مضادات الأكسدة والوقاية من السرطان
ازداد انتشار مرض السرطان في السنوات الأخيرة، وارتبط ذلك بزيادة العوامل التي تزيد من نسب السمنة والأمراض المزمنة، وإضعاف المناعة. إضافة إلى العوامل الوراثية والجينية التي لا نستطيع تغيرها. ولكن هذا الارتفاع في أعداد الحالات المصابة بالسرطان على اختلاف أنواعه له علاقة بطريقة ما بعوامل نستطيع التحكم بها من ضمنها الغذاء.
يجدر الانتباه عند التحدث عن علاقة الطعام باحتمالية حدوث السرطان إلى أنه لا يوجد غذاء محدد عند تناوله فإنه يعطي ضمان بشكل كامل بأنه سوف يمنع حدوث السرطان. ولكن يجب الوعي إلى أن هناك عادات وأسس معينة متعلقة بالطعام لها تأثير كبير.
وأحد العناصر الغذائية التي نتناولها بشكل عام يمكن أن يحتوي على عناصر تساعد في حماية من الأمراض المختلفة ومن ضمنها السرطانات، مثل الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. وتكمن أهمية مضادات الأكسدة بأنها مهمة في التخلص من الشوارد الحرة. والشوارد الحرة هي عبارة عن المخلفات التي تخرج من خلايا الجسم نتيجة هضم الطعام والمواد الغذائية والقيام بالوظائف الحيوية. يحاول الجسم أن يتخلص من هذه الشوائب الحرة ولكن لا يستطيع التخلص منها بشكل كامل وفعاّل. وبقاء هذه الشوائب الحرة في الجسم يرتبط بحدوث توتر نتيجة التأكسد في الجسم، هذا التوتر التأكسدي يرتبط بتَعرض الخلايا المختلفة في الجسم للضرر، وحدوث الأمراض المختلفة مثل السرطانات، والتهاب المفاصل، ومشاكل المناعة وغيرها. وبذلك تقوم مضادات الأكسدة بعمل حماية لِخلايا الجسم من خلال منع وجود شوائب حرة قد تؤثر على عملها.
وتتميز الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة بأنها صحية مثل الخضار والفواكه، واتباع نظام غذائي غني بهذه العناصر يقلل من السمنة، ويحمي عضلة القلب، إضافة إلى أنه يحمي من السكري. وكل هذه العوامل مجتمعة توفر داخل الجسم بيئة صحية متوازنة وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
يوجد العديد من الدراسات التي تؤكد وجود تأثير فعال لمضادات الأكسدة على السرطان وأخرى تنفي ذلك. حيث يوجد دراسات تنصح بعدم تناول مضادات الأكسدة كمكملات غذائية إضافية لإنها من الممكن أن تؤثر سلباً على مسار علاج السرطان. لكن التصرف السليم في هذه الحالة هو الحصول على مضادات الأكسدة من مصادرها الطبيعية وبكميات مناسبة بحيث يحصل الجسم على الفائدة المرجوه منها مع تجنب أي مضاعفات أخرى.
أنواع مضادات الأكسدة الرئيسية
يوجد أنواع عديدة لمضادات الأكسدة وتوجد في مختلف أنواع الأطعمة، منها:
- فيتامين c أو حمض الأسكوربيك الذي يتواجد بكثرة في الفواكة والخضراوات.
- فيتامين E الذي يتواجد بكثرة في الزيوت كزيت اللوز، زيت جنين القمح، زيت الذرة والمكسرات.
- البيتا كاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين أ المتواجد في الخضار والفواكه برتقالية اللون والخضراوات الورقية الخضراء.
- الليكوبين يتواجد في الطماطم ومنتجاتها والبطيخ والجوافة والمشمش.
- السيلينيوم الذي يعد أحد المعادن المهمة في الجسم ويتواجد في الحبوب والمكسرات.
- اللوتين التي تتواجد في الخضراوات الورقية كالسبانخ وأيضا الكرنب واللفت.
- الفلافونويدات والفينولات تتواجد في الشاي الأخضر، والبصل، والكرفس، والبروكلي، والطماطم، والفلفل، والملفوف، والجزر، والبازيلاء.
يعد الغذاء غير الصحي من أحد العوامل التي تزيد من خطورة الاصابة بالسرطان، لذلك فإن اتباع نظام غذائي صحي متوازن قد يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطانات المختلفة.
الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة
- الثوم، بشكل خاص مرتبط بتقليل خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي، فبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الثوم غني بمضادات أكسدة وأنزيمات تساعد في حماية الجسم وينصح بإضافته إلى الطعام بشكل يومي.
- البروكلي يعتبر من الخضاراوات الغنية جداً بالعناصر المفيدة والمقاومة لتأثير السموم المختلفة التي يتعرض لها الجسم.
- الطماطم، حيث تحتوي الطمامطم على أكثر مضادات الأكسدة فعالية ويسمى بالليكوبين، حيث يقوم الليكوبين بمساعدة الخلايا على إصلاح الضرر الحاصل بها ويساعد جهاز المناعة على العمل بشكل أفضل. ويتميز هذا النوع من مضادات الأكسدة باستقراره حتى عندما يتعرض للحرارة، لذلك فإن تناول الطماطم مطبوخة أو طازجة يوفر للجسم الفائدة منها. ويوجد أيضاً الليكوبين في كل من البطيخ، والجريبفروت.
- الفراولة، والتوت البري الأسود تعتبر من الفواكة الغنية بأنواع مختلفة من مضادات الأكسدة منها فيتامين C وحمض الإيلاجيك.
- الجزر، وتناول الجزر المطبوخ على البخار يعتبر مفيداً جداص ذلك لزيادة تركيز مضادات الأكسدة فيه بعد الطبخ بشكل أكبر، لكن ينصح بعدم المبالغة بسلقه بكمية كبيرة من الماء لأن ذلك يقلل التركيز.
- السبانخ، يحتوي السبانخ على كميات وفيرة من كاروتينويد والذي ارتبط بوجوده بخفض خطر الإصابة بسرطان المريء في دراسة أجريت على 50 ألف شخص من قبل المعهد الوطني للسرطان.
إضافة إلى ما سبق فإن كل من الأغذية التالية يعتبر غني بمضادات الأكسدة وله تأثير مهم على صحة الجسمز ومن هذه الأغذية (الفاصولياء الحمراء المجففة ، والكرز البري، واللوبيا الحمراء، والكرز، والتوت، والخرشوف، والخوخ و المشمش، والتفاح الأحمر، والبطاطا الحلوة، والزبيب، والبرتقال، والعنب الأحمر، والزيوت، والكاكاو و الشوكولاتة الغامقة، والشمام، والشاي الأخضر).
كميات الطعام للحصول على المقدار الكافي من مضادات الأكسدة:
- ينصح بتناول 5 حصص من الخضار والفواكة يومياً ويفضل أن تكون ذات ألوان وأنواع مختلفة.
- تناول عصائر الخضار والفواكه الطازجة.
- شرب الشاي الاخضر.
- تناول 3 حصص سمك أسبوعياً ويفضل الاسماك الدهنية كاللسلمون.
- تناول حفنة من المكسرات النيئة يومياً كاللوز والبندق والجوز.
- تناول زيت الزيتون لكن بكيات معقولة لاحتوائه على سعرات حرارية عالية.
- إضافة الأعشاب والبهارات للطعام.
- اختيار الشوكلاته الداكنة بدلاً من المخلوطة مع الحليب لاحتوائها على نسبة أعلى من مضادات اكسدة.
- أن تكون الوجبات الخفيفة المتناولة بين وجبات الطعام الرئيسية صحية كالفواكه الطازجة او المجففة او مكسرات نيئة.
كما يجب الانتباه إلى الطريقة التي يتم بها طبخ الخضار حتى لا تؤثر على محتوى الغذاء من الفيتامينات ومضادات الأكسدة لذا ينصح بالتالي :
- تجنب تقشير الخضار.
- تجنب نقع الخضار والفواكة في الماء قبل الطبخ او الاستعمال.
- الأفضل الطبخ على حرارة عالية في وقت قصير بدلاً من الطبخ لوقت طويل على حرارة منخفضة.
- تجنب الطبخ في أواني نحاسية لأنها تؤثر على محتوى فيتامين c.
- الطبخ بالبخار بقليل من الماء تعد من أفضل الطرق للحفاظ على محتوى الفيتامينات.
- تقليل كمية الماء المستعملة في الطبخ.
- استخدام الماء الناتج عن طبخها.
- تجنب الاحتفاظ بالخضار والفواكه الطازجة أكثر من اسبوع في الثلاجة.
- عدم الاحتفاظ بالخضار المطبوخة لأكثر من يومين في الثلاجة وينصح حفظها في أوعية مفرغة من الهواء.
نظام حياة متكامل
إن خفض خطر الإصابة بالأمراض المختلفة بما فيها السرطان مرتبط باتباع نظام حيا صحي، فتناول طعام صحي لمرة أو مرتين بالأسبوع لن يحدث فرق بالنسبة للجسم. وممارسة الرياضة مرة في الشهر لن تغير من شيء. وممارسة عادة واحدة صحية وفي مقابلها نظام حياة كامل غير صحي لن ينجح في أغلب الأحيان.
لذلك وبناء على دراسة أجريت من قبل جامعة هارفرد الأمريكية على 46 ألف شخص لمدة 26 عام. نتج عن الدراسة أن ممارسة نظام حياة صحي متكامل من الامتناع عن التدخين، وتناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة،والمحافظة على وزن مثالي من قبل 12 ألف شخص منه، مقابل عدم التزام البقية. وعند مقارنة المجموعتين وُجد أن نسبة الوفاة بسبب السرطان تقل في المجموعة الأولى بنسبة 67%، واحتمالية ظهور سرطان جديد تقل لكل عام بنسبة 63%.
هذه الدراسة تعكس كيفية تكامل الأساليب الصحية بشكل يحمي الجسم من الأمراض المختلفة بما فيها السرطان.