يؤثر الصمت الانتقائي أو الاختياري على تطور مهارات الطفل الاجتماعية وقدرته على تكوين صداقات، وربما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية ومشاكل في التعلم. يساهم تشخيص وعلاج الصمت الانتقائي مبكرًا في التغلب على هذه المشكلة وتجنب امتدادها حتى عمر أكبر، ويعد العلاج السلوكي المعيار الذهبي في علاج هذه الحالة، وقد تستخدم الأدوية أحيانًا. [1]
يعرف الصمت الانتقائي بأنه أحد اضطرابات القلق ويتسم بعدم قدرة الطفل على التحدث مع الأشخاص غير المألوفين على الرغم من أنه يتحدث في المنزل مع أفراد أسرته. [2]
يتناول هذا المقال طرق علاج الصمت الاختياري عند الأطفال والكبار، وكيفية دعم الآباء للطفل والتعامل معه بطريقة صحيحة، وكذلك أسلوب التعامل مع الطفل في المدرسة.
محتويات المقال
كيفية علاج الصمت الانتقائي
عادة ما يستطيع معظم الأطفال التغلب على اضطراب الصمت الانتقائي في عمر مبكر عند الخضوع للعلاج المناسب وتلقي الدعم من الأسرة، ونادرًا ما يستمر هذا الاضطراب إلى مرحلة البلوغ. [1]
يعد الهدف الأساسي لعلاج الصمت الانتقائي هو الحد من القلق الذي يعاني منه الطفل والذي يكمن وراء صمته مع الأشخاص غير المألوفين، وذلك بتهيئة بيئة آمنة تمنحه شعورًا بالطمأنينة والراحة، ومن ثم تدريبه على التحدث. [3]
نوضح فيما يلي كيفية علاج الصمت الاختياري ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق الفعالة في علاج الصمت الانتقائي حيث يعمل على اكتشاف العوامل وراء قلق الطفل، وتعلم أساليب تخفف من هذا القلق، وكذلك استخدام تقنيات تدريبية تحفز الشخص على التغلب على صمته حتى يستطيع التحدث مع الآخرين. [1][4]
يوجد العديد من أساليب وتقنيات العلاج السلوكي المعرفي التي تساهم في علاج الخرس الانتقائي، وتجرى تحت إشراف المعالج النفسي ويشارك فيها الآباء والمعلمين، وتشمل هذه التقنيات ما يلي: [2][3]
- التعرض التدريجي
ينطوي هذا العلاج على تعريض الشخص تدريجيًا تحت إشراف المعالج إلى أحد المواقف التي تثير قلقه بدءًا بالمواقف البسيطة ثم الأكثر حدة، والعمل على تخفيف القلق الناجم عن هذه المواقف حتى يستطيع الشخص التحدث. [3]
- محاكاة الواقع
تعد تقنية محاكاة الواقع من الأساليب المتبعة في علاج الصمت الانتقائي، وتتضمن تعريض الشخص لمواقف تحاكي المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها خلال حياته، فعلى سبيل المثال يتم تدريب الطفل على قضاء يوم دراسي كامل يحاكي المدرسة الحقيقية بدءًا من الطابور الصباحي والفصول الدراسية والأنشطة وغيرها، يساعد ذلك في تهيئة الطفل نفسيًا عند التعرض لهذه المواقف في الواقع وتخفيف حدة القلق التي تصيبه. [5]
- تلاشي التحفيز
ينطوي هذا الأسلوب العلاجي على تهيئة بيئة آمنة يتبادل فيها الطفل الحديث مع والديه بأريحية، ثم يتم إدخال شخص غريب إلى هذه المحادثة تدريجيًا إلى أن يألفه الطفل، ومن ثم ينسحب الوالدان من المحادثة. [4]
- التشكيل
هو أسلوب إرشادي يهدف إلى تشجيع السلوكيات البسيطة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف الأساسي، ويعد من الطرق الفعالة في علاج الصمت الاختياري لدى الأطفال الصغار، فمثلًا قد يتضمن العلاج تشجيع الطفل على التواصل غير اللفظي مع الآخرين، ثم التواصل البصري وصولًا إلى التحدث بكلمات قصيرة ثم جمل أطول حتى التمكن من التحدث بطلاقة. [3][4]
- التعزيز الإيجابي
تكمن فكرة هذا العلاج في تعزيز أي نوع من التواصل يظهره الطفل مهما كان بسيطًا لتشجيعه على تكراره مرة أخرى، وتخفيف الشعور بالضغط والقلق أثناء هذه المواقف. [4]
- إزالة التحسس
هي إحدى التقنيات المستخدمة في علاج الصمت الانتقائي تساهم في تغلب الشخص على تأثير محفزات القلق عليه تدريجيًا، وذلك من خلال جعله يتواصل مع الآخرين بصورة غير مباشرة في البداية مثل الرسائل النصية أو إرسال تسجيلات صوتية أو مقاطع فيديو حتى يعتاد ذلك، ومن ثم التواصل عبر المكالمات الهاتفية أو مكالمات الفيديو إلى أن يصبح الشخص قادرًا على التواصل المباشر بأريحية. [2][3]
- تقنية النمذجة الذاتية
تهدف هذه التقنية في علاج البكم الاختياري عند الأطفال إلى تعزيز ثقة الطفل بنفسه عبر تصوير الطفل وهو يتحدث في المنزل أو مع أحد أقربائه ومشاهدة الفيديو مع الطفل والثناء على حديثه لزيادة ثقته بنفسه، وتشجيعه على التحدث بهذه الطريقة مع الآخرين. [6]
اقرأ أيضًا: أنواع اضطرابات القلق وأعراضه
العلاج الأسري
يعد العلاج الأسري جزءًا من علاج الصمت الانتقائي ويعتمد على تثقيف أفراد الأسرة عن الاضطراب وتدريبهم على الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل وتشجيعه ودعمه. [1]
علاج النطق واللغة
يفيد هذا العلاج في حالات الصمت الانتقائي التي يصاحبها مشاكل في النطق والكلام، حيث يعمل على تحسين مشاكل النطق وتعزيز التواصل. [1]
انتشر في الفترة الاخيرة و تحديدا عقب حدوث الانفلات الامني في بعض الدول ظاهرة اختطاف الاطفال بل و الكبار ايضا ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
علاج الصمت الانتقائي بالأدوية
قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية في الحالات الشديدة أو التي لم تستجب للعلاج السلوكي، إذ لا يفضل الأطباء استعمال الأدوية في الأطفال الصغار ويقتصر الأمر على استخدامها في علاج الصمت الاختياري عند المراهقين والكبار، وربما الأطفال الأكبر سنًا. [2][3]
لا يوجد دواء مخصص لعلاج الصمت الانتقائي، ولكن عادة ما توصف مضادات الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في علاج هذا الاضطراب، حيث تعمل على الحد من القلق وتخفيف الاكتئاب، وقد تستمر مدة العلاج من 9 إلى 12 شهرًا. [4][5]
اقرأ أيضًا: أنواع مضادات الاكتئاب واستخداماتها
كيفية تعامل الآباء مع طفل الصمت الانتقائي
يمثل الآباء وما يقدمونه من دعم ومساندة لطفلهم دورًا أساسيًا في خطة علاج الصمت الاختياري، وتعد أولى الخطوات هي فهم الآباء لحالة الطفل جيدًا وأن صمته مع الآخرين ليس خجلًا أو عنادًا وإنما قلق يستدعي العلاج. [1]
يساهم اتباع النصائح التالية في علاج الصمت الانتقائي وتخطي القلق والخوف: [1][2][3]
- الامتناع عن معاقبة الطفل: يجب على الآباء إدراك أن صمت الطفل مع الغرباء ليس بإرادته، فهو نوع من الاضطرابات النفسية يحتاج إلى علاج، لذا ينبغي تجنب معاقبة الطفل على عدم استطاعته التحدث والامتناع عن توبيخه أو تعنيفه فذلك لن يجدي نفعًا بل سيزيد من خوفه وقلقه.
