تعد عملية قص المعدة إحدى الجراحات الشائعة لإنقاص الوزن وعلاج السمنة، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة ملجأ الكثيرين ممن يعانون من السمنة المفرطة التي لم تُجدِ طرق إنقاص الوزن الأخرى معها نفعًا. [1]

تعرف في هذا المقال على ما هو قص المعدة، وشروط الخضوع لهذه الجراحة وكيفية إجرائها، وكذلك فوائد ومخاطر قص المعدة.

ما هي عملية قص المعدة؟

قص المعدة أو تكميم المعدة (بالإنجليزية: Gastric Sleeve Surgery) هي أحد أنواع جراحات السمنة، يتم فيها تصغير المعدة باستئصال 80% من حجمها الأصلي لتصبح صغيرة بحجم الموزة. يساعد ذلك على الشعور بالشبع بسرعة وتناول كميات أقل من الطعام ومن ثم فقدان الوزن، بالإضافة إلى ذلك، يزال في الجراحة الجزء من المعدة المسؤول عن إفراز هرمون الجريلين الذي يلعب دورًا في الشعور بالجوع. [2] 

فوائد قص المعدة

تَحِد جراحة قص المعدة من الكميات المتناولة من الطعام وسرعة الشعور بالشبع، وغالبًا ما يفقد الشخص 50% من وزنه خلال 18 إلى 24 شهرًا بعد الجراحة وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحات السمنة والأيض، بشرط أن يلتزم باتباع النظام الغذائي وخطة التمارين الرياضية التي يحددها الطبيب. [2]

من هم المرشحون لعملية قص المعدة؟

قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية قص المعدة في حالات السمنة المفرطة التي لم تفلح معها جميع محاولات إنقاص الوزن من طرق طبيعية باتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة وكذلك استخدام أدوية التخسيس، ولكن ينبغي توافر شروط محددة ليكون الشخص مؤهلًا لإجراء هذه العملية. [2]

يتوقف دواعي إجراء جراحة قص المعدة على مؤشر كتلة الجسم بالإضافة لعوامل أخرى كالآتي: [3]

  • مؤشر كتلة الجسم أعلى من 40.
  • مؤشر كتلة الجسم بين 35 و40 مع وجود أمراض مرتبطة بالسمنة، مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري من النوع 2.
  • مؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 34.9 بالإضافة إلى الإصابة بداء السكري من النوع 2 أو متلازمة التمثيل الغذائي التي لم ينجح العلاج في السيطرة عليها.

يلزم بعد استيفاء شروط عملية قص المعدة الخضوع لبعض التقييمات والفحوصات للتأكد من عدم وجود موانع لإجراء الجراحة، بالإضافة لضمان استعداد الشخص نفسيًا للخضوع للجراحة وتقبله للتغيرات التي سوف تطرأ على نمط حياته بعد الجراحة. [3]

اقرأ أيضًا: أنواع عملية السمنة ومخاطرها

موانع عملية قص المعدة

هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الخضوع لإجراء قص المعدة، مثل: [3]

  • وجود مشاكل صحية تحول دون الخضوع للتخدير العام. 
  • الاضطرابات النزفية غير المتحكم بها.
  • اضطراب نفسي حاد، مثل الاكتئاب الشديد.

كذلك قد يُمنع إجراء قص المعدة في بعض الحالات، مثل داء الارتداد المعدي المريئي، ومريء باريت، والفتق الحجابي الكبير.

الاستعدادات قبل قص المعدة

تبدأ الاستعدادات بتأهيل المريض للعملية وقد يُطلب منه خسارة بعض الوزن، والتوقف عن تناول أدوية معينة، والإقلاع عن التدخين. بالإضافة إلى ذلك، تجرى بعض الفحوصات واختبارات التصوير اللازمة قبل الجراحة، وكذلك تنظير علوي لفحص الجهاز الهضمي. [1]

اقرا ايضاً :

تطور جراحة المناظير

كيف تتم عملية قص المعدة

عادة ما تتم جراحة قص المعدة باستخدام المنظار تحت تأثير التخدير العام، وفيها يجري الطبيب شقوقًا صغيرة في البطن لإدخال المنظار والأدوات الجراحية، ومن ثم يقوم بقص جزء من المعدة وإزالته، واستخدام أداة لإغلاق الجزء المتبقي من المعدة بغرز أو دبابيس، ثم خياطة الجرح الخارجي. [3]

يبقى الشخص تحت الملاحظة بعد الجراحة مدة يوم أو يومين لمراقبة العلامات الحيوية والاطمئنان على حالته والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات، وبمجرد استطاعته تناول السوائل يمكنه الخروج من المستشفى. [3]

غالبًا ما يستغرق التعافي بعد العملية من 4 إلى 6 أسابيع، ويعتمد الشخص خلال هذه المرحلة على شرب السوائل والعصائر مدة أسبوع إلى أسبوعين تقريبًا، ثم يبدأ تدريجيًا في زيادة كثافة الطعام حتى الوصول إلى تناول الأطعمة الصلبة. [1] [3]

اقرأ أيضًا: بالون المعدة بالمنظار للتخسيس

تعليمات بعد قص المعدة

ينبغي بعد التعافي بدنيًا من جراحة قص المعدة البدء باتباع النظام الغذائي الذي يوصي به الطبيب وإجراء تعديلات على نمط الحياة؛ لضمان عملية فقدان الوزن الصحي والوقاية من اكتسابه مجددًا. [1]

كذلك قد يوصي الطبيب بالتعليمات الآتية: [1]

  • اتباع نظام غذائي صحي: يتضمن هذا النظام الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء، والعودة إلى تناول الأطعمة الصلبة بناء على إرشادات الطبيب مع مراعاة تناول كميات صغيرة واختيار الأطعمة الغنية بالبروتين وتجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والنشويات، وكذلك الامتناع عن التدخين وشرب الكحول.
  • تناول الفيتامينات: الحرص على تناول المكملات متعددة الفيتامينات التي يوصي بها الطبيب، وغالبًا ما يستدعي الأمر الاستمرار عليها مدى الحياة.
  • ممارسة الرياضة: الالتزام بممارسة التمارين الرياضة المعتدلة نصف ساعة يوميًا.
  • الحمل: غالبًا ما يوصي الطبيب بتجنب الحمل مدة 12 إلى 18 شهرًا بعد إجراء العملية.

اقرأ أيضًا: النظام الغذائي بعد عملية تكميم المعدة

مخاطر عملية قص المعدة

بالرغم من تعدد فوائد جراحة قص المعدة ومزاياها، إلا أنها لا تخلو من المضاعفات في بعض الحالات كغيرها من الجراحات، ومع ذلك يعد خطر حدوث مضاعفات خطيرة والوفاة نادرًا نسبيًا. [1] [2]

تشمل مضاعفات قص المعدة المحتملة ما يلي: [1] [2]

  • النزيف من الجرح الخارجي أو نزيف داخلي، وقد يؤدي حدوث نزيف شديد إلى الإصابة بصدمة.
  • جلطات دموية في وريد الساق أو الرئة.
  • عدم انتظام ضربات القلب، مثل الرجفان الأذيني.
  • الالتهاب الرئوي.
  • عدوى الجرح.

قد تتضمن أضرار قص المعدة أيضًا الآتي: [1] [2]

  • تسريب المعدة، حيث يحدث ثقب في خط التدبيس ما يؤدي إلى تسرب السوائل والطعام من المعدة.
  • حدوث انسداد في المعدة؛ مما يتسبب في القيء والشعور بالألم.
  • حرقة المعدة.
  • حصوات المرارة.
  • نقص الفيتامينات والمعادن وربما الإصابة بسوء التغذية.

جدير بالذكر أن عدم الالتزام بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة قد يؤدي إلى استعادة الوزن مرة أخرى.  [2]

اقرأ أيضًا: التسريب بعد التكميم

نصيحة الطبي

ينبغي الحرص على اتباع تعليمات الطبيب بعد عملية قص المعدة وإبلاغه عن أي آثار جانبية بعد إجراء الجراحة، علاوة على الالتزام باتباع النظام الغذائي وممارسة الرياضة للوصول إلى الهدف من العملية بخسارة الوزن والتمتع بوزن صحي.

ما هو سبب إفرازات من جرح في الظهر بعد عملية تاسبيت فقرات