مع تزايد انتشار موضة السيجارة الإلكترونية أو "الفيب"، خاصة بين الشباب، أصبح من الضروري التوقف عند هذه الظاهرة، وتحليل أبعادها، فرغم الترويج لها كبديل "أقل ضررًا" عن السيجارة العادية، إلا أن الحقيقة قد تختلف تمامًا!
يوضّح هذا المقال كل الحقائق والمخاوف المتعلقة بالسيجارة الإلكترونية.
محتويات المقال
ما هي السيجارة الالكترونية؟
السيجارة الإلكترونية، أو ما يُعرف بالفيب (Vape)، هي جهاز صغير محمول يعمل بالبطارية لتسخين سائل خاص حتى يتحول إلى بخار يتم استنشاقه، وعلى عكس الاعتقاد الشائع، هذا البخار ليس مجرد ماء، بل يحتوي على النيكوتين، ومواد كيميائية ضارة، ونكهات صناعية قد يكون لبعضها تأثيرات خطيرة في الصحة. [1]
عند استخدام السيجارة الإلكترونية، تُستنشق هذه الجزيئات وتنتقل عبر الحلق إلى الرئتين، مما يعرض الجسم لمواد قد تكون سامة، والأخطر من ذلك، أن بعض السجائر الإلكترونية التي تُسوَّق على أنها "خالية من النيكوتين" تبيَّن بعد تحليلها أنها تحتوي عليه بالفعل! [1]
تُعرف السيجارة الإلكترونية بعدة أسماء، منها: فيب (Vape)، أو الشيشة الإلكترونية، أو أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية (ENDS)، وغالبًا ما يستخدم الشباب العلامات التجارية المشهورة بها.
أنواع وأشكال السيجارة الإلكترونية
تأتي السجائر الإلكترونية بأشكال وأحجام متنوعة، مثل أجهزة USB، أو الأقلام، أو حتى ألعاب، لكنها تتكون في العادة من 3 عناصر: البطارية، أداة التسخين، وخزان أو كبسولة تحتوي على السائل الذي يتم تسخينه، ويوجد عدة أنواع من السيجارة الإلكترونية، منها: [2]
- السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام لمرة واحدة: تأتي معبأة مسبقًا بالسائل، ولا يمكن إعادة ملئها.
- السجائر الإلكترونية القابلة لإعادة التعبئة: تحتوي على خزان أو حجرة يمكن إعادة ملئها بالسائل، كما يمكن شحنها عدة مرات، وفي بعض الأنواع، يمكن تعديلها للتحكم في كمية البخار أو قوة النيكوتين المستنشقة.
- السجائر الإلكترونية مع كبسولة: تحتوي على كبسولات (Pods) أو خراطيش مملوءة مسبقًا بالسائل، قابلة للشحن وإعادة الاستخدام، لكنها تعتمد على استبدال الكبسولات عند نفادها.
- السجائر الذكية: أجهزة متطورة تحتوي على شاشات رقمية، وتطبيقات، حيث تمنح المستخدمين نقاطًا أو مكافآت عند استخدامها.
الفرق بين السيجارة العادية والإلكترونية
السيجارة العادية تحرق التبغ، ما يؤدي إلى إنتاج القطران وأول أكسيد الكربون، وهما من أخطر المكونات المسببة للأمراض والسرطان، بينما السيجارة الإلكترونية لا تتضمن حرق نبات التبغ، وبالتالي لا يتم استنشاق المواد الناتجة عن حرقه، مما يجعل البعض يعتقد بأن أضرار السيجارة الإلكترونية أقل من السجائر العادية، ويوضّح الجدول الآتي الفروقات الأخرى: [3]
السيجارة العادية | السيجارة الإلكترونية |
تحتوي على النيكوتين | أغلب الأنواع تحتوي على النيكوتين |
تحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية | قد تحتوي على معادن سامة، مثل الرصاص، والنيكل، والقصدير |
تحتوي على 70 مادة مسرطنة مؤكدة | تحتوي على مركبات قد تسبب السرطان |
تسبب أمراض لكل الجسم، بما فيها أمراض القلب، والجلطات، وأنواع عديدة من السرطانات | تسبب مخاطر مثل، التهاب الرئة، وصعوبة التنفس، وأضرار محتملة على القلب والمناعة |
ماذا تحتوي السيجارة الإلكترونية؟
يحتوي سائل السيجارة على مواد كيميائية سامة قد تسبب مخاطر صحية عديدة، والأخطر من ذلك أن العديد من مكوناتها ومركباتها غير واضحة أو مخفية، وتتضمن المواد التي قد تحتوي عليها السيجارة الإلكترونية عادةً: [4][5]
- النيكوتين، وهي مادة تسبب الإدمان.
- بروبيلين جلايكول (بالإنجليزية: Propylene glycol).
- مواد مسرطنة، مثل أسيتالديهيد (بالإنجليزية: Acetaldehyde) وفورمالدهيد (بالإنجليزية: Formaldehyde).
- مواد مضرة للرئة، مثل أكرولين (بالإنجليزية: Acrolein) ودياسيتيل (بالإنجليزية: Diacetyl) وثنائي إيثيلين جلايكول (بالإنجليزية: Diethylene glycol)، وأسيتات فيتامين E.
- معادن ثقيلة وسامة، مثل النيكل، والقصدير، والرصاص، والكادميوم.
- البنزين.
- جزيئات صغيرة جدًا يمكن أن تصل إلى أعماق الرئتين، مما يزيد من مخاطر الالتهاب وأمراض الجهاز التنفسي.
هل السيجارة الإلكترونية أقل خطرًا من العادية؟
قد تبدو السيجارة الإلكترونية "أقل ضررًا" من التقليدية؛ لأنها لا تنتج القطران وأول أكسيد الكربون، لكن هذا لا يعني أنها آمنة، فالبخار المستنشق لا يزال يحتوي على مواد كيميائية سامة قد تسبب العديد من المخاطر الصحية، على سبيل المثال: [6]
- تحتوي معظم الأنواع على النيكوتين المعروف أنه مسبب للإدمان، خاصةً للمراهقين، والخطر الأكبر أن بعض الأنواع توفر جرعات أعلى من النيكوتين مقارنة بالسجائر التقليدية، مما يزيد من خطر الإدمان.
- تحتوي على مواد مسرطنة وكيميائية ضارة للرئة، والأشخاص القريبون من المدخنين معرضون لخطر استنشاق هذه المواد الضارة (التدخين السلبي).
- يمكن أن يكون السائل المستخدم في السجائر الإلكترونية سامًا عند ابتلاعه أو ملامسته للجلد أو العين، وقد تم تسجيل حالات تسمم لدى الأطفال والبالغين نتيجة التعرض المباشر لهذه السوائل.
- تم ربط السيجارة الإلكترونية بآلاف الحالات من إصابات الرئة الخطيرة، بعضها أدى إلى الوفاة.
اضرار السيجارة الالكترونية
تسبب السيجارة الإلكترونية مخاطر صحية عديدة قد تكون مماثلة للسجائر العادية، ومنها: [5]
- الإدمان؛ بسبب احتوائها بشكل رئيسي على النيكوتين المسبب للإدمان.
- أمراض الرئة، مثل الربو، وتليف الرئة، ومرض EVALI (حالة مرضية خطيرة مرتبطة بالسجائر الإلكترونية، تسبب سعالًا شديدًا، وضيق تنفس، وألم الصدر، وقد تؤدي إلى الوفاة).
- السرطان، بسبب المواد التي تنتج عن عملية التسخين.
- تضرر الأعضاء، خاصةً الدماغ والقلب، حيث وجد أن النيكوتين يضر بتطور الدماغ، خصوصًا لدى المراهقين، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وتضيق الشرايين، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
- الحروق الخطيرة، بسبب انفجار بطاريات السجائر الإلكترونية فجأة.
السيجارة الإلكترونية: موضة أكثر من عادة
بفضل التسويق الجذاب، والنكهات المتنوعة، والتصميم العصري، أصبحت السجائر الإلكترونية أكثر من مجرد عادة، بل موضة تستهدف الشباب والمراهقين، وتوفرها بسهولة في الأسواق وعبر الإنترنت، حتى للقُصّر أحيانًا، زاد من انتشارها بشكل مقلق، لكن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في أضرارها الصحية، بل في احتمال إعادة التدخين بقوة بعد سنوات من المكافحة! [6]
السيجارة الالكترونية للإقلاع عن التدخين
يروّج أحيانًا إلى استخدام السجائر الإلكترونية كوسيلة للإقلاع عن تدخين السجائر العادية، كونها تعطي إحساسًا مشابهاً للتدخين العادي، قد يكون النيكوتين أقل فيها، مع مواد سامة أقل، مما يسهّل من عملية الإقلاع بشكل مشابه نوعًا ما لبدائل النيكوتين، لكن لم توافق عليها مؤسسة الغذاء والدواء (FDA) كطريقة معتمدة للإقلاع عن التدخين؛ بسبب نقص الأدلة على فعاليتها، ومدى أمانها. [3][7]
وفي الواقع، وجدت بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يبدأون باستخدام السيجارة الإلكترونية، خصوصًا المراهقين، ينتهي بهم الأمر لاحقًا إلى تدخين السجائر التقليدية التي تحتوي على كميات أعلى من المواد الضارة، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أن الكثير من المدخنين الذين يستخدمون السيجارة الإلكترونية لا يقلعون تمامًا، بل يستمرون في التدخين العادي والإلكتروني معًا، مما يضاعف المخاطر. [5][7]
الاقلاع عن السيجارة الالكترونية
الإقلاع عن السيجارة الإلكترونية يشبه الإقلاع عن تدخين السجائر العادية، وقد تساعد النصائح التالية في تحقيقه: [5]
- تحديد الأهداف، حتى لو كان ذلك يشمل تقليل الاستخدام بشكل تدريجي.
- اختيار موعد محدد للإقلاع، على ألا يكون بعيدًا جدًا أو متزامنًا مع فترة ضغط نفسي أو التزامات كبيرة.
- استشارة مختص، مثل طبيب أو معالج أو صيدلاني، أو حتى مراكز الإقلاع عن التدخين المنتشرة في أغلب البلدان.
- مشاركة خطة الإقلاع مع المقربين للحصول على الدعم.
- تدوين الأسباب الدافعة للإقلاع والرجوع إليها عند اشتهاء الدخان.
- تجنب المثيرات والمحفزات المرتبطة بالتدخين، واستبدالها بأنشطة بديلة.
- ممارسة الرياضة، حيث تساهم في تحسين الحالة المزاجية، وتخفيف الرغبة في التدخين.
- سؤال الصيدلاني عن إمكانية استخدام بدائل النيكوتين كالعلكة أو اللصقات؛ لتخفيف الأعراض الانسحابية.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
نصيحة الطبي
لا تزال أضرار السيجارة الإلكترونية على المدى الطويل غير مفهومة بالكامل، لكن الأبحاث تؤكد بوضوح أنها ليست بديلاً آمناً أو أقل ضررًا من السجائر العادية، ولا يوجد إثباتات أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين.
إذا كنت ترغب في الإقلاع التدخين بشكل سلس ومريح، احجز استشارة مع مختص عبر موقع الطبي، واحصل على الدعم والإرشاد المناسب.
اقرا ايضاً :

يعتقد البعض ان التقدم في العمر وما يصاحبه من ظهور للتجاعيد يعبر عن الحكمة الا ان غالبية الناس لا ترغب ... اقرأ أكثر