- كان المصريون القدماء يصنعون أدوية تعتمد على العسل لعلاج العقم والضعف الجنسي. كما اعتاد الناس في العصور الوسطى تناول العسل في "شهر العسل" لاعتقادهم أنه يضيف حلاوة إلى الزواج. بينما استعمل الصينيون القدماء نبات العرقسوس في صنع بعض الأدوية التي تستعمل في تعزيز مشاعر الحب والشوق واللهفة بين المحبين. (للمزيد: وصفات منزلية للصحة بالعسل).
- ويقال أن تأثير العرقسوس على المرأة أقوى من تأثيره على الرجل. والصنوبر، الغني بمعدن الزنك، والذي يعتبر عنصراً اساسياً في المحافظة على خصوبة الرجل، استعمل في العصور الوسطى كواحد من أهم أغذية الحب، كما كان للفطريات -مثل عيش الغراب– مكانة مميزة في أغذية الحب. (للمزيد: الزنك وعلاقته بخصوبة الرجل)
- وللفواكه بالطبع دور كبير في تغذية الحب، إذ أنها تبعث على البهجة في الحواس مثل النظر والشم واللمس والطعم. فالتين، مثل القواقع، له تأثير لا يضاهى في صفاته الحسية، كما أن السفرجل هو فاكهة مميزة في هذا المجال حتى أن الأساطير تقول إنه كان فاكهة التفاح الأصلية التي أكلتها حواء بعد غواية الحية. ويعتبر الموز أيضا فاكهة حب، وتستخدم زهرته في الفلبين في وصفات أطعمة الحب، وهو غني بالبوتاسيوم وفيتامين ب وهما من المواد الضرورية لإنتاج هرمونات الجسم، يضاف الى ذلك فاكهة الأناناس والتوت والفراولة، وكلها غنية بفيتامين ج، غير أن للتوت والفراولة بالتحديد فائدة رومانسية عظيمة، اذ أنهما من الفواكه التي يمكن أن يتبادل المحبون اطعامها باليد لفم الحبيب مباشرة مما يضفي جواً عاطفياً رقيقاً.
- ويحتاج الحب والتعبير الجسدي عنه لطاقة كبيرة، وهذه الطاقة تكون موجودة بكمية كافية في الأغذية الطازجة غير المطبوخة، حيث تحتوي على معادن وفيتامينات أكثر من تلك التي تعرضت للطهي بالنار. لذا فلكي تكون الصحة العاطفية والحسية في أحسن أحوالها يجب تناول الكثير من الخضروات والفواكه الطازجة، كما ينصح أيضا بشرب شاي الجنسنج المعروف بخواصه المفيدة.
- ولا يكتمل الحديث عن أغذية الحب دون ذكر الشوكولاتة، التي أسماها "الأزتيك" القدماء في أمريكا اللاتينية طعام الآلهة، وهي تحتوي على مواد كيميائية يعتقد أنها تؤثر في الموصلات العصبية للمخ، وبها مواد شبيهة بمادة الكافيين تسمى ثيوبرومين، كما أنها ترفع من مستوى مادة السيروتونين في المخ، وهذا يساعد بدوره على مقاومة الاكتئاب والشعور بالبهجة، لذا فالشوكولاتة تعتبر من أغذية الحب الشهيرة التي يتبادلها المحبون في كل المناسبات. وهي تحتوي أيضا على مضادات للأكسدة، وهي مواد مقاومة للسرطان.
التوابل ومشاعر الحب
وبالاضافة لأغذية الحب من نبات وحيوان وأسماك وقواقع، فإن التوابل لها شهرة كبيرة في عالم أغذية الحب واثارة المشاعر، وأهمها:
• الفلفل الأحمر: يحتوي على كمية عالية من فيتامين ج، وهو عنصر مثير لتحريك الدورة الدموية، كما أن بعض الفلفل الأخضر المكسيكي قد يكون له الصفات نفسها.
• الكرفس: يحتوي على فيتامين أ، ج، ب، وفيتامين الجمال (p)، ومعادن وعناصر نادرة. وهو ممتاز للعضلات ولسيولة الدم. كما أنه خافض للكوليسترول ومساعد للأوعية الدموية على مقاومة تأثير التقدم في السن. ولقد خصص الرومان نبات الكرفس لـ"بلوتو" إله الخصوبة عرفانا منهم بتأثيره.
