القولون العصبي عند النساء

على الرغم من أن أعراض القولون العصبي قد تسبب عدم الارتياح والعديد من الأعراض المختلفة الأخرى إلا أنه من غير المرجح أن تؤثر على الحمل أو تسبب أي مشاكل عند الجنين. ويجب العلم أنه لا يوجد العديد من الدراسات التي تؤكد تأثير القولون العصبي على الحمل، والأمر بحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد أن متلازمة القولون العصبي قد تزيد من خطر الإجهاض أو الحمل خارج الرحم وغيرها من المضاعفات.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض النساء قد تتحسن لديهن أعراض القولون العصبي خلال فترة الحمل ويكون ذلك نتيجة للتأثير الوقائي لمستويات الهرمونات المرتفعة خلال الحمل، وبالمقابل قد تجد بعض النساء الحوامل زيادة شدة أعراض القولون العصبي خلال فترة الحمل، وبالتالي لا يوجد أي طريقة تؤكد كيف سوف تسير الأمور بالنسبة لأعراض القولون العصبي خلال فترة الحمل حيث أنها قد تزداد سوءاً أو تختفي أو تبقى كما هي. 

ولعل أحد أهم أسباب صعوبة تحديد تأثير القولون العصبي على الحمل، هو تأثر الأمعاء خلال الحمل بالعديد من الأعراض حيث تعاني معظم النساء الحوامل من أعراض الإمساك أو الإسهال أو الغازات، وهي أعرض تحاكي الأعراض التي ترتبط بالقولون العصبي لذا قد يصعب الفصل بينهما.

وفيما يخص علاج اضطرابات القولون العصبي عند الحامل، فإنه يجب مراعاة ما يلي:

• في حال استخدام أي من أدوية علاج القولون العصبي قبل الحمل، فإنه يجب التأكد من أمان استخدامها خلال الحمل من قبل الطبيب أو الصيدلاني، لأن بعض الأدوية ليست آمنة للاستخدام أثناء الحمل وقد يتم التوقف عن استخدامها وتحديد البديل المناسب.
• يجب الحفاظ على أعراض القولون العصبي تحت السيطرة من خلال تناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنب القلق والإجهاد، وضرورة تجنب الأطعمة والمشروبات التي تزيد أعراض القولون العصبي سوءاً.
• يجب تجنب استهلاك كمية كبيرة من الألياف الغذائية بصورة مفاجئة، بل يجب أن يتم الحصول عليها بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة لتجنب تفاقم الأعراض الخاصة بالقولون العصبي.
• يجب استشارة الطبيب حول الأطعمة التي يجب استهلاكها في حال اتباع النظام الغذائي منخفض الفودماب من أجل الحصول على جميع العناصر الغذائية والوصول إلى التوازن.
• يجب استشارة الطبيب حول استهلاك البكتيريا النافعة أو ما يسمى البروبيوتيك إما من خلال الكبسولات أو الأطعمة مثل الزبادي.
• يجب الالتزام بممارسة التمارين الرياضية الآمنة خلال الحمل.

للمزيد:

• القولون العصبي والحمل

يعاني مرضى القولون العصبي من مجموعة متعددة من الأعراض المختلفة التي تتراوح من ألم بسيط إلى أعراض أكثر حدة وشدة، وقد تختلف الأعراض وشدتها من شخص لآخر كما أنها تختلف عند الشخص نفسه من مرة إلى أخرى. وتشمل أعراض القولون العصبي الحادة التي تحدث خلال نوبة القولون العصبي ما يلي:

• الألم الشديد في المعدة خاصة في النصف السفلي، والذي يزداد سوءاً بعد تناول الوجبات ويتحسن بعد حركة الأمعاء.
• التشنجات في المعدة.
• الإسهال أو الإمساك أو التناوب بينهما.
• الشعور أن حركة الأمعاء لم يتم تفريغها كاملة.
• الشعور أن حركة الأمعاء أصعب أو أسهل من المعتاد.
• المخاط الذي يظهر في البراز والذي قد يكون أبيض اللون.
• الحاجة الملحة لتفريغ الأمعاء بشكل مفاجئ.
• الحاجة الشديدة إلى التبول أو سلس البول.
• الغثيان.
• الغازات والانتفاخ.
• البطن الذي يبدو بارزاً.
• عدم تحمل الطعام.
• الحموضة المعوية وعسر الهضم.

كما قد يعاني مرضى القولون العصبي من مجموعة أخرى من الأعراض غير المرتبطة بالجهاز الهضمي والتي قد تشمل ما يلي:

• الألم في أسفل الظهر.
• الصداع.
• الرائحة الكريهة من الفم.
• الألم في المفاصل.
• التعب الشديد.
• صعوبة النوم.
• القلق والاكتئاب.

قد يتم توجيه نصيحة لمرضى القولون العصبي تقوم على تسجيل ورقة تحتوي على الأعراض التي يعانون منها خلال نوبة القولون العصبي الحادة، من أجل مناقشة توقيت ظهور الأعراض وكيفية تكرارها مع الطبيب المختص لتحديد نمطها والمساعدة في تحديد محفزات لنوبات أعراض القولون العصبي الحادة.

