مضاعفات ما بعد العملية الجراحية | Postoperative Complications

ما هو مضاعفات ما بعد العملية الجراحية

يُمكن أن يُصاب المريض بحالاتٍ صحية بعد إجراء العملية الجراحية، والتي تختلف في شدتها حسب نوع الجراحة، وحالة المريض الصحية، ومدى التزامه بتعليمات الطبيب، فقد تكون بعض مضاعفات ما بعد العملية الجراحية بسيطة وغير مقلقة، في حين يستدعي بعضها الآخر تلقي الرعاية الطبية الطارئة.

النزيف

النزيف من المضاعفات الشائعة للعمليات الجراحية، وقد يكون خطيرًا إذا فقد المريض كمياتٍ كبيرة من الدم، وخلال وقت قصير؛ لأنّ ذلك يُؤدي إلى هبوطٍ حاد في ضغط الدم والإصابة بصدمة، مما يُعرّض حياة المصاب للخطر إذا لم يتلق العلاج المناسب في أسرع وقتٍ ممكن، والذي يتضمن: [1]

• إعطاء محاليل وريدية لتعويض السوائل التي فقدها المريض.
• نقص وحدات الدم؛ لتعويض ما فقده المصاب.
• علاج مكان النزيف بالجراحة أو الكي في بعض الحالات.

مع ذلك، فإنّ نزول بضع قطراتٍ من الدم في مكان العملية أمرٌ طبيعي تمامًا، خاصةً إذا حدث ذلك خلال الأيام الأولى بعد الجراحة، ولا يستدعي القلق ما لم يُصبح شديدًا أو يُرافقه أعراض مقلقة. [1]

ولتجنب الإصابة بالنزيف بعد العملية، يُوصى باتباع الآتي: [1]

• الضغط برفق على الجرح خاصةً عند الحركة أو العطس.
• تجنب تناول مميعات الدم دون استشارة الطبيب.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة.
• تجنب حمل أي أغراض ثقيلة، أو ممارسة أي تمارين عالية الشدة، مثل تمرين الاندفاع (اللانجنز).

قد يُهمك: معلومات يجب معرفتها قبل الخضوع للعمليات الجراحية.

العدوى

يُمكن أن تحدث الإصابة بالعدوى والالتهاب بعد أي تدخلٍ جراحي؛ لأنّ البكتيريا يُمكن أن تدخل عن طريق الشقوق الجراحية، ويُمكن أن تصيب العدوى الأنسجة السطحية فقط من الجلد، أو قد تنتقل إلى طبقات عميقة أو أعضاء داخلية، مما يستدعي تلقي الرعاية الطبية الطارئة. [3]

لهذا السبب، يصف الطبيب المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية؛ لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، كما يُوصي باتباع النصائح الآتية: [3]

• التزم بتعليمات الطبيب حول كيفية تعقيم الجرح والحفاظ على نظافته.
• احرص على تبديل الضمادات حسب المواعيد التي حددها الطبيب.
• اغسل يديك بالماء والصابون جيدًا قبل تنظيف الجرح أو تبديل الضمادات.
• لا تعبث بمكان العملية ولا تستخدم أي مراهم أو منتجات دون استشارة الطبيب.
• التزم بتناول الأدوية والمضادات الحيوية.

اقرأ أيضًا: الحمى بعد العملية الجراحية.

تجلط الأوردة العميقة

جلطة الأوردة العميقة (DVT) حالة خطيرة تحدث عند تكوّن جلطة دموية في الأوردة العميقة، غالبًا في الفخذ أو الساق، وعادةً ما تحدث بعض إجراء عملياتٍ جراحية في الورك أو الساق، خاصةً أنّ المريض لا يستطيع الحركة، مما يُقلل من تدفق الدم في الأطراف، ويزيد احتمالية تكوّن الجلطات. [2]

وتكمن خطورة هذه الحالة في أنّ الجلطة قد تتحرك وتنتقل إلى الرئتين، مما يُسبب جلطة في الرئة أو الانصمام الرئوي، وهي حالة طارئة قد تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها بسرعة. [2]

لهذا السبب يجب التوجه إلى أقرب مركز طوارئ عند ظهور الأعراض الآتية: [2]

• زيادة التورم والاحمرار في الساق.
• ألم وثقل في الساق، خاصةً عند الحركة أو الوقوف.
• ضيق مفاجئ في التنفس.
• ألم في الصدر، خاصةً عند التنفس بعمق.
• السعال.

مشاكل الرئة

قد يُعاني البعض من مشاكل في الرئتين بعد العملية الجراحية، مثل الالتهاب الرئوي، والذي قد يحدث بسبب استنشاق الطعام أو السوائل ودخولها إلى الجهاز التنفسي. يزداد خطر الإصابة بهذه الحالات لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة تُؤثر على الجهاز التنفسي، خاصةً إذا لم يمارسوا تمارين التنفس العميق بانتظام بعد العملية. [4]

ومن الأعراض الشائعة لمشاكل الرئة بعد العملية: [4]

• صفير أو أزيز في الصدر.
• ألم في الصدر.
• ضيق في التنفس.
• حمى.
• سعال.

يمكن تجنب هذه المشاكل وتقليل خطر حدوثها من خلال: [4]

• النهوض من السرير والمشي بعد الجراحة.
• ممارسة تمارين التنفس العميق بانتظام.
• الالتزام بالمضادات الحيوية التي يصفها الطبيب بعد العملية.

مشكلات في المسالك البولية

يُمكن أن يُصاب المريض بعددٍ من المضاعفات التي تصيب الجهاز البولي، مثل:

احتباس البول

هو حالة تحدث عندما لا يستطيع المصاب تفريغ المثانة بشكلٍ طبيعي، مما يُؤدي إلى تراكم البول واحتباسه، ويحدث عادةً بسبب تأثير المخدر والأدوية المسكنة، مثل الأفيونات، أو نتيجةً لتلف الأعصاب المسؤولة عن التحكم بالمثانة أثناء إجراء العملية. [4]

ويعتبر حالة مقلقة تستدعي الرعاية الطبية الطارئة،؛ حيث قد يلجأ الطبيب للقسطرة البولية لتفريغ المثانة، أو استخدام أدوية لتحفيز المثانة في بعض الحالات. [4]

عدوى المسالك البولية

تعتبر عدوى المسالك البولية من المضاعفات الشائعة بعد العملية، خاصة لدى النساء، ومن الأعراض الشائعة لالتهاب المسالك البولية: [6]

• حرقة أثناء التبول.
• زيادة التبول أو الرغبة الشديدة للتبول.
• ألم في أسفل البطن.
• بول عكر أو ذو رائحة كريهة.
• الحمى.

عادةً يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج هذه الحالة، كما يُوصي بشرب ما لا يقل عن 6- 8 أكواب من الماء يوميًا. [6]

إصابة حادة في الكلى

إصابة الكلى الحادة (Acute Kidney Injury) من المضاعفات الخطيرة؛ حيث تنخفض كمية البول بشكلٍ ملحوظ على الرغم من شرب المريض لكمية كافية من الماء، وتحدث عادةً بسبب: [6]

• استخدام بعض المضادات الحيوية.
• اليرقان الانسدادي (انسداد في القنوات الصفراوية).
• جراحة الشريان الأورطي.
• انخفاض ضغط الدم الحاد.

ويعتمد العلاج على شدة حالة المصاب كالآتي: [6]

• علاج الحالات الطفيفة:

يُحدد الطبيب كمية السوائل المتناولة للمريض، ويراقب حالته باستمرار إلى أن تستعيد الكلى وظائفها الطبيعية.

• علاج الحالات الشديدة:

قد يحتاج المريض إلى غسيل الكلى مؤقتًا، ويُمكن أن تتحسن وظائف الكلى تدريجيًا خلال أسابيع أو أشهر.

