تعد أمراض الرئة من الأسباب الرئيسية للوفاة، وقد أصبحت عملية زراعة الرئة من الخيارات العلاجية المقترحة خاصة في المراحل النهائية من أمراض الرئة والتي قد تكون الحل الوحيد لإنقاذ حياة المريض. فكيف يتم زرع الرئة للفرد، وما هي تكاليف زراعة الرئة، وهل هنالك مخاطر شديدة لعملية زراعة الرئة، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
إن عملية زراعة الرئة (بالإنجليزية: Lung Transplant) هي عملية جراحية يتم إجراؤها من أجل إزالة الرئة المصابة بالمرض واستبدالها برئة سليمة تؤخذ من شخص آخر. والجدير بالذكر أنه يمكن إجراء زراعة لرئة واحدة أو لكليهما، كما يمكن إجراء عمليات زرع الرئة للأشخاص من جميع الأعمار تقريباً وذلك بدءاً من الأطفال حديثي الولادة وحتى سن 65 عاماً وفي بعض الأحيان قد يتم إجراؤها للأشخاص الذين تجاوزوا هذا العمر.
إن إجراء عمليات زرع الرئة لا يحدث بشكل متكرر، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص المتبرعين المتاحين، فعادة ما يكون المتبرع شخص متوفى، ولكن في حالات نادرة يمكن أخذ جزء من الرئة من متبرع حي.
الحالات التي تتطلب اجراء زراعة الرئة
قد ينصح بإجراء زرع الرئة للفرد الذي:
- يعاني من مشاكل رئوية خطيرة والتي لا يمكن علاجها بأي علاج آخر.
- من المحتمل أن يعيش لمدة 12 - 24 شهراً فقط في حال لم تتم زراعة الرئة له.
أما حول أمراض الرئة التي قد تتطلب إجراء عملية زرع الرئة فقد تشمل:
- التليف الكيسي الشديد.
- خلل التنسج القصبي الرئوي.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
- تليف الرئة.
- انتفاخ الرئة.
- أمراض القلب أو عيوب القلب الخلقية التي تؤثر على الرئتين.
- الأمراض التي يمكن أن تسبب تلفاً حاداً في الرئة مثل:
- الساركويد.
- مرض كثرة المنسجات.
- ورم الأوعية اللمفاوية.
ويجب التنويه إلى أنه لا يحتاج كل الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات إلى زراعة الرئة، فعادة ما يتم إتخاذ قرار إجراء عملية زراعة الرئة من قبل الطبيب المختص وذلك بناء على الوضع الصحي للمريض. أيضاً لا ينصح بزراعة الرئة كعلاج لسرطان الرئة.
انواع عملية زراعة الرئة
يوجد ثلاثة أنواع رئيسية لزراعة الرئة:
- عملية زرع رئة واحدة، حيث تتم إزالة رئة واحدة تالفة من المتلقي واستبدالها برئة من المتبرع، غالباً ما يستخدم هذا النوع من عملية زراعة الرئة لعلاج التليف الرئوي، ولكنه غير مناسب للأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، لأن العدوى ستنتشر من الرئة المتبقية إلى الرئة المتبرع بها.
- عملية زرع رئتين، حيث تتم إزالة كلتا الرئتين واستبدالهما برئتين جديدتين تم التبرع بهما، وعادة ما يكون هذا هو الخيار العلاجي الرئيسي للأشخاص المصابين بالتليف الكيسي أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- عملية زرع قلب ورئتين، حيث يتم إزالة القلب والرئتين واستبدالهما بقلب ورئتين متبرع بهما، وينصح بهذا النوع من عملية زرع الرئة غالباً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشديد.
تحضيرات ما قبل زراعة الرئة
تتضمن عملية التحضير لزراعة الرئة ما يلي:
- التقييم النفسي والاجتماعي، ويتضمن ذلك تقييم الضغوط النفسية والمشكلات المالية لدى المريض ومدى تلقيه لدعم الأسرة والأحباء الآخرين، حيث يمكن أن يكون للوضع النفسي والاجتماعي تأثير كبير على نتيجة زراعة الرئة.
- تحاليل الدم، حيث تكشف هذه الفحوصات عن مدى التطابق ما بين المريض والشخص المتبرع، ويساعد التطابق الجيد بينهما في تحسين فرص عدم رفض العضو المتبرع.
- الاختبارات التشخيصية، وذلك لفحص الرئتين والصحة العامة للمريض، وقد تشمل هذه الاختبارات:
- الأشعة السينية.
- الموجات فوق الصوتية.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- اختبارات وظائف الرئة وخزعة الرئة.
- التوقف عن التدخين، حيث يجب أن يكون جسم المريض خالي من النيكوتين لعدة أشهر قبل إجراء زراعة الرئة.
- تلقي المطاعيم، سيتم إعطاء المريض العديد من أنواع المطاعيم وذلك لتقليل فرصة الإصابة بالعدوى التي يمكن أن تؤثر على الرئة المزروعة.
اقرأ أيضاً: معلومات يجب معرفتها قبل الخضوع للعمليات الجراحية
كيفية اجراء زراعة الرئة
إن عملية زراعة الرئة قد لا تختلف بشكل كبير عن أي عملية لزراعة الأعضاء، فعندما يصل كل من المريض والشخص المتبرع إلى المستشفى، سيتم تجهيزهما للجراحة، والذي يشمل تغيير رداء المستشفى، وتلقي الحقن عبر الوريد، والخضوع للتخدير العام. وبعد ذلك تتم عملية زراعة الرئة بالخطوات التالية:
- سيتم إدخال أنبوب في القصبة الهوائية وذلك لمساعدة المريض على التنفس.
- قد يتم إدخال أنبوب آخر في أنف المريض وذلك لإفراغ محتويات المعدة وتجنب دخولها إلى مجرى التنفس.
- أيضاً سيتم وضع قسطرة للمريض لضمان بقاء المثانة فارغة.
- قد يتم وضع المريض أيضاً على جهاز القلب لمراقبة النبض لدى المريض، بالإضافة إلى جهاز التنفس الاصطناعي وذلك لتزويد المريض بالأكسجين أثناء الجراحة.
- سيقوم الجراح بعمل شق كبير في صدر المريض، والذي من خلاله سيتم إزالة الرئة المريضة وإدخال الرئة الجديدة.
- سيتم توصيل الرئة الجديدة بمجرى الهواء والأوعية الدموية الرئيسية.
- عندما تعمل الرئة الجديدة بشكل صحيح، بعدها سيتم إغلاق الشق وخياطته.
- سيتم نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة.
مدة اجراء زراعة الرئة
يمكن أن يستغرق إجراء زراعة الرئة الواحدة مدة تتراوح ما بين 4 - 8 ساعات، في حين أنه يمكن أن تستغرق عملية الزراعة لرئتين فترة زمنية أطول والتي قد تصل إلى 12 ساعة.
ما بعد زراعة الرئة
بعد الجراحة قد يتم نقل المريض إلى غرفة الإنعاش، ومن ثم سيتم نقله إلى وحدة العناية المركزة، حيث ستتم مراقبة المريض عن كثب، وعادة ما سيمكث المريض بداخلها لعدة أيام. أما حول مدة بقاء المريض في المستشفى بعد زراعة الرئة فقد تستمر لمدة 7 إلى 14 يوماً أو أكثر.
بعد خروج المريض من المستشفى ووصوله إلى البيت، ينصح بالحفاظ على جرح العملية نظيفاً وجافاً إلى أن تتم إزالة غرز العملية أثناء الزيارات الدورية للطبيب. ينصح يتجنب القيادة وذلك إلى أن يسمح الطبيب بذلك، كما قد يقوم الطبيب بإخبارك بتجنب بعض أنواع الأنشطة لفترة من الوقت بعد زراعة الرئة.
ينصح بالالتزام بمراجعات الطبيب الدورية والتي سيقوم خلالها بفحص جرح العملية، وإجراء عدد من فحوصات الدم أو الفحوصات التصويرية، وفحص الرئة إما بالتصوير أو من خلال أخذ خزعة منها لفحصها في المختبر.
ينصح بمراجعة الطبيب فوراً في حال معاناة الفرد مما يلي بعد عملية زراعة الرئة:
- الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم 38 درجة مئوية فما فوق.
- احمرار أو تورم في جرح العملية.
- خروج الدم أو السوائل الأخرى من جرح العملية.
- وجود ألم حول جرح العملية والذي يزداد سوءاً مع الوقت.
- الشعور بضيق أو صعوبة في التنفس.
- سوائل على الرئة.
- أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا.
اقرأ أيضاً: الحمى بعد العملية الجراحية
مخاطر زراعة الرئة
كغيرها من العمليات الجراحية، قد ترتبط زراعة الرئة بعدد من المخاطر والمضاعفات المحتملة. وقد تتضمن مخاطر عملية زراعة الرئة ما يلي:
- النزيف.
- العدوى.
- انسداد الأوعية الدموية الموصولة بالرئة الجديدة.
- انسداد الشعب الهوائية.
- وذمة رئوية شديدة، والتي تتمثل بتجمع السوائل في الرئة.
- تجلطات الدم.
- رفض الجسم للرئة الجديدة المزروعة.
وقد وجد أن السنة الأولى بعد زراعة الرئة هي الأكثر أهمية، والتي قد يحدث هذا عندما تكون المضاعفات الرئيسية والأكثر شيوعاً.
رفض الرئة المزروعة
إن رفض العضو المزروع يعد من أهم المخاطر لأي عملية زرع للأعضاء، وهو رد فعل طبيعي للجسم تجاه جسم أو نسيج غريب، حيث عندما يتم زرع عضو جديد في جسم الشخص، فإن جهاز المناعة لديه يعتبره تهديداً ويهاجم العضو.
وللتقليل من فرصة حدوث رفض الرئة المزروعة، يتم استخدام أدوية تثبط جهاز المناعة لدى المريض ولكن قد يعاني المريض من الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
نسبة نجاح عملية زراعة الرئة
إن نسبة نجاح زراعة الرئة تحسنت في الآونة الأخيرة، فبحسب جمعية زرع الأعضاء البريطانية فحوالي 9 من كل 10 أشخاص ينجون من عملية زرع الرئة، ومعظم هؤلاء المرضى يبقون على قيد الحياة لمدة عام على الأقل بعد إجراء العملية، حيث سيبقى حوالي 5 من كل 10 أشخاص على قيد الحياة لمدة 5 سنوات على الأقل بعد إجراء عملية زراعة الرئة، وسيعيش العديد من الأشخاص لمدة 10 سنوات على الأقل.
حالات لا ينبغي لها اجراء زراعة الرئة
في بعض الحالات، لا ينبغي أن يخضع الشخص لعملية زرع الرئة، وفيما يلي نذكر عدداً من هذه الحالات:
- معاناة الفرد من عدوى حالية أو متكررة والتي لا يمكن علاجها.
- معاناة الفرد من السرطان المنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- معاناة الفرد من مشاكل القلب الحادة.
- وجود مشاكل صحية تجعل الشخص غير قادر على تحمل الجراحة.
- عدم رغبة أو قدرة الفرد على الالتزام بجميع متطلبات إجراء عملية زرع الرئة.
اقرأ أيضاً: أطعمة لتعزيز صحة الرئتين