يعرف الوسواس القهري بأنه اضطراب نفسي يؤثر على جودة الحياة والقيام بالمهام اليومية وقد يصيب الأشخاص في أي عمر. تشمل أعراض الوسواس القهري أفكاراً وسواسية وهواجس تسيطر على الشخص تدفعه إلى القيام بأفعال وسلوكيات قهرية، وبالرغم من يقين معظم الأشخاص أن هذه الأفكار ليست منطقية، إلا أنهم لا يستطيعون إيقافها أو السيطرة على سلوكياتهم، ليقع المصاب في دائرة من الهواجس والأفعال القهرية.
تعرف في هذا المقال على ما هي أعراض الوسواس القهري الفكرية والسلوكية، وكذلك أعراض الوسوسة القهرية عند الأطفال.
محتويات المقال
متى تبدأ أعراض الوسواس القهري؟
عادة ما تبدأ أعراض الوسواس القهري في الظهور أواخر مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة، أو في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من العمر. [1]
تتسم أعراض الوسواس المرضي التي تظهر في مرحلة الطفولة والمراهقة المبكرة بشدتها وحدوثها بشكل تدريجي مقارنة بالأعراض التي تظهر في العشرينات من العمر، والتي قد تحدث فجأة، ربما نتيجة التعرض لصدمة أو حدث مفاجئ. [1]
أعراض الوسواس القهري
قد يختلف تأثير اضطراب الوسواس القهري على الأشخاص، ولكنه عادة ما يتسبب في نمط معين من الأفكار والسلوكيات.
تنقسم أعراض الوسواس القهري إلى: [2]
- الوساوس: هي أفكار أو دوافع غير مرغوب فيها تسيطر على تفكير الشخص فتجعله غير قادر على التركيز في أمور أخرى. تؤثر هذه الأفكار على مشاعر الشخص مسببة له الانزعاج والإحساس بالقلق والضيق الشديد.
- الأفعال القهرية: تحدث هذه السلوكيات والأفعال المتكررة كوسيلة للتخلص من الأفكار المزعجة والقلق الناجم عنها، وبالرغم من أن الأفعال القهرية قد تمنح الشخص بعض الراحة أو تخلصه من القلق بصورة مؤقتة، لكن ما تلبث الهواجس أن تعود مرة أخرى.
جدير بالذكر أن الشخص قد يعاني من الوساوس بمفردها أو من الأفعال القهرية فقط، ولكن عادة ما يعاني مصابو مرض الوسواس القهري من كليهما معاً. [2]
نذكر فيما يلي أبرز أعراض الوسواس القهري:
الأعراض الوسواسية
تختلف الهواجس من شخص لآخر بناء على نوع الوسواس القهري الذي يعاني منه الفرد، وتتضمن أعراض الوسواس القهري الفكري الشائعة ما يلي: [2] [3] [4] [5] [6]
- الخوف من التلوث: تشمل أعراض الوسواس القهري في النظافة الشعور بقلق مستمر وخوف مبالغ فيه من الأوساخ والجراثيم أو الإصابة بمرض أو عدوى، فعلى سبيل المثال يشعر المصاب بالخوف من ملامسة مقابض الأبواب التي لمسها الآخرون أو مصافحة الناس.
- الخوف من إيذاء النفس أو الآخرين: حيث يشعر المصاب بالقلق والرعب من فقدان السيطرة على نفسه وإيذاء نفسه أو الآخرين، فمثلاً قد تتضمن أعراض الوسواس القهري العدواني أن يشعر الشخص بالخوف من مهاجمة أطفاله، أو القلق من إيذاء من حوله بحدوث حريق في المنزل من خلال نسيانه الموقد مشتعلاً.
- الرغبة المُلِحة في التنظيم والتنسيق: يشعر الفرد بالحاجة الشديدة إلى تنسيق الأشياء بطريقة وزاوية معينة أو بصورة متماثلة، وينتابه إحساس بالقلق والانزعاج إذا لم تكن منظمة وفقاً لرغبته، بل ربما يعتقد أن شيئاً سيئاً سيحدث في حالة عدم تنظيم الأشياء بطريقة صحيحة.
- الخوف من فقدان الأشياء والرغبة في الاحتفاظ بها: إذ يصيب الشخص الإحساس بالخوف من فقدان غرض ما قد يحتاجه فيما بعد، وصعوبة التخلي عن الأشياء حتى لو كانت غير مهمة، وكذلك القلق الشديد من التخلص عن طريق الخطأ من شيء مهم أو أساسي، مثل الأوراق المهمة.
- أفكار جنسية غير مرغوب فيها: تظهر أعراض الوسواس القهري الجنسي في صورة هواجس وأفكار جنسية غير مرغوبة، فقد تراود المصاب أفكار حول التحرش، والاغتصاب، والعنف الجنسي؛ مما يؤدي إلى شعوره بالقلق والخوف الشديد والإحساس بالذنب والعار من هذه الأفكار.
- أفكار تتمحور حول المعتقدات الدينية: قد يراود بعض مصابي الوسواس القهري أفكاراً متعلقة بالدين، حيث تظهر أعراض الوسواس القهري الديني في صورة الخوف من الإساءة إلى الله، أو الكفر، أو من عدم تأدية العبادات بطريقة صحيحة، وكذلك الخوف الشديد من الموت والعقاب.
اقرأ أيضاً: الوسواس القهري الجنسي
السلوكيات القهرية
عادة ما ترتبط أعراض الوسواس القهري السلوكية بالأفكار الوسواسية، ومن أمثلة الأفعال القهرية الشائعة ما يلي: [6] [7] [8] [9]
- غسل اليدين مراراً وتكراراً، أو الاستحمام عدة مرات، وقضاء وقت طويل في تنظيف الأدوات أو المنزل.
- تكرار فحص الأشياء والتحقق منها، مثل التأكد مرة تلو الأخرى من إغلاق الأبواب والنوافذ، والموقد، والصنابير.
- تكرار فحص المصاب لجسمه بحثاً عن علامات تدل على الإصابة بمرض ما.
- العد بنمط معين أو تكرار عبارات معينة لتخفيف القلق والتوتر.
- ترتيب الأغراض بصورة متماثلة أو بطريقة معينة، مثل ترتيب الملابس حسب تدرج الألوان، وقد يصحب ذلك العد أو تكرار عبارات أثناء عملية التنظيم.
- تكرار تفقد الأهل والأبناء والتأكد من سلامتهم.
- الاحتفاظ بكم هائل من أغراض قديمة لا قيمة لها، مثل الصحف، والفواتير، وعلب الطعام الفارغة، وربما شراء كميات كبيرة من نفس المنتج؛ مما يؤدي إلى تراكم الأشياء والفوضى.
- الهمهمة بكلمات معينة أو الدعاء والصلاة؛ لتخفيف القلق المصاحب للوساوس الجنسية.
- إعادة الصلاة عدة مرات والشك في صحتها، وترديد الدعاء باستمرار، وتكرار سؤال رجال الدين عن أفكاره قلقاً من أعراض الوسواس القهري في العقيدة.
اقرأ أيضاً: مضاعفات إهمال تشخيص وعلاج الوسواس القهري
أعراض الوسواس القهري الشديد
قد يظهر الوسواس القهري الشديد في صورة تكرار الأفعال القهرية إلى درجة التأثير على الصحة البدنية، فعلى سبيل المثال قد يعاني الشخص من أعراض الوسواس القهري الجسدية الشديدة في صورة غسل يديه إلى درجة تؤدي إلى التهاب الجلد وتشققه، ولا يمنعه ذلك من الاستمرار في السلوكيات القهرية. [10]
يمكن أن يقضي الشخص ساعات كثيرة سجين الوساوس محاولاً التخلص منها بتكرار الأفعال القهرية ساعات طويلة إلى درجة تعوق قدرة الفرد على القيام بالمهام اليومية، ورعاية أسرته أو أطفاله، أو الذهاب إلى العمل أو المدرسة. وقد يصل الأمر إلى العزلة الاجتماعية وتجنب الخروج من المنزل، وما يترتب على ذلك من أعباء مادية وانخفاض جودة الحياة. [11]
أعراض الوسواس القهري عند الأطفال
تتشابه الأعراض في الأطفال مع أعراض الوسواس القهري للبالغين، ولكن يكمن الفرق في أن الطفل قد لا يدرك أن الوساوس وتكرار الأفعال القهرية زائداً عن الحد، بل ربما يعتقد أن جميع الأشخاص لديهم هذه الأفكار أيضاً، كما أن الأطفال أكثر عرضة لخطر الأفكار الوسواسية المتعلقة بالخوف من حدوث مكروه لوالديهم. [3] [12]
قد تبدو الاستجابة للوساوس بالقيام بالأفعال القهرية أقل وضوحاً في الأطفال مقارنة بالكبار، وربما تتشابه الأفكار الوسواسية لدى الطفل مع أنماط التفكير في مراحل نموه الطبيعية. [5]
تجدر الإشارة إلى أن أعراض الوسواس القهري في الأطفال قد تتداخل مع أعراض حالات طبية أخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، والتوحد، ومتلازمة توريت. [8]
اقرأ أيضاً: اختبار الوسواس القهري