قد تشعر للحظة ما بأن جسدك يحتاج إلى النوم وأنك لا تستطيع أن تقاوم هذه الحاجة الملحة، ولربما تساءلت يوماً عن سبب الشعور بالحاجة للنوم في الأوقات نفسها والاستيقاظ أيضاً في الأوقات نفسها دون منبه. إن السبب وراء ذلك يعود إلى وجود ساعة بيولوجية داخل جسمك تقوم بمهمة التنبيه لديك.
إن الساعة الداخلية في الجسم تنظم الإيقاعات اليومية (بالإنجليزية: Circadian Rhythms)، حيث أن هذه الإيقاعات تتضمن التغيرات الجسدية، والسلوكية، وتبدل الحالة العقلية والتي تستمر لمدة 24 ساعة، وتستجيب بشكل أساسي للضوء والظلام في البيئة التي يتواجد فيها الكائن الحي.
إن الساعة البيولوجية الرئيسية تتواجد في الدماغ، وهي تتكون من آلاف الخلايا العصبية التي تساعد على مزامنة وظائف الجسم وأنشطته، أي تنظيم أنشطة الجسم في أوقات معينة، مثل، وظائف الجسم خلال ال24 ساعة كالنوم والاستيقاظ، وكذلك الوظائف التي تستمر لأكثر من 24 ساعة مثل الدورة الشهرية عند النساء.
علاوة على التحكم في النوم والاستيقاظ فإن الساعة الداخلية في الجسم تتحكم بوظائف أخرى على مدار 24 ساعة مثل:
يلاحظ العديد من الأشخاص بأن هنالك اختلاف طبيعي في أوقات ومستويات النوم والاستيقاظ لديهم خلال اليوم. إن تنظيم عملية النوم تتم من خلال نظامين:
يعمل نظام توازن النوم والاستيقاظ على تنبيه الجسم إلى حاجته إلى النوم إذا استمر بالاستيقاظ لفترة زمنية طويلة، وهو يساعد أيضاً على الحفاظ على قسط كاف من النوم طوال الليل للتعويض عن ساعات الاستيقاظ.
بالمقابل، تعمل الساعة البيولوجية على :
نظراً لأن معظم المراهقين لديهم أوقات بدء مبكر للمدرسة إلى جانب التزامات أخرى، فإن تأخير النوم هذا يؤدي إلى عدم الحصول على ساعات النوم الكافية. يمكن أن يؤثر هذا الحرمان من النوم على الإيقاع اليومي بشكل سلبي إذا لم يتم تنظيمه.
يتم التحكم في الساعة البيولوجية بواسطة جزء من الدماغ يسمى نواة التأقلم (SCN)، وهي مجموعة من الخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد تستجيب لإشارات الضوء والظلام .
ينتقل الضوء إلى نواة التأقلم (SCN) عبر العصب البصري للعين، مما يعطي الإشارة إلى الساعة الداخلية بأن الوقت قد حان للاستيقاظ. تبث نواة التأقلم الإشارات أيضاً إلى أجزاء أخرى من الدماغ والتي تتحكم في الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم، والوظائف الأخرى التي تلعب دوراً في جعلنا نشعر بالنعاس أو اليقظة. مثلاً في الصباح، مع التعرض للضوء، ترسل نواة التأقلم إشارات مثل:
لا بد من التنويه إلى أنه ترتفع مستويات الميلاتونين في الدم عند المراهقين بشكل طبيعي في وقت متأخر من الليل مقارنة بالمراحل العمرية الأخرى. ولذلك قد يواجهون صعوبة في النوم مبكراً. يمكن مساعدتهم في الحصول على قسط كافٍ من النوم من خلال إبقاء الأضواء خافتة في الليل مع اقتراب موعد النوم والتعرض للضوء الساطع في ساعات الصباح الباكر.
إن الإضطرابات التي تحدث في الساعة البيولوجية ترتبط بمشاكل النوم المختلفة ، مثل الأرق. وكذلك ترتبط بالسمنة، والسكري، والاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب، والاضطرابات العاطفية الموسمية (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder).
