قد يتعرض الفرد من حين لآخر لتوتر عابر استجابة لبعض مواقف الحياة ثم ما يلبث أن يزول هذا التوتر ويعود الإنسان إلى طبيعته، ولكن عندما يواجه الفرد مشاكل وضغوط نفسية تستمر لأيام وأسابيع وربما شهور يدخل الجسم في حالة توتر مزمن وينعكس ذلك على صحته الجسدية والنفسية وعلاقاته الاجتماعية، فما هي أضرار التوتر المستمر؟ [1]
يتناول هذا المقال أضرار التوتر والقلق المستمر وتأثيراته السلبية على صحة الجسم والعقل، وما المخاطر المترتبة على كثرة التوتر في النساء الحوامل.
Table of Contents
أضرار التوتر المستمر على صحة الجسم
يحدث التوتر كرد فعل عند مواجهة مواقف صعبة مرهقة نفسيًا فيقوم الجسم بإفراز هرمونات التوتر كالأدرينالين والكورتيزول ما يؤدي إلى زيادة ضربات القلب ومعدل التنفس وحدوث أعراض التوتر الأخرى، ومع انتهاء الموقف تتلاشى هذه الهرمونات ويختفي تأثيرها. [1]
بينما يتسبب التوتر المزمن في إفراز هذه الهرمونات بصفة مستمرة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الجسم بأكمله ويؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة وربما نوبة قلبية أو سكتة دماغية. [1]
تشمل أضرار التوتر المزمن على الجسم ما يلي:
ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب
يتسبب إفراز هرمونات التوتر زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم بصفة مؤقتة، ولكن قد تظهر أضرار التوتر والقلق على القلب في صورة الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم، وزيادة خطر حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية عند التعرض للتوتر بصفة مستمرة، كالعمل في وظائف مرهقة نفسيًا وذهنيًا تتسم بضيق الوقت وكثرة الأعمال المسندة للفرد. [2][3]
داء السكري
قد تؤدي كثرة التوتر إلى تكرار الارتفاع في مستوى السكر في الدم ما يجعل الجسم غير قادر على التعامل مع هذا الارتفاع المستمر في الجلوكوز؛ مما يزيد من خطر إصابة الفرد بداء السكري من النوع الثاني. [4]
اضطرابات الجهاز الهضمي
هناك علاقة وثيقة بين المخ والجهاز الهضمي فالتوتر النفسي يؤثر على المعدة والأمعاء ويسبب اضطرابها، وقد يظهر ذلك في صورة: [1][3]
- غثيان.
- عسر الهضم.
- انتفاخ.
- تقلصات البطن.
- إسهال أو إمساك.
لا يقتصر الأمر على هذه الأعراض فحسب، بل قد تمتد أضرار التوتر على المعدة والأمعاء عندما يحدث بوتيرة منتظمة إلى زيادة خطر الإصابة بالمشاكل والأمراض الآتية: [2]
- قرحة المعدة.
- داء الارتداد المعدي المريئي.
- مرض التهاب الأمعاء.
- متلازمة القولون العصبي.
زيادة الشهية
تتضمن أضرار التوتر النفسي المستمر زيادة الشهية ومن ثم زيادة الوزن، وذلك بسبب إنتاج الجسم لهرمون الكورتيزول بصفة مزمنة استجابة للتوتر، مما يزيد من شهية الفرد للطعام لا سيما الأطعمة الدسمة. [3]
اقرأ أيضًا: أعراض التوتر العصبي الجسدية والنفسية
آلام العضلات والعظام
يعد من أضرار الضغط النفسي على الجسم والعضلات عند التعرض إليه بصورة مزمنة حدوث إجهاد مستمر للعضلات وتشنجها، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بمشاكل صحية، منها: [1][2][4]
- آلام مزمنة في الرقبة والظهر.
- أوجاع في الكتف.
- الصداع أو الصداع النصفي جراء شد عضلات الرأس والرقبة.
ضيق التنفس وتحفيز نوبات الربو
يؤدي التوتر بطبيعته إلى سرعة معدل التنفس وربما الشعور بضيق في الصدر وصعوبة التنفس، وتزداد المشكلة في المرضى الذين يعانون من الربو أو مشاكل تنفسية أخرى، إذ تظهر أضرار التوتر والضغط النفسي المستمر في صورة تحفيز حدوث نوبات الربو وتفاقم الأعراض لدى هؤلاء المرضى. [2][3]
للمزيد: تعرف على أسباب ضيق التنفس عند التوتر
ضعف المناعة
تتمثل مخاطر التوتر على الجسم أيضًا فيما يسببه من ضعف المناعة وسهولة الإصابة بنزلات البرد وغيرها من العدوى، فالتوتر العصبي المزمن وهرمونات التوتر تثبط المناعة وتؤثر على قدرة الجسم في محاربة العدوى، وما يزيد الأمر سوءًا أن الآثار السلبية الناجمة عن القلق والتوتر مثل قلة النوم وعدم الاهتمام بالحصول على غذاء صحي يزيد بدوره من ضعف مناعة الجسم. [4][5]
الضعف الجنسي ومشاكل الخصوبة
يؤدي التوتر المزمن إلى تأثير سلبي على الهرمونات الجنسية، وتشمل أضرار التوتر والقلق المستمر على الصحة الجنسية ما يلي: [1][4]
- قلة الرغبة الجنسية عند الرجال، وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون وكذلك ضعف الانتصاب وقلة إنتاج الحيوانات المنوية.
- عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء وصعوبة الحمل، وقلة الرغبة الجنسية.
تساقط الشعر
تمتد الآثار السلبية لكثرة التوتر إلى المشاكل الجمالية أيضًا، ومن أضرار التوتر على الشعر ما يلي: [5]
- تساقط الشعر حيث يدفع الضغط النفسي الشعر إلى الدخول في مرحلة الراحة وهو ما يؤدي إلى تساقطه بكثافة.
- نتف الشعر في محاولة لتخفيف التوتر وقد يقوم الشخص بذلك دون أن يدرك.
- إهمال العناية بالشعر ما يؤدي إلى تشابكه ومن ثم فقدان كثير منه أثناء تمشيطه بعد ذلك.
للمزيد: كيفية ارتباط تساقط الشعر بالتوتر
مشاكل البشرة
تتمثل أضرار التوتر على البشرة في تفاقم أعراض الأمراض الجلدية، مثل: [3][5]
- حب الشباب: بالرغم من أن التوتر لا يتسبب في الإصابة بحب الشباب إلا أنه يحفز تفاقمه، علاوة على ذلك فإن إهمال العناية بالبشرة عند العيش في ضغط نفسي مستمر قد يؤدي إلى جفاف البشرة وظهور حبوب فيها.
- الصدفية: يمكن أن تتسبب الضغوط النفسية في تفاقم أعراض مرض الصدفية لدى المصابين به.
مخاطر التوتر المزمن على الصحة النفسية
يمثل التوتر المستمر خطرًا على الصحة النفسية فهو يؤثر على سلوكيات الفرد وشخصيته بل وعلى قدراته المعرفية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية. [6]
تتضمن أضرار التوتر المزمن المحتملة على الصحة النفسية ما يلي: [2][3][6]
- الأرق واضطراب النوم: يعد الأرق أحد أضرار القلق والتوتر المستمر، فقد يعاني الفرد من صعوبة النوم مؤقتًا عند مواجهة مشكلة ما، إلا أنه مع استمرار التعرض للتوتر والضغط النفسي قد يصاب الشخص بالأرق.
- القلق والاكتئاب: قد تتجلى مخاطر الضغط النفسي المزمن في سيطرة الأفكار السلبية على الفرد وتحول مشاعر التوتر إلى قلق شديد وما يصاحبه من أعراض؛ مما يعرض الشخص في النهاية إلى الإصابة باكتئاب أو اضطراب قلق، وربما يدفعه إلى تعاطي المخدرات.
- تغيرات في الشخصية: يمكن أن تصل أضرار الضغط النفسي الشديد إلى حدوث تغيرات في طبيعة الشخصية جراء التعرض المستمر لهرمونات التوتر، فتسيطر على الشخص السلوكيات العدوانية، والعصبية، وكثرة الغضب، والأفعال القهرية، وكذلك ضعف التواصل وتفضيل العزلة وغير ذلك.
- اضطرابات معرفية: قد ينجم عن التعرض للتوتر بصفة مستمرة التأثير على بنية ووظيفة المخ، ويظهر ذلك في صورة ضعف الإدراك، وقلة التركيز، وصعوبة التذكر والتعلم واتخاذ القرارات.
اقرأ أيضًا: ما هو الأرق الناجم عن التوتر؟
أضرار الضغط النفسي على الحامل
قد يزيد التعرض للتوتر والضغوط النفسية المستمرة خلال فترة الحمل من خطر حدوث بعض المشاكل على الأم والجنين، وتتضمن أضرار التوتر على الحامل ارتفاع خطر الإصابة بالمشاكل الآتية: [7]
- الإجهاض.
- تسمم الحمل.
- الولادة المبكرة.
لا تقتصر مخاطر تعرض الأم للضغوط النفسية أثناء الحمل على التأثير سلبًا عليها، فالتوتر المزمن قد يؤثر على صحة الجنين أيضًا قبل ولادته وربما بعد ذلك، وتشمل الأضرار المحتملة على الجنين ما يلي: [7][8]
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- مشاكل سلوكية لدى الطفل.
- زيادة خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في مرحلة الطفولة.
نصيحة الطبي
يعد التوتر من المشاعر الطبيعية التي يمر بها الإنسان تجاه بعض الأحداث ولا تشكل ضررًا عليه، إلا أن كثرة التوتر والضغط النفسي قد يكون له عواقب وخيمة على صحة الجسم والحالة النفسية للفرد، بل وربما يؤثر على علاقته بمن حوله وعمله؛ لذا ينصح بتعلم أساليب الاسترخاء للمساعدة في السيطرة على التوتر، ومراجعة طبيب نفسي فقد يكون الشخص بحاجة إلى العلاج بالكلام أو استخدام أدوية لعلاج التوتر والقلق.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق علاج التوتر والضغط النفسي