استئصال عنق الرحم

يربط عنق الرحم بين المهبل والرحم ويتخذ شكل المخروط، وتصاب بعض النساء بسرطان عنق الرحم وهو ثالث نوع من السرطان المسبب للوفاة للنساء، لذلك يجري الأطباء جراحة لاستئصال عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervicectomy) وبعض الأنسجة المجاورة وجزء من العقد الليمفاوية إذا تطلب الأمر، وقد يستأصل الطبيب الرحم في أثناء العملية في حالات أخرى، وإليك معلومات عن استئصال عنق الرحم في هذا المقال. 

ما هي عملية استئصال عنق الرحم؟

قد يراودك سؤال ما هو استئصال عنق الرحم فهي عملية جراحية يزيل فيها الطبيب عنق الرحم وبعض الأنسجة المحيطة به بالإضافة إلى ثلث المهبل وبعض العقد الليمفاوية ويفحص الطبيب هذه العقد الليمفاوية بعد إزالتها؛ كي يكتشف وجود السرطان أو خلايا ما قبل ظهور السرطان؛ كي يحدد إذا كان سيزيل عنق الرحم فقط أم سيستأصل الرحم معه.

يستأصل الطبيب الرحم مع عنق الرحم والعقد الليمفاوية إذا وجد خلايا سرطانية بالعقد الليمفاوية، أما إذا لم يجدها فسيزيل العنق ويبقي على الرحم، ثم يضع الطبيب سلسلة أو خيط لربط عنق الرحم من الأسفل ليغلق فتحته جزئياً؛ ليحاكي شكل عنق الرحم ويقلل خطورة الإجهاض إذا حدث حمل فيما بعد. 

لا توجد أعراض واضحة ومحددة لسرطان عنق الرحم وغالباً لا يتم اكتشافه إلا في المراحل الأخيرة؛ بسبب قلة الأعراض، وقد يكتشف بالمصادفة عند إجراء مسحة لعنق الرحم وتشمل أعراضه في المراحل الأخيرة ما يلي:

• ألم في منطقة الحوض.
• نزف مهبلي.
• ألم في أثناء ممارسة العلاقة الزوجية. 

للمزيد: عملية ربط عنق الرحم

ما هي اسباب استئصال عنق الرحم؟ 

يتبادر إلى أذهان البعض سؤال هام وهو هل يمكن استئصال عنق الرحم؟ والإجابة نعم يمكننا إزالته ولكن طبقاً لما يحدده الطبيب تبعاً لحالة المريضة، ومدى انتشار السرطان، وهل هو في المراحل الأولى أو الأخيرة.

توجد بعض الأسباب التي تجعلنا نلجأ لاستئصاله مثل:

1. الإصابة بسرطان عنق الرحم.
2. الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus) وتزيد الإصابة به في حالات معينة مثل:

• ممارسة العلاقة الجنسية مع شخص مصاب.
• عند المتحولين جنسياً.
• الإصابة بمرض يثبط الجهاز المناعي.
• التدخين. 

يختفي فيروس الورم الحليمي البشري في أحيان كثيرة خلال سنتين ويجب استشارة الطبيب في هذه الحالة ليحدد ما يناسب المريضة. 

اقرأ أيضاً: اعراض سرطان الرحم

كيفية إجراء عملية استئصال عنق الرحم

تجرى عمليات استئصال عنق الرحم بعدة طرق مختلفة ويتغير فيها الأجزاء المستأصلة من الجهاز التناسلي للمرأة، أو الطريقة المتبعة لإجرائها، ونسرد لك بعض من طرق استئصال عنق الرحم مثل:

1. جراحة استئصال عنق الرحم: تجرى الجراحة إما من خلال المهبل أو من خلال البطن بإجراء جرح ثم استئصال العنق وجزء من المهبل.
2. استئصال عنق الرحم بالمنظار: قد يجريها الطبيب من خلال جرح صغير في البطن ويدخل به المنظار البطني الذي يحتوي على الكاميرا والإضاءة لاستئصال العنق.
3. الاستئصال بالليزر: تجرى هذه العملية في عيادة الطبيب لإزالة الخلايا السرطانية في مرحلة الصفر باستخدام الليزر وفيها تكون الخلايا السرطانية في موضعها ولم تنتشر بعد، ثم تفحص بعد ذلك في المعمل.
4. الاستئصال بالتبريد: يستخدم الطبيب غاز النيتروجين البارد لتجميد الخلايا السرطانية في عنق الرحم ويجريها الطبيب في مرحلة الصفر للسرطان عندما يجد الطبيب خلايا غير عادية. 

اقرأ أيضاً: كيف تقي نفسك من سرطان عنق الرحم

أضرار استئصال عنق الرحم

ينتج عن عملية ازالة عنق الرحم بعض الأضرار الشائعة عند إجراء العمليات الجراحية ومنها ما يلي:

• النزف.
• خطورة الإصابة بالعدوى.
• الألم.
• الضعف والإجهاد.
• سلس البول.
• إفرازات مهبلية.
• تورم الأطراف.
• آلام الدورة الشهرية.

