يعد النوم من الاحتياجات الأساسية لجسم الإنسان من أجل الحفاظ على بقائه، حيث يساهم في الحفاظ على نظام الجسم وصحته، ويمكن أن تسبب قلة النوم أو فرطه العديد من المشكلات السلوكية والصحية التي تحدث نتيجة العديد من أنواع اضطرابات النوم التي تؤثر على جودة النوم ومدته.
سنتناول الحديث في هذا المقال عن أشهر أنواع اضطرابات النوم، والفرق بينها، وأهم أسباب كل منها.
محتويات المقال
أنواع اضطرابات النوم
أشارت المعاهد الوطنية للصحة أن ما بين 50 إلى 70 مليون بالغ يعاني من اضطرابات النوم، ويعاني حوالي 90 حالة من هؤلاء الأشخاص من عدم القدرة على التعمق في النوم وإكمال دورته الطبيعية، وفيما يلي سنتطرق إلى أهم أنواع اضطرابات النوم التي يمكن أن تصيب الأفراد:[1]
الأرق
يعرف الأرق على أنه حالة من صعوبة الاستغراق في النوم أو الاستمرار فيه، وغالباً ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من الأرق بالتعب والنعاس أثناء النهار، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم، تعاني نسبة تتراوح بين 33٪ إلى 50٪ من البالغين من بعض أعراض الأرق.[1]
تتفاقم أعراض الأرق خلال فترات الإجهاد، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يصبح الأرق مزمنًا في حالة استمرار الأعراض لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر، وغالبًا ما تسبب العادات السيئة للنوم، والتغيرات البيئية، وبعض الأدوية وغيرها من الحالات الصحية، مثل الربو أو انقطاع التنفس أثناء النوم، على تفاقم أعراض الأرق.[1]
يشمل العلاج الرئيسي للأرق العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعتمد على تعليم المريض طرق النوم الصحيحة وكيفية التغلب على العوائق الشخصية للنوم، كذلك قد يقوم مقدمو الرعاية بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تحسين جودة النوم.[1]
انقطاع النفس النومي
يندرج انقطاع النفس النومي تحت أنواع اضطرابات النوم التي تحدث نتيجة الإصابة بمشكلات في التنفس أثناء النوم، تؤثر تلك الحالة على العديد من الأشخاص، حيث تسبب توقف مؤقت في التنفس أثناء النوم نتيجة انسداد الجهاز التنفسي العلوي بسبب استرخاء الأنسجة في منطقة الحلق والفم. [2]
كذلك يمكن أن يحدث ما يسمى بانقطاع النفس النومي المركزي، الذي يسبب توقف الدماغ عن إرسال إشارات التنفس إلى العضلات لفترة مؤقتة.[2]
تشمل أعراض انقطاع النفس النومي التي تظهر لدى العديد من الأشخاص ما يلي:[2]
- الشخير الشديد.
- الاستيقاظ المتكرر، نتيجة الاختناق أو الشعور بالحاجة إلى الهواء.
- الشعور بالنعاس النهاري والتعب.
- الإصابة الصداع في الصباح.
- الشعور بجفاف في الفم.
تتوفر العديد من خيارات علاج انقطاع النفس النومي، مثل استخدام جهاز ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر، الذي يساعد على فتح المسالك الهوائية وتحسين التنفس خلال النوم، كذلك يمكن استخدام الأجهزة الفموية للمساعدة في منع انسداد الجهاز التنفسي، وقد يتم اللجوء إلى الجراحة في بعض الحالات.[2]
اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية
يعمل جسم الإنسان على نظام معين يعمل على تنظيم النوم والاستيقاظ، وهو ما يعرف بالساعة البيولوجية، توجد هذه الساعة البيولوجية في الدماغ، ومن خلالها يتم تنظيم توقيت النوم والاستيقاظ في الجسم، وتتضمن اضطرابات النوم المتعلقة بالساعة البيولوجية ما يلي:[3]
- اضطراب مرحلة النوم المتأخر: يحدث عندما ينام الشخص بانتظام ويستيقظ بعد وقت أطول من المعتاد، كذلك يعاني الأشخاص الذين ينامون في وقت متأخر من الليل، ويستيقظون في وقت متأخر من الصباح من اضطراب مرحلة النوم المتأخر.
