يرغب الكثيرون في فقدان الوزن الزائد، وعلى النقيض يعاني آخرون من النحافة الشديدة، التي تعتبر مشكلة مزعجة و لا تقل خطراً عن السمنة المفرطة، و ربما تكون هذه النحافة عرضاً لبعض الحالات المرضية.
إليكم بعض الأمراض التي تكون النحافة أحد أعراضها.
مرض السكري
غالبًا ما يرتبط مرض السكري من النوع الثاني بزيادة الوزن أو السمنة، ولكن قد يكون فقدان الوزن من أعراض مرض السكري المفاجئة، وبالأخص السكري من النوع الأول. لا يستخدم الجسم هرمون الأنسولين بشكل صحيح، ولذلك، لا يشق الجلوكوز طريقه إلى مجرى الدم لاستخدامه كطاقة؛ وعندما يكون هناك نقص في الأنسولين، كما هي الحالة في السكري من النوع الأول، يبدأ الجسم في حرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض في الوزن الكلي للجسم؛ لذا فإذا شعر الشخص بالجوع المستمر مع تبول متكرر وتعب وإنخفاض الوزن، عليه بسرعة التوجه للطبيب وإجراء التحاليل اللازمة.
فرط نشاط الغدة الدرقية
قد تحدث النحافة الشديدة رغم تناول الطعام بشكل جيد، وقد يكون هذا علامة على مرض الغدة الدرقية مثل مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves’ disease)، وهو مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى إنتاج الغدة الدرقية لكميات زائدة من هرمون الغدة الدرقية، وبالتالي تزداد قدرة الجسم في حرق السعرات الحرارية بمعدل أعلى من الطبيعي.
يصاحب فقدان الوزن مجموعة من الأعراض الأخرى مثل خفقان القلب وعدم تحمل الحرارة وفقدان الشعر والأرق، لذا إذا كنت تعاني من أحد هذه الأعراض، فعليك بعمل فحص طبي بسيط للتأكد من سلامة الغدة الدرقية.
و يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية من خلال بعض العلاجات التي يصفها الطبيب، فضلاً عن تناول الغذاء الصحي المتكامل الذي يساعد في إستعادة الوزن المثالي مرة أخرى.
مرض السرطان
فقدان الوزن غير المبرر هو أحد أعراض السرطان التي يتم تجاهلها في كثير من الأحيان. هنالك عدة أنواع من السرطان، مثل سرطان الدم، وسرطان الرئة، وسرطان البنكرياس، وسرطان الثدي، وسرطان القولون، والمعروف أنها تؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر.
تتسبب بعض أنواع السرطان في هضم أسرع؛ مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات الحرارية، في حين أن البعض الآخر قد ينتج بروتينات التهابية يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن والبعض الآخر قد يسبب فقدان الوزن بناءً على موقعه في الجسم.
على سبيل المثال، قد تحدث بعض حالات سرطان البنكرياس حيث يحدث تفريغ للمعدة بحيث تشعر بالشبع بسرعة وقد تسبب بعض أنواع سرطان المريء مشاكل في البلع تمنع من الأكل وتتسبب في فقدان الوزن.
غالبًا ما تسبب علاجات السرطان مثل الإشعاع والعلاج الكيميائي انخفاضًا في الشهية، وقد تؤدي إلى آثار جانبية، بما في ذلك الغثيان والقيء، وقروح الفم التي تثبط الأكل.
وفي حالة الشفاء من السرطان، يبدأ المريض في إستعادة صحته، وحينها يجب أن يتناول الأغذية الهامة التي ينصح بها الطبيب، وعلى رأسها الخضروات والفاكهة.
متلازمة عوز المناعة المكتسبة أو الأيدز
إن متلازمة نقص المناعة المكتسب، والمعروفة أيضًا باسم الإيدز، مرض مزمن يمكن أن يهدد الحياة ويتسبب فيه فيروس نقص المناعة البشرية (بالانجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أن يجعل من الصعب على الجسم امتصاص العناصر الغذائية، التي تسبب سوء التغذية ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض الشهية.
يمكن لفيروس نقص المناعة البشرية أيضًا أن يزيد من خطر العدوى الانتهازية التي تسبب فقدان الوزن إما من خلال انخفاض الشهية أو لأن تناول الطعام يصبح مؤلماَ.
على الرغم من عدم وجود علاج لفيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز، إلا أن هناك أدوية يمكن أن تبطئ بشكل كبير من تقدم المرض وتقلل من خطر العدوى وتتيح للمريض حياة صحية.
قرحة المعدة
إن فقدان الوزن هو واحد من علامات لقرحة المعدة التي يجب ألا تتجاهلها؛ لأن الأعراض الرئيسية للقرحة الهضمية هي آلام في المعدة، فإنها غالبا ما تسبب انخفاض الشهية، فالقرحة يمكنها أن تجعلك تشعر بالشبع، ويعد تعديل نمط الحياة مع الأدوية المختلفة أفضل طريقة لعلاج الحالة وأي نقص في الوزن يرتبط بها.
الاكتئاب
الاكتئاب (بالانجليزية: Depression) يمكن أن يعبر عن نفسه بطرق مختلفة بما في ذلك فقدان الوزن.
