تنتشر بعض الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا من استعمال أدوية ومكملات غذائية لا يستدعي الأمر استخدامها، وربما لا تفيد في تقليل أعراض البرد أو مدته، بل إن بعضها قد يكون ضرره أكثر من نفعه، فما هي الممارسات الخاطئة التي قد يقع فيها البعض عند علاج نزلات البرد والإنفلونزا؟ [1] [2]
تعرف في هذا المقال على أبرز الأخطاء الشائعة في علاج نزلات البرد والإنفلونزا في الكبار والأطفال، ومخاطر حقنة البرد أو حقنة هتلر، وكذلك بعض النصائح الفعالة في تخفيف أعراض الإنفلونزا.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
محتويات المقال
ممارسات خاطئة لعلاج الإنفلونزا
تنجم نزلات البرد والإنفلونزا عن الإصابة بعدوى فيروسية تؤدي إلى ظهور أعراض، مثل العطس، وسيلان الأنف أو احتقانها، والتهاب الحلق، وكذلك حمى خفيفة وسعال. [3]
غالبًا ما تستمر العدوى مدة 7 إلى 10 أيام، وقد تساعد بعض العلاجات في تخفيف الأعراض، إلا أن هناك أخطاء شائعة في علاج الإنفلونزا، مثل: [4]
استعمال المضادات الحيوية
يعد استخدام المضادات الحيوية من أبرز الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا ونزلات البرد؛ نظرًا لأن الإنفلونزا أو نزلة البرد حالة تنجم عن الإصابة بعدوى فيروسية، والمضادات الحيوية هي أدوية تعمل على محاربة البكتيريا؛ لذلك فهي لن تفيد قطعًا في علاج نزلات البرد والإنفلونزا. [1]
لا يقتصر الأمر على عدم النفع من استعمال المضادات الحيوية في علاج الإنفلونزا، بل إن استخدامها دون داعٍ قد يزيد من خطر حدوث العديد من المشاكل، منها: [5]
- التأثير سلبًا على توازن البكتيريا الصحية في الجسم، الأمر الذي قد يسبب الإصابة بالإسهال.
- تطور سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
تجدر الإشارة إلى أن الطبيب قد يصف المضادات الحيوية في بعض حالات الإنفلونزا ونزلات البرد التي تستمر أكثر من 10 أيام، أو إذا ساءت الأعراض فجأة بعد 5 إلى 7 أيام من ظهورها؛ فقد يشير ذلك إلى تطور عدوى بكتيرية ثانوية تستدعي العلاج بالمضادات الحيوية. [5]
استخدام حقنة البرد أو حقنة هتلر
قد يلجأ البعض لأخذ حقنة البرد أو ما يدعى بالخلطة السحرية لعلاج البرد، وهي خليط من 3 أدوية معًا تشمل مضادًا حيويًا، وديكلوفيناك الصوديوم، والكورتيزون. يعد أخذ هذا الخليط الدوائي من الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا وليس له أساس علمي، بل قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة على الرغم من إعطاء شعور مؤقت بالتحسن في البداية، وذلك للأسباب الآتية: [1] [6] [7]
- المضادات الحيوية: لا يستدعي علاج نزلات البرد والإنفلونزا استخدام المضادات الحيوية كما ذكرنا، فهي أدوية مخصصة لعلاج العدوى البكتيرية وليس الفيروسية.
- الكورتيزون: تتضمن الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا استخدام حقن الكورتيزون مثل الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) على الرغم من عدم وجود دليل علمي على ذلك، كما أنها قد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية خطيرة، مثل ارتفاع مؤقت في ضغط الدم، وارتفاع مستوى السكر، وزيادة خطر الإصابة بتجلط الدم؛ لذا لا ينبغي استخدام الكورتيزون إلا تحت إشراف الطبيب.
- ديكلوفيناك الصوديوم: ينتمي الديكلوفيناك إلى مضادات الالتهاب غير الستيرويدية فهو مضاد للالتهاب، ومسكن للألم، وخافض للحرارة، ولكن لا ينبغي استخدامه دون وصفة طبية، وهناك بدائل لها نفس الخصائص العلاجية وتعد أكثر آمانًا، مثل الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) مع مراعاة أن يستخدم بمفرده.
جدير بالذكر أن الإفراط في استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل عام قد يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة أو مشاكل في الكلى.
اقرأ أيضًا: أخطاء تزيد أعراض الزكام سوءاً
استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان فترة طويلة
تعمل مزيلات الاحتقان على تخفيف انسداد الأنف عن طريق تضييق الأوعية الدموية مما يمنح شعورًا بالراحة، ولكن يعد من الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا استخدام بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان أكثر من 3 أيام، إذ أن ذلك قد يؤدي إلى تأثير عكسي وتورم الممرات الأنفية فتتفاقم الأعراض. [8] [9]
تناول عدة أدوية معًا
تشمل الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا تناول الأدوية المركبة لعلاج أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد دون الحاجة إليها، فهي تحتوي على عدة مواد فعالة، لخفض الحرارة، وتسكين الألم، وعلاج سيلان الأنف، والاحتقان، والسعال. وقد يكون الشخص في غنى عن استخدام جميع هذه المواد؛ نظرًا لأنه لا يعاني من جميع هذه الأعراض، وربما يعرضه ذلك لآثارها الجانبية المحتملة دون داعٍ، لذا يفضل الاكتفاء بتناول الدواء المناسب لتخفيف الأعراض التي تظهر بالفعل على الشخص. [4] [10]
علاوة على ذلك، تضم الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا استخدام هذه الأدوية المركبة مع أدوية أخرى يتناولها المريض تحتوي على نفس المواد الفعالة دون إدراك ذلك؛ مما يؤدي إلى أخذ جرعة أكبر من الموصى بها؛ لذا ينبغي قراءة المواد الفعالة على ملصق الدواء قبل استخدامه، لتجنب استعمال أكثر من دواء يحتوي على نفس المواد الفعالة. [4] [10]
اقرأ أيضًا: ما هو أحسن دواء للبرد والأنفلونزا؟
تناول بعض أنواع المكملات الغذائية
يفضل الكثيرون تناول بعض المكملات الغذائية أو العشبية سعيًا للحد من أعراض الإنفلونزا، ومع ذلك تتضارب الآراء العلمية حول مدى فاعلية استخدام هذه المكملات، وفيما يلي نذكر بعض الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا باستخدام المكملات الغذائية: [11]
- فيتامين سي
يُعتقد أن تناول مكملات فيتامين سي أثناء نزلات البرد أو الإنفلونزا يساعد في العلاج، ولكن في الحقيقة فإن فيتامين سي لا يفيد في علاج الإنفلونزا أو الوقاية من الإصابة بها، ولكن ربما يساهم تناوله بانتظام قبل الإصابة بنزلات البرد في تقليل مدتها وتخفيف حدة الأعراض إلى حد ما عند الإصابة بها. [12]
لذلك فإن من الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا تناول مكملات فيتامين سي لا سيما بجرعات كبيرة؛ مما قد يؤدي إلى الإصابة بغثيان، وإسهال، وتقلصات في البطن.
