مرض ثنائي القطب (بالإنجليزية: Bipolar disorder)، يعرف أيضًا باسم البايبولار أو الهوس الاكتئابي (بالإنجليزية: Manic Depression) سابقًا، هو اضطراب عقلي يتضمن تذبذبات شديدة في المزاج، ويؤثر أيضًا في النوم، والطاقة، وطريقة التفكير، والسلوك. [1]
يتدرّج المصاب من مراج الفرح المفرط إلى مزاج الحزن والاكتئاب والانطواء على النفس، أي من الضحك والطاقة العالية إلى البكاء والاكتئاب وفقدان الأمل دون وجود أسباب تستدعي ذلك، لذلك يسمى اضطراب ثنائي القطب. [1]
يجدر الذكر أن المُصاب يمر بنوبات اضطراب ثنائي القطب لفترة مؤقتة تتراوح بين ساعات، أو أيام أو أسابيع، أو أشهر، ولكن يعود طبيعيًا ومستقر نفسيًا بينها. [2]
يوجد 3 أنواع مختلفة من اضطراب ثنائي القطب، تختلف عن بعضها البعض في نوعية النوبات التي تصيب المريض. وهي كالتالي: [3][2]
يمر المريض بهذا النوع من نوبة هوسية أو أكثر، تستمر 7 أيام على الأقل، أو تكون أعراض الهوس شديدة لدرجة الحاجة إلى إدخاله المستشفى، كما قد يعاني أيضاً من نوبات اكتئابية حادة تستمر لمدة أسبوعين، وغالبًا ما يمر المُصابون بهذا النوع من النوبات المختلطة، أي أعراض هوسية وأعراض اكتئابية في الوقت ذاته.
يعاني المريض بالنوع الثاني من نوبات متناوبة من الاكتئاب والهوس الخفيف، ولكنه لا يمر أبداً بنوبات الهوس الشديدة التي يتميز بها النوع الأول.
اضطراب المزاج الدوري أو دوروية المزاج هي نوبات من الهوس الخفيف والأعراض الاكتئابية التي قد تستمر لمدة سنتين على الأقل، أو سنة واحدة عند الأطفال والمراهقين، لكن الأعراض لا تتطابق مع شدة أعراض اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني. [2]
يجهل العلماء الأسباب الحقيقية وراء الإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكنهم يعتقدون بوجود بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب، وهي: [4][3] تشير الدراسات إلى وجود اختلاف في بنية الدماغ لدى المصابين باضطراب ثنائي القطب مقارنة بالأشخاص الآخرين، وربما تساعد هذه الاختلافات في فهم طبيعة المرض، وتطوير علاجات فعّالة مستقبلًا. قد يزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض ثنائي القطب فرصة الإصابة بهذا المرض؛ بمعنى إذا كان أحد الوالدين أو الأشقاء مصابًا باضطراب ثنائي القطب، فهذا يعني أنّ الشخص أكثر عُرضة للمعاناة منه، كما يُعتقد أنّ بعض الجينات ترتبط بظهور هذا المرض. قد تؤدي بعض الأحداث أو الظروف الحياتية الصعبة إلى تحفيز نوبات اضطراب ثنائي القطب، منها التوتر الشديد، أو وفاة شخص عزيز، أو الإصابة بمرض جسدي خطير، أو الطلاق، أو التعرض لمشاكل مالية وغيرها. للمزيد: ما أسباب اضطراب ثنائي القطب؟
يوجد 3 أعراض رئيسية لمرض القطب الثنائي، وهي الهوس، والهوس الخفيف، والاكتئاب. أعراض الهوس قد يشعر المُصاب بالسعادة المفرطة، والنشوة، والحماس، والطاقة العالية، وتتضمن الأعراض: [3] أعراض الهوس الخفيف تصيب نوبة الهوس الخفيف عادةً مرضى ثنائي القطب من النوع الثاني، وهي تتمثل أيضاً بالشعور بالنشوة، والحماس، والطاقة، ولكنها ليست بشدة أعراض نوبة الهوس؛ فهي لا تسبب مشاكل للمريض في العمل، أو المدرسة، أو الجامعة، أو في العلاقات الاجتماعية. [2] يشعر الشخص خلال نوبة الهوس الخفيف بالنشاط، والحماس، والثقة بالنفس، وقد يبدو في حالة مزاجية جيدة جدًا، وينجز الكثير من المهام، لكن على الرغم من أن الشخص نفسه لا يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي، قد يلاحظ من حوله تغيرات غير طبيعية في سلوكه أو مزاجه، وغالبًا ما يتبعها نوبة اكتئاب شديدة. [2] أعراض الاكتئاب تتمثّل أعراض الاكتئاب: [3] كما قد يمر المريض أيضاً بنوبة مختلطة من الهوس أو الهوس الخفيف والاكتئاب معاً، فقد يشعر المريض بالحزن والاكتئاب، لكنه في نفس الوقت لديه طاقة عالية، وتهيّج، وعدم قدرة على النوم. [2] للمزيد: أعراض اضطراب ثنائي القطب تتشابه أعراض مرض ثنائي القطب بين الرجال والنساء، لكن هناك بعض الفروقات البسيطة، إذ تُعد النساء أكثر عرضة من الرجال لما يُعرف بـ"التقلبات السريعة"، أي حدوث أربع نوبات أو أكثر من الهوس أو الاكتئاب خلال عام واحد، كما تكون نوبات الاكتئاب أطول لديهن. [4] يُكتشف اضطراب ثنائي القطب لدى النساء في سن متأخرة مقارنة بالرجال، كما تُلاحظ الأعراض عادةً لأول مرة خلال الحمل أو بعد الولادة، وهنّ أكثر عرضة للإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني. [4]
أعراض مرض ثنائي القطب عند النساء
بدايةً، يتم القيام بمجموعة من الفحوصات والاختبارات لتشخيص الإصابة باضطراب ثنائي القطب، منها: [2] يستخدم الأطباء الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس (DSM-5) لتأكيد التشخيص باضطراب ثنائي القطب، حيث يجب أن يكون المريض قد مرّ على الأقل بنوبة واحدة من الهوس أو الهوس الخفيف، ثم يتم تحديد نوع اضطراب ثنائي القطب بناءً على نمط الأعراض، ومدى شدتها. [2]
يعد أفضل علاج لمرض ثنائي القطب هو مزيج من الأدوية، والعلاج النفسي، والتغييرات في نمط الحياة، وبغض النظر عن فترة ظهور الأعراض وشدتها، يجب أن يتلقى المريض علاجاً طوال حياته؛ لذلك فإنه لا يمكن تحديد مدة علاج مرض ثنائي القطب. [1] الأدوية قد يصف الطبيب واحد أو أكثر من الأدوية التالية لعلاح اضطراب ثنائي القطب: [1][4] للمزيد: أدوية لعلاج اضطراب ثنائي القطب العلاج النفسي العلاج النفسي أو العلاج بالكلام هو جزء أساسي من الخطة العلاجية لاضطراب ثنائي القطب، إلى جانب الأدوية. وهناك أنواع متعددة من العلاج النفسي، منها: [1][2] يركز هذا النوع من العلاج على أهمية الانتظام في الروتين اليومي، مثل النوم، وتناول الطعام، والنشاطات اليومية؛ للحفاظ على استقرار المزاج والحد من النوبات. يساعد المريض على التعرف إلى الأفكار والمشاعر السلبية، وتغيير أنماط التفكير غير الصحية، واستبدالها بعادات نفسية وسلوكية أفضل. يهدف إلى توعية المريض وأسرته بطبيعة اضطراب ثنائي القطب، وأعراضه، وكيفية التعامل معه؛ مما يسهّل إدراة المرض بشكل أفضل. يعتمد على إشراك الأسرة في العلاج لتوفير بيئة داعمة للمريض، وتعلّم كيفية التعرف على العلامات المبكرة للنوبات، والتعامل معها عند حدوثها. احصل على استشارة نفسية متخصصة وسرية، من طبيب نفسي معتمد، عن بُعد، وفي الوقت الذي يناسبك. علاجات أخرى في بعض الحالات، قد يلجأ الأطباء إلى علاجات إضافية لاضطراب ثنائي القطب، منها: [2] يتضمن تمرير تيار كهربائي في الرأس تحت تأثير التخدير الكامل وبدون ألم، ويُستخدم لعلاج حالات الاكتئاب الشديد أو الهوس الحاد المقاوم للأدوية، خاصة في حالات الطوارئ أو أثناء الحمل. طريقة آمنة تستخدم مجالاً مغناطيسيًا لتحفيز مناطق معينة في الدماغ بدون الحاجة إلى تخدير، وتُعدّ بديلاً عن العلاج بالصدمة الكهربائية في حالات الاكتئاب الحاد الذي لا يستجيب على العلاج. يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تثبيت المزاج، خاصةً النساء اللواتي يعانين من اضطراب ثنائي القطب سريع التقلب والمقاوم للعلاج. يُعطى بجرعات منخفضة عن طريق الوريد، ويُستخدم في حالات الاكتئاب الشديد والاكتئاب لفترة قصيرة. يُلجأ إليه في الحالات الشديدة من الهوس أو الاكتئاب، خاصة إذا شكّل المريض خطرًا على نفسه أو على من حوله. للمزيد: طرق علاج اضطراب ثنائي القطب
قد يوصي الأطباء بإجراء تغييرات في نمط حياة مرضى اضطراب ثنائي القطب، ومنها: [1]
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية من الإصابة باضطراب ثنائي القطب، لكن الالتزام بالعلاج والمتابعة المنتظمة مع الطبيب يساعدان على الوقاية من تكرار النوبات، واستقرار الحالة النفسية، كما يُنصح بتجنّب العوامل التي قد تحفز نوبات الهوس أو الاكتئاب، مثل السهر وقلة النوم، أو التوتر الشديد. [5] إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة باضطراب ثنائي القطب، فمن المهم أن يكون الشخص والمحيطون به على وعي بعلامات المرض. [5]
يتساءل البعض هل مرض ثنائي القطب خطير؟ والحقيقة أن الإجابة هي نعم في حال عدم تلقّي العلاج؛ فقد يُسبب الاضطراب بعض المشاكل، منها: [1]
اضطراب ثنائي القطب هو حالة مزمنة تتطلب علاجًا مستمرًا مدى الحياة، حتى وإن كان الشخص مستقرًا نفسيًا بين النوبات، ومع العلاج المناسب، يمكن تقليل عدد مرات حدوث النوبات، وتحسين جودة الحياة، وممارسة الحياة بشكل طبيعي مثل الآخرين. [2]
[1] Smitha Bhandari, MD. What Is Bipolar Disorder? Retrieved on the 20th of April, 2025. [2] Cleveland Clinic. Bipolar Disorder. Retrieved on the 20th of April, 2025. [3] Tim Newman. What should you know about bipolar disorder? Retrieved on the 20th of April, 2025. [4] Emma Nicholls. Everything You Need to Know About Bipolar Disorder. Retrieved on the 20th of April, 2025. [5] healthdirect australia. Bipolar disorder. Retrieved on the 20th of April, 2025.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.