انسحاب النيكوتين | Nicotine Withdrawal

يؤدي استخدام النيكوتين لفترات طويلة إلى حدوث تغيير في اتزان النواقل العصبية في الدماغ، أو ما يعرف بإدمان النيكوتين، وعندما يتوقف المدخن عن تزويد الجسم بالنيكوتين الذي اعتاد عليه فإنه سيعاني من اضطراب أو خلل في ذلك الاتزان، الأمر الذي ينتج عنه عدد من الأعراض الجسدية والنفسية لانسحاب النيكوتين، والتي تجعل من الصعب تقليل التدخين أو الإقلاع عنه. [1]

يمكن أن تبدأ أعراض انسحاب النيكوتين في الظهور خلال 30 دقيقة من التوقف عن استخدام النيكوتين، ومع ذلك تصل الأعراض لذروتها خلال 2 - 3 أيام من الإقلاع عن التدخين، وتعتمد شدة الأعراض على الكمية اليومية التي اعتاد المدخن على استخدامها من النيكوتين، والفترة الزمنية التي قضاها في ذلك. [2]

تتضمن أعراض انسحاب النيكوتين ما يلي.

الرغبة الشديدة في استخدام النيكوتين

تحدث الرغبة الشديدة في استخدام النيكوتين نتيجة عدم تحفيز مستقبلات النيكوتين في الدماغ، والذي يزداد عددها مع الاستخدام المستمر للنيكوتين، الأمر الذي يؤدي إلى عدم إفراز الدوبامين الذي اعتاد عليه الجسم، وعادةً ما تستمر هذه الحالة من 5 - 10 دقائق، وتعد من أكثر أعراض انسحاب النيكوتين صعوبةً واستمرارًا. [3] 

الجوع وزيادة الوزن

يسبب النيكوتين تغيرات في الخلايا، ما يجعلها لا تستجيب بشكل جيد للأنسولين، الأمر الذي يؤدي لزيادة مستويات السكر في الدم، وعند الإقلاع عن التدخين قد يشعر المدخن بالحاجة إلى تناول الكربوهيدرات، أو الحلويات، أو غيرها من الأطعمة لإشباع الجوع المفاجئ وغير المبرر، ما يترتب عليه زيادة في الوزن. [3]

اضطرابات النوم

يمكن أن يؤدي اضطراب نسبة الدوبامين في الجسم إلى حدوث اضطرابات في النوم بما في ذلك الأرق، أو النوم لساعات إضافية أثناء النهار. [3]

السعال المستمر

يؤثر التدخين في الشعيرات الهوائية المبطنة للممرات الهوائية، ما يمنعها من الحركة الطبيعية، ويجعلها أكثر تسطحًا، ويؤدي الإقلاع عن التدخين إلى عودة هذه الشعيرات لشكلها الطبيعي، واستعادتها لوظائفها؛ بحيث تبدأ بالتخلص من السموم المتراكمة في الرئتين والممرات الهوائية، ما يؤدي لزيادة السعال. [3]

أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا

يمكن أن يعاني المدخن أثناء الإقلاع عن التدخين من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا نتيجة تحفيز الاستجابة المناعية للجسم، ما يتسبب في تفاعل الجسم بالطريقة ذاتها التي يتفاعل بها مع البكتيريا أو الفيروسات المسببة للأمراض، ومن أمثلتها ارتفاع طفيف في درجات الحرارة، والتهاب الجيوب الأنفية، والتعب العام، وآلام العضلات والمفاصل، وغالبًا ما تستمر هذه الأعراض لأيام قليلة. [3]

التقلبات المزاجية

تعد العصبية والتوتر من الأعراض المبكرة الشائعة لانسحاب النيكوتين، والتي تحدث نتيجة الاضطراب الحاصل في نظام الغدد الصماء والجهاز العصبي المركزي، ما ينتج عنه تقلبات مزاجية حادة، بالإضافة لتغيرات جسدية مؤقتة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وتسارع نبضات القلب، إلى جانب مشاكل الذاكرة، وصعوبة التركيز، والدوخة. [3]

الإمساك

يمكن أن يؤثر الانقطاع المفاجئ عن النيكوتين في الجهاز الهضمي أيضًا؛ إذ يؤدي لتغيرات في حركة وانقباضات الأمعاء، وتقليل سرعة هضم الطعام، وقد يستمر الإمساك لمدة 1 - 2 أسبوع، بالإضافة لذلك يمكن أن يتسبب الإفراط في تناول الأطعمة بما في ذلك الكربوهيدرات، والشوكولاته، ورقائق الشيبس في تفاقم الإمساك. [3]

أعراض أخرى

يمكن أن ينتج عن انسحاب النيكوتين أعراض أخرى تتضمن ما يلي: [2] 

• تنميل في اليدين أو القدمين.
• الارتعاش.
• التعرق.
• غثيان وآلام في المعدة.
• الصداع.
• التعب والإرهاق.

اقرأ أيضًا: التأثير السلبي للتدخين على الحالة النفسية

السير الزمني لانسحاب النيكوتين

تختلف حدة أعراض انسحاب النيكوتين ونوعها من حالةٍ لأخرى، ففي حين قد تستمر الأعراض لبضعة أيام عند بعض المدخنين، إلا أنها قد تستمر لعدة أسابيع عند بعضهم الآخر. [1]

يمكن تقسيم السير الزمني لانسحاب النيكوتين بعد آخر استخدام له على النحو التالي: [4]

• بعد نصف ساعة إلى 4 ساعات: يقل تأثير النيكوتين بعض الشي، وتبدأ رغبة الجسم في استخدام المزيد من منتجات التدخين.
• بعد 10 ساعات: تبدأ الأعراض الجسدية بالظهور، مع الشعور بعدم الارتياح.
• بعد يوم واحد: تزداد الشهية والعصبية.
• بعد يومين: يبدأ الصداع مع انخفاض نسبة النيكوتين في الجسم.
• بعد 3 أيام: يتخلص الجسم من النيكوتين كليًا، وتقل الرغبة في استخدامه، مع زيادة في حدة الأعراض لا سيما التوتر.
• بعد 2 - 4 أسابيع: قد يستمر الشعور بالتعب، إلا أن الأعراض تبدأ بالتحسن بحيث تقل الشهية، ويتحسن التركيز، ويقل الاكتئاب، والتوتر، والسعال.
• بعد الأسبوع الخامس: تزول الأعراض الجسدية عند أغلب الأشخاص، ويبقى التحدي هو التعامل مع الأعراض النفسية.

اقرأ أيضًا: ماذا يحدث لجسمك بعد الإقلاع عن التدخين في فترات زمنية مختلفة؟

تساعد العديد من العلاجات على التعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين الجسدية والنفسية وإدارتها، ومنها الطرق التي تذكرها تاليًا.

العلاج ببدائل النيكوتين

يهدف العلاج ببدائل النيكوتين (بالإنجليزية: Nicotine Replacement Therapy) إلى تزويد الجسم بكميات أقل من النيكوتين، ما يقلل من أعراض انسحابه، وتأتي على أشكال متعددة منها علكة النيكوتين، ولصقات النيكوتين، وأجهزة الاستنشاق، وبخاخات الأنف أو الفم. [1]

اقرأ أيضًا: إيجابيات وسلبيات استخدام بدائل النيكوتين

العلاج بأدوية الإقلاع عن التدخين

تساعد أدوية الإقلاع عن التدخين على التخلص كذلك من أعراض انسحاب النيكوتين، ومنها: [1]

• الفارنيكلين (بالانجليزية: Varenicline).
• الببروبيون (بالانجليزية: Bupropion).

السجائر الالكترونية

تحتوي السجائر الإلكترونية على النيكوتين على شكل بخار، بينما تخلو من المواد الضارة الأخرى الموجودة في السجائر التقليدية، وفي حين أن السجائر الإلكترونية قد تكون أقل ضررًا من السجائر التقليدية، إلا أن تأثيرها على الصحة لا يزال غير واضح، وتحتاج إلى المزيد من الدراسات لتأكيد فاعليتها وأمانها. [1]

الحصول على المشورة

يحتاج بعض المدخنون للمشورة الطبية والمساعدة النفسية من قبل الأطباء والمختصين، أو من خلال المشاركة في برامج الإقلاع عن التدخين، والتي قد تساعدهم على التعايش والتعامل مع الأعراض النفسية المرتبطة بانسحاب النيكوتين. [1]

يذكر من النصائح المفيدة في التعامل مع انسحاب النيكوتين وتشجيع المدخن على الاستمرار في قرار الإقلاع عن التدخين ما يلي: [1]

• الاستعداد النفسي للتعامل مع أعراض انسحاب النيكوتين، وتقبل أن عملية الإقلاع عن النيكوتين بنجاح قد تستمر لفترة طويلة.
• اختيار تاريخ مناسب للإقلاع عن التدخين؛ بحيث يأتي ذلك خلال فترة لا تحتوي على الكثير من الأمور والنشاطات التي قد تسبب ضغطًا نفسيًا وتوترًا إضافيًا.
• إدراك أن الرغبة الشديدة التي تصيب الجسم لاستخدام النيكوتين تستمر على الأكثر لمدة 20 دقيقة، وبالتالي يمكن للشخص إشغال نفسه بشيءٍ آخر لتجنب التدخين.
• إعداد قائمة بفوائد الإقلاع عن التدخين، وقراءتها عند الشعور بالرغبة في استخدام النيكوتين.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولفترات أطول من المعتاد خلال فترة انسحاب النيكوتين، ولا سيما عند الشعور بالرغبة الشديدة في التدخين.
• إخبار العائلة والأصدقاء بقرار الإقلاع عن التدخين، وإمضاء الوقت مع غير المدخنين منهم.
• تجنب الأمور التي قد تحفز الرغبة في استخدام النيكوتين، بما في ذلك زيارة المقاهي.
• البحث عن هوايات جديدة لإشغال النفس بها وقت الفراغ.
• الإكثار من شرب الماء والسوائل الصحية الأخرى، وتناول العلكة، وأقراص الاستحلاب الخالية من السكر لتقليل جفاف الفم وآلام الحلق التي قد ترافق انسحاب النيكوتين.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
• تجنب شرب الكافيين، وتناول الوجبات الدسمة قبل النوم، وعوضًا عن ذلك شرب الحليب أو شاي الأعشاب المهدئ للمساعدة على النوم.

اقرأ أيضًا: أضرار التدخين وآثاره السلبية 

نصيحة الطبي

من الشائع أن يعاني المدخنون من أعراض انسحاب النيكوتين عقب التوقف عن استخدام منتجات التدخين المختلفة التي تحتوي عليه، وهو أمرٌ طبيعي سرعان ما يختفي مع تقدم فترة العلاج، كل ما يحتاجه المدخن هو الصبر والتحمل واستخدام أي من العلاجات المقترحة.

• نيكوتين موضعي

[1] Aaron Kandola and Zia Sherrell. Nicotine withdrawal symptoms and how to cope. Retrieved on the 14th of September 2023.

[2] Darla Burke and Ana Gotter. Everything You Need to Know About Nicotine Withdrawal. Retrieved on the 14th of September 2023.

[3] Terry Martin. 7 Common Nicotine Withdrawal Symptoms, Knowing what to expect can help you prepare. Retrieved on the 14th of September 2023.

[4] WebMD.com. What is Nicotine Withdrawal? Retrieved on the 14th of September 2023.