المعص الحر (بالإنجليزية: Heat cramps): هي تشنجات عضلية قوية ومؤلمة تأتي على فترات متقطعة وقصيرة وتكون خارجة عن إرادة الشخص نفسه. حيث يعاني الشخص من ألم نتيجة إجهاد في العضلات بعد قيامه بنشاط حركي شديد أو تواجده في منطقة ذات حرارة قوية، وجو جاف لفترات طويلة. يبدأ الألم عادةً مباشرة بعد الانتهاء من النشاط الحركي، كما يمكن أن يبدأ ألم العضلات خلال الحركة أو بعد بضع ساعات من الراحة.
يظهر المعص الحر غالباً في العضلات الحركية الرئيسية في جسم الإنسان، والتي تعتبر العضلات الأكثر تأثراً بالأنشطة الجسدية والتي يقع عليها أكبر حجم من الضغط أثناء الحركة، وهي عضلات البطن، وعضلات الفخذين، وعضلات الأكتاف.
للمزيد: ألم العضلات المزمن
هناك العديد من الاحتمالات المذكورة، والتي يمكن أن تكون سبباً لهذه التشنجات التي تصيب عضلات الجسم أثناء إجهادها في محيط ذو حرارة مرتفعة. حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن النشاط الحركي الطويل والمجهد لعضلات الجسم، يعمل على إضعاف قدرة هذه العضلات على التحكم في تقلصها وتمددها، مما يسبب ما يسمى اختلال التحكم العصبي العضلي (بالإنجليزية: Altered Neuromuscular Control). للمزيد: مؤشرات نقص المعادن والفيتامينات في الجسم
كما تشير دراسات وأبحاث أخرى، إلى أن السبب وراء الإصابة بالمعص الحر يمكن أن يكون بسبب اختلال التوازن الداخلي في تراكيز المعادن المختلفة في الجسم؛ لكونها المسؤول الرئيسي عن العديد من التفاعلات الكيميائية في العضلات. ومن هذه المعادن، البوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وأهمها الصوديوم، الذي أظهرت نتائج الدراسات وجوده في نسب كبيرة في العرق، الذي يتم إفرازه خارج جسم الإنسان، مما يعني نقصان تركيزه في الجسم.
إذ تمكن عدد كبير من العمال الذين يقومون ببذل جهد كبير في مناطق ذات مناخ حار وجاف، في مختلف المصانع والشركات بالتغلب على مشكلة معص الحر عن طريق المحافظة على تزويد أجسامهم بالسوائل الغنية بالأملاح طوال فترة عملهم لتعويض أي نقص يمكن أن يحدث.
يؤثر معص الحر على الجميع بطرق متعددة ، ولكنه أعمق تأثيراً على الفئات التالية: ودائماً ما ينصح الطبيب الأشخاص المعرضون لمعص الحر، بالابتعاد قدر الإمكان عن العمل الشاق وعدم بذل مجهود كبير في أماكن حارة لفترات طويلة. وفي حال كان من الضروري العمل بهذه المناطق، يجب التأكد من الحصول على بديل مناسب وكافي من السوائل والأملاح المفقودة من الجسم؛ لتجنب الإصابة بمعص الحر.
هناك أنواع متعددة من إنهاكات الحر التي يمكن أن يصاب بها الشخص عند وجوده في درجات حرارة محيطة عالية غير اعتيادية، والتي تختلف بخطورتها والأعراض المصاحبة لها، على الرغم من تشابه جزء منها. ومن هذه الإنهاكات، الإنهاك الحراري (بالإنجليزية: Heat Exhaustion)، وضربة الشمس (بالإنجليزية: Heat Stroke)، ومعص الحر الذي يعتبر الحالة الأقل خطورة من بينهم، بالإضافة إلى أنه قد يعتبر في بعض الأحيان علامة على حدوث الاضطرابات الأكثر خطورة. اقرأ أيضاً: كيف نتعامل مع ضربة الشمس انفوجرافيك وفي حال التوجه إلي المراكز الطبية لأخذ العلاج، يعتمد الأطباء في تشخيص الحالة على هذه الأعراض والفروقات التي بين كل إنهاك حراري وآخر؛ لتحديد نوع المرض الحر الذي يعاني منه المريض وتحديد العلاج المناسب لذلك. ويعتبر التشنج العضلي اللاإرادي، والذي يصاحبه ألم شديد في العضلة، هو العرض الرئيسي عند الإصابة بمعص الحر، بحيث يكون ظهور الألم على فترات متقطعة. وغالبا ما يذهب هذا الألم بعد أخذ قسط من الراحة، وشرب كميات مناسبة من السوائل والأملاح المذابة فيها، دون الحاجة لأي تدخل طبي.
عادةً ما تزول الأعراض المصاحبة لمعص الحر لوحدها، ولكن هناك العديد من الخطوات التي يستطيع الشخص القيام بها عند شعوره بالألم، والتي تساعد في التخفيف من أعراض المعص الحر. حيث ينصح الأطباء المرضى عند الشعور بألم عضلي بالتوقف عن النشاط المبذول، والقيام بما يلي:
كما ذكرنا سابقاً، فإن الشخص المصاب بمعص الحر، يكون قد تعرض لفترة طويلة إلى إجهاد وحرارة كبيرة، أدت إلى تشنج العضلات، مما يؤدي إلى شعوره بالألم الشديد، الذي يذهب من تلقاء نفسه بعد أخذ قسط من الراحة وشرب السوائل. ولكن في حال استمر الألم على الرغم من اتخاذ الإجراءات المنزلية الممكنة، وبعد انقضاء وقت من الزمن، يصبح من الضروري اللجوء إلى أحد مراكز الرعاية الطبية لاتخاذ الإجراء العلاجي المناسب، خصوصاً في حال كان الألم يرافقه واحدة من الأعراض التالية، حيث يمكن أن يكون هذا التشنج العضلي علامة على إنهاك حراري آخر غير معص الحر: يقوم الطبيب بتحديد العلاج المناسب، وذلك بعد طرح العديد من الأسئلة على المريض. تتعلق هذه الأسئلة بطبيعة العمل وعدد ساعاته، وعن طبيعة الجو المحيط من حيث الرطوبة ونسبة الهواء في المنطقة التي تواجد فيها الشخص قبل شعوره بالألم، وعن وقت ظهور الألم والتشنجات، والتأكد من عدم وجود أي عرض آخر ظاهر عليه. بالإضافة إلى القيام بالفحص السريري، حيث يتألم المريض عند لمس الطبيب لعضلاته. ويتأكد الطبيب من علامات الجفاف في الجسم، عن طريق الكشف على اللسان، والفم، وإفرازات الجسم الطبيعية، والبول، حيث يدل لون البول الداكن ورائحته القوية على الإصابة بالجفاف. بالإضافة إلى قلة التعرق في منطقة الإبطين، وانخفاض ضغط الدم.
:Sabrina Felson. Heat Cramps. Retrieved on the 6th of Nov, 2019, from https://www.webmd.com/fitness-exercise/heat-cramps :John cunha. Heat cramps. Retrieved on the 6th of Nov, 2019, from https://www.emedicinehealth.com/heat_cramps/article_em.htm#what_are_heat_cramps_symptoms_and_signs Benjamin Wedro. Heat cramps. Retrieved on the 6th of Nov, 2019, from:
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.