مضاعفات بسبب التخدير

صحيحٌ أنّ التخدير العام آمن في معظم الحالات، إلا أن البعض يُعاني أحيانًا من مضاعفاتٍ بعد العملية بسبب التخدير، مثل: [5]

مضاعفات التخدير الشائعة

قد يُسبب المخدّر الآثار الجانبية الآتية ولكنها تختفي مع مرور الوقت وزوال تأثيره: [5]

• دوار أو ارتباك عند الاستيقاظ.
• الغثيان أو التقيؤ.
• الصداع.
• الدوار.
• التهاب الحلق.
• التعب.
• الرعشة.
• جفاف الفم.
• بحة خفيفة في الصوت.

مضاعفات التخدير الخطيرة

في بعض الحالات النادرة، يُمكن أن يُسبب المخدر الحساسية، مما يُسبب الأعراض الآتية: [4]

• الطفح الجلدي.
• الحكة.
• تورم في الحلق أو الشفتين أو اللسان.
• صعوبة في التنفس.
•  انخفاض ضغط الدم.
• الدوخة أو حتى الإغماء.

مشكلات في الأمعاء

بعد جراحة الأمعاء، قد يتعرض المريض لبعض المضاعفات التي تؤثر على وظيفة الجهاز الهضمي، مثل: [3]

• اضطرابات مؤقتة في حركة الأمعاء:

مما يُؤدي إلى إصابة المريض بالغثيان، أو فقدان الشهية أو القيء، وغالبًا ما تظهر الأعراض بعد البدء في تناول السوائل.

• انسداد الأمعاء:

من المضاعفات الشائعة بعد عمليات البطن أو الحوض، ويحدث بسبب الأدوية، أو وجود التصاقات أو فتق في الأمعاء.

• التسرب التفاغري:

هو حالة تحدث عندما يتسرب العصارات الهضمية والدم من الوصلة الجراحية التي تصل بين جزئين من الأمعاء (المفاغرة)؛ وذلك بسبب عدم التئامها بشكلٍ صحيح، مما يُسبب أعراضًا، مثل ألمًا في البطن، والحمى وزيادة عدد ضربات القلب، وقد يُسبب مضاعفاتٍ خطيرة، منها التهاب الصفاق وتسمم الدم.

مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية

الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!

اسأل سينا

إصابات وتلف في الأعصاب

في بعض الحالات، قد تتعرض الأعصاب والأنسجة للإصابة والتلف عن طريق الخطأ أثناء العملية الجراحية، ومن الأمثلة عليها: [6]

• تلف العصب الوجهي أثناء استئصال الغدة النكافية.
• الإصابة بالضعف الجنسي بعد جراحة البروستاتا؛ بسبب إصابة الأعصاب.
• إصابة أعصاب الحنجرة أثناء استئصال الغدة الدرقية.

كما قد تحدث إصابات أخرى أثناء تحضير المريض للجراحة، أو نقله من وإلى غرفة العمليات، مثل: [6]

• السقوط من سرير العمليات والتعرض لإصابة في المفاصل أو العظام نتيجةً لذلك.
• حروق نتيجة استخدام الأجهزة الحرارية.
• إصابة الأسنان أثناء إدخال أنبوب التنفس.

الفتق الجراحي

يحدث الفتق الجراحي في حوالي 5- 20% من عمليات البطن، وغالبًا يظهر خلال السنة الأولى من العملية الجراحية، ومن العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به: [6]

• السمنة.
• ضعف وتمدد عضلات جدار البطن.
• التهاب جرح العملية.
• إجراء عملية جراحية في المكان ذاته عدة مرات.

يظهر الفتق عادةً على شكل انتفاخ أو تورم في جدار البطن بالقرب من جرح العملية، وغالبًا لا يُسبب أي أعراض، ولكن يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا سبب الفتق الألم؛ فهذا قد يدل على اختناق الفتق وانقطاع الدم عنه. [6]