متلازمة المبيض متعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic Ovarian Syndrome (PCOS))، هي أحد المشاكل الصحية والاضطرابات الهرمونية الشائعة بين النساء، والتي يصاحبها أعراض متنوعة، منها مشاكل في التمثيل الغذائي، والحيض غير المنتظم، وفرط نمو الشعر، وحب الشباب.
تعرف متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أيضاً باسم متلازمة تكيس المبايض، وتعاني النساء المصابات بها في الغالب من ارتفاع في مستوى هرمون الذكورة الأندروجين ووجود أكياس صغيرة على المبايض مملوءة بالسوائل في معظم الحالات.
يساعد التشخيص والعلاج المبكر لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات على التقليل من خطر حدوث مضاعفات على المدى البعيد، مثل مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية.
تعتبر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أكثر شيوعاً بين النساء في سن الإنجاب، وهي أيضاً أحد أسباب العقم الشائعة التي يمكن علاجها، وذلك بسبب تأثير المتلازمة على عملية الإباضة الطبيعية، وبالتالي حدوث مشاكل في الحمل.
يتضمن الفرق بين المبيض متعدد الكيسات وتكيس المبايض جوانب مختلفة ابتداءً من الأعراض وحتى المضاعفات، إذ تعتبر ظاهرة تكيس المبايض من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً بين النساء وقد لا يصاحبها أي أعراض، أما متلازمة المبيض المتعدد الكيسات أقل شيوعاً وأعراضها أكثر حدة.
يمكن أن يتم تصنيف تكيس المبايض في بعض الحالات على أنه أحد المتغيرات الطبيعية لمبيض المرأة وليس مرضاً، بينما تعد متلازمة تكيس المبايض حالة استقلابية مرضية لها تشخيص معين، ولها عواقب ومضاعفات قصيرة وطويلة الأمد.
تعتبر أسباب متلازمة تكيس المبايض غير معروفة بشكل دقيق، ولكن يؤثر ارتفاع مستوى هرمون الأندروجين على عمل المبايض، وبالتالي حدوث خلل في الهرمونات التناسلية، وعدم قدرة المبيض على تكوين وإطلاق البويضات بشكل طبيعي. يرتبط ارتفاع هرمونات الذكورة الأندروجينات بعدد من العوامل والأسباب، والتي تشمل ما يلي:
تفرز المبايض في الوضع الطبيعي الهرمونات الأنثوية، وهي هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone)، والتي تساعد على التبويض وتهيئ بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة، فإذا لم يحصل حمل، يقل إفراز هرمون الأستروجين والبروجسترون ويتوقف إعداد بطانة الرحم أثناء فترة الحيض. كذلك تقرز المبايض في الوضع الطبيعي كميات صغيرة جداً من الهرمونات الذكورية (الأندروجين). تلعب الغدة النخامية أيضاً دوراً في تنظيم عملية الإباضة، حيث تفرز الغدة النخامية هرمون الملوتن (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone, (LH)) والهرمون المنبه للجريب، واللذان لهما دور في نمو وإفراز البويضة وعملية التبويض الطبيعية قبل نحو أسبوعين من موعد الدورة الشهرية. في متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، تفرز الغدة النخامية مستويات عالية من هرمون الملوتن ويزداد إفراز هرمون الأندروجين من المبايض، وهذا يؤدي إلى إحداث خلل في دورة الطمث الطبيعية وعملية التبويض، وبالتالي حدوث مشاكل أو صعوبة في الحمل، والتسبب أيضاً في ظهور أعراض مزعجة، مثل زيادة شعر الجسم. لكن ما زال من غير المعروف أسباب زيادة إفراز هرمون الملوتن وهرمون الأندروجين في متلازمة تكيس المبايض.
تظهر أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات لدى بعض النساء في بداية حدوثها، ولكن عند البعض الآخر قد لا تظهر الأعراض حتى وقت متأخر، ولا يكتشفن أنهن مصابات إلا بعد زيادة الوزن الملحوظة بغير سبب أو عند مواجهة صعوبة في الحمل. كما تختلف العلامات والأعراض بين النساء، في كل من النوع والشدة، وتشمل أعراض متلازمة تكيس المبايض الأكثر شيوعاً ما يلي:
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص متلازمة تكيس المبايض، ولكن عندما يتم تشخيص متلازمة المبيض المتعدد الكيسات فإنه يجب توفر اثنين على الأقل مما يلي: يجدر الإشارة أنه على الرغم من مسمى متلازمة تكيس المبايض، فإن الكشف عن وجود تكيس المبايض لا يكفي وحده لتأكيد تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات، إذ قد تعاني بعض النساء من تكيس المبايض من دون متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، كما قد يتم في المقابل تشخيص متلازمة تكيس المبايض لدى بعض النساء دون حدوث تكيس في المبايض. هناك بعض الفحوصات التي يمكن إجراءها عند تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات بهدف استبعاد الأسباب الأخرى، وتشمل ما يلي:
الفحوصات التشخيصية لمتلازمة تكيس المبايض
لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات، لكن تهدف الإجراءات العلاجية غلى التحكم بالأعراض والتحكم بالمضاعفات والوقاية منها، وينقسم علاج متلازمة تكيس المبايض إلى جزأين رئيسين، وهما: قد يتم أحياناً اللجوء إلى الجراحة بهدف تحسين الخصوبة، حيث يتم إجراء ثقوب صغيرة في المبيض باستخدام الليزر أو إبرة رفيعة لاستعادة التبويض الطبيعي. وهناك خيار العلاج بالكي في بعض الحالات. توصى المصابات بمتلازمة تكيس المبايض باتباع نمط حياة صحي، ويشمل ذلك ما يلي: للمزيد: أطعمة تنظم هرمونات المرأة يتم وصف بعض الأدوية لعلاج بعض الأعراض أو المضاعفات، ومن الأمثلة على هذه الأدوية: تساعد حبوب منع الحمل التي تحتوي على مزيج من هرمونات الأستروجين والبروجستيرون الاصطناعية على تخفيض مستوى الأندروجين، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية وعلاج أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل نمو الشعر وحب الشباب، ويقلل أيضاً من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم والنزيف غير الطبيعي. ثمة طريقة علاج أخرى قد يتم اتباعها لتنظيم الدورة الشهرية، وهي تناول حبوب هرمون البروجستيرون لمدة 10 إلى 14 يوم كل شهر، ولكن هذه الطريقة لا تقلل من مستويات الاندروجين. يساعد الإستروجين والبروجستون يومياً في تنظيم النسل من خلال استعادة التوازن الهرموني الطبيعي وتنظيم التبويض، وتقليل نمو الشعر الزائد، والحماية من سرطان بطانة الرحم. وتأتي هذه الهرمونات على شكل حبوب أو رقعة أو حلقة مهبلية. دواء الميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin)، هو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، ويستخدم في علاج متلازمة تكيس المبايض بهدف تقليل مقاومة الأنسولين المصاحب لها. عقار كلوميفين (بالإنجليزية: Clomiphene)، هو دواء للخصوبة ومحفز للتبويض، ويساعد في علاج مشاكل الحمل الناتجة عن متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وقد يكون له تأثير أيضاً في زيادة فرص الحمل بتوأم. يساعد عقار سبيرونولاكتون (بالإنجليزية: Spironolactone)، في تخفيف الشعر الخشن والزائد. يتم وصف بعض العلاجات للتخلص أو تقليل نمو الشعر غير المرغوب فيه، مثل كريم إيفلورنيثين (بالإنجليزية: Eflornithine)، وهو دواء يبطئ نمو الشعر.
علاج متلازمة تكيس المبايض غير الدوائي
ادوية متلازمة المبيض المتعدد الكيسات
حبوب منع الحمل
هرمونات الإستروجين والبروجسترون
دواء ميتفورمين
دواء كلوميفين
دواء سبيرونولاكتون
أدوية تخفيف نمو الشعر غير المرغوب فيه
يفضل اتباع أسلوب الحياة الصحي ومتابعة بعض الأمور للتخفيف والتعايش مع متلازمة تكيس المبايض، وتشمل:
لا يمكن الوقاية من متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، وذلك لأن أسبابه غير معروفة بشكل دقيق، بالإضافة إلى العامل الوراثي، ولكن التشخيص المبكر يسهم في التعايش مع المرض، والتحكم بالأعراض وتخفيف والوقاية من المضاعفات.
من مضاعفات متلازمة تكيس المبايض ما يلي:
يعتمد مآل هذا المرض على الاستمرار في العلاج، حيث تستطيع المصابات بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات الحمل والإنجاب، والتحكم بالأعراض مع الحفاظ على الأدوية ونمط الحياة الصحي. لكن هناك زيادة احتمالية زيادة الضغط الشرياني أثناء الحمل بالإضافة زيادة احتمالية الإصابة بمرض السكري.
Stephanie Watson. Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment. Retrieved on the 24th of July, 2021, from: https://www.healthline.com/health/polycystic-ovary-disease Womenshealth.gov. Polycystic ovary syndrome. Retrieved on the 24th of July, 2021, from: https://www.womenshealth.gov/a-z-topics/polycystic-ovary-syndrome WebMD.com. Polycystic Ovary Syndrome (PCOS). Retrieved on the 24th of July, 2021, from: https://www.webmd.com/women/what-is-pcos#1 Mac Pannill. Polycystic Ovary Syndrome: An Overview. Retrieved on the 24th of July, 2021, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.