يمكن تعريف سرطان الأطفال (بالإنجليزية: Childhood Cancer) بأنه مجموعة من الاضطرابات والأمراض، وقد يصيب الأطفال سرطان الدم وأورام المخ، إضافة إلى الأورام في مناطق مختلفة من الجسم من الأنسجة أو العظام، ولحسن الحظ فإن غالبية أنواع سرطان الأطفال قابلة للعلاج، إذ إن معدل بقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة أعلى منها لدى البالغين. يصيب ما نسبته 1% من السرطان الأطفال، لذا فإن سرطان الأطفال أقل شيوعاً من حالات السرطان لدى البالغين.
تصيب بعض أنواع السرطان الأطفال فقط ولا تصيب البالغين مثل سرطان الخلايا البدائية العصبية، وورم وليامز (بالإنجليزية: Wilms Tumor) التي تصيب كلى الأطفال، وعادة ما يتطلب علاج سرطان الأطفال علاجاً مختلفاً مقارنة بعلاج البالغين.
يختلف سرطان الأطفال عن سرطان البالغين، وتتضمن أكثر أنواع سرطان الأطفال شيوعاً الأنواع التالية:
ابيضاض الدم، أو المعروف باللوكيميا، وهو نوع من السرطان يصيب نخاع العظم والدم، ويعد ابيضاض الدم أكثر أنواع سرطان الأطفال انتشاراً، ويصيب ما نسبته 28% من جميع أنواع سرطان الأطفال.
أكثر أنواع ابيضاض الدم التي تصيب الأطفال هي:
يسبب ابيضاض الدم ألم العظام والمفاصل، والشعور بالضعف والتعب والشحوب والحمى، وفقدان الوزن وأعراض أخرى.
تعد أورام الدماغ والحبل الشوكي ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً لدى الأطفال وتشكل 26٪ من سرطانات الأطفال. توجد عدة أنواع من أورام الدماغ والحبل الشوكي، وعادةً ما تبدأ معظم أورام الدماغ عند الأطفال في الأجزاء السفلية من الدماغ مثل المخيخ أو جذع الدماغ، وتؤدي إلى ظهور أعراض مثل الشعور بالصداع، والإصابة بالغثيان، والتقيؤ، واضطرابات في الرؤية، إضافة إلى الإصابة بالدوخة والنوبات وغيرها من الأعراض.
للمزيد: سرطان الدماغ الأولي والثانوي
الورم الأرومي العصبي، يسمى أيضاً ورم الخلايا البدائية العصبية (بالإنجليزية: Neuroblastoma)، يبدأ بالظهور في الخلايا العصبية في الجنين، ويتطور في الطفل الرضيع والأطفال الصغار. ويعتبر نادر الحدوث في الأطفال الأكبر من 10 سنوات. تبدأ أعراض الورم الأرومي العصبي بانتفاخ البطن، والشعور بألم العظام والإصابة بالحمى.
يبدأ ورم ويلمز (بالإنجليزية: Wilms Tumor)، يسمى أيضاً الورم الأرومي الكلوي، إذ يصيب عادة الكليتين، وغالباً ما يصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3- 4 سنوات، ونادراً ما يصيب الأطفال الأكبر سناً أو البالغين.
تظهر الأعراض على شكل تورم في البطن، إضافة إلى الإصابة بالحمى، والشعور بالألم أو الغثيان أو ضعف الشهية.
للمزيد: ما الفرق بين الورم والسرطان؟
يبدأ سرطان الغدد الليمفاوية في الخلايا اللمفاوية في الجهاز المناعي، ويبدأ هذا النوع من السرطان في الأنسجة الليمفاوية مثل اللوزتين، أو الغدة الزعترية، وقد يؤثر على نخاع العظم وغيره من الأعضاء. تتنوع أعراض سرطان الغدد الليمفاوية تبعاً للمكان الذي تبدأ به، وقد تتضمن الإصابة بالحمى، وفقدان الوزن، والتعرق، والتعب وتورم الغدد الليمفاوية تحت الجلد أو الفخذ أو الإبط.
يعتبر سرطان الغدد الليمفاوية أكثر إصابة للأطفال في بداية مرحلة البلوغ، ونادراً ما يحدث للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. يوجد نوعين من سرطان الغدد الليمفاوية وهما: سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin'sLymphoma)، وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين (بالانجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma).
تبدأ الساركومة العضلية المخططة (بالإنجليزية: Rhabdomyosarcoma) في الخلايا التي تتطور إلى عضلات هيكلية، وقد يبدأ هذا النوع من السرطان في أي مكان في الجسم، مثل الرأس والرقبة أو الفخذ أو البطن أو الذراع أو الساق. ويتسبب بالشعور بالألم والتورم في مكان الإصابة. ويمثل 3% من إصابات سرطان الأطفال.
للمزيد: أسباب ظهور كتل الثدي
يصيب ورم أرومة الشبكية (بالإنجليزية: Retinoblastoma) العين، ويصيب الأطفال في سن الثانية من العمر، ويمثل 2% من إصابات سرطان الأطفال، ونادراً ما يظهر في الأطفال الأكبر من 6 سنوات. يلاحظ الطبيب أو أحد الوالدين أن عين الطفل غير عادية خاصة عند تسليط ضوء في عين الطفل، ويظهر احمرار في بؤبؤ العين بسبب وجود الدم في الأوعية الدموية الموجودة في مؤخرة العين المصابة.
يبدأ سرطان العظام في العظام، وقد يصيب الاطفال في في أي عمر لكن غالباً يحدث في الأطفال الأكبر سناً والمراهقين، ويشكل ما نسبته 3٪ من سرطانات الأطفال.
يوجد نوعان رئيسيان من سرطان العظام الأولية عند الأطفال وهما: الساركوما العظمية (بالإنجليزية: Osteosarcoma) والنوع الأكثر شيوعاً عند المراهقين.
يحدث في المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة مثل أطراف الساق أو عظام الذراع، ويؤدي إلى التورم والشعور بالألم في العظام خاصةً أثناء الليل أو مع الحركة والنشاط. أما النوع الثاني فهو ساركوما يوينغ (بالإنجليزية: Ewing's Sarcoma) وهو أقل شيوعاً من النوع السابق، وغالباً ما يصيب المراهقين الصغار في عظام الحوض، أو جدار الصدر، أو في منتصف عظام الساق.
اقرأ أيضاً: سرطان الثدي عند الاطفال
في معظم حالات سرطان الأطفال، لا يعرف الأطباء سبب الإصابة، إذ يمكن أن تؤدي بعض الاضطرابات الوراثية إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، كما أن الأطفال الذين خضعوا للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي للسرطان هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان مرة أخرى. لكن في معظم حالات سرطان الأطفال قد تعود أسبابه إلى طفرات عشوائية في جينات الخلايا النامية. ومن عوامل خطر الإصابة بسرطان الأطفال نذكر ما يلي: للمزيد: فحوصات حديثي الولادة: احذروا تجاهلها
تختلف السرطانات في مرحلة الطفولة عن السرطان عند البالغين، حيث تكون ناتجة عن تغيرات في الحمض النووي في الخلية خلال المراحل الجنينية ولا ترتبط عادة بنمط الحياة.
يعاني الأطفال المصابون بالسرطان من مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تتشابه مع أمراض أخرى، وقد لا تظهر أي علامات أو أعراض على الطفل، وتعتمد أعراض السرطان عند الأطفال على نوع الورم وتظهر بشكل عام على النحو التالي:
بما أن أعراض سرطان الأطفال مختلفة، وتتشابه مع أعراض الكثير من الأمراض، فقد يصعب أحياناً التعرف عليه سريعاً ويلزم عدة فحوصات دقيقة، إذ يساهم التشخيص المبكر في زيادة فرصة الشفاء، وتتضمن طرق تشخيص سرطان الأطفال ما يلي:
في الغالب يستجيب الكثير من سرطان الأطفال إلى العلاج الكيميائي، يعزو الأطباء ذلك إلى فاعلية العلاج الكيميائي مع السرطانات سريعة النمو كما هو الحال في الأنواع التي تصيب الأطفال، بالإضافة إلى قدرة الأطفال على التعافي من جرعات العلاج الكيميائي بصورة أفضل وأسرع من البالغين. على النقيض، لا يفضل الأطباء استخدام العلاج الإشعاعي مع الأطفال، تفادياً لآثاره الجانبية القوية على الأطفال مقارنة بالكبار، لذا يعمل الفريق الطبي دائماً على الموازنة بين تكثيف العلاج لتحقيق النتائج وما بين الحد من الآثار الجانبية. يعتمد علاج الأطفال على نوع السرطان، والمرحلة التي قد وصل إليها. قد يشمل علاج سرطان الأطفال عدد من التدابير التي تعتمد على نوع الورم الخبيث وامتداده ومنها نذكر ما يلي: قد يستخدم الطبيب واحداً أو أكثر من هذه العلاجات معاً، ويعتمد نوع العلاج المطلوب على عمر الطفل ونوع السرطان ومدى شدة السرطان. للمزيد: الفرق بين العلاج الإشعاعي والكيماوي تعتمد مراحل ما بعد علاج سرطان الأطفال على الرعاية والمتابعة المكثفة للطفل، لتحسين فرصة التعافي والبقاء على قيد الحياة، وخفض خطر عودة عودة الإصابة. بمجرد انتهاء العلاج يقوم الطبيب بوضع جدول متابعة لعدة سنوات قادمة من ضمنها خضوع الطفل للفحوصات الدورية مع فريق الرعاية المختص. قد تظهر بعض الآثار الجانبية للعلاج بعد عدة سنوات أو في مراحل متقدمة من الحياة، لذا وجب مراقبة الآثار الجانبية مع التقدم في السن، يعتمد ظهور هذه الآثار والمخاطر على عوامل عديدة منها: وتتضمن بعض الآثار الجانبية المتأخرة المحتملة لعلاج السرطان ما يلي:
ماذا بعد علاج سرطان الاطفال؟
على عكس العديد من سرطانات البالغين، فإن عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة لا تلعب دوراً كبيراً في زيادة خطر إصابة الطفل بالسرطان، ولكن توجد بعض العوامل قبل الولادة وأثناء الطفولة المبكرة التي يمكن أن تساهم في الوقاية من سرطان الأطفال، نذكر منها ما يلي:
[1] Childrenshospital. Cancer in Children. Retrieved on the 18th of June, 2022. [2] Cancer. Types of Cancer that Develop in Children. Retrieved on the 18th of June, 2022. [3] Cancer. Childhood Cancer: Risk Factors. Retrieved on the 18th of June, 2022. [4] Kidshealth. Childhood Cancer. Retrieved on the 18th of June, 2022. [5] Cancer. Childhood Cancer: Symptoms and Signs. Retrieved on the 18th of June, 2022. [6] Christopher P Raab & J Carlton Gartner Jr. Diagnosis of childhood cancer. Retrieved on the 18th of June, 2022. [7] Cancer. Childhood Cancer: Diagnosis. Retrieved on the 18th of June, 2022. [8] Cancer. After Treatment for Childhood Cancer. Retrieved on the 18th of June, 2022. [9] Centers for Disease Control and Prevention. Cancer Prevention During Early Life. Retrieved on the 18th of June, 2022. [10] Cancer. Treating Children with Cancer. Retrieved on the 18th of June, 2022.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.