يُعد حجم الخصيتين الخصيتين مؤشرًا هامًا على صحتهما، وتتنوع أسباب صغر حجم الخصيتين وتشمل عوامل متعددة، بما في ذلك العوامل الوراثية، والمشكلات المتعلقة بالهرمونات، والأمراض المتعلقة بالخصيتين، وغيرها، يهدف هذا المقال إلى توضيح أسباب صغر حجم الخصيتين وفهمها.
محتويات المقال
أسباب صغر حجم الخصيتين
الخصية هي عضوًا بيضاوي الشكل يقع داخل كيس الصفن، وتقوم الخصية بوظائف متنوعة، مثل: إنتاج الحيوانات المنوية، وإفراز هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) الذي يلعب دورًا مهمًا في الرغبة الجنسية عند الذكور وتطوير سماتهم الجسدية الذكورية.
يتراوح طول الخصية الطبيعي عند الذكور بين 4.5 إلى 5.1 سنتيمتر، ويمكن القول أن حجم الخصيتين يكون صغيرًا عندما يقل طولهما عن 3.5 سنتيمتر، وتشمل أبرز أسباب صغر حجم الخصيتين الآتي: [1]
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب تغير شكل الخصية الطبيعي؟
انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون
يمكن لمؤشر كتلة الجسم وحجم الخصيتين التنبؤ بمستويات هرمون التستوستيرون، حيث إن الأشخاص الذين لديهم نسبة قليلة من هرمون التستوستيرون يمتلكون خصيتين أصغر حجمًا في المجمل، ومع ذلك هناك العديد من الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون ويمتلكون خصيتين بحجم طبيعي، لذلك يجب التركيز على الأعراض التي تدل على نقص هرمون التستوستيرون، والتي تتضمن الآتي: [2]
- التعب والإرهاق.
- قلة الرغبة الجنسية.
- الاكتئاب.
- انخفاض الكتلة العضلية.
- صعوبة في تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه.
- تغيرات في المزاج.
دوالي الخصية
يُمكن أن تكون دوالي الخصية من أسباب صغر حجم الخصيتين، وتحدث هذه الحالة نتيجة لتمدد الأوعية الدموية في كيس الصفن، خاصةً في الضفيرة المحلاقية (بالإنجليزية: Pampiniform Plexus). تُعد حالة شائعة، إذ يمكن العثور عليها بصورة شائعة بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا، بالإضافة إلى احتمالية تواجدها عند الرجال البالغين الذين يعانون من العقم الأولي بنسبة 35%.
يجدر بالذكر أن معظم حالات دوالي الخصية (بالانجليزية: Varicocele) يتم تشخيصها أثناء الفحص الطبي الروتيني أو عند القيام بفحوصات الخصوبة. ويتم علاج هذه الحالة إذا كانت دوالي الخصية كبيرة في الحجم، أو عند انخفاض عدد الحيوانات المنوية، أو وجود مشكلات في الإنجاب، أو صغر حجم الخصيتين. وتشمل أعراض دوالي الخصية الآتي: [6]
- تغير في حجم إحدى أو كلتا الخصيتين.
- انكماش الخصية المصابة.
- ألم ونغزات في كيس الصفن أو الخصية أو الفخذ.
- وجود كتلة أو بروز في كيس الصفن.
قصور الغدد التناسلية
يُعد قصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism) من الحالات الطبية التي تسبب صغر حجم الخصيتين، تتمثل هذه الحالة في انخفاض قدرة الجسم على إنتاج كميات كافية من هرمون التستوستيرون، ويقسم قصور الغدد التناسلية إلى الآتي: [1]
- قصور الغدد التناسلية الأولي: يحدث ذلك نتيجة لعدم استجابة الخصيتين لأوامر الدماغ المتمثلة بإنتاج حيوانات منوية كافية لإفراز التستوستيرون، وذلك بسبب الإصابة بالعدوى، والتواء الخصية، والإفراط في استخدام المنشطات، وغيرها.
- قصور الغدد التناسلية الثانوي: يتمثل هذا النوع في عدم قدرة الغدة النخامية على إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) أو هرمون الملوتن، والذي يعمل على تحفيز إنتاج هرمون التستوستيرون.
ضمور الخصية
يُمكن أن يكون ضمور الخصيتين من أسباب صغر حجم الخصيتين. وتحدث هذه الحالة مع التقدم في السن، أو نتيجة لتليف الكبد الناتج عن تناول كميات كبيرة من الكحول، أو الإصابة بالنُكاف (بالإنجليزية: mumps)، أو الأمراض المنقولة جنسيًا كالزهري ومتلازمة نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Acquired Immune Deficiency Syndrome).
تتنوع الأعراض التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من ضمور الخصية اعتمادًا على عمره، تشمل أبرز أعراض هذه الحالة الآتي: [3]
- يمكن أن يؤثر ضمور الخصية قبل مرحلة البلوغ بشكل كبير على ظهور الصفات الجنسية الثانوية:
- عدم نمو شعر العانة.
- عدم ظهور أي زيادة في حجم القضيب، وبقاؤه صغيرًا.
- عدم ظهور أو نمو شعر الوجه.
- يؤدي ضمور الخصية بعد البلوغ إلى ظهور الأعراض والعلامات الآتية:
- فقدان الكتلة العضلية.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- نقص أو عدم نمو شعر الوجه والعانة.
- تغير في قوام الخصيتين ليصبح أكثر ليونة.
- العقم.
الخصية المعلّقة
تُعد الخصية المعلقة (بالإنجليزية: Undescended Testicle) من المشكلات الصحية التي يمكن أن تسبب صغر حجم الخصيتين. تتطور هذه الحالة قبل الولادة، وتتمثل بعدم نزول إحدى الخصيتين أو كلاهما إلى كيس الصفن. لا يُعرف السبب الدقيق لعدم نزول الخصية حتى الآن، ولكن قد تلعب صحة الأم خلال فترة الحمل، والتدخين، والتعرض للمبيدات الحشرية، والعوامل الوراثية دورًا كبيرًا في تطور هذه الحالة.
تؤثر الخصية المعلقة على قدرة الرجل على الإنجاب إذا لم يتم علاجها مبكرًا، حيث إن الذكور الذين يُعانون من خصيتين معلقتين أكثر احتمالية لمشكلات في الإنجاب من الذكور الذين يعانون من خصية واحدة معلقة. كما أنها تزيد من احتمالية تطور الفتق الإربي (بالإنجليزية: Inguinal Hernia) وسرطان الخصية.
ومن الجدير بالذكر أن الخصية تنزل إلى كيس الصفن بحلول سن الستة أشهر، وإذا لم يتحقق ذلك فقد يحتاج الطفل إلى إجراء عملية جراحية تسمى تثبيت الخصية (بالإنجليزية: Orchiopexy) بحلول عمر السنة للسماح للخصية بالنزول إلى وضعها الطبيعي. [4]
العقم
إن العلاقة بين حجم الخصيتين والعقم لا زالت غير واضحة بشكل كامل، ولكن تم إثبات تناقص عدد وحركة الحيوانات المنوية عند الأشخاص الذي يمتلكون خصيتين بحجم صغير، لذا يجب على الرجال الذين لديهم مخاوف بشأن الخصوبة استشارة الطبيب والقيام ياختبارات لتقييم جودة الحيوانات المنوية، وقياس مستويات الهرمونات الذكرية. وتتضمن أسباب العقم الرئيسة الآتي: [2][7]
- مشكلات وظيفية عند الرجال، مثل الضعف الجنسي.
- انخفاض جودة الحيوانات المنوية وعددها.
- انسداد في مسار مرور الحيوانات المنوية.
- وجود مشكلات هرمونية عند الرجال.
لا يوجد علاجات يمكن أن تحسن من جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال، ولكن يمكن مساعدة الرجال الذين يعانون من العقم على الإنجاب من خلال تقنيات تقنيات التلقيح بالمساعدة (بالإنجليزية:Assisted Reproductive Technologies)، والتي تشمل الآتي: [7]
- الجراحة.