ينصح بتناول فيتامين سي ضمن الأغذية الطبيعية، مثل الجريب فروت، والبرتقال، والبروكلي، والطماطم فهي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الأساسية الهامة لصحة الجسم بشكل عام. [4] [12]
- الزنك
ربما يكون للزنك دور في تقصير مدة نزلة البرد أو الإنفلونزا، فبحسب ما أشارت دراسة أجريت عام 2015 نشرت في مجلة قاعدة بيانات كوكران للمراجعات المنهجية، إلى أن تناول مكملات الزنك في غضون 24 ساعة من بداية الأعراض قد يساهم في تقليل مدة نزلة البرد. [4]
ولكن من الخطأ في علاج الزكام والإنفلونزا تناول مكملات الزنك دون استشارة الطبيب، حيث أنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية، مثل الغثيان واضطرابات في الجهاز الهضمي، والإحساس بطعم سيئ في الفم، كما أن استخدامها فترة طويلة خاصة بجرعات عالية يمنع امتصاص النحاس، علاوة على أن الزنك يتداخل مع امتصاص العديد من الأدوية. [4] [11]
- الإشنسا
تشمل الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا أيضًا تناول عشبة الإشنسا أو الإخناسيا (بالإنجليزية: Echinacea) في صورة مكمل عشبي اعتقادًا أن لها دورًا في علاج نزلات البرد أو الوقاية منها، ولكن الأدلة العلمية على ذلك محدودة، بل إن مراجعة بحثية نشرت عام 2014 في مجلة قاعدة بيانات كوكران للمراجعات المنهجية أشارت إلى عدم ثبوت فوائد لنبات الإشنسا في علاج نزلات البرد والإنفلونزا مقارنة بالدواء الوهمي. [1] [11]
اقرأ أيضًا: أدوية الكحة للأطفال: هل هي فعالة؟
ممارسات خاطئة لعلاج الإنفلونزا في الأطفال
تشمل الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا في الأطفال ما يلي: [13] [14] [15]
- استخدام أدوية البرد المركبة وأدوية الكحة في الأطفال أقل من عامين، الأمر الذي قد يعرضهم لمخاطر آثارها الجانبية، حيث أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية توصي بالامتناع عن استعمال أدوية البرد والسعال في الأطفال أقل من عامين.
- إعطاء أدوية البرد أو السعال للأطفال أكبر من عامين دون وصفة طبية، حيث أن بعض الأطباء لا ينصح باستخدام مضادات الاحتقان ومضادات الهيستامين في الأطفال حتى عمر 6 سنوات لقلة فاعليتها ومخاطر آثارها الجانبية.
- استعمال أدوية السعال التي تحتوي على الكودين (بالإنجليزية: Codeine) أو الهيدروكودون (بالإنجليزية: Hydrocodone) في الأطفال والمراهقين أقل من 18 عامًا.
- استعمال المضادات الحيوية.
- إعطاء الطفل الأسبرين، ويعد ذلك خطيرًا حيث يمنع استخدام الأسبرين في الأطفال والمراهقين؛ نظرًا لأنه قد يؤدي إلى الإصابة بمتلازمة راي وهي حالة خطيرة يمكن أن تسبب الوفاة.
للمزيد: أخطاء شائعة حول نزلات البرد والإنفلونزا في الاطفال
نصائح لعلاج الإنفلونزا ونزلات البرد
بعد التعرف على أبرز الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا، هناك بعض الطرق الآمنة والفعالة التي قد تساهم في تخفيف حدة الأعراض إلى حين التعافي، منها: [16] [17]
- الإكثار من شرب السوائل مثل الماء بالعسل والليمون، ويفضل السوائل الدافئة لأنها تساعد على تخفيف الاحتقان والوقاية من الجفاف.
- الراحة لإتاحة الفرصة للجسم للتعافي.
- الغرغرة بالملح والماء الدافئ لتخفيف التهاب الحلق.
- استنشاق البخار لتقليل احتقان الأنف أو أخذ حمام دافئ.
- الحرص على تنظيف الأنف من المخاط بطريقة صحيحة.
- وضع وسادة إضافية عند النوم لجعل الرأس مرفوعًا بعض الشيء لتسهيل تصريف الإفرازات الأنفية.
للمزيد: طرق علاج الإنفلونزا في المنزل
نصيحة الطبي
يوصى بالحذر من الممارسات الخاطئة لعلاج الإنفلونزا؛ لتجنب خطر الإصابة بمشاكل صحية وتفاقم أعراض البرد عوضًا عن علاجها، وينصح باتباع الأساليب الطبيعية في العلاج مع استخدام الأدوية المناسبة عند الحاجة.