تعد القرحة الهضمية (بالإنجليزية: Peptic Ulcer) إحدى مشكلات الجهاز الهضمي والتي تتسبب بظهور تقرح في الجدار الداخلي للجزء السفلي من المريء، أو المعدة، أو الاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة. [1،2]
غالبًا ما يكون سبب القرحة الهضمية الرئيسي الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية، والتي تعرف باسم البكتيريا الحلزونية أو جرثومة المعدة، إلا أنه يمكن أن تتكون القرحة الهضمية نتيجة تآكل جدار المعدة بفعل التعرض المفرط للأحماض التي تفرزها المعدة. [1-3]
إضغط هنا واستشر طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفسارتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يمكن تقسيم القرحة الهضمية إلى 3 أنواع رئيسية، وذلك بناء على حسب موقع الإصابة بالقرحة، وهي كالآتي: [1،4]
كما يمكن أن تصنف القرحة الهضمية إلى عدة أنواع، وذلك حسب الظروف المسببة لتكون القرحة، وهي ما يلي: [5]
هناك العديد من الأسباب القادرة على إلحاق الضرر بجدار كل من المعدة، والاثني عشر، والمريء مسببة حدوث القرحة، وأبرزها ما يلي: تعد الإصابة بالبكتيريا الملوية البوابية السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالقرحة الهضمية، إذ تمثل ما نسبته 50 - 70% من قرحات الإثني عشر و 30 - 50% من قرحات المعدة. [3-5] تتواجد جرثومة المعدة بشكل طبيعي في الطبقة المخاطية التي تغطي كل من المعدة والإثني عشر لدى معظم الأفراد، إلا أن وجودها لن يتسبب بإصابة الفرد بالقرحة دائمًا. [2،4] تقوم بكتيريا الملوية البوابية بإنتاج إنزيم اليورياز، وهو إنزيم يعمل على معادلة حمض المعدة وجعله أقل حموضة. وتعويضًا عن ذلك، ستقوم المعدة بإنتاج المزيد من الأحماض، وهذا ما قد يؤدي إلى تهيج بطانة المعدة والأمعاء. أيضًا، يمكن أن تتسبب هذه البكتيريا بإضعاف نظام الدفاع في المعدة والأمعاء، وهذا ما يمكن أن يسبب الالتهاب في البطانة التي تغطيهما، وبالتالي الإصابة بالقرحة الهضمية. [2] ومن أسباب القرحة الهضمية أيضًا الاستخدام المتكرر والمفرط لمسكنات الألم التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، ومنها الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين، حيث تتسبب هذه الأدوية بتقليل قدرة المعدة على تكوين طبقة واقية من المخاط، وهذا ما يجعل بطانة المعدة أكثر عرضة للتلف الناتج عن حمض المعدة. [2،4] كما يمكن أن تؤثر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أيضًا على تدفق الدم إلى المعدة، مما يقلل من قدرة الجسم على إصلاح الخلايا والأنسجة التي تبطنها من الداخل. [2] وعلى عكس ما سبق، لا يعتبر دواء الأسيتامينوفين سببًا لتكوين القرحة الهضمية. [6] يمكن أن تحدث القرحة الهضمية نتيجة الإصابة بسرطان المعدة أو بعض أنواع الأورام النادرة، كما في متلازمة زولينجر إليسون، التي تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الغاسترين، وبالتالي زيادة إفراز الأحماض بشكل كبير، وهذا ما قد يؤدي إلى تكون التقرحات في المعدة والاثني عشر. [1،5] وتشمل الأسباب الأخرى والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالقرحة الهضمية أيضًا ما يلي: [1-4] كما يمكن أن تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بالقرحة الهضمية، فإصابة أحد أفراد العائلة المقربين بالقرحة سيزيد من احتمالية إصابة الأفراد الآخرين به. [2] أما حول العلاقة ما بين الأطعمة الحارة والقرحة، فبالرغم من عدم إثبات تسبب الأطعمة الحارة في تكون القرحة الهضمية، إلا أنها تؤدي إلى زيادة حدة التقرحات الموجودة وصعوبة علاجها. [6] اقرأ أيضًا: ما هي أسباب ألم المعدة بعد الأكل؟ وكيف يتم علاجه؟
يمكن أن لا تتسبب القرحة الهضمية بأية أعراض على الإطلاق، خصوصًا في المراحل المبكرة من المرض أو كان لدى المريض تقرحات صغيرة الحجم. وفي حال تسببها بذلك، فيعد ألم البطن الحارق، كأكثر أعراض القرحة الهضمية شيوعًا، والذي قد يشبهه البعض أحياناً بألم الجوع. [1،2،5] يمكن أن يمتد ألم القرحة الهضمية ابتداء من منطقة السرة نحو الصدر، كما يمكن أن تتراوح شدته من خفيف إلى شديد، ويمكن أن يستمر لفترة تتراوح ما بين عدة دقائق إلى ساعات. وعادة ما يحدث هذا العرض الرئيسي من أعراض القرحة الهضمية بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول الطعام، أو في وقت متأخر جدًا من الليل بحيث يتسبب بإيقاظ المريض أثناء نومه. [1،3،4] كما يمكن أن يظهر الألم لدى مرضى القرحة الهضمية ويستمر لعدة أيام وأسابيع، ومن ثم يختفي ويعاود الظهور ثانية. [5] ومن أعراض القرحة الهضمية أيضًا ما يلي: [3،4] وفي بعض الحالات يمكن أن تصبح أعراض القرحة الهضمية شديدة، وذلك نتيجة لتسبب القرحة الهضمية بنزيف في الجهاز الهضمي، ومن الأعراض التي يمكن أن تدل على ذلك البراز الدموي أو داكن اللون، والقيء الدموي، بالإضافة إلى ظهور أعراض فقر الدم نتيجة لنزيف القرحة، مثل التعب والدوخة. [2،3] كما أن اشتداد الأعراض بصورة سريعة ومفاجئة، قد يكون ذلك دليلًا على حدوث ثقب في القرحة إلى خارج القناة الهضمية، ففي بعض الحالات يمكن أن تصبح القرحة الهضمية عميقة وتخترق جدار المعدة أو الاثني عشر، مما يؤدي إلى ألم شديد وصدمة مفاجئة وشديدة لدى المريض، وهي من أعراض القرحة الهضمية الخطيرة والتي تستدعي الرعاية الطبية الطارئة والفورية. [3] يمكن أن تتشابه قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر بتسبب كل منها بحدوث ألم المعدة الشديد، ولكن تختلف الأعراض فيما بينهم، من حيث طبيعة هذا الألم، كما هو موضح في الآتي: [7،8] اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن اعراض قرحة المعدة والقولون؟
الفرق بين أعراض قرحة المعدة وقرحة الاثني عشر
بالإضافة إلى معاناة المريض من أعراض القرحة الهضمية السابق ذكرها، يمكن أن يستعين الطبيب ببعض الفحوصات والتحاليل من أجل تشخيص الإصابة بالقرحة الهضمية. [2،4] ومن هذه الفحوصات والتحاليل ما يلي: تشمل الفحوصات التي تساعد في الكشف عن بكتيريا الملوية البوابية المسببة للقرحة الهضمية ما يلي: [2] يتم خلال التنظير الداخلي إدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا وضوء صغير عبر الحلق وصولًا إلى المعدة والأمعاء الدقيقة. ومن خلال هذا الإجراء يتم تفحص المنطقة إن كانت تحتوي على تقرحات، وفي حال اكتشاف وجودها سيتم تحديد موقع وحجم القرحة الهضمية. [2،3] كما يمكن أن يقوم الطبيب بأخذ خزعة من المعدة أو الاثني عشر أثناء التنظير الداخلي، والتي يتم فحصها لاحقًا في المختبر من أجل الكشف عن وجود بكتيريا الملوية البوابية أو الإصابة بسرطان المعدة والأمعاء. [1-3] يفضل اللجوء إلى هذه الطريقة عند الاشتباه بوجود سرطان المعدة، وهذا يتضمن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، أو من يعانون من فقر الدم، أو نقص الوزن، أو النزيف المعدي المعوي، أو صعوبة في التنفس. [1] يساعد تصوير الجزء العلوي من الجهاز الهضمي باستخدام الأشعة السينية على اكتشاف القرحة وتحديد موقعها. ويتم ذلك من خلال تناول المريض لسائل يحتوي على الباريوم، ومن ثم سيقوم الفني بإجراء أشعة سينية على المعدة، والمريء، والأمعاء الدقيقة. [1]. فبالإضافة إلى إجراء فحص البراز لمعرفة إن كان المريض مصاب بعدوى جرثومة المعدة أم لا، يمكن إجراء ما يسمى بتحليل الدم الخفي في البراز، والذي يكشف عن وجود الدم في البراز. [3] يمكن أن يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية للكشف عن وجود نزيف في القناة الهضمية، ومنها تحليل الهيموجلوبين في الدم، للكشف عن الإصابة بفقر الدم. [3]
يحتمل في بعض الحالات الشفاء من القرحة الهضمية دون الحاجة لاستخدام علاج، ولكن بذلك تبقى احتمالية ظهور التقرحات من جديد قائمة. ولهذا، عادة ما يهدف علاج القرحة الهضمية إلى القضاء على عدوى الملوية البوابية وخفض مستويات حمض المعدة، وبالتالي شفاء القرحة ومنع عودتها مرة أخرى. [2،4،6] تتعدد الخيارات المستخدمة لعلاج القرحة الهضمية، ويعتمد اختيارها بشكل أساسي على سبب القرحة الهضمية الرئيسي. ويمكن أن تشمل ما يلي: [1،2،4] تشمل أنواع الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج القرحة الهضمية ما يلي: عادة ما تستخدم مثبطات المضخة البروتينية للتقليل من حموضة المعدة لدى مرضى القرحة، ومن الأمثلة عليها الأوميبرازول، أو اللانزوبرازول، أو البانتوبراوزل. وعادة ما تستخدم هذه الأدوية لفترة ثمان أسابيع، وهي فترة كافية للشفاء من التقرحات. [1،4] كما يمكن استخدام أدوية أخرى لتقليل حموضة المعدة، مثل: [1،5،7] يتم صرف المضادات الحيوية لعلاج القرحة الناجمة عن جرثومة المعدة، وذلك ضمن برنامج علاجي ثلاثي يشمل نوعين من المضادات الحيوية بالإضافة إلى أحد الأدوية المثبطة لمضخة البروتون أو علاج رباعي يتضمن استخدام نوعين من المضادات الحيوية، وأحد مثبطات مضخة البروتون، بالإضافة إلى البسموث سبساليسيلات. [4،5] ومن أنواع المضادات الحيوية التي يمكن استخدامها لعلاج القرحة الناجمة عن جرثومة المعدة ما يلي: [5،7] سيعمل دواء السكرالفيت على تغطية وحماية بطانة المعدة والأمعاء، وبالتالي سيساهم في التقليل من أعراض القرحة الهضمية. [1] يعتبر دواء الميزوبروستول أحد الأدوية الفعالة في علاج والوقاية من القرحة الهضمية لدى الأفراد الذين يتناولون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل منتظم. [4] هناك العديد من العمليات الجراحية التي تساعد في علاج مضاعفات القرحة الهضمية، كما توجد بعض العمليات للحد من إنتاج السائل الحمضي في المعدة، مما يقلل من نسبة تكون القرحة، ورغم ذلك تبقى فرصة عودة الإصابة بالقرحة قائمة. [5] وبالتالي، يبقى خيار اللجوء للتدخل الجراحي لعلاج القرحة الهضمية في حال حصول أي من المضاعفات التالية: [3،5،7] كما يمكن اللجوء إلى الجراحة في حال اشتباه كون القرحة سرطانية أو في حال كانت الإصابة بالقرحة شديدة أو تتكرر باستمرار. [5] اقرأ أيضًا: كيف يمكن علاج حموضة المعدة نهائياً؟علاج القرحة الهضمية بالأدوية
علاج القرحة الهضمية بالجراحة
من أهم النصائح العلاجية التي يمكن أن تساعد في علاج القرحة الهضمية الابتعاد عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية. كما يمكن أن ينصح الطبيب بتناول نظام غذائي محدد يتضمن تناول الأطعمة الغنية بالألياف وفيتامين A، وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب تفاقم أعراض القرحة الهضمية، ومنها الفلفل الحار، والثوم، والمشروبات الغنية بالكافيين. [2،3] كما من المهم تجنب شرب الكحول أثناء فترة علاج القرحة الهضمية. [2]
من الممكن الوقاية من القرحة الهضمية، إذ يعتمد ذلك على العادات والسلوكات اليومية المتبعة، ويشمل ذلك ما يلي: [1،4]
تزداد أعراض القرحة سوءًا مع مرور الوقت في حال عدم تلقي العلاج اللازم، كما يمكن أن يتسبب عدم علاج القرحة الهضمية بتتطور العديد من المضاعفات والمشاكل الصحية الخطيرة، أبرزها ما يلي: [1،2،5] ومن المهم مراجعة الطبيب فورًا للحصول على رعاية طبية عاجلة في حال تطور لدى المريض أي من مضاعفات القرحة الهضمية السابق ذكرها، فجميع المضاعفات السابقة تعتبر مضاعفات حرجة، ويمكن أن تحتاج تدخل جراحي فوري. [1]
يتم الشفاء من القرحة الهضمية في معظم الحالات التي يتم فيها تلقي العلاج المناسب والالتزام بنمط حياة صحي. لكن، من الممكن أن تعود القرحة الهضمية مرة أخرى، فالإصابة بالقرحة الهضمية لأول مرة يزيد من خطر الإصابة بها مرة أخرى. [1،2] وفي بعض الحالات، قد لا تستجيب القرحة الهضمية للعلاجات السابقة، وهذا ما يمكن أن يشير إلى عدة أمور، ومنها: [1] اقرأ أيضًا: الأطعمة التي تثير جرثومة المعدة
[1] Valencia Higuera. Peptic Ulcer. Retrieved on the 17th of September, 2023. [2] Adam Felman. What's to know about peptic ulcers? Retrieved on the 17th of September, 2023. [3] Harvard Health Publishing. Peptic ulcer. Retrieved on the 17th of September, 2023. [4] Medlineplus.gov. Peptic ulcer. Retrieved on the 17th of September, 2023. [5] Nimish Vakil. Peptic Ulcer Disease. Retrieved on the 17th of September, 2023. [6] Teresa Dumain. What Is a Peptic Ulcer? Retrieved on the 17th of September, 2023. [7] Amber J. Tresca. What Are Gastric and Duodenal Ulcers? Retrieved on the 17th of September, 2023. [8] Ocasio Quinones GA, Woolf A. Duodenal Ulcer. [Updated 2023 Apr 17]. In: StatPearls [Internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023 Jan-.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.