كما يجب توجيه نصيحة ضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور أي من أعراض الإنذار التالية:

• النزيف من المستقيم.
• فقدان الوزن بصورة مفاجئة.
• الحمى والقيء وفقر الدم.

للمزيد:

• ما هي اعراض القولون التقرحي؟
• نصائح لإدارة اعراض القولون العصبي

أما بالنسبة للقولون العصبي مع الإسهال، فهو يعتبر نوع خاص من أنواع القولون العصبي المختلفة الذي يؤثر على الأمعاء الغليظة وتشمل أعراض القولون العصبي مع الإسهال ما يلي:

• الغثيان.
• الحاجة المتكررة للتبرز.
• فقدان السيطرة على الأمعاء.
• ألم شديد في البطن.
• ظهور البراز رخواً.

إن الإصابة بالقولون العصبي مع الإسهال تستدعي مراجعة الطبيب المختص من أجل استشارته حول الخيارات العلاجية التالية:

• تجنب الكحول والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
• تجنب الأطعمة المقلية ومنتجات الألبان.
• اتباع نظام غذائي مناسب لمرضى القولون العصبي، ويعد نظام فودماب (بالإنجليزية: Fodmap) الغذائي من الأنظمة الشائعة لعلاج القولون العصبي.
• ممارسة الرياضة بانتظام، حيث أنها تساعد في تعزيز وظائف الجسم بشكل عام، بما في ذلك الجهاز الهضمي.
• شرب ما لا يقل عن 6-8 أكواب من الماء لتجنب الإصابة بالجفاف ولتحسين عملية الهضم.
• تجربة التخلص من الإجهاد والقلق، ومحاولة السيطرة عليهم بممارسة تمارين اليوغا والإسترخاء.
• قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج المشكلة مثل:
• الأدوية المضادة للإسهال.
• المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك.

ويجب اتباع نصائح الطبيب بشأن الأغذية والأدوية التي يتم تناولها لعلاج المشكلة بشكل صحيح.

للمزيد:

• 15  نصيحة لمن يعاني من القولون العصبي
• نصائح لإدارة اعراض القولون العصبي

وتجدر الإشارة إلى أن أعراض القولون العصبي قد تعتبر تعبير عن الإجهاد العقلي في بعض الأحيان، وقد يكون ذلك نتيجة حساسية القولون الزائدة للتوتر والإجهاد عند مرضى القولون العصبي أو نتيجة القلق والتوتر عند مرضى القولون العصبي مما يزيد من الأعراض وتفاقمها لأنه يتم السيطرة على القولون من قبل الجهاز العصبي، حيث يتم الاستجابة لكل من التوتر والقلق والإجهاد عبر الجهاز العصبي الذي يؤثر على القولون وعبر جهاز المناعة الذي ينعكس أيضاً على القولون.

ويجب العلم أن الجهاز العصبي المركزي الذي يتألف من الدماغ والأعصاب معاً يتحكم في الجسم بطرق مختلفة، وقد يتم تصنيفه في بعض الأحيان أنه يحتوي على جزء يسمى الجهاز العصبي المعوي الذي يتحكم في نشاط الجهاز الهضمي. وفي حالات القولون العصبي يوجد اضطرابات في التوازن بين الدماغ والأمعاء، مما يسبب فرط نشاط الأمعاء والإسهال والتقلصات في المعدة في حالات التوتر والقلق والإجهاد أو قد يسبب الإمساك والغازات وعدم الراحة في البطن في بعض الحالات الأخرى. كما يفتقر مرضى القولون العصبي القدرة على تحقيق التوازن في الجسم بعد التعرض للقلق والتوتر بشكل مزمن، وقد تعتبر أعراض القولون العصبي تعبير عن الإجهاد العقلي نتيجة لأحد الأسباب التالية:

• قد يسبب الإجهاد التقليل من تدفق الدم المعوي.
• قد يسبب الإجهاد زيادة نفاذية الأمعاء.
• قد يسبب الإجهاد تنشيط جهاز المناعة لدى الشخص المصاب.
• قد يسبب الإجهاد التهاب في جهاز المناعة لدى الشخص المصاب.
• قد يسبب الإجهاد المبالغة في إفراز  هرمون مطلق الموجهة القشرية الذي يسمى كوتيكوليبرين الذي يرتبط بالبكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يسبب اختلال توازن البكتيريا المعوية.

ويمكن التخفيف من الإجهاد وتأثيره على أعراض القولون العصبي من خلال اتباع النصائح التالية:

• ممارسة تمارين تخفيف التوتر مثل التنفس العميق، التأمل، اليوجا وغيرها.
• محاولة النوم خلال ساعات الليل بما لا يقل عن 7-8 ساعات.
• طلب المساعدة من الطبيب المختص.
• تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الألياف.
• استشارة الطبيب حول الأدوية اللازمة.
• استشارة الطبيب حول العلاج المعرفي السلوكي.
• إجراء التغييرات اللازمة في النظام الغذائي وتجنب الأطعمة التي تسبب تفاقم الأعراض.

للمزيد:

• اعراض القولون العصبي النفسية