تعجر الأصابع (بالإنجليزية: Finger clubbing) هو وصف طبي يطلق على أصابع اليدين أو القدمين عند زيادة عرض الأظافر، وتكورها، وانحنائها نحو الأسفل وانتفاخ في نهايات الأصابع ووسادات الأظافر قد تكون أحياناً مصحوبة باحمرار أو انتفاخ ولكن نادراً ما تكون مصحوبة بألم.
يسمى تعجر الأصابع أيضاً بأصابع عود الطبل والأصابع الابقراطية نسبة لأبو قراط الذي شخص تعجر الأصابع لأول مرة في التاريخ الطبي.
تحدث هذه التغيرات في أصبع واحد أو أكثر وقد تشمل كل الأصابع، كما أنها قد تحصل خلال فترة أسابيع أو سنوات حسب السبب أو الحالة التي أدت إلى حدوثها. عادةً الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تعجر الأصابع تكون خطرة، لذا من الضروري جداً قيام الشخص المصاب بعرض حالته على طبيب مختص، حيث أن التشخيص والعلاج المبكرين يقللان من مضاعفات المرض المسبب.
تعجر الأصابع ليس مرضاً بحد ذاته إنما هو وصف يطلق غالباً لوجود حالة سريرية معينة، وفي حالات نادرة يكون:
يأتي تعجر الأصابع غالباً في كلتا اليدين ويشمل كل الأصابع، لكن من الممكن أن يصيب يد واحدة فقط. ارتبط وجود تعجر الأصابع في يد واحدة فقط بوجود مشكلة في الأوعية الدموية في الذراع، أو منطقة الأبط، أو في مخرج الصدر، أو في مرضى الشلل النصفي.
تشمل اضطرابات الأوعية الدموية تمدد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Vascular Aneurysm) في المنطقة تحت عظم الترقوة.
يرتبط تعجر الأصابع بمجموعة من الأمراض الطبية التي تؤدي إلى ظهوره، منها: حيث تعتبر أمراض الرئتين هي السبب الرئيسي والأكثر ارتباطاً بظهور تعجر الأصابع، وأكثر أمراض الرئتين ارتباطاً بالتعجر هو سرطان الرئة، إذ يعتبر سرطان الرئة سبب في حدوث تعجر الأصابع في 80% من الحالات، بينما تشكل أورام الغلاف المبطن للرئتين، أو أورام الجوف المنصف في الصدر 10%من الحالات. يزيد تندب أو تليف الرئتين من قساوة الأغشية في الحويصلات الهوائية مما يجعل التنفس صعباً. ويرتبط تعجر الأصابع بتليف الرئتين مجهول السبب بشكل أكبر بين كل أمراض الرئة الخلالية. تعد تجمع قيحي في الجوف الصدري أو الدبيلة الصدرية (بالانجليزية: Thoracic Empyema) من الأمراض المهددة للحياة ويجب علاجها بشكل سري، .حيث يتجمع القيح في مكان واحد في الرئتين، على شكل كيس نتيجة عدوى يعد توسع القصبات (بالانجليزية: Bronchiectasis) أحد الأمراض المزمنة ويؤدي إلى توسع في القصبات الهوائية بشكل غير طبيعي في الرئتين، بسبب العدوى أو عوامل أخرى تمنع الرئتين من طرد المخاط. يصاحبها سعال مع بلغم بشكل مستمر وضيق في النفس، وتكون الرئتين أكثر عرضة للإصابة بالتهاب وعدوى. يحدث داء الاسبست (بالإنجليزية: Asbestosis) نتيجة لاستنشاق ألياف الأسبست التي تؤدي إلى حدوث ندب في نسيج الرئة.أمراض الرئتين
الداء الرئوي الخلالي
تجمع قيحي في الجوف الصدري
توسع القصبات
داء الأسبست
التليف الكيسي (بالانجليزية: Cystic Fibrosis)
الخراج الرئوي
بعض الأمراض لا يرتبط وجودها بظهور تعجر الأصابع، لكن ظهور تعجر الأصابع معها يكون دليلاً على حدوث أو انتشار الخلايا السرطانية لتشمل الرئتين، لذلك يحتاج هؤلاء المرضى إلى فحوصات عاجلة ومتابعة لتشخيص انتشار المرض إلى الرئتين، من هذه الأمراض:
لا تزال الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تعجر الأصابع غير مفهومة بالكامل، لكن هناك أمراض معينة تؤدي إلى تحفيز مكونات معينة في مجرى الدم تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وزيادة جريان الدم إلى نهايات الأصابع (مثل الفرتين، والبروستاجلاندين، والسيروتونين، والبراديكنين). تحفيز هذه المكونات بسبب نقص الأكسجين في الدم وغيرها من الأسباب يؤدي بالنتيجة إلى تغير شكل وسادات الأظافر. يتغير شكل الأصبع على مراحل، يحتاج هذا التغير عادة إلى سنوات، لكن في بعض الحالات مثل تجمع قيحي في جوف أو الخراج الصدري يتكون تعجر الأصابع فيها خلال فترة أقصر. تبدأ المرحلة الأولى بليونة في وسادة الاظافر، ملمسها يصبح كالإسفنجة. بعدها يبدأ توسع وتحدب الظفر نتيجة تراكم عناصر الالتهاب والكولاجين حتى يصل الاظفر إلى شكله المتعجر النهائي وحوله الجلد لامع.
يتميز الأصبع المتعجر بأنه عريض ومتكور وقد يكون منحني نحو الأسفل مع انتفاخ في نهاية الأصبع، وغالباً ما يصيب أصابع القدم أو اليدين، ويرافقه احمرار وانتفاخ، ونادراً ما يصاحبه أي ألم.
تتم ملاحظة تعجر الاصابع خلال الفحص السريري للمريض خصوصاً في حال وجود أعراض أخرى يشكو منها ترتبط مع الأسباب المؤدية لحدوث التعجر. عند ملاحظة الطبيب تعجر الاصابع، يسأل الطبيب بداية عن وجود أي من أفراد العائلة أو أحد الأبوين يمتلك نفس شكل الأصابع المتعجرة، لتحديد إذا ما كان السبب وراثي أو لا. بعدها يأخذ الطبيب من المريض تاريخ مرضي شامل، ويقوم بعمل فحص سريري شامل للمريض. يطلب الطبيب بعدها مجموعة من الفحوصات الطبية بناءً على التاريخ الطبي والفحص السريري والتي تشمل: يتم عمل الفحوصات اللازمة من مجموعة الفحوصات المذكورة سابقاً وغيرها بما يتناسب مع وضع المريض ورأي الطبيب.
يعتمد علاج تعجر الاصابع على علاج السبب الأساسي المسبب له، من الممكن عند العلاج المبكر أن يتراجع ويشفى بشكل شبه كامل. فقد ثبت أن تعجر الاصابع يتراجع بشكل سريع بعد عملية استبدال الصمام التاجي أو الأبهري المتضرر من التهاب الشغاف القلبي البكتيري. لكن في حالات التغير المزمن لبنية الأظفر وعند زيادة ترسب الكولاجين يصبح عودة الظفر إلى شكله الطبيعي صعباً. لايوجد علاج دوائي يمكن أخذه لتحسين شكل الأظافر من الناحية التجميلية، وأيضاً لا يتم علاجه عن طريق العمليات الجراحية.
لذلك من المهم جداً عند بداية ملاحظة تغير في شكل الأظافر مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الرئيسي وعلاجه بالشكل الصحيح خلال أقصر وقت.
الطريقة الوحيدة لمنع حدوث تعجر الأصابع هي بمنع الأسباب التي تؤدي إليه، على سبيل المثال:
تعجر الاصابع ليس مرضاً منفصلاً لوحده لتوقع مساره، هو وصف لعرض يحدث نتيجة وجود سبب آخر، لذلك يعتمد تطور المرض ومساره على المسبب الرئيسي، مثلاً تعجر الأصابع الناتج عن سرطان الرئتين، يرتبط مسار المتوقع له بمسار المرض المتوقع لسرطان الرئتين، وهكذا. لذلك تتفاوت مسارات المرض المتوقعة، وتبقى المشكلة من الناحية التجميلية هي الشيء الوحيد المتعلق بتعجر الأصابع بشكل مباشر.
Robert A Schwartz, MD, MPH. Clubbing of the Nails Medication. Retrieved on the 22th of July, 2019, from: https://emedicine.medscape.com/article/1105946-medication Malay Sarkar, D. M. Mahesh, and Irappa Madabhavi. Digital clubbing. Retrieved on the 22th of July, 2019, from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3519022/ Lynne Eldridge, MD. An Overview of Nail Clubbing. Retrieved on the 22th of July, 2019, from:
تحمل رغد درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من كلية الطب البشري في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وتعمل ككاتبة محتوى طبي، بالإضافة لخبرتها في مؤسسة رواد التنمية في الأردن.