ترميم الثدي | Breast Reconstruction

ما هو ترميم الثدي

ترميم الثدي (بالإنجليزية: Breast Reconstruction) هو إجراء جراحي لإعادة بناء الثدي واسترجاع الشكل الطبيعي له، ويعد إجراءاً علاجياً مكملاً لحالات استئصال الثدي بعد سرطان الثدي والذي يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للمريضة.

وتعد سيدات وبنات هذا الجيل أوفر حظاً ممن سبقهم؛ حيث يوجد الآن اتجاه عام لما يسمى بجراحات الثدي التحفظية والتي تعتمد على الاكتشاف المبكر للسرطان واستئصال أقل كمية من الأنسجة السليمة بالثدي المصاب، بل يتم الآن إجراء جراحات استئصال وقائية للثدي لمن يثبت بالفحوصات القاطعة وجود جينات وراثية تؤدي في فترة معينة من العمر إلى حدوث سرطان الثدي مثل تأثر جينات BRCA 1 وBRCA 02.

وتصنف عمليات ترميم الثدي حسب طبيعة الترميم اللازم إلى عمليات تكبير الثدي، أو تغيير الحلمة، أو تغيير موضع الحلمة وذلك حسب الوضع الصحي السابق للمريضة، وتتميز عمليات ترميم الثدي بارتفاع نسبة نجاحها.

نصائح قبل عملية ترميم الثدي

في حال كانت المريضة على وشك أن تخضع لعملية استئصال الثدي فمن الضروري التحدث حول خيارات الترميم الجراحية أو الخيارات الأخرى مع الطبيب قبل العملية، فقد يقوم الفريق الطبي المختص بعمل خطة علاجية مناسبة من أجل إعادة ترميم الثدي بعد استئصال الورم مباشرة في نفس العملية، وتعرف بالترميم الفوري، أو بعد العملية بفترة، وتعرف بالترميم المتأخر.

كما أنه يوجد خيارات أخرى غير جراحية، فمن الضروري استشارة الطبيب في الأهداف المرجوة من العملية، فقد لا تأتي جميع العمليات بالنتيجة المناسبة والمرضة للمريضة، كذلك فإن بعض العمليات تؤدي إلى بعض الأعراض الجانبية، فمثلاً يكون الإحساس أقل في الثدي الذي يتم ترميمه جراحياً.

يتم تحديد عملية ترميم الثدي المناسبة اعتماداً على عدد من العوامل وأهمها:

• الصحة العامة للمرأة، ومن ضمنها العوامل المؤثرة على شفاء الأنسجة، كالتدخين وبعض الأمراض المزمنة.
• حجم وموضع سرطان الثدي.
• حجم الصدر.
• نوع عملية الاستئصال وحجمها، وحجم النسيج المتبقي بعد العملية، حيث أن بعض النساء نحيفات جداً لدرجة أنه لا يتبقى نسيج كافي بعد الاستئصال.
• الخطة العلاجية الكاملة ومن ضمنها علاجات ما بعد العملية.
• الحسابات المادية وتكلفة العمليات.

ماهي فوائد عملية ترميم الثدي؟

تعطي عملية ترميم الثدي المرأة شكل ثديين متماثل وأقرب إلى الطبيعي، فلا حاجة لحشو حمالة الصدر أو استخدام الثدي الاصطناعي، الأمر الذي يعزز من الثقة والراحة أكبر عند ارتداء أي نوع من الملابس.

اسباب ترميم الثدي

لعملية ترميم الثدي عدة أسباب، ولعل أهمها:

• استعادة الثدي بعد عملية استئصال الثدي، كله أو جزء منه، سواء كانت لعلاج السرطان أو كإجراء وقائي لتقليل خطر الإصابة به عند بعض النساء المعرضات وراثياً للإصابة.
• تعديل النتائج غير المرضية لعلاجات أخرى كالزرع.
• علاج التشوهات الخلقية مثل متلازمة بولاند، أو عدم نمو أحد الثديين، أو عدم التماثل في شكل الثديين، أو الأثداء الأنبوبية.

اقرأ أيضاً: اعراض سرطان الثدي عند النساء والرجال

ما هي بدائل عملية ترميم الثدي؟

بعض النساء يخضعن لعمليات استئصال الثدي لكن لا يرغبن بالخضوع لجراحات أخرى، إما خوفاً من مخاطر إعادة بناء الثدي، أو قد يكون إجراء ترميم الثدي صعباً بسبب بعض العوائق الصحية لدى المريضة، مثل النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة أو النحافة المفرطة، أو يعانين من مشاكل في القلب والأوعية الدموية، وفي بعض الأحيان قد يكون السبب مادياً.

وتفضل بعض النساء عدم ارتداء أي بدائل ويرفضن الخضوع لعملية ترميم الثدي بعد الاستئصال، لذلك فإن البدائل المتاحة لعملية ترميم الثدي ما يلي:

• الثدي الاصطناعي: معظم أنواع الثدي الاصطناعي يتم عملها من مواد تشابه حركة وإحساس ووزن الصدر الطبيعي، إذ تكون هذه الخواص ضرورية لتصحيح القوام وارتداء الملابس بشكل يبدو طبيعياً.

حيث يوضع داخل حمالة الصدر أو يتم تركيبه على جدار الصدر من الخارج لكي يشبه شكل الصدر الطبيعي من الخارج، ويمكن ارتداء الثدي الاصطناعي مؤقتاً لحين الخضوع لعملية الترميم، أو بشكل دائم، ويمكن صنع الثدي الاصطناعي بشكل مخصص للمريضة بحسب قياسات الصدر ومحيطه.

• حمالات الصدر المخصصة: والتي يتم ارتداؤها تحت الملابس لتعطي مظهر خارجي متناسق للصدر.

اقرأ أيضاً: حقن الثدي بالدهون

ما هي انواع عمليات ترميم الثدي؟

توجد عدة أنواع لعمليات ترميم الثدي، ومنها:

إعادة البناء عن طريق زرع أكياس السيليكون أو المحلول الملحي أو الاثنين معاً

وفيها يتم وضع كيس الزرع تحت عضلة الصدر، لكن قد تكون نتائجها مؤقتة أحياناً، فبحسب الجمعية الأميركية لجراحي التجميل، لا تتجاوز مدة بقاء الزرع 10-20 سنة، حيث تحتاج النساء لتغيير كيس الزرع بعدها.

ومن مميزات زرعات الثدي أن العملية تعتبر سهلة إلى حد ما، وذات مخاطر أقل، لكنها قد تنطوي على عدد أكبر من المضاعفات.

وتعتبر زرعات الثدي خياراً سيئاً في الحالات التالية:

• إذا كانت المريضة رافضة لوجود جروح في مناطق أخرى من الجسم، حيث أن العملية محدودة في منطقة الصدر.
• إذا كانت المريضة نحيفة جداً، حيث أن النساء النحيفات قد يفتقرن للنسيج الذي يستخدم لتكوين صدر جديد لكي يستخدم في عملية الترقيع. ولكن الطرق الحديثة للجراحة أصبحت تتجاوز هذه المشكلة عن طريق الترقيع متعدد الطبقات.
• إذا قرر الطبيب عدم حاجة المريضة للعلاج بالأشعة، حيث تشير الدراسات إلى ارتفاع نسبة مشاكل الزرع بين النساء اللاتي خضعن للعلاج بالأشعة.

تأتي الأكياس بأنواع وأشكال مختلفة، حيث أن كل منها تعطي ملمساً وهيكلاً يختلف عن الثاني، ومن الجدير بالذكر أنه في كلتا العمليتين من المرجح أن تحتاج المرأة لعملية ثانية تسمى العملية النهائية، وقد يتم فيها التأكد من عملية الترميم ووضع اللمسات النهائية كإعادة تكوين حلمة الثدي والهالة المحيطة بها، أو إعادة وضع كيس الزرع.

ويتسائل البعض هنا، هل تسبب أكياس الزرع عودة السرطان؟ الإجابة هي لا، حيث أثبتت الدراسات عدم وجود علاقة بين عودة السرطان والزرع، حتى في حالة عودة السرطان فلا يكون للأكياس علاقة به.

اقرأ أيضاً: عملية تكبير الثدي الجراحية

ترميم الثدي عن طريق الترقيع واستخدام نسيج من نفس الجسم

يمكن إجراء عملية ترميم الثدي بعد السرطان من خلال استخدام أنسجة المرأة نفسها، حيث تقوم مراحل عملية ترميم الثدي بالانسجة على أخذ نسيج من الجلد، والدهون، وأحياناً العضلات من منطقة أخرى من الجسم، كالأرداف، أو البطن، أو الظهر. ويمكن عمل هذه العملية في نفس الوقت مع عملية الاستئصال أو بعدها بفترة.

من سلبيات ترميم الثدي باستخدام الأنسجة ما يلي:

• تكون هذه العملية أصعب من زرع أكياس السيليكون وأطول نوعاً.
• تستغرق مدة شفاء أطول وتحتاج وقت أطول للحصول على نتائج ترميم الثدي.
• قد لا يكون الصدر الجديد متماثل مع الآخر، حيث أنه من الصعب أن يبنى كالطبيعي تماماً.

لكن من إيجابيات ترميم الثدي بالأنسجة أنها تعطي نتائج أفضل على المدى الطويل، وهناك عدة أنواع من الترقيع وقد تؤخذ من عدة أماكن من الجسم، لذلك تكون مدة الشفاء أطول، لذلك يفضل مناقشة هذه الخيارات والخطة العلاجية الكاملة قبل العملية، وأحياناً قد يتم دمج العمليتين معاً في بعض الحالات.

وتنقسم عمليات ترقيع الثدي بالأنسجة إلى ثلاثة أنواع هي:

• ترميم الثدي بعضلات البطن السفلي

حيث تقوم هذه العملية على استخدام الجزء السفلي من أنسجة وعضلات البطن في إعادة ترميم الثدي، وتسمى العملية بسديلة العضلة المستقيمة البطنية المستعرضة (بالإنجليزية: TRAM Flap)، وعلى الرغم من أنها من أقدم الأساليب إلا أنها ما زالت مستخدمة حتى يومنا هذا، ومن مميزاتها أنها تعطي صورة متماثلة في حالة كبر حجم الثدي الطبيعي، وتعمل على شد ترهلات البطن في نفس الجراحة، ومن عيوبها أنها تضعف جدار البطن الأمامي؛ والتي تعالج بتثبيت شبكة جراحية مكان العضلة المنقولة.

• ترميم الثدي بعضلة الظهر

وهو استخدام عضلات وأنسجة الظهر لترميم الثدي، وتسمى هذه العملية بسديلة العضلة الظهرية العريضة (بالإنجليزية: Latissimus Dorsi Flap)، ومن مميزاتها أنها تستخدم عادة في إعادة بناء الثدي متوسط الحجم، ومن الممكن أيضاً استخدامها في الأحجام الأكبر عن طريق إضافة ممدد ثدي دائم مصنوع من السيليكون أسفل العضلة لإعطاء مظهر أكبر للثدي المستعاض. ومن عيوبها أنها تمنع من ممارسة رياضة تسلق الجبال بعد العملية.

• استخدام أنسجة الجلد والدهون دون المساس بالعضلات

أهم هذه الجراحات هي السديلة العميقة من الشريان الشرسوفي السفلي (بالإنجليزية: DIEP Flap)، وسديلة الفخذ الأمامي (بالإنجليزية: ALT Flap)، ومن مميزاتها أنها تعتمد بشكل كبير على أنسجة الجلد والدهون دون المساس بالعضلات؛ وهو ما يضمن للمريضة عدم التأثر الوظيفي لأي عضلة من عضلات الجسم.

للمزيد: عمليات زراعة ثدي السيلكون ومدى سلامتها

كيف تتم إعادة ترميم الثدي بعد عمليات استئصال الثدي التحفظية؟

معظم النساء اللاتي يخضعن لعمليات الاستئصال التحفظية لا يحتجن لعمليات إعادة ترميم الثدي، لكن في بعض الحالات تترك العملية شكلاً غير مقبول، فقد تعاني المرأة ذات الثدي الصغير من ورم كبير الحجم. لذلك تعتبر هذه النساء مرشحات لأنواع مختلفة من إعادة بناء الثدي.

كم تكلفة عملية ترميم الثدي؟

تختلف تكلفة عملية ترميم الثدي باختلاف الدولة، وباختلاف نوع العملية وطبيعتها، وتقدر بحوالي 5000-15000 دولار لكل ثدي على حدى.

كم تستغرق عملية ترميم الثدي؟

تستغرق عملية ترميم الثدي حوالي 1-6 ساعات، وتعتمد المدة على نوع عملية الترميم وطبيعتها، لكن تحتاج المريضة إلى إمضاء ساعتين تقريباً في غرفة التخدير قبل العملية، وساعتين إلى ثلاث ساعات من بعد العملية.

ما هي الاثار الجانبية لعملية ترميم الثدي؟

يرافق خضوع السيدة لعملية ترميم الثدي ظهور بعض الأعراض الجانبية المحتملة، ومنها:

• ألم في منطقة الثدي.
• تيبس الثدي.

تتلاشى هذه الأعراض خلال عدة أسابيع من إجراء الجراحة.

نصائح للتعايش مع عملية ترميم الثدي

من الضروري معرفة ما يجب توقعه بعد ترميم الثدي، حيث تشعر المرأة بتحسن بعد بضعة أسابيع من العملية، ومن المتوقع أن تعود للحياة الطبيعية والعمل بعد بضعة أشهر. كما يعطي الطبيب معلومات كاملة حول فترة الشفاء وفي العادة يتم تحديد مواعيد فحص للثدي للكشف المبكر عن عودة السرطان، خاصة في الفترة الأولى بعد ترميم الثدي.

مضاعفات عملية ترميم الثدي

في معظم الحالات تكون المخاطر متعلقة بعملية استئصال الثدي وليس ترميم الثدي، ولكن هناك بعض المضاعفات التي تحدث نتيجة لعملية ترميم الثدي بحد ذاتها.

من مضاعفات ترميم الثدي:

• النزيف.
• تجمع السوائل في منطقة الترقيع أو الزرع.
• العدوى والالتهابات في منطقة الجرح.
• الندبات، والتي تتلاشى مع مرور الوقت لكنها لا تختفي نهائياً.

كما أن هناك بعض المشاكل التي تحدث مع عملية زرع الكيس، ومنها:

• تكون نسيج ليفي حول كيس الزرع يشبه الكبسولة، وقد يكون النسيج قوياً لدرجة أن يكون مؤلم أو يسبب تغيير في شكل الزرع وبالتالي شكل الثدي، ومن الجدير بالذكر أن العلاج بالأشعة يزيد من تكوين النسيج الليفي ويزيد من احتمالية حدوثه.
• ألم حول منطقة الزرع، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب برنامجاً للتمارين الرياضية لمد الذراع، مع مسكنات الألم أو بعض الأدوية المضادة للالتهابات.
• تغير موقع الزرعة وتسريب محتوياتها.
• نخر في الأنسجة الطبيعية، حيث أنه وبسبب الضغط الناتج عن كيس الزرع وعدم التئام الجرح بشكل ملائم يحدث نخر في أنسجة الصدر الطبيعية، حيث تعاني المريضة من ألم ونزيف، وتغير لون الجلد إلى الأسود أو الأزرق الداكن، وتقرحات وإفرازات ذات رائحة كريهة، مع أو بدون ارتفاع حرارة الجسم والتهاب المنطقة. وفي هذه الحالة يجب إزالة النسيج الميت وإعادة ترميمه بنسيج من منطقة أخرى.
• زيادة من خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية الخبيث المرتبط بزراعة الثدي (بالإنجليزية: Anaplastic Large Cell Lymphoma)، وتعتبر هذه حالات نادرة جداً.

سير عملية ترميم الثدي

يعد مآل الخضوع لجراحة ترميم الثدي جيداً، إذ أن نسبة نجاح هذا النوع من العمليات كبير جداً وآثارها إيجابية على المدى البعيد في حال التزام المريضة بالتعليمات والإرشادات الصحية.