إن الاضطرابات التي تحدث نتيجة تغير الظروف الخارجية مثل، اضطراب الرحلات الجوية الطويلة تضعنا في صراع مع أنماط نومنا الطبيعية، حيث أن التحول في الأزمنة واختلاف وقت الاضاءة تؤثر على الدماغ تجبر الجسم على تغيير نمطه الطبيعي. ولهذا السبب فإن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة يجعل المسافرين يشعرون بالضعف ويواجهون صعوبة في االتركيز والقيام بمهامهم بشكل جيد.
يمكن لهذه الأعراض أن تحدث أيضاً في الحياة اليومية، فمثلاً، المكوث لساعات طويلة وغير منتظمة دون نوم يمكن أن يسبب اضطراب في الإيقاع اليومي، لذلك، من المهم الحفاظ على جدول نوم منتظم وإتاحة الكثير من الوقت لنوم جيد.
إن الجينات والبروتينات الموجودة في الساعة البيولوجية تعمل بطريقة التغذية الراجعة. تحتوي جينات الساعة البيولوجية على تعليمات لصنع البروتينات الخاصة بها، والتي ترتفع وتنخفض مستوياتها في شكل دوري. ينظم هذا النمط بدوره نشاط الجينات. جميع الكائنات الحية لديها ساعة بيولوجية داخلية بدءاً من الطحالب، والنباتات، والحيوانات وصولاً إلى الإنسان.
إن التشابه في جينات وبروتينات الساعة البيولوجية بين الكائنات الحية يتيح المجال للباحثين لاستكشاف العمليات البيولوجية عند البشر من خلال دراسة مكونات الساعة للكائنات الحية المتنوعة مثل، ذبابة الفاكهة، وعفن الخبز، والنباتات.
في حين أنه قد يضطرب عمل الساعة البيولوجية عند الإنسان بشكل مؤقت نتيجة اختلاف الظروف الخارجية مثل الضوء أو درجة الحرارة، إلا أنها تمتلك القدرة على التكيف مع الظروف الجديدة وإعادة ضبط نفسها بنفسها.
كل شيء يتعلق بعمل الجسم مرتبط بالساعة البيولوجية تؤثر الساعة البيولوجية على اليقظة، والجوع، وعملية التمثيل الغذائي، والخصوبة، والمزاج، والظروف الفسيولوجية الأخرى. لهذا السبب، يرتبط اختلال وظيفة الساعة الداخلية باضطرابات مختلفة، بما في ذلك
الأرق، والسكري، والاكتئاب. حتى فعالية الدواء مرتبطة بها حيث أن بعض الأدوية قد تكون أكثر فاعلية إذا تم إعطاؤها في وقت مناسب من اليوم ينسجم مع إيقاع الساعة البيولوجية.
من المرجح أن الأشخاص الذين يعملون خارج أوقات الدوام التقليدي (أي بنظام الورديات)، ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة الواحدة، وبالتالي يرتفع لديهم خطر الإصابة باضرابات إيقاع الساعة البيولوجية، ومن الأمثلة على هذه الأعمال:
في استطلاع رأي أجرته مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، وجد أنه هنالك 63% من العمال يجدون أن عملهم يسمح لهم بأخذ قسط كاف من النوم، بينما هنالك 25-30% من العمال الذين يعملون بنظام الورديات يعانون من نوبات نعاس شديدة خلال النهار والأرق ليلاً.
تشمل المجموعات الأخرى من الأشخاص المعرضين لخطر اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية أولئك الذين يسافرون عبر مناطق تختلف زمنياً عن المناطق التي يعيشون فيها، أو أولئك الذين يعيشون في الأماكن التي يكون فيها مدة النهار قصير مثل آلاسكا.
Eleanor Imster. Cool facts about your biological clock. Retrieved on 25 th of April, 2020, from: https://earthsky.org/human-world/cool-facts-about-your-biological-clock Amber Erickson Gabbey and Rachel Nall. What Are Biological Rhythms? Retrieved on 25 th of April, 2020, from: https://www.healthline.com/health/biological-rhythms HealthLinkBC. Sleep and your body clock. Retrieved on 25 th of April, 2020, from: https://www.healthlinkbc.ca/health-topics/uz2304 SleepFondation.org. Sleep Drive and Your Body Clock. Retrieved on 25th of April, 2020, from: https://www.sleepfoundation.org/circadian-rhythm/sleep-drive-and-your-body-clock
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.