لسوء الحظ، أحد الآثار الجانبية العديدة لهذا المرض هو فقدان الشهية، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى فقدان الوزن للشخص.
على الرغم من عدم وجود سبب واحد للاكتئاب، يمكن علاج العديد من الحالات بفعالية باستخدام الأدوية والعلاج، على الرغم من أن بعض مضادات الاكتئاب يمكن أن تسهم أيضًا في زيادة فقدان الوزن.
الطفيليات
كالديدان الشريطية، والديدان المستديرة ، والديدان الخطافية، حيث يلتقط الآلاف من الناس هذه الطفيليات وغيرها كل عام، وتنشغل الطفيليات بامتصاص المواد الغذائية في الجسم والتكاثر. يمكن أن ينتج عن ذلك انخفاض الشهية وفقدان الوزن ، ولكن المريض المصاب بالطفيليات قد لا يدرك ذلك لأنه التقط العدوى منذ فترة طويلة، وقد تستغرق الطفيليات أسابيع وشهوراً، وأحيانًا سنوات، لتكشف عن نفسها.
في النهاية يحدث الغثيان والقيء والإسهال، ويمكن أن تسهم هذه أيضًا في فقدان الوزن.
متلازمة كرون أو التهاب الأمعاء
يُعد سوء التغذية وفقدان الوزن أمرًا شائعًا لدى الأشخاص المصابين بمرض كرون، وهي حالة التهابية مزمنة في الجهاز الهضمي، تجعل الجسم لا يمتص العناصر الغذائية بشكل صحيح، وتجعل المريض يتناول كميات أقل من الطعام لأن الطعام يمكن أن يسبب ألماً شديد وأعراضاً أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض كرون من تقرحات في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الفم والمعدة.
مرض الذئبة الحمراء
مرض الذئبة الحمراء (بالانجليزية: Systemic Lupus Erythomatosus) هو مرض مناعي ذاتي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، لكنه يسبب مشاكل في جميع أنحاء الجسم، من تلف الكلى والجهاز الهضمي إلى الطفح الجلدي، وتتأثر الكثير من أجهزة الجسم حتى ينتهي الأمر إلى فقدان الوزن.
الذئبة يمكن أن تسبب أيضا الشعور بألم حارق في منطقة الصدر، غالبًا بعد تناول الطعام، مما يؤدي بدوره إلى تجنب بعض المرضى الطعام.
يمكن أن تؤدي مشاكل الجهاز الهضمي التي تصاحب مرض الذئبة في كثير من الأحيان -بما في ذلك تقلصات المعدة والإسهال- إلى فقدان الوزن، وكذلك الأدوية المستخدمة لعلاجه.
اقرأ المزيد: أعراض الذئبة الحمراء في المفاصل
أمراض الكلى
قد تؤدي بعض أمراض الكلى إلى زيادة الوزن نتيجة إحتباس السوائل في داخل الجسم، ولكن يؤدي تدهور حال الكليتين إلى فقدان الوزن سريعاً، وهي من النتائج الخطيرة لهذا المرض ويجب مراجعة الطبيب فورا إذا لاحظ مريض الكلى فقداناً كبيراً في وزنه.
وفي حالات أمراض الكلى والجهاز البولي، لا يجب الإنتظار حتى تسوء الحالة، حيث يجب أن يكون الطبيب على دراية بكل تطورات المرض للحفاظ على صحة الجهاز البولي والكلى.
مرض أديسون
عندما يصاب الشخص بمرض أديسون (بالانجليزية: Addison's Disease)، تتضرر الغدد الكظرية ولا تنتج هرمون الكورتيزول بكميات كافية. لذا إذا شعرت بالإجهاد، فإن جسدك يكافح في غياب الكورتيزول الكافي و بدلاً من الاستجابة العادية للإجهاد، تمرض و تشعر بالغثيان والدوار، وتحرق السعرات الحرارية وكتلة العضلات وتفقد الوزن.
بالإضافة إلى اضطراب الجهاز الهضمي، يحدث فرط تصبغ في الجلد بلون برونزي في مناطق مثل الركبتين والمرفقين، إذا أن داء أديسون هو واحد من الأمراض الغريبة التي يكتشفها أطباء الأمراض الجلدية أولاً.
التهاب المفاصل الروماتويدي
التهاب المفاصل الروماتويدي (بالانجليزية: Rheumatoid Arthritis) هو أحد أمراض المناعة الذاتية التي تجعل الجهاز المناعي يهاجم بطانة المفاصل، مما يؤدي إلى التهاب، وعند زيادة الالتهاب يؤدي ذلك إلى زيادة عمليات الأيض، مما يسبب النحافة.
للمزيد: تسعة أطعمة تفيد في الحد من التهاب المفاصل
متى يتوجب زيارة الطبيب
يجب الذهاب إلى الطبيب في حال نقص 5% من الوزن الطبيعي خلال ستة أشهر إلى سنة دون أية ممارسات لإنقاص الوزن، ومن الأعراض الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- ضعف عام في الجسم.
- فقدان الشهية.
- تغير في عادات الذهاب للحمام؛ مثل حدوث إمساك.
- زيادة تعرض الشخص للأمراض.
تعتبر سلامة الاغذية والاشربة احد المتطلبات الاساسية لضمان صحة الانسان ومن اجل تامين هذه السلامة تم ابتكار ما يعرف بفترة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :