يعد إدمان النيكوتين حالة شائعة، حيث أن معدل الإدمان على التدخين أعلى من معدلات الإدمان على الماريجوانا، أو الكحول، أو الكوكايين. ويوجد العديد من الخيارات العلاجية للتخلص من إدمان النيكوتين. ولكن قبل اختيار خط العلاج مع الطبيب، يجب أن يتمتع الشخص بالإرادة القوية والوعي بالتأثيرات الخطيرة للتدخين على مختلف أجهزة الجسم. تعرف في هذا المقال على أسباب إدمان النيكوتين وتأثيراته الجانبية وعوامل الخطر له وكيف يتم علاجه.
محتويا المقال
عند استخدام التبغ أو أحد المنتجات التي تحتوي على النيكوتين، يقوم الدماغ بتحرير النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة مثل الدوبامين وهذا ما يجعل النيكوتين يخلق شعوراً قصيراً بالرضا والسرور. لكن هذه المنتجات تحتوي بالإضافة للنيكوتين على العديد من العوامل المسرطنة والمواد الكيميائية الضارة، التي تؤثر سلبًا على مختلف أجهزة الجسم. [1]
هل يسبب النيكوتين الإدمان؟
نعم، فمعظم المدخنين يستخدمون التبغ بانتظام لأنهم مدمنون على النيكوتين. بالرغم من معرفتهم العواقب الصحية السلبية له. وغالبية المدخنين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، ويحاولون ذلك مرارًا وتكرارًا، لكن جزء قليل جدًا ينجح في الإقلاع عن التدخين بشكل نهائي. [2]
عند استهلاك النيكوتين تزداد نسبة الإندورفين والدوبامين التي تعزز مسارات المكافأة في الدماغ. مما يدفع المدخن إلى استخداممنتجات النيكوتين بشكل متكرر، وهذا يؤدي إلى حصول تغييرات في المسارات العصبية في الدماغ بما في ذلك المسارات المسؤولة عن التعلم، والتوتر، وضبط النفس. وتؤدي التغيرات الدماغية طويلة المدى الناتجة عن التعرض المستمر للنيكوتين إلى الإدمان. [2]
عوامل الخطر لإدمان النيكوتين
هناك عوامل مختلفة تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لإدمان النيكوتين مثل:
- العامل الوراثي والجينات:
تحدد الجينات كيفية استجابة الدماغ لجرعات النيكوتين التي تقدمها منتجات التبغ. [3]
- العائلة والأصدقاء:
الأطفال الذين لديهم آباء مدخنون هم أكثر عرضة لأن يصبحوا من المدخنين. كما وأن الأطفال والمراهقين الذين لديهم أصدقاء مدخنين غالبًا ما يدفعهم الفضول لتجربة السجائر. [3]
اقرأ أيضًا التدخين السلبي وصحة الطفل
- العمر:
كلما ابدأ الشخص بالتدخين في عمرٍ أصغر، تزداد إدمانه للنيكوتين. وبالأخص إذا كان لا يزال الدماغ لديه في طور النمو، مما يسهل الإدمان على النيكوتين. [3] [4]
- الأمراض النفسية:
الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، والقلق، والفصام، يزيد خطر إصابتهم بإدمان النيكوتين. [3]
- تعاطي مواد أخرى:
الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات والكحول تزيد احتمالية إصابتهم بإدمان النيكوتين أكثر بكثير من غيرهم. [3]
التأثيرات الجانبية لإدمان النيكوتين
يسبب إدمان النيكوتين العديد من التأثيرات السلبية على أجهزة الجسم المختلفة مثل: [1]
- زيادة خطر الإصابة بانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية المزمن.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة وسرطان الدم.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأمراض القلبية.
- زيادة خطر التعرض لمشاكل العين، مثل إعتام عدسة العين.
- زيادة احتمالية الإصابة بالضعف الجنسي والعقم.
- زيادة خطر الإجهاض والإصابة بمضاعفات الحمل.
- زيادة التعرض لنزلات البرد والأنفلونزا وضعف جهاز المناعة.
- زيادة خطر التعرض لمشاكل الأسنان وأمراض اللثة.
- فقدان حاسة التذوق أو الشم.
- زيادة خطر الإصابة بالشيخوخة المبكرة وهشاشة العظام.
أسباب إدمان النيكوتين
النيكوتين مادة مسببة للإدمان بشدة حيث يؤدي استخدام منتجات التبغ أو تدخين السجائر إلى إدمان النيكوتين. وحتى الاستخدام النادر أيضًا يمكن أن يؤدي إلى اعتماد النيكوتين. [1]
كما وأن منتجات الإقلاع عن التدخين، مثل علكة النيكوتين أو أقراص الاستحلاب أو الرقع، قد تسبب أيضًا إدمان النيكوتين. ولكن خطر الإدمان مع هذه المنتجات منخفض لأن كمية النيكوتين في هذه المنتجات قليلة ويتم تحريرها بشكل أبطأ من النيكوتين الموجود في التبغ. [1]
أعراض إدمان النيكوتين
تشمل علامات إدمان النيكوتين ما يلي: [1]
- عدم القدرة على التوقف عن استخدام منتجات التبغ.
- الرغبة في الاستمرار باستخدام منتجات التبغ حتى لو كان ذلك يؤثر بشكل سلبي على المتعاطي.
- ظهور أعراض انسحاب النيكوتين عند توقف تعاطي النيكوتين.
ومن أهم أعراض انسحاب النيكوتين التهيج، والأرق، والقلق، وصعوبة التركيز، والتعب. [3]
أما علامات الاعتماد الجسدي على النيكوتين فتشمل ما يلي: [3]
- التدخين على فترات منتظمة طوال اليوم.
- الرغبة في التدخين خلال نصف ساعة من الاستيقاظ.
- تصنيف السيجارة الأولى في اليوم على أنها الأكثر أهمية.
علاج إدمان النيكوتين
يتضمن علاج إدمان النيكوتين العديد من الطرق الدوائية والسلوكية. نذكر تاليًا أهم طرق علاج إدمان النيكوتين.
العلاج الدوائي
يوجد عدة أدوية تساعد في علاج إدمان النيكوتين والتي تسمى بدائل النيكوتين التي تعالج إدمان النيكوتين، وتسهل الإقلاع عن التدخين بعدة آليات محتملة، مثل: [5]
- تخفيف أعراض انسحاب النيكوتين عند التوقف عن تعاطي التبغ.
- تخفيف الإثارة العصبية والتوتر.
- إزالة حساسية مستقبلات النيكوتين.
ومن أهم هذه الأدوية:
- البوبروبيون (بالإنجليزية: Bupropion):
يزيد من مستويات الدوبامين والنورإيبينفرين في الدماغ، فهو يماثل بذلك تأثير النيكوتين على هذه النواقل العصبية. [5]
- الفارينكلين (بالإنجليزية: Varenicline):
نظير للسيستين، وهو قلويد نباتي طبيعي يساعد في علاج إدمان النيكوتين. [5]
- ريمونابانت (بالإنجليزية: Rimonabant):
فعال كوسيلة مساعدة للإقلاع عن التدخين، حيث يعاكس عمل بعض المستقبلات في الدماغ.[5]
- ميكاميلامين (بالإنجليزية: Mecamylamine):
يرتبط هذا الدواء بمستقبلات النيكوتين وبالتالي يمنع تأثير النيكوتين على هذه المستقبلات. [5]
اقرأ أيضًا أدوية الإقلاع عن التدخين بين الفوائد والخطر
العلاج السلوكي
- العلاج السلوكي المعرفي
يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على تحديد الدوافع النفسية والمحفزات التي تدفع المتعاطي لاستخدام النيكوتين، وبالتالي يساعد في تجنب الحاجة النفسية للنيكوتين. [4]
اقرأ أيضًا العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب
- المقابلات التحفيزية
يعتمد هذا النمط من العلاج على تحديد المشاعر المختلطة حول استخدام النيكوتين، ويعزز التفاؤل والكفاءة الذاتية والقدرة على التكيف مع التغيير، كما يزيد من الحافز للإقلاع عن التدخين وعلاج إدمان النيكوتين. [4]
- اليقظة الذهنية
تفيد هذه التقنية في تعلم كيفية تحمل المشاعر السلبية والتعامل معها، دون التفكير بأن النيكوتين هو الحل لهذه المشاعر.[4]
تغيير نمط الحياة
قد تساعد هذه النصائح في علاج إدمان النيكوتين: [1]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- تناول الوجبات الصحية الخفيفة بين الوجبات الرئيسية وهذا يساعد في صرف الانتباه عن الرغبة بالتدخين.
- إزالة جميع منتجات التبغ من المنزل والسيارة.
- تجنب المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى الانتكاس، مثل التواجد حول مدخنين آخرين.
- تحديد أهداف صغيرة بشأن علاج إدمان النيكوتين ومكافأة النفس على تحقيق تلك الأهداف.
العلاجات البديلة والطبيعية
تشمل الحلول الأخرى التي يمكن أن تساعد في التغلب على إدمان النيكوتين ما يلي: [1]
- التنويم المغناطيسى.
- العلاج بالإبر الصينية.
- الأعشاب والزيوت الأساسية.
ولكن سلامة وفعالية كل خيار تحتاج للمزيد من الدراسات والأبحاث.
نصيحة الطبي
لا يخفى على أحد التأثيرات الخطيرة لإدمان النيكوتين، وتتعدد طرق علاج هذه الحالة. يجب دعم مدمني النيكوتين ليتخلصوا من هذا الإدمان، وليحموا أنفسهم من أضرار النيكوتين وتأثيراته السلبية على أجهزة الجسم المختلفة.