يعرف مرض باركنسون أو الشلل الرعاش بأنه اضطراب عصبي معقد يتسم بمجموعة أعراض مثل الرعاش، ومشاكل المشي والتوازن، وتيبس العضلات. يهدف علاج الشلل الرعاش إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، ويعتمد اختيار العلاج المناسب لكل حالة بناء على نوع الأعراض وشدتها. [1] [2]
يتناول هذا المقال كيفية علاج الشلل الرعاش بالأدوية، والجراحة، والطرق الطبيعية، وكذلك طرق علاج الأعراض الثانوية لمرض باركنسون.
محتويات المقال
علاج الشلل الرعاش بالأدوية
تهدف أدوية علاج حالات الشلل الرعاش إلى رفع مستوى الدوبامين المنخفض في المخ لدى مرضى باركنسون، وتخفيف الرعاش والأعراض الحركية الأخرى، وتشمل هذه الأدوية ما يلي: [1] [3]
- الليفودوبا: يعد دواء الليفودوبا (بالإنجليزية: Levodopa) أشهر دواء لعلاج الشلل الرعاش، ويعمل على زيادة مستوى الدوبامين في المخ، وعادة ما يؤخذ معه دواء الكاربيدوبا (بالإنجليزية: Carbidopa).
- ناهضات الدوبامين: تحاكي هذه الأدوية تأثير الدوبامين في المخ، ومن أمثلتها البراميبيكسول (بالإنجليزية: Pramipexole) وروبينيرول (بالإنجليزية: Ropinirole).
- مضادات الكولين: تعمل مضادات الكولين في علاج الباركنسون على الحد من أعراض الرعاش وتيبس العضلات، ومن أمثلتها البنزتروبين (بالإنجليزية: Benztropine).
- مثبطات ناقلة ميثيل-O الكاتيكول: تستخدم هذه الأدوية في علاج الشلل الرعاش بهدف إطالة مفعول دواء الليفودوبا، حيث تمنع عمل الإنزيم المسؤول عن تكسير الليفودوبا في الجسم، ومن أمثلة هذه الأدوية التولكابون (بالإنجليزية: Tolcapone) والإنتاكبون (بالإنجليزية: Entacapone).
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين B: تعمل هذه الأدوية على تثبيط إنزيم أوكسيديز أحادي الأمين B المسؤول عن تكسير الناقل العصبي الدوبامين في المخ، وتشمل السيليجيلين (بالإنجليزية: Selegiline) والراساجيلين (بالإنجليزية: Rasagiline).
- الأمانتادين: يفيد الأمانتادين (بالإنجليزية: Amantadine) في تخفيف الأعراض الحركية لدى مرضى الشلل الرعاش.
للمزيد: أدوية علاج مرض باركنسون
علاج الشلل الرعاش الداعم
قد تفيد بعض طرق علاج الشلل الرعاش عند كبار السن في مساعدة الشخص على التعايش مع المرض والحد من الأعراض، مثل تيبس العضلات، ومشاكل التوازن، وصعوبة الكلام، وكذلك صعوبة البلع. [2]
تتضمن خيارات علاج الشلل الرعاش الداعم ما يلي: [2] [4]
- العلاج الطبيعي: يهدف العلاج الطبيعي إلى تحسين المرونة، وتسهيل الحركة والمشي، ورفع مستوى اللياقة البدنية، وذلك من خلال القيام ببعض التمارين، مثل تمارين التوازن، والإطالة والمرونة، والقوة.
- العلاج المهني: يعمل المعالج على تدريب المريض على أداء المهام اليومية بطرق سهلة، وتأمين بيئة المنزل وتنظيمه بصورة مناسبة، وذلك لمساعدة الشخص على رعاية نفسه وتحسين جودة الحياة.
- علاج النطق: يساعد المعالج المريض على أداء بعض التدريبات لتحسين النطق والتغلب على صعوبة البلع التي يعاني منها.
علاج الشلل الرعاش بالجراحة
قد يلجأ الطبيب إلى علاج الشلل الرعاش بالجراحة عندما لا تجدي العلاجات الأخرى نفعًا، ومن أمثلة الجراحات المستخدمة ما يلي: [3] [5]
- التحفيز العميق للدماغ: يُجرى التحفيز العميق للدماغ عن طريق زرع أقطاب كهربائية في أجزاء من المخ ثم توصيلها بجهاز يوضع في الصدر، حيث يصدر الجهاز نبضات كهربائية- غير مؤلمة- لتحفيز المخ، والذي بدوره يخفف من الأعراض الحركية لدى المريض.
- بَضْع الكرة الشاحبة وبضع المهاد: تنطوي هذه الجراحة على بَضْع الأجزاء المسؤولة في المخ عن ظهور أعراض الرعاش، والحركات اللاإرادية، وتيبس العضلات.
- تركيب مضخة: تزرع هذه المضخة بالجراحة بالقرب من الأمعاء، وتعمل على ضخ مزيج من دواء الليفودوبا والكاربيدوبا.