- اضطراب طور النوم المبكر: يحدث هذا الاضطراب بصورة معاكسة لاضطراب مرحلة النوم المتأخر، حيث ينام الشخص قبل الوقت المعتاد ويستيقظ بشكل مبكر.
- اضطراب الرحلات الجوية الطويلة: يحدث عندما يتغير توقيت النوم والاستيقاظ بسبب السفر عبر المناطق الزمنية المختلفة، كذلك يشكل هذا الاضطراب خطرًا عندما يتم تجاوز عدة مناطق زمنية، يمكن أن يظهر هذا الاضطراب في جميع الفئات العمرية، لكنه يؤثر بشكل أكبر على كبار السن.
- اضطراب العمل بنظام الورديات: يحدث لدى الأشخاص الذين يعملون في نوبات ليلية ويحاولون النوم في فترة نهارية.
- اضطراب نمط النوم والاستيقاظ غير المنتظم: يسبب هذا الاضطراب حالة من فترات النوم المتقطعة على مدار اليوم، وعدم القدرة على النوم بشكل متواصل طوال الليل.
اقرأ أيضًا: كيفية علاج اضطرابات النوم
متلازمة تململ الساقين
يعاني بعض الأشخاص من متلازمة تململ الساق في الساقين والقدمين، وهو نوع من أنواع اضطرابات النوم التي تجعل النوم ليلًا شبه مستحيل، وهي غالبًا ما تحدث نتيجة بعض الحالات الصحية، مثل أمراض الكلى، ونقص الحديد، والاعتلال العصبي، والحمل، والقلق، أو استخدام بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، وتحدث هذه الحالة لحوالي 7٪ إلى 10٪ من الأشخاص المصابين.[1]
يمكن أن يوصي الأطباء بقطع هذه الأدوية المسببة إذا لزم الأمر، وقد يصفون أيضًا الأدوية واستخدام لفافات القدم، للتخفيف من الأعراض.[1]
فرط النوم
يختلف هذا النوع من أنواع اضطرابات النوم في أن معظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة يميلون إلى النوم بمعدل أكثر من اللازم أو ما يعرف بالنعاس المفرط، فقد يصل إلى أكثر من 10 ساعات في الليلة، ويشعر هؤلاء الأشخاص بالدوار حتى في حالة النوم مبكراً، كذلك يمكن أن يعانون من نوبات نوم أو هلوسة.[1]
يمكن أن يكون اضطراب فرط النوم نتيجة لحدوث حالة تسمى النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy) وهو اضطراب يعاني منه الأشخاص الذين يشعرون بالتعب الشديد خلال النهار، على الرغم من حصولهم على ساعات كافية من النوم، وقد ينجم عن ذلك شعور ملح بالنوم، يصل إلى ذروته في "نوبات النوم" التي عادةً ما تستمر لبضع دقائق.[2]
تحدث هذه الحالة نتيجة اضطرابات في قدرة الدماغ على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، وقد يصاحب هذا الاضطراب بعض الأعراض، مثل ضعف العضلات المفاجئ، الذي يزداد سوءًا مع الانفعالات القوية.[2]
اقرأ أيضًا: متلازمة فرط النعاس الدوري"كلاين ليفين"
الخطل النومي
يعرف أيضًا بالباراسومنيا، وهي مجموعة من السلوكيات غير العادية أثناء النوم، أو قبل النوم، وتحدث بشكل خاص أثناء الانتقال بين حالات اليقظة والنوم، وتشمل هذه السلوكيات المشي أثناء النوم، والتبول اللاإرادي، والذعر الليلي، وحالات أخرى نادرة، مثل متلازمة الرأس المنفجر، وتعد الباراسومنيا أكثر شيوعًا لدى الأطفال، ولكنها تؤثر أيضًا على البالغين. [2]