إن التهاب الشرايين تاكاياسو (بالإنجليزية: Takayasu Arteritis)، أو ما يعرف باسم مرض تاكايا سو (بالإنجليزية: Takayasu's Disease) أو مرض انعدام النبض (بالإنجليزية: Pulseless Disease)، هو مشكلة صحية نادرة، تتمثل بحدوث التهاب في الأوعية الدموية الكبيرة، أهمها الشريان الأورطي وفروعه الرئيسية، كالشريان الذي يغذي الذراعين أو الشريان الذي يغذي الدماغ.
بشكل أقل شيوعاً، يمكن أن يتأثر بمرض تاكاياسو الشرايين التي تغذي القلب، والأمعاءـ والكلى، والساقين.
إن مرض تاكاياسو هو أحد أنواع التهاب الأوعية الدموية النادرة، والذي لم يتم تحديد أسباب حدوث إلى الآن. كما أنه لا يوجد علاج نهائي لمرض تاكاياسو، إلا أن هناك عدد من الأدوية التي تساعد في علاج هذه المشكلة والتخفيف من أعراضها.
يصيب التهاب الشرايين تاكاياسو بشكل شائع النساء الآسويات في سن الإنجاب. ولكنه، يصيب أيضاً الأطفال والبالغين من مختلف الأعمار والأعراق.
عند تشخيص مرض تاكاياسو، غالباً ما تتراوح أعمار الأشخاص المصابين به بين 15 - 35 عاماً، وما يقارب 80 - 90 من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة هم إناث.
يمكن تقسيم التهاب الشرايين تاكاياسو إلى ستة أنواع مختلفة بناء على الشرايين المصابة بالمرض:
يتطور التهاب الشرايين تاكاياسو عبر ثلاث مراحل والتي لكل منها أعراض خاصة، وبالتالي تعتمد الأعراض التي يكشف عنها الطبيب عند تشخيص المرض لأول مرة على مدى سرعة زيارة المريض له بعد ظهور الأعراض عليه.
ومع ذلك، في الممارسة الفعلية، من غير السهل على تصنيف وتحديد ما هي درجة مرض تاكاياسو لدى معظم المرضى، حيث يمكن أن تحدث الأعراض في وقت مبكر أو متأخر من مسار المرض.
ولكن، يمكن أن يسهل تصنيف المرض لـ 3 مراحل الأمر على الأطباء، وهي كالآتي:
و هي مرحلة جهازية مبكرة، وخلالها يمكن أن يشكو المريض من أعراض جسدية مثل التعب، والشعور بالضيق، والدوخة، والحمى. وتعد هذه المرحلة مرحلة ما قبل التهاب الأوعية الدموية.
وهي مرحلة الالتهاب الوعائي، والتي يحدث فيها تضيق وتمدد للأوعية الدموية، كما يحدث فيها آلام الأوعية الدموية. وتشمل العلامات والأعراض التي تميز مرحلة الالتهاب الوعائي الإرهاق، والحمى، والشعور بالضيق، وألم الأطراف والمفاصل، وضيق التنفس، وخفقان القلب، والصداع، والطفح الجلدي، ونفث الدم، وفقدان الوزن.
كما تحدث فيها أعراض قصور الأوعية الدموية، والتي تتضمن خدران في الذراع، والعرج في الساقين، والرؤية الضبابية، والرؤية المزدوجة، وعمى عيني عابر وحيد الجانب، والسكتة الدماغية، والنوبات الإقفارية العابرة، والشلل النصفي، والنوبات.
ولكن، يمكن أن تحدث الأعراض الجهازية الجسدية وأعراض الأوعية الدموية في نفس الوقت، مما يجعل تصنيف مرض تاكاياسو إلى مراحل مستحيلاً عملياً.
وهي مرحلة الاحتراق والتي تحدث عندما يبدأ التليف بالحدوث، وترتبط هذه المرحلة عموماً بالهدوء والسكون. لا تحدث هذه المرحلة في جميع المرضى المصابين بمرض تاكاياسو.
وبالرغم من أنها مرحلة السكون إلا أنه يمكن أن تحدث الانتكاسات فيها. ومن المفترض أن تظهر هذه المرحلة بأقل قدر من الأعراض، ولكن هناك القليل من الأدلة الداعمة على ذلك.
إن حدوث الحمل لدى النساء المصابات بمرض تاكاياسو لا يرتبط بزيادة النشاط الالتهابي، ولكن إن فترة ما حول الولادة يمكن أن تكون معقدة بسبب الأعراض المصاحبة لهذا المرض.
فمثلاً يمكن أن يكون ضغط الدم غير قابلاً للقياس بسبب انعدام النبض، مما يجعل مراقبة المريضة أمراً صعباً، وبالتالي في كثير من الأحيان، يجب قياس ضغط الدم من ربلة الساق.
أيضاً يمكن أن يؤدي ضغط الدم غير المنضبط لدى النساء الحوامل والمصابات بمرض تاكاياسو إلى حدوث نزيف تحت العنكبوتية أو داخل الجمجمة، والنوبات، وتغيرات في العين، وتسمم الحمل، وقلس الأبهر، والإغماء، والمتلازمة الكلوية، فضلاً عن حدوث مضاعفات لدى الجنين. لذا لا بد من تقديم علاج قوي، من أجل التقليل من المضاعفات ووفيات الأم والجنين.
أيضاً يمكن أن يكون الحمل أكثر أماناً أثناء فترة التعافي من التهاب الشرايين تاكاياسو.
إن أسباب مرض تاكاياسو غير معروفة إلى الآن، ولكن يعتقد أنه يحدث نتيجة لوجود أجسام مضادة في الدم والتي تنتج بسبب الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. كما يعتقد أن من العوامل المسبب للمرض هي الإصابة بالعدوى، بما في ذلك العدوى بالملتويات، أو البكتيريا المسببة للسل، أو المكورات العقدية. ويمكن أن يكون للعوامل الجينية أيضاً دوراً في الإصابة بهذا المرض، حيث أن وراثة جين محدد من كلا الوالدين يمكن أن يكون سبباً لظهور أعراض هذا المرض.
يؤدي التهاب الشرايين تاكاياسو إلى إتلاف الشرايين وجعل أجزائها ضعيفة وممتدة، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث إلى تمدد الأوعية الدموية. كما يمكن أن يسبب التهاب هذه الشرايين بحدوث تضيق فيها، مما يؤدي إلى قلة تدفق الدم نحو الأعضاء التي تغذيها هذه الشرايين. وفي بعض الحالات الشديد، يمكن أن يحدث انسداد تام في هذه الشرايين. أما حول مدى تأثر الجسم بمرض تاكاياسو، فغالباً ما تكون التغييرات التي تحدث بسبب مرض تاكاياسو تدريجية، الأمر الذي يسمح بتطور طرق بديلة لتدفق الدم، والتي غالباً ما تكون طرقاً جانبية أصغر، وبالتالي قد تكون أو لا تكون قادرة على حمل نفس القدر من الدم مثل الشرايين الأصلية. ولكن، وبشكل عام، يكون تدفق الدم كافياً للسماح للأنسجة بالبقاء، وفي حالات نادرة، إذا لم توفر هذه الأوعية الدموية البديلة تدفق للدم كافي عندها سوف تموت الأنسجة نتيجة لنقص الأكسجين.
إن ما يقارب 10% من المرضى المصابين بمرض تاكاياسو لا تظهر عليهم أية أعراض. أما في الحالات التي تظهر عليها الأعراض، فعادة ما تختلف هذه الأعراض من حالة لأخرى، ولكن إن ما يقارب نصف الحالات المصابة بالمرض تعاني من التعب العام. ويمكن أن تعتمد الأعراض التي تظهر على المريض على شدة ودرجة المرض لديه. ويمكن أن تتضمن أعراض مرض تاكاياسو ما يلي: أيضاً يمكن أن تعتمد بعض الأعراض المرافقة لمرض تاكاياسو على الشريان الذي حدث فيه تضيق أو انسداد، حيث يمكن أن يسبب:
يتضمن تشخيص التهاب الشرايين تاكاياسو ما يلي: ويتطلب تصنيف الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم لالتهاب الشرايين تاكاياسو وجود 3 من المعايير الستة التالية:
إجابة لسؤال الكثيرين حول هل يوجد علاج نهائي لمرض تاكاياسو، فإنه لا يوجد علاج نهائي للمرض، وإنما تتوفر عدد من العلاجات التي تساعد على التخفيف من أعراض ومضاعفات المرض. يتضمن علاج مرض تاكاياسو وبشكل أساسي تناول الأدوية التي يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على الالتهاب، ولكن يمكن أن يحتاج بعض المرضى لإجراء جراحة من أجل حل مشكلة الانسداد في الشرايين. إن أدوية علاج مرض تاكاياسو تتضمن: إن الأدوية الستيرويدية تعد الدعامة الأساسية لعلاج التهاب الشرايين تاكاياسو النشط، حيث يتم وصف عادة دواء البريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone) أو البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone). وعادة ما تعمل الأدوية الستيرويدية غضون ساعات بعد إعطاء الجرعة الأولى منها. وغالباً ما تكون فعالة بشكل كبير، إلا أنها قد تكون فعالة بشكل جزئي فقط بالنسبة لبعض الأشخاص. عادة ما يبدأ الطبيب بتقليل جرعة الستيرويد بشكل بطيء للحفاظ على التحسن، وذلك من أجل تقليل الآثار الجانبية للعلاج. في بعض الأشخاص، من الممكن التوقف عن تناول الدواء تدريجياً دون حدوث انتكاسة. ولكن فيما يقارب نصف المرضى يحدث تكرر للأعراض أو تطور للمرض عند خفض مقدار جرعة الستيرويد بشكل تدريجي. ومن هنا تم البحث عن علاجات إضافية لمرض تاكاياسو من أجل الوصول لمرحلة السكون من المرض. الأدوية المثبطة للمناعة إلى جانب الأدوية الستيرويدات، يمكن أن يساعد تناول الأدوية المثبطة للمناعة 50% من الأشخاص الذين انتكسوا سابقاً على التخلص من أعراضهم والتوقف تدريجياً عن تناول الستيرويدات. ومن الأدوية المثبطة للمناعة والتي يمكن استخدامها في علاج مرض تاكاياسو: يمكن أن يأخذ بعض مرضى التهاب الشرايين تاكاياسو أيضاً مثبطات عامل نخر الورم لمكافحة الالتهاب، ومنها: بشكل عام، لن يتمكن حوالي 25% من الأشخاص المصابين بالتهاب الشرايين تاكاياسو من إدارة مرضهم تماماً بدون الاستمرار بتناول هذه الأدوية، لذا لا بد من مواصلة البحث عند علاجات أفضل وأقل سمية لالتهاب الشرايين تاكاياسو والأشكال الأخرى من التهاب الأوعية الدموية. يمكن للطبيب إجراء عدد من التدخلات الجراحية من أجل حل مشكلة انسداد الشرايين، ومنها: يعد حدوث مضاعفات القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في التهاب الشرايين تاكاياسو، لذا لا بد من علاج والتحكم بجميع عوامل خطر الإصابة بهذه المضاعفات، ومنها علاج فرط شحميات الدم وارتفاع ضغط الدم وعوامل نمط الحياة. لذا يمكن وصف لمرضى التهاب الشرايين تاكاياسو:علاج مرض تاكاياسو بالأدوية
علاج مرض تاكاياسو بالجراحة
خيارات علاج مرض تاكاياسو الأخرى
لابد من التزام مرضى التهاب الشرايين تاكاياسو بنمط حياة ونظام غذائي من أجل إدارة ارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي لديه. وعادة ما تعتمد القيود عند ممارسة المريض لأي نشاط بدني على شدة المرض ومضاعفاته لديه. ونظراً لأنه المرض يمكن أن يؤثر على حركة ونشاط المريض، لذا يتعين على حوالي نصف المصابين بالتهاب الشرايين تاكاياسو تعديل وظائفهم، ولكن يعيش حوالي 25% من المصابين بهذه الحالة أسلوب حياة طبيعي تماماً. وبما أن هذا المرض يعد مزمناً، وسوف يعيش المريض حياة طويلة مع هذا المرض المزمن، وبالتالي سوف يحتاج المريض إلى إجراء فحوصات دورية منتظمة وزيارة الطبيب بشكل دوري من أجل تعديل أدويته إذا لزم الأمر.
لا توجد أسباب محددة لحدوث مرض تاكاياسو إلى الآن، لذا من غير المعروف كيفية الوقاية من هذا المرض.
من مضاعفات مرض تاكاياسو:
إن مرض تاكاياسو هو اضطراب انتكاسي ومزمن، وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب الشرايين تاكاياسو، إلا أنه مرض قابل للعلاج، وعادة ما يتحسن معظم الأشخاص الذين يعانون منه بعد تلقي العلاج المناسب. بشكل عام يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات حوالي 90%؛ ومع ذلك، ينخفض هذا المعدل في حالة وجود مضاعفات كبيرة لدى المريض، فمثلاً تبلغ معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة 5 و 10 سنوات ما يقارب 69% و 36% على التوالي لدى المرضى الذين يعانون من 2 من مضاعفات مرض تاكاياسو أو أكثر.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.