للمزيد: علاج سلس البول عند النساء بالليزر

هل استئصال عنق الرحم يؤثر على العلاقة الزوجية؟

قد يتساءل الرجال والنساء معاً هل يؤثر استئصال عنق الرحم على الرجل؟ وعلى العلاقة الزوجية؟ 

اختلفت الأراء في هذا الأمر فبعض الأبحاث ترجح أنها تؤثر على العلاقة الزوجية، والبعض الآخر أنها غير مؤثرة على العلاقة الزوجية؛ لأن الجزء المستأصل لا يتعلق بنقاط المتعة الجنسية في جسد المرأة كما في المهبل والبظر.

قد تصاب المرأة بما يلي:

• انخفاض الرغبة الجنسية (تستعيدها كما كانت سابقاً بعد مرور 12 شهر).
• قلق تجاه العلاقة الجنسية.
• العجز الجنسي.

اقرأ أيضاً: الرغبة الجنسية والتقدم بالعمر

هل استئصال عنق الرحم يؤثر على الحمل؟

تتساءل السيدات عن إمكانية الحمل بعد استئصال عنق الرحم؛ لأنهم ما زالوا في عمر الخصوبة والإنجاب ولكن الأطباء يفضلون إزالة عنق الرحم عن عملية إزالة الرحم؛ لأنها تتميز بإمكانية الحمل بعدها.

إليك العلاقة بين استئصال عنق الرحم والحمل من حيث المميزات والأضرار مثل:

1. تتميز بإمكانية المرأة للحمل بعدها على عكس استئصال الرحم حيث تحرم المرأة من الإنجاب، حيث لا يوجد مكان لاحتواء الجنين خلال أشهر الحمل.
2. تعاني السيدات الإجهاض بنسبة مرتفعة بعد استئصاله بالمقارنة بمن لم تستأصله من قبل على الرغم من ربط أسفل الرحم.
3. ترتفع نسبة الولادة المبكرة قبل الأسبوع 37 من الحمل في حالة هذه العملية إلى نسبة تصل إلى 25% بالمقارنة بنسبة 10% لمن لم تستأصله.
4. تواجه النساء بعض الصعوبات والمشاكل خلال أشهر الحمل الثانية ويرجح الأطباء الولادة القيصرية لمن استأصلت عنق الرحم.

مضاعفات استئصال عنق الرحم

قد تحدث بعض المضاعفات بعد هذه العملية في حالات خاصة ناتجة عن العملية ذاتها أو استجابة الأفراد للتخدير الكلي مثل:

1. تكون الجلطات.
2. تسرب البول أو صعوبة إفراغ المثانة بسبب إزالة بعض الأعصاب المتصلة بالمثانة.
3. الإصابة بالعدوى.
4. تراكم السائل الليمفاوي بسبب إزالة العقد الليمفاوية ومن ثم تتورم الأطراف. 

اقرأ أيضاً: اسباب تورم القدمين والكاحلين

ما بعد عملية استئصال عنق الرحم

تتميز هذه العملية التي يزال فيها عنق الرحم فقط بسرعة الشفاء، فلا تتطلب مدة كبيرة من فترة النقاهة بعد العملية، فقد تصل إلى أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتعتمد على مدى صحة المريضة قبل العملية.

يمكن للمريضة الخروج من المستشفى بعد مرور فترة من يوم إلى يومين بعد إجرائها خاصة عند إجرائها بالمنظار أما الجراحة في البطن قد تستغرق مدة أطول للشفاء. 

توجد بعض التعليمات التي يجب اتباعها ما بعد استئصال عنق الرحم، وسيعطي الطبيب المريضة هذه النصائح بعد استئصال عنق الرحم كي تتعافى أسرع، ولا تقلق من أي ملاحظات قد تراها خلال فترة النقاهة، ومنها ما يلي:

1. لا تذهب المريضة إلى العمل إلا بعد مرور مدة من أربعة إلى ستة أسابيع.
2. يجب عدم ممارسة العلاقة الزوجية إلا بعد أن يسمح الطبيب بذلك وقد تتراوح هذه المدة من أربعة إلى ستة أسابيع.
3. يفضل الراحة والابتعاد عن المجهود الزائد لعدة أسابيع مثل: قيادة السيارة وممارسة التمارين الرياضية وصعود السلالم.
4. يجب تناول أدوية لتسكين الألم التي يصفها الطبيب.

قد تلاحظ السيدة نزف من المهبل لمدة أسبوعين إلى عدة أسابيع بعد العملية وهذا طبيعي، وسيضع الطبيب قسطرة بولية لأنها ستعاني من صعوبة إفراغ المثانة لمدة أسبوع أو أسبوعين.