للمزيد: علاج مرض باركنسون بالطرق الجراحية المختلفة
علاج الشلل الرعاش بالطب البديل
يوجد العديد من الخيارات العلاجية البديلة التي ربما تساهم في علاج الشلل الرعاش، ولكن ينبغي استشارة الطبيب قبل اللجوء إلى أي منها، وعدم استخدامها بدلًا من الأدوية الموصوفة. [6]
يشمل علاج مرض الشلل الرعاش بالطرق البديلة ما يلي: [6]
- الوخز بالإبر.
- ممارسة اليوغا.
- التنويم المغناطيسي.
- الارتجاع البيولوجي.
- العلاج بالروائح العطرية.
- التدليك.
اقرأ أيضًا: علامات واعراض الشلل الرعاش
علاج مرض باركنسون بالغذاء
لا يوجد نظام غذائي معين ينبغي اتباعه لمرضى الشلل الرعاش، ومع ذلك يساهم اتباع نظام غذائي صحي متوازن في تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون وإبطاء تفاقمه، وكذلك تحسين صحة المريض بشكل عام، وتقليل الأعراض الثانوية. [1] [7] [8]
نذكر فيما يلي بعض النصائح الغذائية لمرضى باركنسون التي تشمل تضمين الأطعمة التالية في النظام الغذائي: [7]
- الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة لحماية خلايا المخ من الشوارد الحرة.
- الأطعمة الغنية بأوميغا 3، حيث تساعد في علاج الشلل الرعاش من خلال تحسين وظائف المخ لدى المرضى.
- المأكولات الغنية بالحديد، مثل اللحوم.
- الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب1، مثل الفول، والعدس، والبازلاء.
- المأكولات الغنية بفيتامين د، مثل سمك السلمون، والتونة، ومنتجات الألبان المدعمة.
- الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الخضراوات الورقية ومنتجات الألبان.
تجدر الإشارة إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين قد يعوق امتصاص دواء الليفودوبا؛ لذلك يفضل الفصل بين تناول هذه الأطعمة وموعد أخذ الدواء بوقت كافٍ. [2]
اقرأ أيضًا: دليلك الشامل للوقاية من مرض باركنسون
علاج أعراض مرض باركنسون الثانوية
يتضمن علاج الشلل الرعاش أيضًا طرقًا قد تفيد في التغلب على أعراض المرض الثانوية، مثل: [4] [9]
- الإمساك: تناول الأطعمة الغنية بالألياف، والحرص على شرب الكثير من الماء والسوائل، وممارسة الرياضة بانتظام.
- انخفاض ضغط الدم الوضعي: يمكن أن يساعد شرب السوائل وتناول الأطعمة المالحة في التخفيف من الشعور بالدوخة المصاحبة لهذه الحالة.
- الاكتئاب والقلق: قد يساهم ممارسة التمارين الرياضية، أو الخضوع للعلاج النفسي أو الدوائي في تخفيف الاكتئاب.
- الأرق: يمكن أن يفيد تغيير الروتين المتبع قبل النوم في المساعدة على النوم بسهولة.
- المشاكل الجنسية: ينبغي مراجعة الطبيب لوصف العلاج المناسب بناء على الحالة.
- فرط التعرق: يساعد استخدام مضادات التعرق على تقليل كمية العرق، بينما قد تجرى جراحة في الحالات الشديدة.
- صعوبة البلع: ينصح باختيار الأطعمة لينة القوام لتجنب الاختناق، ومراجعة الطبيب لوصف علاج الشلل الرعاش المناسب، ففي الحالات الشديدة قد تستخدم أنابيب التغذية.
- سلس البول: يمكن أن يفيد ممارسة تمارين تقوية عضلات قاع الحوض في التخفيف من سلس البول، ويمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية، بينما قد تستدعي الحالات الشديدة الخضوع لجراحة.
هل يمكن علاج مرض الباركنسون نهائيًا؟
يعد الشلل الرعاش من الاضطرابات العصبية المزمنة والتي تزداد تدريجيًا بمرور الوقت، ولا يوجد علاج نهائي لمرض الباركنسون حتى الآن، ولكن يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض وتحسين جودة الحياة. [4] [10]
آخر تطورات علاج الشلل الرعاش
هناك العديد من الطرق الجديدة لعلاج الشلل الرعاش مازالت تحت الدراسة، وتهدف هذه العلاجات إلى إبطاء تقدم مرض باركنسون أو إيقافه. [11]
نذكر فيما يلي الجديد في علاج مرض الباركنسون: [11] [12]
- علاج مرض باركنسون بالخلايا الجذعية: تكمن فكرة هذا العلاج في تعويض أو إصلاح الضرر الحادث في المخ بخلايا أخرى سليمة.
- العلاج الجيني: يعمل العلاج الجيني على تحفيز الخلايا على العمل بشكل أفضل ولفترة أطول.
- جهاز قابل للارتداء: هو جهاز جديد لعلاج مرض باركنسون يتم ارتداؤه في المعصم مثل ساعة اليد، ويعمل على إيقاف رعاش اليد.
اقرأ أيضًا: وسائل تساعد في علاج مرض باركنسون