الصمت الانتقائي | Selective Mutism

يعاني الطفل من الصمت الانتقائي جراء ما يمر به من قلق شديد خلال وجوده مع الغرباء، فقد يعزى هذا الصمت إلى الخوف من حكم الآخرين عليه أو سخريتهم منه أو تجاهله، كما أن بعض الأطفال ينتابهم القلق والخوف من الأماكن المزدحمة والضوضاء. [5][6]

لم يعرف حتى الآن أسباب الصمت الاختياري لدى الأطفال بالتحديد، ولكن يرجح أن الأمر يعود إلى عدة عوامل تساهم في تطوره، منها: [4][5]

• طبيعة البيئة المحيطة: قد يكتسب الطفل سلوك القلق من أسرته فالجو الأسري الذي يطغى عليه القلق والتوتر يدفع الطفل للتأثر بذلك، ويسيطر عليه الخوف من التحدث أمام الآخرين.
• التغييرات الكبيرة في الحياة: تعد المحطات الجديدة في حياة الطفل أحد العوامل التي قد تسبب القلق لديه، مثل الذهاب إلى المدرسة والانخراط في التجمعات عكس ما اعتاد عليه.
• ثنائية اللغة عند الطفل: قد يواجه بعض الأطفال الذين يتحدثون لغتين أو أكثر صعوبة في التحدث مع الآخرين بلغة غير لغتهم الأم، ما يؤدي إلى تطور القلق والصمت الانتقائي لديهم.
• العوامل الوراثية: يمكن أن يكون للجينات دور في الإصابة بالصمت الانتقائي، حيث أن هذا الاضراب يميل إلى الانتشار في العائلات.
• الاضطرابات النفسية: ربما يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة بالصمت الانتقائي إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الرهاب الاجتماعي، أو قلق الانفصال، أو اضطراب الوسواس القهري.

تجدر الإشارة إلى أن الصمت الانتقائي عند الأطفال لا يرتبط بمرورهم بتجربة مؤلمة أو صدمة نفسية كما يُعتقد، فذلك يختلف عمن يفقدون القدرة على الكلام بعد تعرضهم لصدمة حيث يكون صمتهم طوال الوقت حتى في المنزل. [4]

اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات القلق وأعراضه

غالبًا ما يبدأ الصمت الانتقائي في مرحلة الطفولة المبكرة بين عمر 2 إلى 4 سنوات، ولكن قد لا يكتشف في معظم الأطفال إلا عند ذهاب الطفل إلى الحضانة أو المدرسة وتعامله مع الآخرين أي بين عمر 3 إلى 6 سنوات تقريبًا. [2][6]

قد تظهر أعراض اضطراب الصمت الانتقائي على الطفل في صورة أعراض وعلامات سلوكية وجسدية، كالآتي: [2]

• الأعراض السلوكية

تشمل علامات الصمت الانتقائي السلوكية ما يلي: [1][2][5][7]

• التزام الطفل الصمت وعدم الكلام مع الآخرين مثل المعلمين وزملائه في المدرسة، رغم تحدثه في البيت مع والديه وإخوته بصورة طبيعية.
• صعوبة طلب المساعدة من الآخرين حتى في الحالات الضرورية مثل إخبار المعلم بحاجته للذهاب إلى المرحاض.
• تشبث الطفل بوالديه والتحدث معهم بصوت خافت أو بالهمس أو بالإيماء عند وجوده على مرأى ومسمع من الآخرين.
• تجنب التواصل البصري مع الآخرين.
• تجنب المواقف التي تلفت الانتباه وتوجه الأنظار إليه، مثل اللعب أمام الآخرين.
• الغضب والبكاء والتصرف بعدوانية عند محاولة إجباره على التواصل أو الكلام.
• رفض الطفل الذهاب إلى المدرسة.

• الأعراض الجسدية

قد تظهر بعض العلامات الجسدية على الطفل المصاب بالصمت الانتقائي، ومن هذه العلامات: [2][8] 

• تجمد تعبيرات الوجه.
• ظهور الاضطراب والتوتر على الطفل.
• الارتجاف واحمرار الوجه.
• سرعة ضربات القلب.
• ضيق التنفس.
• برودة اليدين.
• جفاف الفم.
• الشعور بمغص.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض القلق النفسية والجسدية؟

يعتمد تشخيص الصمت الانتقائي على معرفة التاريخ الطبي وإجراء فحص بدني للطفل للتأكد من عدم وجود مشاكل في السمع أو الكلام، ومن ثم يتم تقييم الأعراض التي يعاني منها الطفل واستبعاد الاضطرابات المشابهة. [7]

يساهم علاج الصمت الانتقائي مبكرًا في الحصول على نتائج جيدة وتعافي الطفل بسرعة، ويهدف العلاج في البداية إلى الحد من القلق الذي يعاني منه الطفل، ومن ثم مساعدته على التحدث. [6]

تبدأ خطة علاج الصمت الاختياري بالخضوع للعلاج النفسي وقد يلجأ الطبيب أحيانًا إلى استخدام الأدوية، ويتضمن العلاج ما يلي:

• العلاج السلوكي المعرفي

يعد العلاج السلوكي المعرفي من أفضل الطرق المتبعة في علاج الصمت الاختياري، حيث يعمل المعالج على التغلب على القلق الكامن وراء صمت الطفل وتدريبه على التحدث خارج المنزل، ومن أمثلة التقنيات المستخدمة في هذا النهج العلاجي ما يلي: [1]

• تعريض الشخص للمواقف التي تثير قلقه مثل التحدث مع الغرباء تدريجيًا في بيئة آمنة وتدريبه على كيفية التعامل في هذه المواقف.
• تحفيز الطفل على التواصل خطوة بخطوة بدءًا من التواصل البصري ومن ثم التحدث بكلمات بسيطة حتى الوصول إلى القدرة على التواصل اللفظي بطلاقة.
• تشجيع الطفل عند إبدائه أي سلوك إيجابي أثناء العلاج حتى لو كان بسيطًا لزيادة ثقته بنفسه.

• العلاج الدوائي

قد تستدعي بعض الحالات الشديدة أو المزمنة وكذلك الحالات التي لم تتحسن على طرق العلاج الأخرى استخدام الأدوية تحت إشراف الطبيب، مثل مضادات الاكتئاب. [4]

للمزيد: كيفية علاج الصمت الانتقائي

يساهم تقديم الدعم للطفل من والديه والمحيطين به في التخلص من الصمت الانتقائي بجانب تلقي العلاج اللازم، وتشمل وسائل الدعم ما يلي: [1]

• عدم إجبار الطفل على الكلام حيث أن الضغط عليه يولد مزيدًا من القلق ما يجعل الحالة تزداد سوءًا.
• الامتناع عن معاقبته عند رفضه التحدث.
• مساعدة الطفل على التواصل مع الآخرين بإشراكه في الأنشطة التي لا تستلزم الكلام مثل الرسم أو حل الألغاز لتكون خطوة في دمج الطفل دون الضغط عليه.
• مكافأة الطفل عند إحداث أي تقدم ومدحه والثناء عليه.
• توضيح حالة الطفل للمعلمين وأن امتناعه عن الكلام ليس بإرادته، والاستعانة بهم في تشجيع الطفل والثناء عليه على السلوكيات الإيجابية.

للمزيد: كيفية علاج الصمت الانتقائي

يمكن أن يؤدي إهمال علاج الصمت الانتقائي إلى عواقب وخيمة، مثل: [1]

• التأخر الدراسي نتيجة صعوبة التواصل مع المعلم والزملاء.
• العزلة الاجتماعية وعدم المشاركة في الأنشطة المدرسية والأنشطة اليومية.
• تدني احترام الذات.
• الإصابة باضطراب القلق الاجتماعي.
• الاكتئاب.

اقرأ أيضًا: ما هو القلق الاجتماعي؟

غالبًا ما تتحسن حالات الصمت الانتقائي مع العلاج المبكر وتلقي الدعم من الأهل والمدرسة، ولكن قد  تحتاج بعض الحالات مواصلة العلاج حتى عمر المراهقة وربما الشباب، لا سيما عند تأخر التشخيص أو في حال كان الطفل يعاني من مشاكل أخرى. [1][6][9]

[1] Arlin Cuncic. What Is Selective Mutism? Retrieved on the 29th of August, 2023.

[2] Raisingchildren.net.au. Selective mutism in children and teenagers. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[3] Cedars-sinai.org. Selective Mutism. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[4] Childmind.org. Complete Guide to Selective Mutism. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[5] Zawn Villines. Selective mutism in adults and children. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[6] National Health Service (NHS). Selective mutism. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[7] Taylor Wendt. What Is Selective Mutism? Retrieved on the 29th of August, 2023.

[8] Lois Zoppi. What to know about anxiety in children. Retrieved on the 29th of August, 2023.

[9] Medlineplus.gov. Selective mutism. Retrieved on the 29th of August, 2023.