يعد العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب نوعاً من العلاج بالكلام يهدف إلى تحديد الأفكار والمشاعر السلبية وتعلم طرق فعالة للتغلب عليها؛ للمساعدة في تغيير الحالة المزاجية والاستجابة السلوكية. يفيد العلاج السلوكي المعرفي في علاج الاكتئاب الخفيف أو المتوسط، كما يمكن أن يساعد في علاج حالات الاكتئاب الشديد عند دمجه مع العلاج الدوائي. [1]

يتناول هذا المقال خصائص العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب، وخطواته، ودواعي استخدامه، وكذلك مدى فاعليته في علاج حالات الاكتئاب.

خصائص العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب

يفيد استخدام العلاج المعرفي السلوكي بجانب العلاج الدوائي في تحقيق نتائج أفضل تستمر فترة طويلة، ويتسم العلاج المعرفي السلوكي لمرضى الاكتئاب بالمميزات الآتية: [1] [2] [3]

  • قصر مدة العلاج، حيث تتراوح جلسات العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب بين 12 إلى 20 جلسة فقط، وذلك بناء على شدة حالة المريض؛ لذا فهو لا يستغرق وقتاً طويلاً بعكس العلاج النفسي التقليدي القائم على الحديث والذي قد يستغرق سنوات.
  • تحديد أهداف العلاج بالتركيز على التفكير والشعور الحالي لمريض الاكتئاب وكيفية تغييره دون التطرق إلى الماضي أو سمات الشخصية.
  • اعتماد العلاج على التعاون بين المريض والمعالج، حيث يقوم كلاهما بتسجيل المهام المطلوبة، وأهداف العلاج، وإنجازات التي تم تحقيقها.
  • إمكانية الفرد تطبيق مبادئ العلاج السلوكي المعرفي للقلق والاكتئاب بنفسه بعد تعلمها؛ لمساعدته في مواجهة تحديات الحياة.
  • إعطاء مهام منزلية كجزء من العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب، مثل تسجيل الأفكار، وجدولة الأنشطة المراد تحقيقها، ومحاولة مقاومة الأفكار السلبية عند حدوثها.

خطوات العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب

تهدف تقنيات العلاج المعرفي السلوكي للاكتئاب إلى التعرف على مواقف الحياة التي تسبب الحالة المزاجية الاكتئابية أو التي تساهم في حدوثها، وتحديد أنماط التفكير المشوهة أو غير الصحية التي تؤثر على سلوكيات الفرد وردود أفعاله، ثم محاولة التغلب عليها وتصحيحها. [3]

يستخدم العلاج المعرفي السلوكي كلاً من:

الاستراتيجيات المعرفية

يعتمد العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب على التغلب على تفكير مرضى الاكتئاب الذي يتمحور حول النظرة السلبية للنفس، والبيئة المحيطة، والمستقبل، ويظهر ذلك في صورة أنماط تفكير غير صحية، منها: [2] [3]

  • التفكير الثنائي (كل شيء أو لا شيء): حيث ينظر الشخص للأمور والأشياء على أنها إما أبيض أو أسود ولا يوجد وسط.
  • استبعاد الإيجابيات: حيث يستبعد الفرد المشاعر الإيجابية والإنجازات ولا يضعها في الحسبان.
  • التركيز على السلبيات: الميل إلى التركيز على الجوانب السلبية للأمور وتضخيمها دون الأخذ في الاعتبار الجوانب الإيجابية؛ مما يؤدي إلى عدم رؤية الحقائق.
  • المبالغة أو الإهمال: يتسم هذا النمط بردة الفعل المبالغ فيها سواء بالاهتمام أو الإهمال الزائد.
  • ردود الأفعال السلبية: هي سيطرة الأفكار وردود الأفعال السلبية على التفكير دائماً.
  • التخصيص الشخصي: هو أخذ الأمور بشكل شخصي واعتقاد أن كل فعل موجه له.
  • الإفراط في التعميم: تحليل الحدث والخروج منه باستنتاجات عديدة غالباً لا تكون صحيحة.

اقرا ايضاً :

قلق الاختبارات

الاستراتيجيات السلوكية

يتضمن العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب اتباع طرق تساهم في تغيير أنماط التفكير غير الصحية والسلوكيات السلبية واستبدالها بسلوكيات إيجابية تبعث على السعادة، حيث يتعلم الشخص مواجهة مخاوفه واكتساب المهارات الاجتماعية، من خلال: [2]

  • تعلم استراتيجيات تساعد في التغلب على السلوكيات السلبية، مثل استبدال العزلة الاجتماعية أو الانقطاع عن العمل أو المدرسة بأنشطة إيجابية تعطي شعوراً بالمتعة أو الإنجاز، مثل المشاركة في تجمع عائلي أو حضور حفل.
  • تحفيز مرضى الاكتئاب على أداء بعض المهام البسيطة، مثل القراءة أو ترتيب الفراش لمساعدته على البدء في ممارسة أنشطته اليومية.
  • تسجيل المريض مدى شعوره بالمتعة عند القيام بأي نشاط من خلال وضع تقييم على مقياس من 1 إلى 10؛ لمساعدته على إدراك الشعور بالإنجاز والفرح ومتابعة مدى تطوره؛ مما يعزز الرغبة لديه لإنجاز المزيد.
  • تعلم مهارات تساعد على تحسين النوم والتخلص من الأرق.
  • إعطاء أنشطة محددة تفيد في تحسين المهارات الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: امكانية علاج الاكتئاب في المنزل

دواعي استخدام العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب

يساهم العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب في علاج جميع درجات الاكتئاب حتى الشديد، ويوصى به لمرضى الاكتئاب خاصة الحالات الآتية: [2]

اقرأ أيضاً: علاج الاكتئاب بالأعشاب، حقيقة أم خرافة؟

مدى فاعلية العلاج المعرفي السلوكي في الاكتئاب

غالباً ما يعطي العلاج السلوكي المعرفي للاكتئاب نتائج جيدة عند استخدامه بجانب الأدوية، كما أنه يقلل من احتمالية عودة الاكتئاب مرة أخرى في غضون عام مقارنة بمن يخضعون للعلاج الدوائي فقط. [1]

يفضل تكرار تلقي العلاج المعرفي السلوكي في حالة عودة الاكتئاب، أو عند شعور الشخص بأنه ليس على ما يرام أو عند مواجهة تحديات صعبة. [1]

تجدر الإشارة إلى أنه يمنع إيقاف العلاج الدوائي الموصوف دون استشارة الطبيب حتى أثناء تلقي العلاج السلوكي المعرفي مع مختص نفسي. [1]

اقرأ أيضاً: أنواع مضادات الاكتئاب واستخداماتها

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق