اذية الذات | Self-abuse

ما هو اذية الذات

إيذاء النفس أو اذية الذات، هو نمط سلوكي مضطرب، يتعمد فيه الشخص إلحاق الاذى بنفسه بشكل متعمد ومتكرر، دون قصد الانتحار، ويلجأ البعض إلى إيذاء النفس لتفريغ مشاعر قوية جداً لا يستطيع التعامل معها مثل: الغضب العارم، أو القهر، أو الخواء الداخلي، أو الإحساس العميق بالوحدة، أوعدم القدرة على التعبير عما بداخله، وهو يماثل البكاء الشديد عند غالبية الناس.

يمنح إيذاء النفس الممارس له، شعوراً زائفاً بالراحة لا يلبث أن يتحول إلى دائرة متصلة من إدمان تدمير الذات، ما لم يتم البدء بخطوات العلاج، وهو ظاهرة منتشرة بكثرة بين المراهقين وخاصة الفتيات، حيث يمكن ملاحظتها بداية من عمر 14، ولكنها تتضح بشدة ما بين عمر 17 و22 عاما.

يطلق على إيذاء النفس مصطلحات أخرى، مثل: انتقاص الذات، أو انتهاك النفس، أو الإضرار بالنفس، أو تشويه الذات، لكن مصطلح إيذاء النفس هو الأكثر دقة.

أشكال إيذاء النفس

يحدث الشخص المتعمد إيذاء نفسه العديد من الأضرار بجسمه ابتداءً من الخدوش السطحية بالجلد، وانتهاءً بإحداث قطوع باستخدام آلة حادة، نورد تالياً بعضاً من أشكال إيذاء النفس:

لكم الجدار بقبضة اليد، أو بالرأس، أو إلقاء كامل الجسم عليه مراراً.
إحداث جروح أو قطوع بالجلد بواسطة مدية، أو سكين، أو آلة حادة.
إقحام أجسام غريبة بفتحات الجسم المختلفة.
إحراق أجزاء من الجلد، باستخدام السجائر، أو أعواد الثقاب، أو القداحة.
جذب الشعر بعنف شديد، مما يؤدي إلى تقطيعه.
إحداث كسور بالعظام أو التسبب بكدمات للجسم. للمزيد: نصائح للمصابين بكسور العظام.
اقتلاع الشعر من جذوره على مهل ولمدة ساعات.

عوامل الخطر

يمكننا ملاحظة سلوك إيذاء النفس في كل الفئات العمرية وفي كلا الجنسين، ولكنه يكثر بشدة بين المراهقين والنساء، ويزيد من عوامل الخطورة أن يتسم الشخص بإحدى الصفات الآتية:

يعاني من اضطرابات أخرى مثل: الاكتئاب، أو اضطرابات العادات الغذائية، أو اضطرابات النوم.

للمزيد: كيف تتغلب على اضطرابات النوم؟

يواجه صعوبة في فهم مشاعره والتعبير عنها، وغير متواصل مع الآخرين، وخائف من اقامة علاقات، أو تحمل المسئولية.
يتواجد وسط مجموعة مروا بنفس التجربة ومارسوا إيذاء النفس.
يواجه مشاكل ادمان الكحول أو المخدرات، أو وقع ضحية لانتهاك الآخرين.
يشعر بأنه منبوذ ومكروه من المحيطين به.

تكمن خطورة إيذاء النفس، في أنه بمرور الوقت يصبح هذا الشخص معتاداً على الألم، مما يدفعه إلى محاولة إيذاء نفسه بطريقة أكثر عنفاً والماً ليحصل على نفس القدر من الراحة، مما قد يؤدي إلى إصابات دائمة و جروح ملوثة.

اسباب اذية الذات

احتار العلماء في تحليل شخصية الممارس لسلوك إيذاء النفس، لماذا يفعل ذلك؟

هل هو من أجل البحث عن الاهتمام ولفت النظر؟ أم أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل مع محنته والتي من الممكن أن تكون نتيجة ترسبات مدفونة لسنوات؟

قد يلجأ المتعمد إيذاء نفسه إلى هذا السلوك المضطرب لأحد الاسباب التالية:

محاولة السيطرة على جسمه وما يشعر به من ألم عاطفي، في حالة انعدام السيطرة على نمط الحياة.
اكتساب إحساس بالأفضلية وأنه أكثر تحكماً وواقعية، بل قد يصل في ادعائه إلى أن هذا السلوك هو الذي يبقيه حياً.
الخوف من إيذاء الآخرين عند شعوره بالعدوانية، لذا يوجه عدوانيته تجاه نفسه ليشعر بالراحة.
التخلص من المشاعر السلبية مثل: الإحساس بالوحدة، والغضب، والقلق، وفقدان الأمل.
الهرب من مواجهة مشاكل وتحديات الحياة التي لا يستطيع مواجهتها بالواقع.
مجاراة الآخرين الذين يفعلون ذلك ، طلباً للإندماج بينهم.

إقرأ ايضا: اضطرابات الأكل النفسية

اعراض اذية الذات

كيف يمكن اكتشاف أن شخصاً ما يمارس سلوك إيذاء النفس؟

تظهر على ممارس هذا السلوك بعض الصفات من السهل ملاحظتها على تصرفاته وملابسه، إذ نجده دائم النقد لنفسه لاحساسه المتواصل بالذنب وفقدان الأمل. يواجه مشاكل بعلاقاته و يتساءل دوماً عن هويته، وميوله الجنسية، وسر وجوده.
يظهر على جسمه ندبات، أو كدمات، أو جروح، أو حروق بصفة مستمرة، وهو دائم التبرير لهذه العلامات وغيرها من الندوب القديمة.
يرتدي ملابس بأكمام طويلة ويحتفظ بآلة حادة في كل الأوقات.

للمزيد: اليوم العالمي للصحة العقلية 2018: الشباب والأمراض العقلية في العالم المتغير

علاج اذية الذات

عند علم العائلة والاصدقاء بالمشكلة، عليهم أن يكونوا داعمين لممارس سلوك إيذاء النفس، حيث أن نبذه والابتعاد عنه سوف يزيد من تدهور الوضع.

يجب طلب المساعدة من أخصائي عقلي ونفسي، ليبدأ جلسات تعديل السلوك مع الاستعانة ببعض الأدوية والتي تساهم في كسر حلقة تدمير الذات.
ينصح الأطباء ممارس هذا السلوك بثلاث حيل يمكنه تنفيذها بمفرده في حال هاجمته وساوس إيذاء نفسه وحتى يرى الطبيب، وهى:

تدليل نفسه، عن طريق الاسترخاء والاستمتاع بحمام طويل، أو سماع الموسيقى المفضلة، أو ممارسة اليوجا، فهذه الأنشطة يمكنه اداؤها منفرداً دون مساعدة من أحد وأثرها سريع، لمدة 20 دقيقة.
كتابة مذكراته، ليعبر عن مشاعره ومكنونات نفسه على الورق دون مواجهة مع أحد، لمدة 10 دقائق.
ممارسة بعض التمارين الهوائية، والتي ترفع من معدل ضربات القلب وبالتالي تزيد من إفراز الإندورفينات (هرمونات السعادة)، لمدة 10 دقائق.

نسبة الشفاء وتجاوز المحنة في سن المراهقة كبيرة، إلا أنها في بعض الأحيان قد تستمر بضع سنوات إلى مرحلة النضوج.

المصادر والمراجع