الم بين الكتفين هو ألم في المنطقة العلوية من الظهر، يختلف وصفه وشدته بإختلاف السبب المؤدي للالم بين الكتفين، غالباً ما يكون ألم الظهر بين الكتفين بسبب مشكلة في العضلات مثل الشد العضلي أو الإجهاد العضلي، نتيجة إصابة ما أو القيام بحركة خاطئة، وفي أغلب الحالات لا يكون السبب مقلقاً ويزول الالم بشكل تلقائي لوحده أو باستخدام مراهم مسكنة ومرخية للعضلات.
لكن في حالات محددة تكون آلام الظهر بين الكتفين نتيجة سبب أكثر خطورة مثل الجلطة القلبية أو سرطان الرئة، في هذه الحالات يحتاج المريض لزيارة الطبيب لتشخيص السبب المؤدي لألم الظهر بين الكتفين.
محتويات المقال
الأسباب المؤدية لآلام الظهر بين الكتفين
تمتد المنطقة بين الكتفين من أسفل الرقبة وحتى منتصف الظهر، ويحدها من الجانبين عظمتي الكتف. تحتوي هذه المنطقة على عدد من الأجزاء التي ينتج عن أي مشكلة فيها آلام الظهر بين الكتفين، ومنها:
الم بين الكتفين بسبب العضلات
ويعد السبب الأكثر شيوعاً لحدوث الم الظهر بين الكتفين، ويعود ذلك لعدد من الأسباب، مثل:
- ضعف العضلات بين الكتفين نتيجة عدم الاستخدام وقلة الحركة، أو نتيجة للجلوس بشكل خاطئ لفترات طويلة، فعند الجلوس على المقعد بشكل منحنٍ دون الحفاظ على استقامة العضلات وإرجاع الأكتاف بشكل مريح وصحي إلى الخلف، مع انحناء الرأس إلى الأسفل، أو حتى النوم على فراش غير مريح يولد ذلك ضغطاً على العمود الفقري والأربطة، ويسبب ضعفاً في العضلات، محدثاً ألماً مزمناً على شكل إجهاد بين الكتفين.
- فرط استخدام العضلات، يحدث ذلك عند تكرار حركة محددة لفترات طويلة، مثل رفع أثقال بشكل متكرر، أو لعب كرة المضرب. تؤدي ممارسة بعض الأعمال أو الحركات الخاطئة إلى حدوث شد أو تشنج عضلي في منطقة بين الكتفين.
- متلازمة التهاب اللفافة العضلية (بالإنجليزية: Myofascial Pain Syndrome)، هو ألم في منطقة محددة ناتج عن زيادة تحفيز اللفافة العضلية، يحدث ذلك بسبب تعرض هذه العضلة لإصابة مباشرة أو غير مباشرة، أو إلى شد وإجهاد متكرر، أو نتيجة مرض آخر في العمود الفقري. يكون الألم مزمناً ولفترة أطول من الشد العضلي الناتج عن إصابة.
- الالتهاب العضلي الليفي (بالانجليزية: Fibromyalgia)، ألم عضلي مزمن يصيب العضلات والعظام في أماكن مختلفة من الجسم، يترافق مع أرهاق عام، وألم مع الضغط على موقع الألم.
الم بين الكتفين بسبب مشاكل الفقرات والعمود الفقري
تعتبر مشاكل الفقرات والعمود الفقري من أهم أسباب الألم بين الكتفين. من أكثر هذه المشاكل شيوعًا:
- الإصابة بالديسك: توجد الفقرات الصدرية في المنطقة بين الكتفين، يفصل بين هذه الفقرات العظمية مادة هلامية موجودة داخل قرص غضروفي، ليسهل الحركة يوزع الوزن بشكل متناسق ومدروس، في بعض الحالات يحدث انزلاق أو فتق في القرص الغضروفي مسبباً ضغطاً على الأعصاب المجاورة للعمود الفقري.
هذا الضغط يسبب ألماً مزمناً وقد يرافقه خدران وضعف في العضلات، يزداد بشكل ملحوظ مع زيادة الحركة بسبب تحريك الفتق والضغط على الأعصاب المجاورة بشكل متكرر وكبير، ويحدث الفتق أو الديسك في منطقة الفقرات الصدرية بشكل أقل من منطقة الرقبة أو أسفل الظهر.
غالباً يتم تسكين الآلام بأخذ قسط من الراحة، أو مخففات الألم، أو العلاج الطبيعي. وفي بعض الحالات يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية لتخفيف الآلام المزمنة والشديدة.
- التهاب المفاصل التنكسي: يعد التهاب المفاصل التنكسي (بالانجليزية: Osteoarthritis) أكثر أنواع الالتهابات المفصلية شيوعاً عند كبار السن، حيث تتآكل الطبقة الغضروفية المغلفة للعظم، فتصبح فرصة احتكاك العظم في فقرات العمود الفقري أكبر، ذلك يشكل ضغطاً على الأعصاب المجاورة محدثة خدران، ووخز وألم بين الكتفين والرقبة وأيضاً في إحدى أو كلا الذراعين.
- التهاب فوق الجافية: نادراً ما يحصل التهاب فوق الجافية (بالانجليزية: Epidural İnfection) مسبباً تراكم القيح حول الحبل الشوكي، يضغط على الأعصاب المحيطة محدثاً آلاماً بين الكتفين، من الممكن أن يرافقه خدران في الأيدي.
يرافق التهاب الجافية ارتفاع في درجة حرارة الجسم. يحمي التشخيص المبكر وبدء العلاج المريض من حدوث مضاعفات خطيرة.
للمزيد: جراحة العمود الفقري بالتداخل المحدود
الم بين الكتفين بسبب مشاكل الجهاز الهضمي
من الممكن أن تسبب مشاكل الجهاز الهضمي آلام الظهر بين الكتفين، وذلك في الحالات التالية:
- ارتجاع المريء: يسبب ارتجاع المريء الحمضي الم بين الكتفين وحرقان، ويرافق الارتداد المريئي ألماً في الصدر، وحرقة في المعدة، وصعوبة في البلع، وسعال جاف متكرر. ويجب الإنتباه إلى علاجه لمنع تطور المرض إلى أورام في المريء.
- أمراض المرارة: يرافق التهاب المرارة وجود ألم في منطقة أعلى البطن إلى اليمين والغثيان، وينتقل الألم على شكل نخزات في منطقة الكتف الأيمن غالبا أو بين الكتفين.
الم بين الكتفين بسبب أمراض القلب والشرايين
قد تؤثر أمراض القلب والشرايين أيضًا على الأعضاء المحيطة، وذلك يتضمن أعلى الظهر. قد تسبب الحالات التالية ألم بين الكتفين:
- تمزق الشريان الأورطي الصدري: يسبب تمزق الشريان الأورطي الصدري أو تسلخ الأبهر ألماً حاداً يوصف بحيث نه تمزق شديد يشعر به المريض بشكل مفاجئ في الظهر بين الكتفين، ويؤدي انسلاخ جدار الشريان الأورطي إلى فقدان كميات كبيرة من الدم، لذلك تعتبر هذه الحالة من الحالات العاجلة والخطيرة التي يتم نقل المريض بها مباشرة إلى المستشفى.
- الجلطة القلبية: لا يشترط أن تبدأ الجلطات القلبية دائماً، وخاصة النوبات القلبية لدى النساء، بألم في الصدر. من الممكن أن تظهر أعراض الجلطة القلبية عند النساء بأعراض غير محددة مثل التعب الشديد، والشعور بألم بين الكتفين وضيق في التنفس، وفي هذه الحالات من المهم الاهتمام بهذه الأعراض والذهاب إلى المشفى خلال أقصر وقت.
- الانسداد الرئوي: يعد الانسداد الرئوي حالة عاجلة وخطيرة، تقوم خثرة دموية قادمة من القدم بإغلاق الشريان الرئوي، مسبباً عطلاً في جريان الدورة الدموية. يصاحب الانسداد الرئوي آلام حادة في الصدر وبين الكتفين، كما يكون ضيق التنفس علامة واضحة. غالباً ما يسبقه أعراض جلطات الدم في الساقين بما في ذلك الألم، والاحمرار، و التورم.
الم بين الكتفين بسبب حالات مرضية أخرى
من الممكن أن ينتج ألم بين الكتفين عن حالات أخرى، مثل:
- الم بين الكتفين بسبب أمراض تصيب طبقة الجلد الخارجية
يصيب الهربس أو الحزام الناري أماكن مختلفة من الجسم، تبدأ أعراضه بألم حاد مع حكة في منطقة معينة من الجسم وغالباً ما تكون على جهة واحدة، يتبع هذا الألم طفح جلدي على شكل أكياس مائية صغيرة شفافة ذات قاعدة حمراء، يصيب عادة الكبار في السن، وأصحاب المناعة المنخفضة.
لا يوجد علاج محدد للشفاء، لكن يتم إستخدام علاجات لتخفيف الألم والأعراض بشكل عام حتى يتعافى المريض تلقائياً خلال أسابيع.
- الم بين الكتفين بسبب التخدير النصفي قبل الولادة
عند استخدام طريقة التخدير النصفي أو فوق الجافية في تخدير السيدات الحوامل قبل الولادة فإن 0.5% منهن يعانين من ألم شديد في الظهر بين الكتفين بعد التخدير مباشرة، يزيد هذا الألم من احتمالية الولادة القيصرية. وفي معظم الأحيان يتلاشى الشعور بالألم بين الكتفين بعد الولادة.
- الم بين الكتفين بسبب التعرض للإصابة
يمكن أن تكون الإصابة نتيجة حادث مروري، أو نتيجة السقوط من مكان مرتفع، أو رفع جسم ثقيل بشكل خاطئ وسريع. في هذه الحالات يحتاج المريض إلى إجراء الفحوصات والصور اللازمة لتحديد مقدار الإصابة، والتأكد من سلامة العمود الفقري والأجزاء المحيطة من أوعية دموية وغيرها، والمتابعة من الطبيب لتلقي العلاج المناسب.
يحتاج المريض بعد الإصابة إلى علاج فيزيائي جسدي لمساعدة العضلات المتضررة على الشفاء بسرعة أكبر وقد تحتاج بعض الحالات المتقدمة إلى عملية جراحية.
- الم بين الكتفين بسبب الأورام
الأورام التي تحمل قابلية عالية للانتشار إلى العظم وتحديداً العمود الفقري، مثل أورام الثدي، تسبب آلاماً مزمنة ومنهكة في الظهر وبين الكتفين. وغيرها من الأورام التي تنتشر إلى العظم.
كما ترافق أورام الرئتين أيضاً أعراض الألم بين الكتفين، خاصة التي تصيب الجزء العلوي من الرئتين وتؤثر على تجمع الأعصاب في تلك المنطقة.
حالات آلام الظهر بين الكتفين التي يجب فيها مراجعة الطبيب
يجب زيارة الطبيب في حال كان الم الظهر بين الكتفين شديداً جداً، لا يقل، ولا يزول. من الممكن أن يكون السبب بسيطاً لكن يجب استثناء الأسباب الأكثر خطورة أولاً. ويرافق الألم أي من الأعراض التالية:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- التعرق الشديد خاصة في الليل.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- وجود دم في السعال.
- الدوار والإغماء.
- انتفاخ واحمرار وألم في القدم.
- صعوبة في الكلام.
- شلل جزء من الجسم أو فقدان القدرة على التحكم في المثانة.
- بداية الألم بعد التعرض لإصابة أو السقوط.
علاج الم بين الكتفين
يختلف العلاج حسب السبب المؤدي لوجود ألم الظهر بين الكتفين، و يحتاج الطبيب لإجراء الفحوصات والصور الإشعاعية المختلفة لتشخيص السبب اعتماداً على السيرة المرضية والفحص السريري.
في حالات إجهاد العضلات البسيطة ينصح الطبيب بوضع كمادات الثلج والمحافظة على العضلات المجهدة في وضع ممدد، يمكن استخدامها كل 20 دقيقة.
كما يتم وضع كمادات دافئة عندما يخف الورم، ويمكن استخدامها في وقت مبكر عند زيادة التورم والألم. أخذ قسط من الراحة إلى جانب المسكنات مسكنات الألم مثل الباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمراهم الموضعية.
بالإضافة إلى المشدات مثل مشد الرقبة او الجبيرة إذا لزم الأمر لتثبيت مفصل الكتف والعنق.
لكن في الحالات الأكثر تعقيداً، يتم وصف العلاج بعد التشخيص المناسب.
الوقاية من الم بين الكتفين
لأن السبب الأكثر شيوعاً لالم الظهر بين الكتفين هو سبب عضلي، لذلك يوجد بعض الإرشادات والنصائح التي تساعد على التخلص من الألم، منها:
- الجلوس بشكل صحيح، التدرب على الجلوس بالشكل الصحيح بحيث يكون الظهر مشدوداً والأكتاف مرتاحة إلى الخلف قليلا، من وضع الأقدام على مسافة مناسبة، وعدم حني الرأس للاسفل خلال العمل أو الكتابة، يساعد مع الوقت على تقوية عضلات الظهر وجعلها مشدودة بالشكل الصحيح، ليقل الألم بشكل تدريجي.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة، وأخذ استراحة قصيرة لعمل حركات رياضية بسيطة لشد العضلات وتنشيط الدورة الدموية فيها.
- تجنب رفع أحمال ثقيلة، حيث يسبب ذلك تشنجاً مفاجئاً في العضلات.
- الالتزام بنظام حياة صحي، من تغذية متكاملة ونوم بشكل جيد.
- الالتزام بجلسات للعلاج الفيزيائي الجسدي لتحسن آلام الديسك والآلام المزمنة.
- عمل تدريبات الإحماء قبل ممارسة الرياضة لتهيئة العضلات.
للمزيد: أجزاء العمود الفقري والحفاظ على صحة العمود الفقري
للمزيد: خلع مفصل الكتف بين الأنواع وطرق العلاج