أخبار الطبي-عمّان
يُعتبر موضوع تناول الكحول من المواضيع التي لا يتطرق لها الكثيرون لارتباطه باعتقادات دينية، لكن بالنظر إلى المُجتمع المتنوع إجتماعياً وعرقياً ودينياً يقتضي الأمر تسليط الضوء على آخر ما توصل إليه العلماء والباحثون بخصوص شرب الكحول، ليستفيد من هذه المعلومات الفئة المعنية بها.
وفقاً للمبادئ التوجيهية الغذائية الأمريكية، ويعرّف تناول الكحول المعُتدل باستهلاك واحدة من المشروبات الكحولية يوميا للنساء - مثل البيرة والنبيذ أو غيرها من المشروبات الكحولية - واستهلاك اثنين من المشروبات الكحولية يومياً للرجال.
دراسة جديدة نُشرت في مجلة الدورة الدموية (Circulation) تقول أنّ كبار السن من الرجال الذين يستهلكون على الأقل اثنين من المشروبات الكحولية يوميا قد يكون ذلك سبباً في تلف القلب لديهم، وأمّا بالنسبة للنساء المسنات فهنّ عُرضة لنفس التأثير وهو لتلف القلب عند تناولهنّ لحصة واحدة فقط في اليوم من المشروبات الكحولية.
وتعتبر هذه الدراسة محط الأنظار لأنها تربط بين تناول الكحول وتلف القلب ومع كميات معتدلة بحسب التوجيهات الغذائية ولطالما اتجهت الأنظار إلى الإفراط في شرب الكحول الذي يعتبر المسبب الأول للمرض الخطير المعروف بتشمّع الكبد (Liver Cirrhosis).
للوصول إلى النتائج التي توصلوا إليها، وحلل الباحثون بيانات 4,466 من الرجال والنساء متوسط أعمارهم 76 عاماً.
وعلى أساس استهلاكهم الكحول -المُبلّغ عنه ذاتيا- وُضع كُل مشارك في واحدة من أربع مجموعات:
- لا يتناولون الكحول
- أقل من سبعة مشروبات كحولية أسبوعيا
- 7-14 من المشروبات الكحولية أسبوعياً
- أكثر من 14 من المشروبات الكحولية أسبوعياً
تم تقييم حجم القلب، بنيتهُ ووظيفتهُ في جميع المشاركين عن طريق عمل موجات فوق صوتية.
ووجد الباحثون أنه كلما كانت كمية الكحول التي يستهلكها المشاركين أسبوعيا، أكثر كلما كان الضرر اللاحق بالقلب أكثر. فارتبط زيادة استهلاك الكحول بتضخم البطين الأيسر للقلب - غرفة الضخ الرئيسية - في كل من الرجال والنساء، وكان هذا التأثير بارزاً بين الرجال الذين يستهلكون أكثر من 14 من المشروبات الكحولية أسبوعيا (أي حوالي اثنين يومياً).
موضوع تضخم البطين الأيسر للقلب أمر لا يُستهان به، فهذا يعني تراجع وظائف القلب مع الزمن إلحد الذي يصل بالمرض إلى حالة فشل القلب (Heart Failure) وقد يصبح القلب بعدها أكثر عرضة للنوبات القلبية وغيرها.
وارتبط استهلاك الكحول المعتدل في النساء أيضا إلى ضعف في وظيفة القلب. على وجه التحديد، كانت النساء اللواتي تناولن مشروباً كحولياً واحداً فقط لديهم انخفاض في قدرة البطين الأيسر على ضخ الدم وزيادة الضغط في البطين الأيسر وهو ما يعرف طبياً بانخفاض الكسر القذفي (ejection fraction) ويقاس بالنسبة المئوية. وأصبحت هذه الرابطة أقوى كما زاد تناول الكحول.
وظلت هذه النتائج حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل قد تؤثر في النتائج، مثل وزن المشاركين والتدخين، والتعليم، والدخل السنوي، والإصابة بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم.
نُذكر أن شرب كميات كبيرة من الكحول أو شربه بشكل متكرر يؤدي إلى مشاكل كثيرة ، منها ما يلي:
● تداخل الكلام وتشوه الرؤيا والسمع والحواس بشكل عام.
● النعاس والصداع.
● التقيؤ واضطراب المعدة و الإسهال.
● صعوبة التنفس.
● ضعف الإدراك والخلل في القدرة على إصدار الأحكام.
● الترنح في المشي وعدم التناسق الحركي.
● فقدان الوعي والدخول في غيبوبة.
● فقر الدم، والذي يفضي بدوره إلى أعراض عديدة، منها ضيق الأنفاس والشعور بالإرهاق.
● عدم تذكر الشخص للأحداث التي مرت به وهو تحت تأثير الكحول.
وبشكل عام، يجدر التنويه إلى أن الكحول يؤثر على جميع أجهزة الجسم، فضلاً عن الصحة النفسية.
وعلى المدى البعيد قد يرتبط شرب الكحول بشكل متكرر والإدمان عليه بالتالي:
● ضعف أو فقدان القدرة على الإنتاجية.
● المشاكل العائلية وقطع العلاقات مع الأهل والأصدقاء.
● التسمم الكحولي.
● ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسكتة الدماغية، فضلاً عن الإصابة بأمراض متعلقة بالقلب.
● مرض الكبد.
● التهاب بطانة المعدة.
● تلف الأعصاب والدماغ.
● السرطان، منه سرطان الفم والحلق والحنجرة والمريء والكبد. ويذكر أن احتمالية الإصابة بالسرطان تزداد لدى المدخنين.
● أمراض الدم والأوعية الدموية، منها زيادة التجلط، ما قد يؤدي إلى الإصابة بمشاكل عديدة، منها أزمات القلبية والسكتات الدماغية.
● المشاكل الجنسية.
● سوء التغذية وعوز فيتامين ب1، والذي قد يفضي إلى اضطراب يتسم بالتوهان وفقدان الذاكرة.
● الالتهابات، ذلك بأن الكحول يضعف المناعة.
للمزيد: