الليكتين

يعدّ الليكتين أحد أنواع البروتينات النباتية، التي ترتبط بالعديد من الفوائد الصحية، وبعض الآثار السلبية للصحة، فهي قد تساعد في تطوير الخلايا، ودعم التواصل بينها، ولها دور هام في الاستجابة المناعيّة، وتحتوي بعض الأطعمة النباتية مثل البقوليات والحبوب الكاملة، وبعض الخضراوات على كميات عالية من الليكتين، وفي الحقيقة يوجد العديد من أنواع الليكتينات، بعضها قد يكون ضارّ بالصحة، وقد يكون أثره قاتلاً حتى في كميات قليلة، بينما يعدّ البعض الآخر ذو فائدة صحية على عدّة أصعدة، كفوائده على عملية الهضم، أو تقليل مخاطر الأمراض المزمنة، ويعتقد بعض الخبراء أنّ اتباع حمية خالية من الليكتين يمكن أن يعود بفوائد صحية، لكن الأبحاث المتوفرة حول ذلك لا تدعم هذا التوجّه، وعموماً فإنّ هذا المقال يُسلّط الضوء على الأغذية الغنية بالليكتين، وفوائد وأضرار الليكتين، وتوضيح الجدل القائم على استقصاء الليكتين من الأغذية.

الأطعمة الغنية بالليكتين

يوجد الليكتين في العديد من الأطعمة، وعند الحصول عليه بكميات قليلة فإنّه يُكسب الجسم العديد من الفوائد الصحية، لكن عند تناول كميات كبيرة من الليكتين، فإنّ ذلك يقلّل من قدرة الجسم على امتصاص المواد المُغذية، وفيما يلي أهم ستة أطعمة تحتوي على الليكتين، مع توضيح كيفية تناولها دون التأثير على امتصاص المواد المُغذية:

• الفاصولياء الحمراء: تعدّ من أغنى مصادر البروتين النباتية، بالإضافة لكونها مصدراً مميزاً للكربوهيدرات، ذات مؤشر جلايسيمي منخفض، وذلك يعني أنّها تُحرّر السكريات ببطء في الدم، ممّا ينتج عنه ارتفاع تدريجيّ لمستويات السكر في الدم، عوضاً عن ارتفاعه بشكل حادّ، وتحتوي الفاصولياء الحمراء أيضاً على  الفيتامينات والمعادن، مثل الحديد، والبوتاسيوم، والفولات، وفيتامين ك1، وتحتوي أيضاً على كمية عالية من الليكتين، تُعرف باسم (بالإنجليزية:Phytohaemagglutinin)، إذا تمّ أكلها وهي نيّة أو غير مطبوخة، فإنّها ستسبب أعراضاً حادّة من غثيان، وتقيؤ، وإسهال، ويجدر بالذكر أنّه بعد طهو الفاصولياء الحمراء فإنّها تُصبح آمنة، ولا تسبب أي أعراض. 
• فول الصويا: يعدّ فول الصويا مصدراً مثالياً للبروتين، فهو أحد أفضل المصادر النباتية للبروتين، لذا يعدّ هامّاً للأشخاص النباتيين، بالإضافة لاحتواءه على الفيتامينات والمعادن، وعلى مركب نباتي يُسمّى آيزوفلافون، وترتبط أهميته بالوقاية من السرطان، وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، وفي الحقيقة فإنّ فول الصويا يحتوي على كمية عالية من الليكتين، وينبغي أن يُطهى على درجات حرارة عالية لفترة كافية، للتأكد من تقليل كمية الليكتين فيه، ويمكن أيضاً تخمير أو تنبيت (بالإنجليزية: Sprouting) فول الصويا لتقليل محتواه من الليكتين.

اقرأ المزيد فول الصويا

• القمح: تحتوي منتجات القمح المكرّرة على مؤشر جلايسمي مرتفع، وهذا يعني أنّها تسبب ارتفاع حادّ في مستويات السكر في الدم، ويحتوي القمح على مضادّات أكسدة، والعديد من الفيتامينات والمعادن، ويحتوي القمح الخام على كمية عالية من الليكتين، الذي يقلّ عبر عمليات التصنيع والطهو.
• الفول السوداني: يحتوي الفول السوداني على دهون أحادية وغير مشبعة، لذا يعدّ مصدراً للحصول على الطاقة، ويحتوي على البروتين والمعادن والفيتامينات ومضادّات الأكسدة، وعلى عكس الأطعمة السابقة، فإنّ الليكتين الموجود في الفول السوداني لا يقلّ عند طهوه، لكن الأدلة التي تؤكد فوائده أكثر بكثير من تلك التي تُشير إلى مخاطره.
• الطماطم: تحتوي الطماطم على العديد من الفيتامينات، والمعادن، ومُضادّات الأكسدة، مثل مركب الليكوبين، وتحتوي أيضاً على الليكتين، لكن لا يوجد أدلة تشير إلى أنّها قد تسبب آثاراً سلبية للإنسان.
• البطاطا: تحتوي البطاطا على العديد من المُغذيّات، وعلى مستوى عالي من الليكتين، لكن مثلها مثل الطماطم، لا توجد أدلة تشير إلى أنّها قد تسبب أي ضرر للإنسان.

فوائد الليكتين

يعمل الليكتين كمضادّ أكسدة، يحمي الخلايا من الضرر الذي تحدثه الجذور الحرّة، بالإضافة لدور اللكتين في تبطيء عملية الهضم، وامتصاص الكربوهيدرات، وذلك يقي من الارتفاع الحادّ من مستويات السكر في الدم، ومن ارتفاع مستويات الإنسولين، وتشير الأبحاث إلى إمكانية استخدام كميات قليلة غير سامّة من الليكتين، في مساعدة تحفيز نموّ خلايا القناة الهضمية، لدى المرضى الذين لا يتمكنون من تناول الطعام لفترات طويلة، وإمكانية استخدام الليكتين في علاج السرطان، بسبب قدرة الليكتين على القضاء على الخلايا السرطانية.

وفي الحقيقة فإنّ الأطعمة التي تحتوي على الليكتين، مثل البقوليات، والحبوب الكاملة، والمُكسّرات، يرتبط تناولها بانخفاض فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وبفقدان الوزن، وداء السكري النوع الثاني، وتعدّ هذه الأطعمة مصدراً غنياً بفيتامنيات ب، والبروتينات، والألياف، والمعادن، والدهون الصحية، ويمكن القول أنّ الفوائد التي يحصل عليها الجسم من تناول هذه الأطعمة، يُضاهي الضرر السلبي المُحتمل لليكتين فيها.

مخاطر الليكتين

قد يُسبّب تناول الليكتين العديد من الآثار السلبية للصحة، عند تناوله في الأطعمة التي لم يتم طهيها، إذ تم تسجيل العديد من ردات الفعل الشديدة، عند تناول كميات صغيرة من الفاصولياء الحمراء غير النيئة، فهي تحتوي على مركب (بالإنجليزية: phytohaemagglutinin)، وهو نوع من الليكتين يُسبّب تجمّع لخلايا الدم الحمراء معاً، ويشعر الشخص بأعراض مثل الغثيان والتقيؤ، واضطراب المعدة، والإسهال، وقد يحدث تداخل في امتصاص بعض المعادن عند تناول الليكتين، مثل الكالسيوم، والحديد، والفوسفور، والزنك، وقد يرتبط الليكتين مع الخلايا المُبطّنة للقناة الهضمية، ممّا يؤثر على امتصاص المُغذيّات، ويؤثر على عمل البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية، والتي تُعرف باسم (بالإنجليزية:intestinal flora). 

حمية الأطعمة الخالية من الليكتين

يتجه بعض الأشخاص لاتباع حمية غذائية خالية من الليكتين، خاصةً من يعاني من حساسية الطعام، لكن تعدّ هذه الحمية قاسية، وتستقصي العديد من الأطعمة، التي تعدّ مفيدةً وصحية، وفيما يلي توضيح إيجابيات وسلبيات هذه الحمية:

• إيجابيات حمية الأطعمة الخالية من الليكتين: تُفيد هذه الحمية الأشخاص الذين يعانون من حساسية الطعام، وتساعد في التخلّص من ضرر تناول الأطعمة النيئة التي تحتوي على الليكتين، وتعدّ سامّة عند تناولها دون طهو، مثل الفاصولياء الحمراء، بالإضافة إلى تقليل الإصابة بالقرحة الهضمية، وتساعد في تجنّب تلف القناة الهضمية على المدى الطويل.
• سلبيات حمية الأطعمة الخالية من الليكتين: في الحقيقة فإنّ معظم الأبحاث التي تم إجراؤها بخصوص الليكتين فإنّها تمّت على الحيوانات، أو في المختبرات، ولم تُجرى أبحاثاً على الإنسان، بالإضافة إلى أنّ العديد من الأطعمة الصحية قد تم استقصاؤها من الحمية، ممّا يعرّض الشخص لنقص في المواد المُغذية، ونقص في الألياف، فينبغي تعويض ذلك بتناول المزيد من الخضار والفواكه، أو تناول مُكمّلات الألياف الغذائية، فمثلاً تُستثنى الأطعمة التالية من النظام الغذائي المُتبّع في الحمية: مثل الطماطم والبطاطا، والباذنجان، وجميع البقوليات، ومنتجات فول الصويا، وجميع منتجات القمح، من خبز وكيك، والعديد من منتجات الألبان.
• اقرأ المزيد فوائد واستخدامات فول الصويا