض على: [8]

  • شدة الأعراض.
  • نتائج اختبار قياس التنفس.
  • مدى احتمالية تفاقم مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • وجود مشاكل صحية أخرى.

وتنقسم درجات داء الانسداد الرئوي المزمن إلى 4 درجات أو مراحل، خفيف، ومتوسط، وشديد، وشديد جداً. [8]

تهدف علاجات مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى تخفيف الأعراض، والحد من الالتهاب، وتقليل تقدم المرض، ولكنها لن تعالج المرض نهائياً.

تعد أول خطوة في علاج داء الانسداد الرئوي المزمن هي الإقلاع عن التدخين، ثم اللجوء إلى العلاجات الآتية حسب توصيات الطبيب: [1] [9]

  • البخاخات الموسعة للشعب الهوائية: منها موسعات الشعب قصيرة المفعول، مثل السالبوتامول (بالإنجليزية: Salbutamol)، وطويلة المفعول، مثل السالميتيرول (بالإنجليزية: Salmeterol).
  • بخاخات الستيرويد: تستخدم لتقليل التهاب الشعب الهوائية، وعادة ما تؤخذ في صورة بخاخات تحتوي على الكورتيكوستيرويدات مع موسعات الشعب طويلة المفعول.
  • الأدوية الفموية: قد يصف الطبيب أدوية لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن تؤخذ في صورة أقراص أو شراب، مثل:
  • برنامج إعادة التأهيل الرئوي: هو برنامج من عدة جلسات لتعليم المريض القيام بتمارين تساهم في تخفيف الشعور بضيق التنفس.
  • العلاج بالأكسجين: يحتاج المريض إلى تلقي الأكسجين إذا انخفض مستوى الأكسجين في الدم عن المستوى الطبيعي.
  • الجراحة: نادراً ما تستخدم الجراحة في علاج داء الانسداد الرئوي المزمن، وتقتصر على الحالات الشديدة التي لم تستجب للأدوية.

اقرأ أيضاً: خيارات علاج ضيق التنفس

علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن بالعلاج الطبيعي

قد يفيد الطب البديل لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن بجانب الأدوية من خلال تحسين جودة الحياة والحد من التوتر ولكنه لن يعالج المرض، ومن أمثلة هذه العلاجات اليوجا والعلاج بالوخز بالإبر الصينية. [10]

علاج مرض الانسداد الرئوي المزمن بالأعشاب

قد تساهم بعض الأعشاب في الوقاية من الإصابة بالعدوى والحد من الالتهاب؛ نظراً لخصائصها المضادة للالتهاب والمضادة للأكسدة ولكنها لن تعالج المرض، ويجب استشارة الطبيب أولاً قبل استخدام أي منها. [11]

تتضمن هذه الأعشاب ما يلي: [11] 

اقرأ أيضاً: تمارين علاج ضيق التنفس

هناك بعض الإرشادات والنصائح التي تساهم في التعايش مع داء الانسداد الرئوي المزمن، منها: [12] [13]

  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي.
  • تجنب استنشاق الهواء الملوث أو التعرض للمثيرات التي تسبب تفاقم الأعراض، مثل الأتربة والأدخنة.
  • تجنب التعرض لهواء شديد البرودة أو طقس شديد الحرارة.
  • ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بشكل منتظم.
  • اتباع التقنيات اللازمة للتنفس الفعال، مثل التنفس بعمق وإخراج الزفير عن طريق ضم الشفاه.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • شرب كميات وافرة من السوائل لتسهيل التخلص من البلغم العالق في الممرات التنفسية.
  • تلقي لقاح الإنفلونزا السنوي ولقاح المكورات الرئوية.

يتسم الداء الرئوي الانسدادي المزمن عن غيره من الأمراض الرئوية بمعرفة العامل الرئيسي المسبب له، وإمكانية الوقاية منه، حيث يمكن حماية أنفسنا من الإصابة به عن طريق: [14]

  • الإقلاع عن التدخين وعدم التعرض للتدخين السلبي.
  • تجنب الأدخنة والهواء الملوث.
  • استخدام المعدات الوقائية اللازمة لحماية الجهاز التنفسي من المواد الكيميائية المهيجة للعاملين في بيئة تعرض الشخص لهذه العوامل.

قد يؤدي داء الانسداد الرئوي المزمن إلى الإصابة بمضاعفات خاصة عند عدم الالتزام بالعلاج الموصوف والاستمرار في التعرض للمهيجات والعوامل التي تزيد من تفاقم المرض. [3]

تشمل مضاعفات داء الانسداد الرئوي المزمن ما يلي: [3] [13]

  • عدوى الجهاز التنفسي: يزداد احتمال الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا؛ مما يزيد من صعوبة التنفس ومن الضرر المحتمل وقوعه على الرئة.
  • مشاكل الرئة: مثل التهاب الرئة أو استرواح الصدر (انخماص الرئة)، أو سرطان الرئة.
  • الاكتئاب: تقلل الأعراض المصاحبة للانسداد الرئوي المزمن من الاستمتاع بالأنشطة اليومية؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والحزن، كما يمكن أن تزيد معرفة حقيقة أن مرض الانسداد الرئوي المزمن في الرئتين غير قابل للشفاء من الاكتئاب.
  • أمراض القلب: يزيد الانسداد الرئوي المزمن من خطر الإصابة بأمراض القلب، مثل عدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبية، وقصور القلب.
  • فقدان الوزن الشديد وسوء التغذية.
  • هشاشة العظام.

اقرأ أيضاً: تعرف على اهم امراض الجهاز التنفسي

 يتفاقم داء الانسداد الرئوي المزمن بمرور الوقت خاصة عند عدم الإقلاع عن التدخين، وقد يؤدي إلى صعوبة التنفس وتكرار الحاجة إلى البقاء في المستشفى. [13]

[1] Ann Pietrangelo. Everything You Need to Know About Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[2] Sabrina Felson. COPD (Chronic Obstructive Pulmonary Disease). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[3] Markus MacGill. Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[4] Deborah Leader. Causes and Risk Factors of COPD. Retrieved on the 21st of October, 2022.

[5] Judith Marcin. Are asthma and COPD the same? Retrieved on the 21st of October, 2022.

[6] Charles Patrick Davis. COPD vs. Asthma (Differences and Similarities). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[7] National Institute of Health (NIH). Diagnosis-Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[8] Matthew Hoffman. COPD Stages and the Gold Criteria. Retrieved on the 21st of October, 2022.

[9] National Institute of Health (NIH). Treatment-Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[10] Deborah Leader. How Chronic Obstructive Pulmonary Disease (COPD) Is Treated. Retrieved on the 21st of October, 2022.

[11] Deborah Leader. Herbal and Alternative Remedies for COPD. Retrieved on the 21st of October, 2022.

[12] National Institute of Health (NIH). Living with-Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[13] Medlineplus. Chronic obstructive pulmonary disease (COPD). Retrieved on the 21st of October, 2022.

[14] Joseph Bennington-Castro. COPD: A Guide to Prevention and Treatment. Retrieved on the 21st of October, 2022.

الكلمات مفتاحية

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الجهاز التنفسي

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

food

قدر وجباتك واحتياجاتك الغذائية على الفور
احصل على تقدير استهلاكك اليومي من الطعام واتخذ خيارات أكثر صحة. جربه الآن
التقط صورة سريعة لوجبتك واكتشف محتواها من السعرات الحرارية بسهولة.

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض الجهاز التنفسي

حاسبات الطبي