- الإمناء الاصطناعي من الزوج (بالإنجليزية: Artificial Insemination).
- العلاج الهرموني.
- عملية الحقن المجهري (بالإنجليزية: Intracytoplasmic Sperm Injection).
- الإخصاب في المختبر أو ما يعرف بأطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In-vitro Fertilisation).
متلازمة كلاينفلتر
تُعد متلازمة كلاينفلتر (بالإنجليزية: Klinefelter's Syndrome) من أسباب صغر حجم الخصيتين، وهي تحدث نتيجةً لانتقال كروموسوم X إضافي بدلًا عن واحد؛ مما يؤدي إلى صغر حجم الخصيتين عند بعض الذكور.
تُسبب هذه المتلازمة مشكلات في التعلم والتطور الجنسي لدى الرجال، وتتفاوت أعراض متلازمة كلاينفلتر ما بين الخفيفة والشديدة، وقد تختلف بناءً على حسب العمر أيضًا. وتشمل الأعراض على الآتي: [5]
- أعراض متلازمة كلاينفلتر عند الأطفال الرضّع:
- عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن.
- بطء في تعلم كيفية الجلوس والزحف والكلام.
- وجود ضعف في العضلات.
- زيادة احتمالية حدوث الفتق.
- أعراض متلازمة كلاينفلتر عند الأطفال:
- اضطرابات التعلم، كصعوبة القراءة والكتابة والحساب.
- تدني في مستويات الطاقة.
- الخجل، وانعدام الثقة، وصعوبة التكلم عن مشاعرهم مع أفراد العائلة والأصدقاء.
- أعراض متلازمة كلاينفلتر عند المراهقين:
- امتلاك قضيب صغير وخصيتين صغيرتين.
- تضخم في حجم الثدي.
- تأخر البلوغ، أو عدم حدوثه.
- بطء نمو العضلات وضعف الكتلة العضلية.
- عدم نمو أو ظهور شعر الجسم والوجه.
- امتلاك جذع أقصر من الأولاد الآخرين في نفس العمر، مع امتلاك ذراعين وأرجل أطول وورك أوسع.
- أعراض متلازمة كلاينفلتر عند الرجال البالغين:
- قلة الرغبة الجنسية.
- العقم أو عدم القدرة على الإنجاب بسبب إنخفاض إنتاج كمية كافية من الحيوانات المنوية.
- عدم القدرة على الحصول أو الحفاظ على الانتصاب.
- انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون.
سرطان الخصية
يُعد سرطان الخصية (بالإنجليزية: Testicular Cancer) من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى صغر حجم الخصيتين. وهو يحدث نتيجة عوامل عدة، بما في ذلك وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الخصية، والتعرض لالتواء الخصية، أو الإصابة بالخصية المعلقة في السابق، أو الإصابة بفيروس الإيدز، بالإضافة إلى وجود عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، مثل: التقدم في السن،، والعرق، حيث إن الذكور البيض أكثر عرضة للإصابة بسرطان الخصية ب 4 إلى 5 مرات من غيرهم. وتشمل بعض أعراض سرطان الخصية الآتي: [2]
- وجود ألم مستمر في الظهر أو البطن.
- ازدياد وتضخم حجم الثدي الذي يُعرف بالتثدي عند الرجال.
- وجود سائل في كيس الصفن.
- وجود صعوبة في التنفس.
- الشعور بثقل في الخصيتين أو كيس الصفن.
نصيحة الطبي
تتنوع أسباب صغر حجم الخصيتين، وهي تُعد من الحالات الصحية التي تؤثر بشكل كبير على تطور السمات الذكورية لدى الأطفال والمراهقين وعلى صحة الرجال الجنسية. يُنصح باستشارة الطبيب في حال وجود انكماش أو تقلص في حجم الخصيتين، بالإضافة إلى تأخر البلوغ أو عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن بعد بلوغ الطفل سن 6 أشهر، بالإضافة إلى انخفاض الرغبة الجنسية أو وجود مشكلات في الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه.