تعرف نوبة الهلع بأنها شعور مفاجئ وشديد بالخوف والرعب دون وجود خطر حقيقي مع حدوث أعراض جسدية، وقد ترجع أسباب نوبات الهلع إلى عوامل وراثية، أو العيش في قلق وتوتر دائم، أو غيرها من الأسباب المحتملة. يمكن أن يشير تكرار حدوث نوبات الهلع عند الشخص والخوف المستمر من حدوثها إلى إصابته باضطراب الهلع، وهو نوع من اضطرابات القلق. [1]
تعرف في هذا المقال على ما هي أسباب نوبات الهلع، وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بها، وكذلك أنواع نوبات الهلع.
محتويات المقال
آلية حدوث نوبات الهلع
يتم تحفيز الجهاز السمبثاوي وإفراز الأدرينالين عند التعرض لخطر ما، مما يزيد من ضربات القلب ومعدل التنفس لإمداد المخ بكمية أكبر من الأكسجين وزيادة تدفق الدم للعضلات لتهيئة الجسم لمواجهة هذا التهديد سواء بالقتال أو الهروب. [1]
يعد هذا رد فعل طبيعي ومفيد عند مواجهة خطر بالفعل، كما يحدث في الجسم رد فعل مماثل عند التعرض لضغوط عصبية. [1]
تحدث هذه التغيرات البيولوجية في نوبات الهلع سواء في وجود محفز أو دونه، ولكنها تكون في صورة أكثر حدة؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالذعر والقلق الشديد، بل وقد يشعر الشخص بأنه على وشك الموت. [1]
أسباب نوبات الهلع
لم يعرف حتى الآن سبب نوبات الهلع الدقيق، ولكن هناك عدة احتمالات لأسباب نوبات الهلع للكبار والأطفال، منها:
العوامل الوراثية
وجد أن اضطراب الهلع ينتشر في بعض العائلات؛ مما يشير إلى وجود عامل وراثي في حدوثه، كما قد ترجع أسباب نوبة الهلع والخوف إلى حدوث تغيرات في عدة جينات، منها جينات تؤثر على القدرة المعرفية والتحكم في السلوك، بالإضافة إلى ذلك يُعتقد أن هناك علاقة جينية بين اضطراب الهلع والإصابة بحالات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب والعصابية. [2] [3]
التوتر والقلق
يعد تكرار التعرض لمواقف وأحداث تسبب الشعور بالتوتر والقلق أحد أسباب تكرار نوبات الهلع، علماً بأن الشعور بالقلق من وقت لآخر يعد أمراً طبيعياً، إلا أن الإحساس بالقلق طوال الوقت قد يشير إلى الإصابة باضطراب القلق العام. [2]
اقرأ أيضاً: الفرق بين نوبة الهلع والنوبة القلبية
القلق التوقعي
قد يحفز اجترار حدث مؤلم من الماضي نوبة الهلع، إذ يستجيب الجسم كما لو أن الحدث يقع الآن، ويمكن أن يكون العامل المحفز لهذا الشعور رؤية صورة، أو إجراء محادثة، أو أي شيء يتسبب في استعادة الذكرى المؤلمة. [4]
المراحل الانتقالية في الحياة
قد تعود أسباب نوبات الهلع والخوف إلى المرور بمراحل انتقالية كبيرة في حياة الشخص أو أحداث مرهقة أو صادمة مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، ولا تقتصر الإصابة بها على الأحداث السلبية، فيمكن أن تحدث نوبات الهلع أيضاً مع التغييرات الحياتية الإيجابية لما يتبعها من ضغوط ومسؤوليات جديدة، ومن أمثلة هذه الأحداث: [2]
- الانتقال من المنزل إلى الجامعة.
- تغيير المنزل أو المدينة.
- البدء في وظيفة جديدة.
- الزواج.
- إنجاب أول طفل.
الاضطرابات النفسية
يمكن أن يكون من أسباب نوبات الهلع والإحساس بالموت إصابة الشخص باضطرابات نفسية أخرى، منها: [5]
- اضطراب القلق العام.
- رهاب الخلاء، أو أنواع الرهاب الأخرى.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
الإصابة ببعض الأمراض
قد يكون من أسباب نوبات الهلع عند الأطفال والكبار الإصابة بحالات طبية، مثل: [6]
- تدلي الصمام التاجي.
- انخفاض سكر الدم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- استخدام المنشطات، مثل الكافيين، والأمفيتامين (بالإنجليزية: Amphetamine)، والكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine).
اقرأ أيضاً: التعامل مع نوبات الهلع
عوامل خطر الإصابة بنوبات الهلع
هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الهلع، وتشمل: [5]
- تاريخ من التعرض للاعتداء الجسدي أو الجنسي في مرحلة الطفولة.
- العيش أو العمل تحت ضغط نفسي مستمر.
- المرور بصدمة نفسية، مثل التعرض لحادث سير.
- وجود تاريخ عائلي من نوبات الهلع.
أنواع نوبات الهلع
تصنف نوبات الهلع إلى أنواع مختلفة، منها: [1] [7]
- نوبات الهلع غير المتوقعة: يعد هذا النوع من أسباب نوبات الهلع المفاجئة، حيث تحدث دون سابق إنذار أي دون وجود محفزات من مواقف أو خطر ما، وقد تحدث هذه الأنواع من نوبات الهلع أثناء النوم.
- نوبات الهلع المرتبطة بشيء مخيف: تحدث هذه النوبات عند توقع التعرض لموقف معين أو التعرض له بالفعل، إذ تصبح هذه المواقف بمثابة محفز لحدوث نوبة الهلع، على سبيل المثال قد يصاب الشخص الذي يخشى الأماكن المغلقة بنوبة هلع عند دخول المصعد أو مجرد التفكير في ذلك. يعد هذا النوع من نوبات الهلع شائع الحدوث في الأشخاص المصابين برهاب الخلاء أو اضطراب القلق العام.
- نوبات الهلع غير المرتبطة بشيء مخيف: تحدث نوبات الهلع في هذه الحالة قبل التعرض للموقف المحفز للنوبة، أو أثناء الموقف، أو بعده، فمثلاً قد يعاني الأشخاص الذين يخافون ركوب الطائرة من نوبة هلع قبل ركوب الطائرة، أو أثناء ذلك، أو بعد انتهاء الرحلة.
اقرأ أيضاً: نوبات الهلع ونقص فيتامين د وب 6 والحديد