• القرنفل: هو واحد من أقوى اغذية الحب الطبيعية. وهو أيضا فعال ضد الضعف النفسي والجسدي، ومقاوم لضعف الذاكرة.
• الكزبرة: بذوره المجففة لها تأثير يزيد النشاط والاحساس بالخفة وخصوصا بالنسبة للسيدات، ولكن يجب استخدامه بكميات قليلة حتى لا ينقلب تأثيره. وفي كتاب ألف ليلة وليلة هناك قصة عن تاجر ظل بدون إنجاب لمدة أربعين عاماً، وشفي من عقمه بعد تناول وصفة تدخل فيها الكزبرة، كما أن الكزبرة تستعمل كمنشط للشهية.
• الزنجبيل: كان يستعمل في المشروبات التي تثير الحواس. وعندما يتم تناوله في كميات معتدلة يؤدي الى الاحساس بتدفق صحي دافئ، ولكنه قد يؤدي الى تهيج الأمعاء اذا تم تناوله بكميات كبيرة. (للمزيد: فوائد الزنجبيل وأسراره الصحية والجمالية)
• الفجل الأحمر: يحتوي رأس الفجل الأحمر على خصائص مفيدة ومميزة لطعام الحب.
• الياسمين الإسباني: يستخدم لتعطير المشروبات، ولكن يجب الحذر من بذوره حيث أنها تعتبر من السموم.
• الخردل: يساعد على تنشيط الغدد والهورمونات المرتبطة بالحب. والخردل ثلاثة أنواع: الأسود، والأبيض، والأصفر. ولقد كان للخردل الأبيض شهرة واسعة في العصور الوسطى.
• المسك: وهو مادة بنية تستخرج من غدة تحت جلد بطن نوع من الغزلان يعيش في جنوب شرق آسيا. وهو يعتبر عقار متعدد الأغراض، واستعمل في علاج الصرع، والسعال الديكي، وحمى التيفود، والالتهاب الرئوي. والآن يستخدم بصفة رئيسية في اعداد وجبات الحب، ويتم اعداده في صورة مسحوق يرش منه قليلا على الطعام، ولكن يجب الحذر حيث أن الكثير منه قد يسبب الدوار.
• جوزة الطيب: وهذا النوع من التوابل أكثر ارتباطا بالرجل من المرأة، حتى أنه يدعى أفضل صديق للرجل. وهو يأتي من جزيرة باندا في اندونيسيا. (للمزيد: جوزة الطيب).
• الزعتر البري: يستعمل بعد النقع، وهو عنصر مثير بطريقة فعالة.
• الزعفران: له خواص موثرة في المناطق المرتبطة بالمشاعر والعواطف والأحاسيس، ودللت بعض الدراسات أن له خواص تشبه الهورمونات، لكن الحذر واجب، اذ أن الكثير منه قد يؤدي الى الضحك بدون القدرة على السيطرة على النفس.
• الزعتر: مقو للأعصاب وله تأثيرات مثيرة. وهو مطهر قوي للجسم.
• الفانيليا: لها تأثير ايجابي على التفكير، وتقاوم الضعف الجنسي، وتؤثر في الجهاز العصبي المركزي، كما تعمل أيضا بطريقة غير مباشرة لزيادة الاثارة العاطفية عن طريق الرائحة.
• الينسون: عرفه الرومان والأغريق، واعتقدوا أن له قوى خاصة، وله تأثير في زيادة الشوق للحبيب، وتأثيرات شبيهة بالهورمونات الأنثوية، ولكن تناول الرجل للقليل منه ينشط هورمونات الذكورة أيضا.
- إن وجبة طيبة –وان كانت بسيطة- يتم اعدادها بحب ورغبة في ارضاء المحبوب واسعاده، قد تثري مشاعر الحب والشوق بين الطرفين. وكما قال المثل المصري الصادق: "بصلة المحب خروف". لكن كل وجبات الدنيا مهما كان ثراء مكوناتها، وبدون مشاعر دافئة وحقيقية، لن تستطيع أبدا أن تنشئ حباً.