- عدم الضغط على الطفل للتحدث: يوصى بعدم إجبار الطفل على الكلام تجنبًا لتفاقم القلق لديه وزيادة الأمر سوءًا.
- الصبر ومنح الطفل وقتًا للرد: ينبغي منح الطفل بعض الوقت للتعامل في المواقف الاجتماعية، فعلى الآباء عدم الاستعجال في المبادرة والرد نيابة عن الطفل بل تركه يحاول التحدث وطمأنته.
- تحفيز الطفل على التجاوب: قد يفيد تشجيع الطفل على التفاعل غير اللفظي مع الآخرين بابتسامة، أو هز الرأس، أو التلويح في مساعدته على التغلب على قلقه وربما التحدث فيما بعد.
- استخدام أسئلة الاختيار القسري: يفضل دائمًا عدم طرح السؤال على الطفل بنعم أو لا، بل تغيير صيغة السؤال بطريقة تحفز الطفل على الإجابة بنطق كلمة أو أكثر، على سبيل المثال سؤال الطفل هل تفضل اللون الأزرق أم الأحمر؟ بدلًا من هل تفضل اللون الأزرق؟
- تشجيع الطفل على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية: قد يساهم في علاج الصمت الانتقائي إشراك الطفل مع زملائة في أنشطة مثل اللعب أو الرسم في منح الطفل شعورًا بالألفة وتخفيف قلقه وتشجيعه على التحدث.
- تشجيع الطفل والثناء عليه: يعد الثناء على الطفل ومدحه عند تحدثه في الأماكن العامة ولو بكلمة من الطرق الفعالة التي تعزز ثقته بنفسه، فينبغي على الآباء الحرص دائمًا على مدح الطفل لفظيًا مع ذكر الموقف الإيجابي للطفل ومكافأته من وقت لآخر، ولكن لا يفضل مدحه أمام الآخرين لكي لا يشعر الطفل بالحرج.
اقرأ أيضًا: كيفية علاج القلق بالطرق الطبيعية والأدوية
طرق التعامل مع طفل الصمت الانتقائي في المدرسة
قد يساهم المعلمون أيضًا في المدرسة في علاج الصمت الانتقائي عند الأطفال، وينبغي على الآباء إبلاغهم بما يعانيه الطفل وتثقيفهم عن حالته لمراعاته وإدراك سبب صمته وعدم تعنيفه. [2]
تشمل إرشادات التعامل مع الطفل في المدرسة ما يلي: [2][7]
- توصية المعلمين وأصدقاء الطفل على عدم إجباره على التحدث وتعليمهم كيفية التعامل معه.
- تشجيع المعلم له ومعاملته بلطف والثناء على تصرفاته الإيجابية.
- حث زملاء الطفل في المدرسة على اللعب معه وإشراكه في الأنشطة المختلفة وعدم التنمر عليه.
نصيحة الطبي
يهدف علاج الصمت الانتقائي إلى التغلب على قلق الطفل وتشجيعه على التحدث مع الآخرين وعادة ما يستجيب الطفل للعلاج، لا سيما عند خضوعه للعلاج في سن مبكرة؛ لذا يوصى بمراجعة الطبيب في حال ملاحظة أن الطفل دائمًا ما يصمت عند وجود أشخاص غير مألوفين فقد يشير ذلك إلى إصابته بالصمت الانتقائي، وينبغي التحلي بالصبر وتقديم الدعم للطفل للتغلب على هذه المشكلة ومراعاة أن صمته ليس بإرادته.
أعاني من خمول، وقلة في التركيز وألم في الجهة اليسرى من جسدي وألم في القلب قليلا وضيق في التنفس. وأحيانا أعاني من الاكتئاب والوحدة والمشاكل النفسية بسبب الظروف العائلية